أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):















المزيد.....



عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 13:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نواصل تحليلنا لموضوع وفاء سلطان فنقول وبالله التوفيق:
رأينا في أكثر الإحتمالات أو الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها وفاء – إن كانت معنية بالحكمة وتتعاطاها وسمح لها بها – فإنها بلا شك ستختار ما إختاره زميلها المتوحش "الذكوري" وستجري عملية الإجهاض للمريضة بدون تخدير ولكنها بالطبع لن تنعت نفسها بالوحشية وإنما بالثورية والإنسانية وستملأ الصفحات بالتغني بالمثالية والرحمة والحكمة والمبررات المعقولة واللامعقولة والمستحيلة تصيرها مألوفة فقد جبلت على ذلك في مجتمعها الذي ترعرعت فيه ووصفته بأبسع ما يوصف به مجتمع متفسخ, وقد جملت ذلك في نعته بأنه يصير للامعقول مألوفاً كما تفعل هي كثيراً.

المهم في الأمر انها قد إنتقلت إلى حالة أخرى لتصفها من خلالها تحاملها وعقدتها ضد الرجل بصفة عامة, فجاءت برواية أو قصة لضحية أخرى متميزة وهذه المرة. فأمل الطبيبة والضابطة ذات الرتبة العسكرية العالية المرموقة، حيث كانت تشتغل في المشفى العسكري الذي كانت وفاء تتلقى به تدريبها. خلاصة قصتها أنها أصيبت بحروق كيميائية شملت وجهها وأصابت عينيها. قيل إنها تعرضت لحادث إنزلاق فوق أرض الحمام، فوقع سطل المازوت على رأسها وأصاب عينيها بحروق بالغة, ولكنها إعترفت لوفاء بأن أخيها الذي يصغرها بخمسة عشر سنة منعها من الخروج لحضور عرس, فلما دفعته بيدها ألقى بسطل المازوت في وجهها وفوق رأسها, ورسخ في ذهن وفاء بأنه فعل ذلك "متعمداً" بلا أدنى شك ما دام أنه رجل ومن ذلك المجتمع الذكوري.

الآن تحركت كل العقد التي تنخر كالسوس في وجدان وفاء سلطان, وأزمتها العنصرية الجندرية وتفكيرها السالب العدواني إلى كل ما هو غير مفهوم لديها حتى العلاقات الإنسانية الطبيعية والأسرية التي قد تخطيء فيها "عفوياً" بعض التصرفات الوجدانية الصادقة فتفرز نتائج كارثية مغايرة للغاية الحقيقية والمقصود الفعلي,,, فعلى سبيل المثال لتقريب الفكرة,, لو إفترضنا أن زوج ما أخذ زوجته في نزهة بحرية فشاء القدر أن تغرق تلك الزوجة التي – في حقيقة أمرها - يحبها زوجها ويحاول إسعادها فحدث ما لم يكن يخطر على بال أي منهما, فهل سيكون لوفاء سلطان إنطباع آخر أقوى من الظن بأن ذلك الزوج الوحش البشري الذكوري قد أخذها للبحر تحايلاً عليها حتى ينتهز الفرصة المناسبة ليتخلص فيها منها؟

وحتى لو صرحت تلك الزوجة وأقسمت وبرهنت – قبل إسلام الروح ومفارقة الحياة - بأنها هي التي تسببت في غرق القارب وأن زوجها إستمات محاولا إنقاذها معرضاً نفسه لخطر الموت, ولكن القدر كان أسرع منه؟،,, ألا يكون إنطباعها عن هذا الإعتراف من هذه الزوجة أنها قد أجبرت على قول ذلك التصريح فلماذا لا يكون ذلك الزوج الذكوري قتلها متعمداً, أو على الأقل تباطأ في عملية إنقاذها وإهتم بإنقاذ حقيبته ومتاعه أولاً؟

أولاً: لعله قد خطر ببالها أن الحادث الذي تعرضت له الضابطة أمل قد يكون في حقيقته هجوم إرهابي من عنصر ذكوري على ضحية أنثوية مضطهدة "منهجياً من ذلك الوحش الآدمي الذي سماه من خلقه "رجلاً", فليس هناك أي إحتمال لأن يكون ما حدث مجرد قضاء وقدر وخطأ (يستحيل أن يكون متعمداً) من أخ ضد أخته بهذه البشاعة التي شوهتها تماما ولعلها قد أذهبت بصرها أو أضرت به كثيراً,

ثانياً: أكيد هذا الأخ – في مفهوم ووجدان وفكر وفاء - أنه قد شعر بزهو الإنتصار على أخته لأنه قد مارس ذكوريته عليها بنجاح رغم أنه يصغرها بخمسة عشر سنة, وأنها تكبره سناً وقدراً ومكانةً ومركز قوة وسلطان إلَّا أنها إستطاع أن يقهرها ويجبرها على طاعته,,,,, الخ.
ولا شك في أن الأب "الذكوري إبن الذكوري وأب الذكوري" قد شعر بالفخر والإعتزاز بإبنه, وقد شمله بالغبطة والسعادة لأنه إستطاع أن يحسم أمر أخته التي حاولت أن تتخطاه وتعصي أمره ذلك رغم نسرها ونجومها الذهبية وهيبتها العسكرية كما حسم هو أمر أمها وقهرها من قبل وهجَّنها ودجنها وروضها.

