أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - ثورة العُلَماءْ لا ثورة العُدَمَاء ..














المزيد.....

ثورة العُلَماءْ لا ثورة العُدَمَاء ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى كثيرون أنه في الماضي كانت الثورات تقوم بها أقليات واعية صغيرة على رأس جماهير غير واعية، لكن في العصر الحديث ( عصر القرية الكونية) ومع دخول التكنولوجيا كركن أساسي في معادلة التغيير ، وانتشار المعلومات وولوج المجتمعات الانسانية العصر المعلوماتي، و تجاوزها بأشواط لحقبة الثورة الصناعية الأولى ،أختلف الأمر تماماً ..وبات السؤال مشروعاً ، هل حقاً كان فعل الثورة هو من الصواب ولصالح الشعوب ويخدم مستقبلها ..وهل من طرق أخرى للتغيير الحتمي يكون أقل تكلفة.. أليس الثورة الحقيقية هي ثورة ضد الجهل والتخلف ..؟أليس العنف ضد حركة التطور التاريخي للشعوب وتقدم إنسانيتها .. ؟؟
في ظل تعاظم سطوة الثورة المعلوماتية التي تشهدها البشرية، والانفجار المعرفي غير المسبوق الذي نعايشه الآن، يبدو أن الإيمان بالثورة والحماسة في ترديد شعاراتها لم يعد كافياً ، بل أصبح لا بدَّ من توفير مستوى معين من الوعي الإجتماعي ، وحد أدنى من المعرفة التي يجب - برأي- أن تؤسس لأي ثورة أو حراك سياسي ، يسعى حقاً إلى رفع ظلمٍ ما، أو يسعى بجد ٍ إلى مجتمع أفضل .
وربما أصبح من الواجب علينا أن ندرك، أن إحداث تغيير كامل في النظام الإجتماعي، بات يَتطلب مشاركة جماهيرية واعية وحقيقية، وان تكون هذه الجماهير التي ستكون وقود تلك الثورة، قد وَعت مسبقاً الهدف والسبيل لهذا الحراك السياسي الخطير، وأن تكون قد ادركت بأغلبيتها حقاً ، لماذا يجب أن تقوم بهذا الفعل ، وأيه مصالح حقيقية لها في ذلك ..والأهم من هذا كله ، أيُّ ثمن ستدفعه..
وإلا لن تكون ثورة بأي حال من الأحوال ، بل ستكون بمثابه سَوْق الناس إلى الموت ، وعَودٌ مفجعٌ بالمجتمع إلى مراحل تاريخية ماضية، كان يُمكن أن يقطعها هؤلاء الناس بنسبة دماء أقل ، وخراب إجتماعي وإنساني أخف وطأة ..
فأنت عندما تًقسْر طفلاً على اعتناق فكرتك التي تظن أنها نبيلة، وتقنعه بالتضحية من أجلها بالغالي والنفيس ، لا تكون قد ارتكبت عملا لا اخلاقيا بحقه فحسب ، بل وأغلقت مستقبلاً أية امكانية حقيقية في وجه تطور تلك الفكرة أو إمكانية دحضها من قبله ..
أعتقد أن قتل الإنسان لإعطائه الحرية من الوجود القاسي الذي يُكابده، هي جريمة بكل معنى الكلمة، ليس بسبب مصاردة حقه في الحلم والقرار والبقاء على قيد الحياة فحسب ، بل بسبب الخداع الأخلاقي الكبير والغبن الذي تعرض إليه ، حتى ولو كان مؤيداً جاهلاً لتلك الوسيلة .. وهلْ هناكَ أصْعَبُ على المَسْجُونِ الأعْمَى مِنَ الخضوعِ إلى مُخلّصٍ قاتلْ أو مُحَرِرٍ جَاهلْ
وأخيراً حريٌ بالذكر، أنه لا يمكن للعنف الثوري أن يكون سبيلاً طيباً لأية قيمة أخلاقية نبيلة، إذ لا يمكن القبول أخلاقياً بوسيلة شريرة للوصول إلى غاية خيّرة ، ولذلك أمْكنَ القول : أن ما يسمى بالثورات الشعبية التي تشهدها المنطقة مؤخراً، - بإعتقادي -، هي مُجرد خدعٌ كبرى ومُتقنة، تقوم في جوهرها على تنازع مصالح وتحقيق أهداف لقوى عالمية كبرى، وليس تسامي القيم الأخلاقية ، أو إحقاق لحقوق ضائعة لشعوب رازحة تحت نير الجهل والاستبداد، وهي تهدف في حقيقتها إلى سيطرة جماعة إجتماعية على أخرى ، وإحلال سلطة قسرٍ بسلطة أخرى ، وبالطبع هكذا سبيل متهور وأرعن لن يكون هدفه مطلقاً رفعة الإنسان أوسموه ...
.وللحديث بقية



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار حولَ مَفهوم التسّْوِية
- هلوسات فكرية ..(!)
- ملاحظات أولية حولَ التعصّب الديني
- القتل الحلال ..
- لا سياسة في شرق العبيد
- هل العقلاء جبناء حقاً ..؟!!
- أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي
- خواطر في العبودية
- الإنفعال مقتلةٌ للعقل ..
- خرافة الإعتدال في الإسلام..
- داعش منا ونحن منها ..
- انتظروا القيامة ..
- من هو عدو المرأة ..؟ّ
- الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري
- فيينا (1) بداية النهاية
- أفكار في الحب
- أسافل القوم..
- أفواه مريضة .. تكشف عن أن للجهل أكثر من عنوان
- رسالة من رجل شرقي ..
- رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - ثورة العُلَماءْ لا ثورة العُدَمَاء ..