أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة 13














المزيد.....

دفتر عاملة 13


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 08:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رحل ابن "ر" الاكبر ولم يعد خرجت للبحث عنه اياما ثم توقفت عادت لتعمل صامتة انها لا تتحدث مع احد من حينها ..اسمع ضحكاتها فاقترب اراها تلو بالعابها على ذلك الموبايل الصغير ..اسمع اصوات اللعبة الصادر وضحكاتها ..لم تكن حذره كالسابق لم تظهر نظرات غضبها عندما تطلعت لعيناى بل عادت للضحك ..مكثت على حالها دقائق قبل ان تنهض لتتحرك بطابقها وتقوم بالتنظيف ...كانت اثار الطعام المتبقى لا تزال فى كل مكان حتى الجدران ...سمعت انهم اقاموا حفل طعام بالامس هنا ..راقبت "ر" وهى تحمل البقايا وتقربها من فمها ..تتذوقها فى تلذذ وببطء ..امتعضت ..بللت شفتاها ثم جالت بنظرها لتبحث عن اخرى ..كانت تلقى بالبعض بينما تتلذذ بالاخر ....
علمت ان عليه ان اتحدث ل"ج" لا يمكنها ان تخرج"ر" من هنا ...تعلمت منذ سنوات عملى هنا ان اصحاب الطوابق الاعلى لا يلاحظون سوى بعضهم ...انهم لا يروننا ولا يشعرون بما نشعر او يهتموا بهمساتنا مثلما كنا نظن ...ولكنهم ايضا مثلنا يهتمون بالطعام ...
انها تراقبه تتلفت من حولها وهى تسير ينظرن اليها فى تعجب يهمسن عمن تبحث ؟ترد واحدة :عن ابنها الضائع يقولون ان الاخر ترك التعليم ليساعد امة لقد جنت ..تجيب اخرى:صه اصمتى لا تقولى هذا انها"ر" فى النهاية هل نسيتى ؟ انها من بعد "م" هى امنا هنا كيف تقولين على امك انها جنت ...
تجيب الاخرى بغضب:ليست امى وهى من تتحدث الى نفسها بالامس رأها الجميع تهمس وتضحك انها تظر الى هاتفها الصغير وتلعب وتترك لا العمل كله ..حسنا انا مثلكن لا اصدق انها جنت ولكنها تفعل هذا انها لا تحب هذا العمل ولم تحبه قط والجميع يعلم بهذا حتى "م" امنا كانت تقول هذا امام الجميع ...
صعدت لطابقها كانت تسير وكانها تراقب ظلها ..قلت عمن تبحثين ؟..تطلعت فى قالت منذ متى انت هنا؟..من احضرك ..
اقترب منى اكثر فتراجعت :رددت قلت "م" انك لا تصلحين ولكنها اصرت قالت انه ينبغى عليك العمل ..
تراجعت قلت بصوت مبحوح :عمن تبحثين
تطلعت فى :عن الموت ..انه يسير معى طوال النهار منذ ان اهبط من بيتى حتى اتى الى هنا وهو معى لا يغادرنى اتطلع اليه ماذا يريد..هل تعرفين ...
هبطت راكضة الى طابقى ..اتذكر "ر" فيما مضى كانت ذراع "م" اليمنى عندما اتيت الى هنا تحدثت الى "ر" كنت اكره المراه منذ ان غادرت مدرستى البعيدة لم اعد اتطلع بواحدة عندما ارتدى زى العمل اتحول معه الى اللون الازرق لون الموتى ...لم تكن تبتسم فى ذلك اليوم نظرت لى وابتسمت قالت الجميع جميلات ولكن كل واحدة منكن لها جمال ليس لدى الاخرى تطلعى اليه انا لست قبيحة ....
رن هاتفى تطلعت فيه غير مصدقة تطلعت فيمن حولى سألت بغضب من منكن تفعل هذا معى ؟ انه هاتف "م" يرن ..
فى ذلك اليوم من كل عام كانت "م" تتغيب عن العمل لتضىء مزيدا من الشموع لم تستطع واحدة منهن الهمس بصوت مرتفع ..كنت المفضلة لديها فقد كانت تخصنى بكثير من اللحم الذى تحصل عليه بعد ذبح الاضحية من اصحاب الطوابق وتحصل لى على نصيب خاص ..لا ادرى لما اختارتنى انا لتعطينى تلك الميزة فى المقابل كان عليه ان اخرج معها ذلك اليوم للاحمل لاجلها الشموع الكثيرة التى كانت تحضرها ..لاول مرة ادخل لدى الاخريين واراقبها تفعل مثل النساء الاخريات وتضىء الشموع ..شعرت بالانزعاج لاحضارها لى ..فى غمرى لم اتخيل اننى سادخل مكان للاخريين لم يكن لى اصدقاء من بينهم كان ساكن فى الطابق السادس هو الوحيد الذى اعرفه منهم ...ولم ابالى ان اسأل وانا صغيرة اكتشفت واحدة منهن بالصدفة وانا اركض من خلفها للامسك بها كنا نضحك ...كنت اعطى"م" الشموع دفعات مثلما طلبت قالت تلك النذور يجب ان توفى جميعهم واحد...واحد..انا لا افرق بينهم اعطيهم وساعطى من تعرفيهم من نفس الشموع ايضا ...لم ترى تلك الصورمن قبل ولا تعرف من هؤلاء ولا لم تاتى اليهم "م" فى النهاية ذهبت خلفها للاضحية تعرفها ولم تطاها قدمهامن قبل وقدمت اليها الشموع ورأتها تخرج المال وتضعه هناك ايضا ...كانت تخاف"م" هكذا تاكدت يومها لا تعلمان كانت تحبها ام ان هذا الخوف هو من يجعلها تسير من خلفها هدوء طلبت منها "م" ان تاتى لتبيت ليلتها فى حجرتها ستكون لها حجرة خاصة لان ل"م" ثلاث حجرات اندهشت ..هل "م" غنية انها تعيش مثل الطابق الاول والثانى وليست مثل الدور السفلى ..كان ل"م" ابناء قد رحلوا عنها .."م" بورسعيدية جنوبية تحوى الاثنين معا تقول "م" كلاهما واحد لا يقبل ان يهان انا صاحبة كرامة كبرى منهما ...
كان ابنها الاكبر ياتى لزيارتها كل عام لمدة شهر ثم توقف انتظرته طويلا ان يعود ولكنه لم ياتى .. كانت تهذى باسمه تتجول طيلة النهار من امامهن تردد مريض ..مريض اعرف ..حاولن اثنائها ولكنها رفضت ظلت تصرخ فى طابقها اريد رؤيتة ..عملت هنا سنوات وسنوات اجازة لم اطلب لم اتاخر يوما عن عملى اريد رؤية ابنى انه مريض ...كن يتهامسن فيما بينهن ...مر شهران كان طابقها فيهما لى انا لقد اختارتنى لاصبح بديلة عنها مما جعل "ر"تغضب..انتظرناها تعود..خفت الا تفعل ..لكنها عادت كانت اول من لاحظ المعلمة ...كانت تلاحظها ايضا ..كانت "م" ليست هنا جميعهن يبحثن عنها ..رايتها تنظر للمعلمة بينما هى لا تراها وتعبر الى جوارها ..هى ايضا عرفت غضبى كنت اخافها فى السابق والان اشعر بالغيظ والغضب..ضحكت قالت:الا تعرفين اننا نحوى الاثنين معا ..نحن واحد كلا منا يحوى الاخر ..نصف ذكر ونصف انثى ....
فى صبيحة احد الايام بينما كنت اقوم بعملى فى طابقى سمعتهن عادت"م" كان الصوت ل"ح" برغم ان "ح" و"م"لم تتوقفا عن الشجار ابدا قبل ذلك وحتى يوم رحيل "م" الا انها اول من كانت هناك تحتضنها ...
همست :طردنى ...طردنى من بيته رأوه الجميع يفعل هذا ..بى انا امة ..لاجلها اعرف فعل هذا لاجلها ..لم يسامحنى لانها رحلت مع اخر هل اخبرتها انا ان تتركه...قال انه لا يريد رؤيتى ثانيا ...بكت "م"



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت
- دفتر عاملة 12
- حينما استيقظت فى عالمهن
- نسيان
- عبير
- بدوية 17
- دفتر عاملة 11
- ثورة طيبة1
- من هرماس الى سيدى هيراكليس
- رسائل هرماس ابن جدته صاحبة بيت طيبة
- قضية هرماس
- بدوية 16
- دفتر عاملة 10
- بلدة من زمن اخر
- عم صالح
- تاريخ الاسرة ما بين الحيوان والانسان
- الكاهنة الام
- رياح الجنوب
- دفتر عاملة 9
- ليليث ام خنثى الام المقدسة 2


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة 13