ثالثاً: نظرت وفاء إلى مواطن القوة المعطلة التي كانت لدى أمل الضابطة العسكرية والطبيبة, وخضعت للأمر الواقع, ولم تُفَعِّل تلك القدرات ضد ذلك الطالب الغر الذي لو كان ضابطاً مثلها لما خالف أوامرها ولما إستطاع أن يتفادى إلقاء التحية العسكرية أمامها كلما مرت به أو مر بها. ومع ذلك لم تُفَعِّل هذه القدرات وتمسح أخيها وأبيها وأمها المتواطئة ومَنْ في الأرض من الذكور جميعاً لتسترد كرامتها ومكانتها المهدورة.

ترى لو كانت وفاء سلطان مكان أمل ولها كل هذه القدرات الكافية لرد إعتبار كل نساء قومها, ماذا كانت فاعلة؟؟؟ .... لذا نرى الحسرة والمرارة في قولها: (... نظرت إلى النسر والنجوم التي تزين به كتفيها، وتساءلت في سريّ: ماقيمة تلك الرتبة، وما قيمة علوم تلك المرأة مادامت تعيش في مجمتع ذكوري غارق حتى قمة رأسه في هوسه الديني ...). تقصد بالمجتمع الذكوري هو مجتمعها السوري الذي تربت فيه والذي تنسبه بكامله إلى الإسلام المسئول عن تحويل المجتمعات السابقة واللاحقة إلى مجتمعات ذكورية بعد أن كانت على غير ذلك كما يرسم لها خيالها المريض ويبصم لها بالعشرة علمها المهيض.

معنى هذا فالمرأة هذه مريضة نفسياً وهي لا تدري بهذه الحقيقة المرة, هذه العقدة أساسها الشعور بالنقص لإعتقادها بأن المرأة "ناقصة" وهذا راجع إلى ثقافتها اللاهوتية, ثم إنغماسها في مستنقع الجهل المركب وهاتين العقدتين هما اللتين سنقوم بتحليلهما بالتفصيل, وهذا يتطلب منا مواجهتها بكل الحقائق التي تجهلها عن نفسها, وسنثبت لها أنها أدخلت نفسها في هذا النفق الضيق ولعلها ستظل تجتر هذا الواقع حتى آخر لحظات حياتها دون أن تعطي نفسها فرصة لمراجعتها جيداً وتصحيح المسار قبل فوات الأوان الذي بات وشيكاً بحكم "التقادم" والدخول في مرحلة الأيض.

فات وفاء أن هذه الضابطة نجومها ونسرها مُفعَّليْنِ تماماً في ذلك المجتمع الذكوري الذي تبهته بالتخلف والجهل, بدليل وجود هذا النسر وتلك النجوم تزين كتفي أنثى وقد إعترف بها ذلك المجتمع وهي تمارس مهمتها وعملها دون مضايقات. وإعتبارها ومكانتها العسكرية ليس عليهما غبار, ولكنها لن تستخدمها بالطبع مع أسرتها وأخيها الذي بلا شك ستفديه بنفسها وكذلك الحال بالنسبة للأخ فإنه سيفديها كذلك ولكن هناك إعتبارات ربما هذه الضابطة تفهمها بعمق أكثر بعض الشيء, ويستحيل أن تبلغ مدارك فاء سلطان التي جعلت بينها وبين هذه الإعتبارات حجاباً مستوراً كردم أو سد ذي القرنين على يأجوج ومأجوج.

ولعل وفاء قد شاهدت مرات ومرات عديدة – بحكم زمالتها المهنية مع الضابطة – أن هناك رجالاً أكبر من أمل سناً وحجماً وبطشاً, ولكنهم أقل منها رتباً عسكرية ومع ذلك يبادرون الضابطة بالتحية العسكرية المنضبطة "إنتباه", ما أن يقع بصرهم عليها ولا يستطيعون الإنصراف من أمامها ما لم تسمح لهم بذلك وعليهم إلقاء التحية العسكرية عليها أيضاً قبل المغادرة,,, فهل رأيت هذا المشهد المتكرر أمامك كثيراً يا وفاء؟؟؟ .....

فما دام أن ذلك كذلك, فهذا يعني أن شرف ومكانة وقدر وإحترام الرتبة العسكرية الرفيعة لأمل مفعل بحكم أنها صاحبة الأمر على الذكورية بإستحقاق الرتبة التي تعلوهم, ولكنها أمام أبيها وأخيها فهي إبنة وأخت لا أكثر من ذلك, وعليها أن تلتزم ثوابتها على الأقل إحتراماً لوالديها وتراحماً مع أخوتها, كل الإشكالية أنك لا تملكين مقومات كافية لفهم هذه القيم الإنسانية التي حرمت نفسك منها فحُرِمْتِ.

فوفاء للأسف تعتبر, بل تقول: (... إن الرجل "وحش" لا يكن للمرأة إحترام ولا رحمة وإستطاع أن يجبر أو يقنع المرأة بأنها أقل منه ...),
ثم تواصل إنتقادها لجتمعها لأن هناك من بينه بعض المجرمين الذين دفعهم إلى الجريمة تنكرهم للدين والإيمان وإبتعادهم عنه وإتباعهم الهوى فإستووا معها في ذلك, فهم إختاروا ما يناسبهم منها وهي كان لها إختيارها مثلهم, فلم تجد بداً من أن ترمي الطاهرين بما بها من دنس وتجاوزات وفساد إنداح في المجتمع الذي هم نبعه ومعينه في ذلك,,, قالت: (... مجتمع مازال يؤمن بنبي اوتي من الجنس قوة أربعين رجلا، وبأن الله سيكافئه بحوريات عرض مؤخرة كل منهن أكثر من ميل ...)..... ما هذا الخبل وسوء الأدب يا وفاء؟ أين ذهب حياء الفتاة العربية الكريمة؟!!

يا له من فكر تافه حقير سفيه,,, هذه المرأة لم نجد في أقوالها وكتاباتها إلَّا الحديث عن ما بين فخذي المرأة ومؤخرتها وقوة الرجل التي تقيسها بعشرات الحصين الميكانيكية, دون حياء أو تحرج, ثم تأتي بعد كل هذا التفسخ وتتحدث عن الأخلاق والشرع والحقوق,, فهل هذا الخصلة تمثل القطب الرابع لعقدها النفسية المزمنة؟؟؟ .....
ثم,,, ما شأن النبي بمجتمعك في سوريا الذي أفسدتموه فتركت الملائكة الساحة لشياطين الإنس والجن, وأساليسهم,, أما النبي فقد ترك الدنيا وكانت بلادها مستعمرة رومية يرزح أسلافها في نير العبودية ولا قيمة للإنسان فيها وقد يفضل عليه الحيوان, ولكن أمثال وفاء لا يعرفون شيئاً عن العلوم الحقيقية ولا عن التاريخ شيئاً.

واضح أن أمل لم يكن خروجها من البيت مرضياً عنه, ولو كان خروجاً سوياً لما إشترك في منعها الأب والأم مع الأخ, فلم يمنعها أخوها من الوهلة الأولى, ولكنها حاولت الخروج رغماً عن أنف الكل فكان تأييد الأم لإبنها وهذا إجراء طبيعي حتى لو كان الممنوع من الخروج "ولداً" ما دامت الأسرة رأت ضرورة عدم الخروج. فكان أسلوب أمل مهيناً للجميع فتصرف الأخ نيابة عن الأب. فالحق على أمل وليس على الأخ بغض النظر عن فرق السن الذي لم تضع له أي إعتبار.

هذا الموقف الذي قامت به أسرة أمل ليس وقفاً فقط على المسلمين, ولكن كل الملل التي لها أخلاقيات وتقاليد وأعراف نابعة من الأخلاق والمحافظة على أشياء اساسية في حياة وكرامة الإنسان ولكن وفاء سلطان لا تعترف بها, وكل المجتمعات تعتبرها بهذا السلوك المشين خارجة عن الإنضباط إما لفساد أو جنون أو سفه ومن ثم على العقلاء عمل اللازم لحمايتها من نفسها وتهورها وسفهها.

والدليل على ما ذهبنا إليه هو قولها لوفاء: (... أمي تقف إلى جانبه ـ ناهيك عن أبي ـ ودائما تقول لي: عليك أن تحترمي رغبة أخيك، فهو ولي أمرك,,, أحلم أن أتزوج كي أهرب من هذا الجحيم، ولكن ما الذي يضمن أن يكون زوجي أفضل من أبي أو أخي؟!!" ...),
لا...لا أحد يضمن بأن مخلوقا مسلما يستطيع أن يهرب من براثن نبيه، مالم يكن له قلب الحمام وكلاليب العقرب,,, فهل مشكلتها هي الزوج المسلم أم ذكورية الرجل عموماً؟؟؟

فإن كانت مشكلتها الإسلام, فوفاء لا علاقة لها بالإسلام ومع ذلك لم تستطع أن تتحرر من ذكورية الرجل وها هو مفيد سلطان قد وجدت فيه شرطها الأول ولكنها لم تستطع الفوز عبره بالشرط الثاني لأنها خاضعة لذكوريته حتى لو إدعت غير ذلك أو حاولت أن توهم نفسها به.

ثم قالت: (... لقد حباني الكون بذلك القلب وأمدني بتلك الكلاليب ...), وسنثبت لها – من أقوالها وكتاباتها وتصريحاتها – أنها غير دقيقة في هذا الإدعاء على الرغم من صدقها في "غلظة القلب", ولا يمكن لأحد عاقل أن يصدق بأن الغلظة ميزة حميدة أو قوة إيجابية.

لحسن الحظ أن وفاء بنفسها قد لخصت لنا عقدتها الأولى (الذكورية) بقولها:
1. لو استطعنا أن نلتقي اليوم بالدكتور عبد الرزاق أو أحد طلابه الذين يمارسون أقدس مهنة على سطح الأرض، هل تتوقعون بأن أحدا منهم سيتذكر الجريمة التي ارتكبت بحق امرأة، والتي شهدوها على طاولة الفحص أمام أبصارهم؟ ... طبعا لا!
2. لو استطعنا أن نلتقي اليوم بفلان الفلاني الذي دفش الكأس داخل مهبل الطفلة سهى، كي لا تلامس نطافه "المقدسة" جسدها "القذر"، أو لو استطعنا أن نلتقي بالدكتور أحمد مدير صحة محافظة اللاذقية يومها، هل تتوقعون بأن أحدا منهما سيتذكر الجريمة التي ارتكبها بحق سهى؟! ..... طبعا لا!
3. لو استطعنا أن نلتقي بالرجل الذي اغتصب امرأة أخيه مئات المرات مقابل أن يطعمها وأطفالها، أو أن نلتقي بالطبيب الذي جرّف لها الجنين بلا تخدير، هل تتوقعون بأن أحدا منهما سيعترف بجريمته؟! ..... طبعا لا!!
4. لو استطعنا أن نلتقي اليوم بأخ الدكتورة أمل أو أبيها أو أيّ من الرجال الذين شهدوا الجريمة التي اُرتكبت بحقها، هل تتوقعون بأن أحدا منهم سيتذكر تلك الجريمة؟! ..... طبعا لا!!
هذا بإختصار وبلا رتوش تبريرها لتحاملها على مجتمعها الذكوري الذي جعله الإسلام كذلك وليس غير,, حتى توجد لنفسها مرجعية لمعاداته ومعاداة كتابة ونبيه وربه وإعلان المناهضة والحرب ضدهم بلا هوادة. كل ذلك لأنها لا تفهم ولا تعي وتأخذ الأمور كلها في حياتها بالشبهات فالإنسان الجاهل دائماً عدو نفسه, وعنصر قلق لمن حوله خاصة إن خالطه جهله كبراً وصلف.

تأكيداً لما ذهنبا إليه عن عقدتها الثانية (الإسلام), في تحليلها لمخازي الذكوريية المنحوت في مفهومها ووجدانها المريض قولها: (... ولماذا لا؟!!
1. عندما تصبح الجريمة في مجتمع حدثا مألوفا بل طريقة حياة، تتبلد أحاسيس الناس ويفقدون قدرتهم على كشف النقاب عن اللامعقول لأنه صار بالمطلق مألوفا !في مجتمع يعتبر المرأة حرثا يؤتى متى ومن حيث شاء الرجل، ما الخلل في أن يحرق رجل سجائره على جسد امرأة في لحظة نشوة؟!
2. في مجتمع يعتبر المرأة أقذر من الكلب والحمار، ما الخلل في أن يدفش رجل كأسا في مهبل طفلة كي يتجنب أن يلامس جسدها "القذر" في لحظة نشوة؟!!
3. في مجتمع يؤمن بنبي يفترس سبيته في نفس اليوم الذي قتل فيه أباها وأخاها وزوجها، مالخلل في أن يفترس رجل ارملة أخيه مقابل أن يطعمها وأطفالها؟!
4. في مجتمع يؤمن بنبي يفسخ عجوز فوق المائة لأنها هجته، ما الخلل في أن يحرق رجل وجه وعينيّ أخته كي يضمن سلامة شرفها؟!!
كل هذه الخطرفة واللفة الطويلة فقط لترسم صورة لواقعها ومنبعها بأبشع ما يمكن لتصل إلى نبي الله ورسوله الخاتم الأمين, لتقول بغبائها وجهلها الفطري المتأصل بأن هذه المخازي والوحشية والفجور إنما هو تأسي بالنبي الكريم, كل ذلك لأنها – حين ترى سموخ وعزة وطهارة وعفة المؤمنة – ترتعد فرائضها وتتحرك كل عقدها بصفة عامة وعقدة النقص بصفة خاصة – فهي ترى في هذه المرآة الصافية نتوءات الفساد والإفساد, وتجاريف الضلال والكفر, وتقيحات الضمير الذي غادرته البصيرة فأصبح ثراباً بقيعة. عقدتها أنها عجزت من أن تبلغ تلها العالي فسعت في تضليلها وذلها ولكن هيهات,,, وأنى لها بلوغ الثرياً من وهدة الثرى.

أما الآن - ومن خلال تحليل عقدتيها التين صورتهما بنفسها بوضوح – أن نناقش عقدة الجهل والجهالة والسفه, تلك العقدة المتأصلة فيها والتي شكلت شخصيتها المريضة نفسياً وإنسانياً وهي تحاول أن تصف هذه النواقص بأنها ميزة حباها بها أحد أربابها الذين تجهلهم وهما: "الطبيعة" التي قالت بأنها (... زرعت فيها ما زرعت ...) و "الكون" الذي قالت بأنه: (... حباها بهذه العقد والأمراض النفسية والعقدية والإنسانية المزمنة ...),, والتي توهمتها ميزات حميدة بقولها مفتخرة معتزة: (لقد حباني الكون بذلك القلب وأمدني بتلك الكلاليب). إمكاناً في إنكارها وتنكرها لمن خلقها من نطفة أمشاج, وأخرجها من بطن أمها لا تعلم شيئاً فجعل لها السبع والبصر والفؤاد, لعلها تشكره, فنسبت فضله وحقه لغيره فطمس على مداركها فأصبحت كما نراها الآن ماثلة أمامنا أفضل ميزة وسمة ظاهرة فيها أنها تجهل كل شيء مع أنها تتطاول على كل شيء.

(أ): بالنسبة لعقدتها (الذكورية) سنكتفي – في الوقت الحالي – بتحليلها ووصفها لها بنفسها وتبريرها الذي شهدت به,, ولكن لنا معه عودة طويلة لاحقاً, لأن هذه العقدة هي التي قضت على إنسانيتها وعقلها تماماً.

(ب): سنناقش عقدتها الثانية (الإسلام), تحليلاً علمياً ومنطقياً "تمهيدياً" لتعرف هي أولاً قبل غيرها أنها أجهل من الجهل نفسه فنقول وبالله التوفيق:

أولاً: قولها: (... عندما تصبح الجريمة في مجتمع حدثا مألوفا بل طريقة حياة، تتبلد أحاسيس الناس ويفقدون قدرتهم على كشف النقاب عن اللامعقول لأنه صار بالمطلق مألوفا !في مجتمع يعتبر المرأة حرثا يؤتى متى ومن حيث شاء الرجل، ما الخلل في أن يحرق رجل سجائره على جسد امرأة في لحظة نشوة ...). يا له من غباء مركب!!!!
نقول لها في ذلك,,,
1. ما هذا التدليس يا وفاء سلطان؟, ألا تشعرون بشيء من الخجل وأنت تتفوهين بهذه العبارة وتنسين أنك مواطنة أمريكية؟؟؟ ..... هل يوجد في العالم كله مجتمعاً الجريمة فيه – بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى – كما هو في أمريكا أيتها المدلسة الأفاكة,, ليس فقط حدثاً مألوفاً وطريقة حياة,, بل هو بالنسبة للمجتمع الأمريكي بصفة عامة ضرورة من أهم ضرورات الحياة؟

هل تستطيعين إنكار أن جريمة الإغتصاب التي تحصى في أمريكا على مدار الدقيقة وليس بالساعة أو اليوم أو الإسبوع أو الشهر أو السنة أو الساعة؟ هذا في الحالات المبلغة رسمياً فقط, وهي تمثل قمة جبل الثلج العائم بالنسبة للحالات المسكوت عنها أو التي لم تبلغ الجهات الأمنية أو الإعلام. فإن أنكرت فالتقارير موجودة ويمكننا عرضها عليك وعلى القراء الكرام؟ بما في ذلك الأطفال ذكوراً وإناثاً بعضهم في سن الرابعة فقط, والمعتدي في الغالب إما الأب أو الأخ هل تريدين أن نريك بعض والتقارير عن هؤلاء؟

هل تستطيعين إنكار السطو المسلح والإختطافات والإبتذاذات والمافيا المنظمة والعنصرية السوداء هناك ومؤسسات تجارة الجنس والبشر... ؟؟؟
هل تنكرين أنك لم تتعرضي للكثير من المضايقات والتحرش حين كنت في سن يسمح بذلك, وهل تنكرين أن بحوزتك سلام وكذلك زوجك حتى توفري لنفسك شيئاً من وسائل الدفاع لهجوم إرهابي محتمل في أي لحظة من ذئاب وشياطين البشر الذين غلبت السلطات الأمنية في أن تحسمها فتعاملت معها؟؟؟

هل هناك من اللامعقول ما هو أكثر من غزو أمريكا لبلد عريق بأكذوبة وحجة واهية بوجود أسلحة دمار شامل "قرصنةً", ثم تدميره تدميراً كاملاً,, "تماماً كما وصفه التلمود" بقوله (... أقتل للهلاك ...), و (... حرم كل شيء ...), من أحد الهتلريين المعتوهين الذين حكموا أمريكا فقلب الأرض تحت أقدام شعب بريء فدثره تحت الأنقاض وسرق كل مقوماته بجبروت وصلف؟؟؟

وهل تنكرين أنت كنت أنت نفسك من المحرضين والمروجين لهذا العزو البشع, فتحول اللامعقول إلى لا معقول ثم حولته أمريكا وحلفاؤها والطابور الخامس من النفعيين المرتزقة أمثالك إلى مألوف,,, هل تستطيعين إنكار ذلك؟؟؟

هل تستطيعين تبرير وتجميل جريمة الإنسانية الأولى,, إبادة شعب أمريكا الحقيقي وهم الهنود الحمر بكامل قبائله لا يختلف إثنان في أنه أصل أصول اللامعقول فأصبح على يد الغزاة معقولاً, ثم أصبح لدى أمثالك مألوفاً بل مغبوطاً,,, هل تنكرين ذلك؟؟؟ فما بالك بجريمة الإنسانية الثانية وهي الهجوم النووي على اليابان حيث الدمار الذي تشمئذ منه الضباع

ولكنه كل هذه البشاعة والهلاك لم يحرك وجدان أمريكا فبعد أيام كان الهجوم النووي الثاني فكان أكبر وأبشع - أيها الأمريكية بالتجنس وبالوجدان - التي جاءت من مجتمع – إن صدق وصفها له ولبشاعته – يكون قد صقل شخصيتك لتكونين مناسبة للإنسانية والحضارة التي لجأت إليها لتمارسي دور الدعاية وقلب الأمور ثم دون أدنى حياء وأنت تتحدثين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة, فالتناقض في أنك لم تسلكي سلوك الشعب الأمريكي المعتدل في أغلبه, ولكنك إخترت مرضى النفوس والعدوانيين من بينهم.

أنت الآن تتحدثين عن تبلد أحاسيس الناس عندما يفقدون قدرتهم على كشف النقاب عن اللامعقول لأنه صار بالمطلق مالوفاً,, فهل أنت من القادرين على كشف النقاب أم من الذين تبلدت مشاعرهم وأحاسيسهم التي باعوها بتأمينهم ومباركتهم وقبولهم للآمعقول ومشاركتهم فيه حتى صار مألوفاً مقابل أنانية وحسب نفس ووهم؟؟؟

2. ما هذا الغباء والجهل المركب يا وفاء,,؟ هل تظنين أنك تستطيعين أن تقولي ما يطرف على لسانك دون محاسبة عسيرة عليه؟,, ألا تستحين من قولك: (... لأنه صار بالمطلق مألوفا في مجتمع يعتبر المرأة حرثا يؤتى متى « ومن حيث شاء » الرجل، ما الخلل في أن يحرق رجل سجائره على جسد امرأة في لحظة نشوة ...).

ظنت هذه الجاهلة المعقدة أنه ما دام قد جاء ذكر للمؤمنين (ذكور) وألنسا (إناث) في قوله تعالى للمؤمنين: (« نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ » « فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ » « وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ » - وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 223), فهذا دق لديها ناقوس الخطر على النساء,, بل وتحركت العقدة الذكورية المزمنة لديها, ففي ظنها المريض المتداعي أن الله (الذكوري) يعطي الرجال – في هذه الآية – كل شيء على حساب المرأة المظلومة دائماً,,, فلا داعي لتضيع وفاء سلطان - الكاتبة والباحثة والمتميزة - وقتها في فهم نص الآية (فالجواب واضح من عنوانه).

إذاً عبارة "... نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ..." هذه قد أطاشت صوابها ورفعت ضغطها وهيجت عليها المواجع, إذ لا بد من أن يكون المقصود بها - بلا أدنى شك لديها – تفضيل كبير سافر قد رفع شأن ورصيد ألرجل على حساب المرأة, بدليل وجود عبارتي " فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " ثم عبارة " وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ". ففطنة ونباهة ووعي وفاء سلطان المدافعة عن المرأة حتى ضد الله نفسه "الذي تظن به الظنون" تَكَوَّن في عقلها الباطن (في اللاوعي) حس بالكارثة والخطر الذكوري.

فخرجت علينا بهذا المسخ الغبي الساذج الذي يدل على البلاهة والهبل بقولها كذباً وإفتراءاً: (... المرأة حرثا يؤتى متى «« ومن حيث شاء »» الرجل ...). أما عبارة " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" التي جاءت في آخر الآية فلا داعي لها لديها,, فقد بلغت أكثر من غايتها من صدر الآية والباقي لا معنى له حتى إن تضمن مزيد من المكاسب والميزات للرجل على حساب المرأة. فتغاضت عنه إستغناءاً بجهل.

فإضافتها لعبارة (... ومن حيث شاء الرجل ...) هذه إنما هي نبع بيئتها الفاسدة وبحكم التعود عليها وعلى مثلها,, وبالطبع فهي ليست من ثقافة المؤمنين الصالحين الطاهرين, وإنما هي من ثقافتها الهجين من منبع ثقافتها الوطنية التي صقلتها ومصب ثقافتها الغربية التي إحتضنتها وأوتها. إذ أن المرأة تعامل وتُؤتى - بمفهوم ومنطوق ومعطيات هذه العبارة الفاسدة الفاجرة التي لعلها من اللامعقول الذي جعلته وفاء سلطان مألوفاً – فالمرأة في الإسلام تؤتى من حيث أمر الله ولكن في ثقافة وفاء سلطان الهجين تؤتى من حيث شاء الرجل أو من يقوم مقامه من الأحياء أو الأشياء.

فلو نظرت "ببصيرة حية" للآية التي قبلها وكانت من الذين يفقهون لما قالت هذه العبارة أبداً – على الأقل حتى لا تقع في الحرج ويكتشف كهلها المفضوح أكثر - لأن الله تعالى قال للمؤمنين في هذه الآية الكريمة: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ «« فِي الْمَحِيضِ »» وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ - فَإِذَا تَطَهَّرْنَ «« فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ »» - إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ 222). وهنا لدينا بعض الملاحظات مها:

(الاولى: قوله تعالى " فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ «« فِي الْمَحِيضِ »» ", المقصود به إعتزالهن في مكان الحيض, وليس المقصود فترة الحيض). و (الثانية: قوله تعالى: " فَإِذَا تَطَهَّرْنَ «« فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ »» " ,,, ), فلو كانت وفاء وأمثالها من المغيبين تفقه ما تقرأ لما قالت عبارتها الراسخة في أعماقها من ثقافتها الهجين فتقول: (... ومن حيث شاء الرجل ...), فالله تعالى يقول للمؤمنين في سورة التكوير: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 29).

وبالمناسبة,, قد لا يصدق أحد أن من المآخذ التي تحارب وفاء سلطان الإسلام ورب الإسلام ونبيه والقرآن هو ظنها وفهمها الخاطيء وتعجلها في إصدار الأحكام التي تؤكد لها نعمة الحمق, "جهلاً وغباءاً" قراءتها لكلمة "أَذًى" التي في قوله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ) على أنها "قذى",,, فتحركت العقد وإشتعل الحمق حتى حقدت على الله تعالى نفسه,,, هل تصدقوف ذلك؟؟؟ ..... سنعود إلى هذه الحادثة الغريبة التكراء عندما نحلل بعض تصريحاتها في لقاءاتها مع رشيدها المرشد لاحقاً.

فالسؤال هنا: لو أنَّ أحداً من الناس قال لوفاء سلطان إن هذه الآية بكاملها جاءت لصالح المرأة إن لم يكن أكثر من الرجل فلا أقل منه نصيباً مضافاً إليه تحذير للرجل, لأن الرخصة للزوجين برفع الحرج عنهما معاً بصفة عامة وفي ليل رمضان بصفة خاصة. هل يمكن أن تفهم وفاء وأمثالها أن هذه العلاقة بين الرجل والمرأة والحقوق فيها مراقبة من الله تعالى وفيها صيانة لحق المرأة عند الرجل بصفة خاصة؟؟؟ لذا قال لهم ولم يقل لهن , يامؤمنين " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ".

إذاً فالمرأة تأخذ نصيبها من زوجها كاملاً مكتملاً مستوفياً بما يبريء ذمتها من حقه عليها, كما يأخذ الزوج من زوجته نصيبه كاملاً مكتملاً بما يبريء ذمته من حقها عليه. ومع ذلك على الزوج أن يتقي الله في تمكين زوجته من نصيبها كاملاً لذا قال لهم " وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ " وهذه اللمحة الكريمة من الله تعالى هي التي على الرجل أن يرعاها ويحافظ عليها وعلى إستحقاقها عليه, لأنه سيلاقي الله ويسأله عنها.

أما إن إلتزم أمر الله تعالى فكان الحرث مسبوقاً ومدعوماً بالتقديم يكون ذلك وفاءاً من المؤمنين الذين لهم البشارة من الله تعالى بقوله لهم " وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ". هل يمكن بأي حال من الأحوال أن تصدق وفاء سلطان "المتشككة في الله نفسه" وأن تستوعب وتفهم ثم تصدق ثم تقبل هذه الحقائق, وأن الآية لصالح المرأة أكثر من الرجل؟؟؟

3. ما هذا التخبط يا وفاء سلطان,, ما علاقة هذه العبارة السافلة بالإسلام؟؟؟ هل الإسلام لديك في بيئتك التي صقلتك يفهمونه بهذه السطحية التي تقولين فيها هذه العبارة الجوفاء التي لا أظنك تفهمين مدلولاتها أو بيئتها الحقيقية؟؟؟ أنت تقولين: (... ما الخلل في أن يحرق رجل سجائره على جسد امرأة في لحظة نشوة ...), لتربطي تخريفك وجهلك بصورة سالبة تصفينها بمعاييرك السالبة السافلة المفتراة أو المبالغ فيها عن بيئتك السالبة بحقيقة يستحيل أن تبلغ مداركك المختومة التي أسقط عنها ربها نور البصيرة بعد أن غشى البصر؟؟؟

فض فوك!!! أَوَ يزني المسلم المؤمن ويتعاطى السجائر والخمر ثم يظل بعد ذلك مسلماً مؤمناً؟؟؟ ..... أتريدين أن تقيسي الإسلام بذلك المستنقع البشري المتدني الذي نبتت فيه وفاء سلطان وتشربت جهله وتخلفه وضلاله وإضلاله, ثم تنسبين حثالتكم هذه بالنورانيين الأطهار؟؟؟ خسئت وخسء من أدخل في روعك هذا الفكر الأسود,,, الخمر والسجائر من الكبائر, والزنا من الموبقات والمهالك في شريعة خير أمة أخرجت للناس.

4. تقولين في تخبطك وخبلك وعبلك إن مجتمعك الذي تنسبينه للإسلام وهو براء منه إن كان كما وصفتيه حقاً,, فهل مجتمعك الذي نشأت فيه حقيقةً كما تقولين بأنه: (... مجتمع يعتبر المرأة أقذر من الكلب والحمار ...)، فإن كان هذا مجتمعك ومنبعك, فإن الإسلام ورب الإسلام وكتاب الإسلام ونبي الإسلام يتبرأون منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب. فالإسلام ليس "شعاراً" أو "إدعاء" أو "هوية وشهادة ميلاد",,, بل هو في إجماله وتفصيله (إيمان وتقوى), فالإيمان له ست شعب خمسة منها لا تكفي ليكون الشخص مؤمناً, والتقوى هي الإستقامة, والإستقامة لا تكون إلَّا (أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر).

فإن كان مجتمعك عُرف (بالإيمان والتقوى), يستحيل ثم يستحيل أن يوصف بالنواقص التي تقولين بها,, فأبحثي عن أشباه مجتمعك في الأمم البائدة أو السابقة أو اللاحقة, أو حيث أنت الآن أو حيث كنت من قبل,, أما في الإسلام فلا وألف ألف لا. أما المرأة في الإسلام فسوف نريك قدرها ومقامها وفضلها (وفي الإسلام فقط حصرياً), ليس إدعاءاً أو مبالغة,, ولكن بالأدلة العملية والراهين والمرجعية التي يستحيل عليك وعلى المكذبين الضالين معك إنكارها أو نفيها أو تكذيبها إلَّا إفتراءاً للكذب إمكاناً في خداع النفس وهذا سيكون واضحاً وجلياً لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

5. أما إستهجانك لما حدث من ذلك الرجل الفاسق الفاجر الذي كان في بيئة فجور ومجتمع شيطاني يجمع أهل الفجور والكلاب الضالة, فوفاء لم تحكي القصة من أولها, لأن الجزء الأهم فيها لا يعنيها بشيء لأنه متعلق بالأخلاق والعفة والشرف والإستقامة,, فإن كانت ذات معنى بالنسبة لها لسألت عن الكيفية التي وصل بها ذلك الفاجر المخمور وكأسه في يده إلى تلك الطفلة,, وما الذي جعله يتفادى ملامسة جسدها "القذر" جسده, ولماذا إختار ذلك المكان منها حتى يضع فيه كأسه؟؟؟

فهل حقاً كانت هذه الطفلة بريئة ومغلوبة على أمرها وكانت مصانة في بيت أهلها أو تعمل في مكان محترم مكشوف وهي حريصة على إبعاد مفاتنها عن الذئاب البشرية حتى لا يطمعوا فيها,,, الخ إذا يا وفاء سلطان,, سؤالك سنوجهه لك بنفس صيغته, وأنت تعرفين الحقيقة أكثر, فنقول لك: (... ما الخلل في أن يدفش رجل كأسا في مهبل طفلة كي يتجنب أن يلامس جسدها "القذر" في لحظة نشوة ...) كما تقولين أو تدعين, فهل إن كانت الطفلة شريكة في هذه النشوة وطرف فيها بإختيارها وسعيها وتدبيرها,,,, هل ترينها قد إحترمت أنوثة المرأة وكرامتها أم مرغتها في الحل؟؟؟ .....
وهل يتشرَّف النساء اللآتي يحترمن أنفسهن وكراماتهن أن تنسب إليهن هذه المتمرغة في الوحل أو خدراء الدمن؟؟؟ ..... وهل مثل هذه تشرف وفاء سلطان شخصياً؟؟؟

6. قلنا وبرهنا على أنك فاشلة تماماً في إستخدامك لأسلوب التشويق والحبكة الفنية لرواياتك, ومن أسباب هذه الإخفاقات والفشل هو عدم ملكتك في إختيار الألفاظ والمفردات المناسبة ووضعها في مكانها المناسب. فلو أخذنا عبارتك التي تصفين فيها مجتمعك الذي بَهَتِّ الإسلام به وقولك: (... في مجتمع يؤمن بنبي يفترس سبيته في نفس اليوم الذي قتل فيه أباها وأخاها وزوجها، مالخلل في أن يفترس رجل ارملة أخيه مقابل أن يطعمها وأطفالها ...).

ثم محاولة ربط هذه السخافات والعبث الصبياني بصورة تجهدين نفسك في أن تجعليها مأساوية مع أنها حالة – رغم أنها منفرة للمتدينين بصفة عامة وللمؤمنين بصفة خاصة – إلَّا أنها أكثر من عادية خاصة في مجتمع بعيد عن روح الشرع في كثير من جوانبه وسلوكياته, وصورة حضارية في مجتمع الغرب وأوروبا, وأنت تعلمين ذلك جيداً لأنه واقع معاش في الحياة اليومية لديك في أمريكا.

فمهما حاولتم - كما حاول الذين من قبلكم – المبالغة في تقعير الكلام وإفتعال الإثارة وأكثرتم من الغي وبالغتم في البهتان لن تستطيعوا أن تغيروا حقيقة نبي الله الذي شهد له خالق السماوات والأرض بعظمة أخلاقه فقال له (وإنك لعلى خلق عظيم),, وصدقه في أداء تكاليفه تماماً كما كُلف بها وقد إعتمدها الله تعال منه كاملة غير منقوصة, وذلك قبل أن يفارق الحياة الدنيا فقال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً),

فمجتمعك يا وفاء سلطان, الذي نبتت فيه – إن كان بالمواصفات التي ذكرتينها – يستحيل أن يحسب مجتمعاً يؤمن بنبي الله الخاتم.
والسيدة صفية بنت حيي رضى الله عنها وأرضاها, قد قتل أبوها وأخوها وزوجها، في حرب فرضت على المسلمين المعتدى عليهم من هؤلاء التعساء الهالكين, فكل حرب تخلف وراءها قتلى وسبايا وأيتام وأسرى. وسوف نقف بالتفصيل على أدبيات الإسلام "المتميزة" في التعامل مع كل آثار ما بعد وضع الحرب أوزارها, ولم يتركها الله تعالى للإجتهادات الشخصية, وإنما تولى الأمر بنفسه فكانت له منهجية شرعية لن يستطيع أحد من المؤمنين تجاوزها أو القول بعد قول الله تعالى.

لا تلعبي بالألفاظ يا وفاء فأنت غير مؤهلة لذلك لغياب الملكة عندك وصفاء الفكر وسلامة الإرادة, فماذا تعرفين أنت عن السبي والسبايا ومعاملاتهم إبتداءاً؟؟؟
نعم في لاهوتك ومنهاجك الموضح يمكن إستعمال كلمة "يفترس سبيته" بأريحية وسهولة لأنه في الواقع هذا ما يحدث,, وهذا ما سنثبته مباشرة من كتابك المقدس لديك,, ولكن الأهم عندا الآن هو الآتي:
- ما هو الشيء عادةً الذي يفعله "السابي" مع سبيته, وما هو الجدول الزمني للتعامل معها, ومن ذلك الشخص "المثالي" في نظر وفاء سلطان الذي يعف عن السبية ويعاهدها بأن لا يقربها حتى تأذن له هي أو تمر عليها فترة كذا من الزمان ؟؟؟

- وماذا لو كان ذلك "السابي المثالي في نظر وفاء سلطان" لم يلتزم بأي جدول زمني وتعامل مع "سبيته" من اللحظة التي أصبحت "حكمياً" له,,, فهل تطلق عليه وفاء سلطان "مفترساً" ؟؟؟ ..... وعلى فرض أنها نعتته بأنه "مفترس",, فمتى أو بعد كم ساعة أو يوم أو أسبوع أو شهر يكون شخصاً سليماً وتنتفي عنه صفة "المفترس"؟؟

- وماذا تقول وفاء إذا علمت أن عدم التعجيل في التعامل مع "السبية" بإنسانية طبيعية يعتبر هذا التباطؤ أو يقود إلى مفسدة وضرر بليغ ليس فقط على ثبات وإستقرار المجتمع, بل وحتى على السبية نفسها,,, فلتفكر في هذه النقطة "كأنثى" ولتحتفظ بالجواب لنفسها حتى لا تنحرج من تعجلها السابق في حكمها, أما القراء الكرام فهم يعرفون ما أقصده تماما, وكل منهم له تصوره وحكمه. وسنلتقي قريباً في تفصيل أكثر في هذا الموضع نفسه.

ولكن يا وفاء سلطان,,, ما علاقة "السبي", بالخيانة و "الزنا" الصريح الذي "إفترس" فيه ذلك الرجل أرملة أخيه – بمقابل أو بدون مقابل – أو لعلها هي التي "إفترسته",, أو كل منهما سعى لأن يفترسه الآخر, والواضح أنه لا يوجد إفتراس وإغتصاب مع التعود والتكرار المتكرر الذي قالت فيه وفاء مئات المرات وقالت فيه المرأة نفسها "متى شاء",,, علماً بأن العم ملزم شرعاً بالإنفاق على أبناء أخيه الميت, فلا حجة للمرأة في ذلك, ولا داعي لأن تدفع تلك المرأة هذا الثمن الذي يمكن أن يكون لديها "باهضا" أو "مبتذلاً رخيصاً" ,,, فما رأي وفاء في ذلك؟؟؟

لا يزال للموضوع من بقية باقية

تحية كريمة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (A):
- ميتافيزيقا بيداويدية:
- تعليقات: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ..... نتيجة غير منظورة:
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):
- وقفة تأمل .... وتقويم:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 (- أ -):
- رَشِيْدِيَّاتٍ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ (1):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء ثاني عشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء 11):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء عاشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثامن):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سادس):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه – (جزء خامس):
- تعليقات عن - الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه:
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء رابع):


المزيد.....




- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):