أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية















المزيد.....

الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 14:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


دون معرفة جذور وأسباب الانقسام معرفة دقيقة فكل مشاريع وسيناريوهات حله ستكون شطحات نظرية و مجرد أوهام ولن تؤدي لحل المشكلة . اختزال المشكلة بأن الانقسام الذي أدي لفصل غزة عن الضفة ووجود حكومتين وسلطتين واستمرار تعثر جهود المصالحة، سببه الخلاف بين حركتي فتح وحماس فقط ،وبالتالي فمصالحة هذين الحزبين سيحل المشكل وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل يوليو 2007. هذا المنطلق في تشخيص المشكلة خاطئ ولا يساعد على انجاز المصالحة الوطنية الحقيقية بما يعيد توحيد الضفة وغزة مرة أخرى في إطار سلطة وحكومة واحدة واستنهاض المشروع الوطني الفلسطيني.
نعم الخلاف السياسي والأيديولوجي موجود ويتمظهر بأشكال استفزازية ومُهينة لكل فلسطيني، والجماعات المرتبطة بهذا الطرف الخارجي أو ذاك موجودة ولا تتوانى عن إثارة الفتنة والتشكيك بكل جهد جاد للمصالحة، كما توجد جماعات مصالح مستفيدة من الانقسام، ولكن المعادلة أكبر من ذلك وأكثر تعقيدا، وبالتالي معالجة الملف يحتاج للتمييز ما بين المسؤولية الفلسطينية عن الانقسام و الشروط والمتطلبات الذاتية للمصالحة وإنهاء الانقسام من جانب، والمسؤولية الخارجية عن الانقسام والشروط والمتطلبات الموضوعية أو التحديات الخارجية التي تعزز حالة الانقسام وبالتالي تُعيق عملية المصالحة من جانب آخر .
إن ما يسمى بالانقسام ليس مجرد خلاف سياسي بين حركتي فتح وحماس ، لأنه لا يُعقل أن الخلافات السياسية بين الطرفين على درجة من الخطورة والتباعد بحيث إن تسع سنوات من المفاوضات ووساطة أكثر من دولة تفشل في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، كما لا نعتقد أن هذين الحزبين، وبالرغم من مشاركة بعض مكوناتهما في المخطط واستفادة آخرين من عملية الانقسام ، لا نعتقد أنهم يستهينون بمخاطر الانقسام على مستقبل القضية الفلسطينية ويتجردون من حسهم الوطني.
إن كل متابع لمجريات الأمور منذ عام 2000 وبعد فشل مباحثات طابا ثم اجتياح الضفة الغربية عام 2002، يدرك أن إسرائيل وبمباركة أمريكية قررت تغيير المعادلة في مناطق السلطة الفلسطينية من خلال تصفية الرئيس ياسر عرفات والنهج العرفاتي كله، وفصل غزة عن الضفة . وكل ما جرى بعد ذلك كان تهيئة المسرح لتنفيذ هذا المخطط بأدوات فلسطينية وعربية وإقليمية، وعلى خشبة المسرح لعب فلسطينيون أدوارا مُعدة لهم ، بعضهم كان على علم بالمخطط وقابِلٌ بلعب هذا الدور، والبعض الآخر كان غير عالم به ويعتقد نفسه بطلا حقيقيا .
لن نخوض مجددا في ملف الانقسام وتداعياته وقد تحدثنا عنه بالتفصيل في كتابنا (صناعة الانقسام : النكبة الفلسطينية الثانية) الصادر عن دار الجندي 2014 . ولكن ما نود التأكيد عليه أنه وبالرغم من أخطاء وتقصير البعض وتواطؤ البعض الآخر في صناعة الانقسام وإفشال المصالحة، إلا أن المعادلة كانت وما زالت أكبر من حركتي فتح وحماس، وقد اعترفت إسرائيل بأن الانقسام صناعة إسرائيلية، وهذا ما جاء على لسان الرئيس السابق للكيان الصهيوني شمعون بيرس الذي قال : "إن واحدة من أهم إنجازات دولة إسرائيل تتجسد بالانقسام السياسي الفلسطيني الذي جرى في حزيران 2007م".
إن القيادات العليا في كل من فتح وحماس والفصائل الأخرى تعلم جيدا هذه الحقيقة، قيادة فتح ومنظمة التحرير تعلم أن حركة حماس ليست الطرف الوحيد المُعيق للمصالحة، وقيادة حماس تعلم أنه ليس فتح ومنظمة التحرير هما من يعيقان إنجاز ملف المصالحة، والطرفان يعلمان أنه ليس بمصالحة فتح وحماس يمكن إعادة توحيد الضفة وغزة في إطار سلطة وحكومة واحدة، بل يحتاج الأمر لمعادلة إقليمية ودولية جديدة ، أو مصالحات إقليمية ودولية ترفد المصالحة الفلسطينية.
الطرفان يعلمان أنهما أو بعض مكوناتهما انزلقا في مخطط الانقسام، وأن تحميل كل منهما الطرف الآخر المسؤولية إنما يهدف إلى التغطية على الفشل أو العجز، سواء في مواجهة المخطط الإسرائيلي للحفاظ على الانقسام وفصل غزة عن الضفة،أو التغطية على مأزق الخيار المنفرد لكل منهما: خيار المفاوضات بالنسبة للسلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح، وخيار المقاومة المسلحة بالنسبة لحركة حماس.
ومع فإن أي حديث عن المصالحة لا بد ان يكون من خلال حركتي فتح وحماس باعتبارهما أكبر فصيلين في الساحة وكل منهما يتمتع بنوع من الشرعية . كما أن المصالحة يجب أن لا تتوقف عند توحيد الضفة وغزة مرة واحدة وإعادة الأمور إلى ما قبل 2005 أو 2007 بضربة واحدة، وإلا سيُصاب الشعب بالإحباط وبانتكاسة جديدة والظروف لا تسمح بذلك. هناك مداخل وأشكال متعددة للمصالحة، مثلا إنجاز مصالحة في إطار إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بعيدا عن حسابات السلطة والحكم، أو البدء بمصالحة متدرجة تعمل على تفكيك بعض ملفات الانقسام ومواجهة العدو المشترك المستفيد من الانقسام .
بالرغم من الانقسام وتداعياته فإن هناك عملية انكشاف للحقائق وتفكيك لمركبات معادلة الانقسام سواء على المستوى الإقليمي والدولي أو المستوى الوطني، الأمر الذي يمنح أملا بالمصالحة وعدم النكوص عن طريقها.
1- بالنسبة لإسرائيل وبالرغم من نجاح مخطط الانقسام والفصل إلا أن إرادة الصمود والمقاومة لم تنكسر لا في قطاع غزة ولا في الضفة حيث الانتفاضة ترعب المجتمع الصهيوني وتضعه في مواجهة مباشرة مع أصحاب الأرض الحقيقيين في كل شارع وحارة ومدينة وقرية.
2- وعلى المستوى العربي والإقليمي فإن المشاريع والأجندة الإقليمية التي لعبت دورا في صناعة الانقسام باتت تنكشف وتتغير وبعضها فشل .
3- وعلى المستوى الدولي تتزايد حالة التأييد والتعاطف مع الشعب الفلسطيني وفي انكشاف الوجه الإرهابي والبشع لإسرائيل وقطعان مستوطنيها .
4- وعلى المستوى الوطني هناك حرك شعبي وحالة تذمر بل وغضب وحتى داخل الأحزاب نفسها، والانتفاضة أو الهبة باتت تحرج كل الأحزاب والقوى السياسية، وهناك ثبات الشعب على أرضه، وحتى بقاء الصراع مع إسرائيل بدون حل هو بحد ذاته ورقة قوة، لأنه يضع إسرائيل في مواجهة حقيقة وجود أثني عشر مليون فلسطيني، نصفهم خارج الوطن وينتظرون حق العودة، والنصف الآخر داخل الوطن، إن لم تمنحهم إسرائيل دولة مستقلة فلن تكون إسرائيل يوما لا دولة ديمقراطية ولا دولة يهودية .
هذه الانجازات والحقائق تشكل أرضية تستحق محاولة الاشتغال على مصالحة وطنية حقيقية، في حالة نجاحها ستفشل المخططات الإسرائيلية، وستُحرَج الأطراف العربية والإقليمية المشاركة في مخطط الانقسام وقد يدفعها إلى إعادة النظر بمواقفها .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)
- سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد
- الفلسطينيون وتراجيديا الغربة والسفر
- تفكيك الأوطان وتشويه الأيديولوجيات الجامعة
- نعم للسلطة ولكن أية سلطة ؟
- خطورة كي الوعي والتماهي مع رواية الخصم
- 2015: عام كشفُ المستور وتغيير المعادلات وأملٌ يُرتَجى
- جدلية العلاقة بين الكتابة والقراءة والإبداع
- متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
- مقاومة الاحتلال ليس إرهابا
- احتضار السياسة الرسمية في فلسطين
- منزلقات إضفاء طابع ديني على الانتفاضة الفلسطينية
- نعم لمحاربة الإرهاب ،ولكن ما هو الإرهاب ؟
- لم يبدأ الإرهاب مع داعش ولن ينتهي بالقضاء عليه
- الانتفاضة بين حسابات الشعب وحسابات النخب
- الغرب:ضحية الإرهاب أم صانعه؟
- عظمة شعب وأزمة نخبة
- استلهموا تجربته ولا توظفوا ذكراه
- المغرب ومسيرته الخضراء التي لم تنتهي


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية