أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الحق لشهب - عمليات إجهاض بالجملة انتهت بوفاة موظفة بالمعهد الموسيقي















المزيد.....

عمليات إجهاض بالجملة انتهت بوفاة موظفة بالمعهد الموسيقي


عبد الحق لشهب

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عرف مستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي المغربية ليلة 17شتنبر2005 مشهدا مؤثرا ، حيث وقف الشارع المسفيوي مذهلا لما وقع بعد الكشف عن وفاة امرأة نتيجة عملية إجهاض غير شرعية ، فارقت على إثرها الحياة ، وهي ملقاة على سرير التمريض بعيادة خاصة بشارع ابن بطوطة باعزيب الدرعي حيث تم استقدامها على متن سيارة للأجرة إلى المستشفى يرافقها شخصان : الأول الطبيب الفاعل للعملية ، والثاني لم تحدد علاقته بالطرفين الآخرين ، والذي اختفى عن الأنظار، بمجرد وصوله إلى قسم المستعجلات ، وبعد معاينة الجثة اتضح أنها تحمل جرحا بسيطا بالمرفق الأيمن ، على شكل حقنة ، دون معاينة أي آثار للعنف أو الجرح . وقد تمت مباشرة الطبيب( ا.م) المرافق للضحية من طرف الشرطة القضائية بآسفي ، بعد أخد صور فوتوغرافية للجثة من قبل عنصر التشخيص القضائي ، حيث أكد أنها زارته للعيادة وبرفقتها ثلاثة أو أربعة أشخاص ،وهي في حالة سيئة ، مضيفا أنه وبعد قياس ضغطها الدموي ونبضاتها القلبية اتضح له أنها منخفضة مما " جعلني أبادر لنقلها إلى المستشفى على متن سيارة للأجرة " يقول الطبيب.
لكن إلى أي حد سيصدق هذا القول ؟ و ماهي حيثيات هذا الحادث ؟ وأين تكمن مسؤولية المؤسسة الصحية بالإقليم لمراقبة حالتي عدم الاختصاص ، والخطأ الطبي الذي يؤدي إلى التشويه أو الوفاة ؟ كما سنرى في هذه الحالة والتي تحمل معها دلالات خفية في تشخيص الواقع الطبي بالمدينة ، حتى يمكنه أن يرتقي إلى ما تصبو إليه التوجهات العامة للبلاد والمتضمنة لتنمية مواردها البشرية ، وتقوية تدخل القطاع الصحي في معالجة اختلالا ته البنيوية .

كلثوم ... الضحية
بعد استقدامها إلى مستشفى محمد الخامس ، لم يتم تحديد هويتها للتعرف على أهلها وأقاربها إلا بعد العثور على رقم هاتفي بحاجياتها ، وبعد الاتصال بهذا الرقم تبين أنه يخص( ز.ص) وبعد عرض أوصاف الهالكة تمكنت من معرفتها ، وأفادت أنها تسمى كلثوم.
الضحية كلثوم مزدادة بتاريخ 06/01/1967 بالدار البيضاء ،موظفة بالمعهد الموسيقي بآسفي وتقطن بحي الجريفات .

الطبيب ...
اشتغل كطبيب متدرب لمدة سنة بمستشفى محمد الخامس مند 1985 ، حيث توجه إلى مدينة الدار البيضاء ، وتابع دراسته إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه في الطب العام .
قضى بفرنسا سنة كاملة حيث زاول التطبيب ، وحل سنة 1997 بمدينة آسفي ، وفتح عيادة بشارع ابن بطوطة باعزيب الدرعي ، كان يعتمد في عمله فقط على آلة الكشف بالصدى ، ولا يتوفر داخل عيادته على أجهزة الأوكسجين ، كما كان يعتمد في تشخيص الحالات المرضية على آلة التصنت أو بالجص اليدوي .
و"أمام الدخل غير المستقر" فإنه يعمل على استقبال نسوة وفتيات لإجراء عمليات إجهاض ، سيما اللواتي تتأخر عنهن العادة الشهرية نتيجة حالات متعددة ، وغالبا نتيجة الحمل غير الشرعي ، الشئ الذي يجعله يتابع حالاتهن ويمدهن ببعض الأدوية ، وفي حالة عدم الوصول إلى آية نتيجة لاسترجاع حالتهن الطبيعية للعادة الشهرية ، فإنه يخصص لهن وقتا معينا لإجهاض ما في بطونهن داخل عيادته.

الكاتبة ... مفتاح اللغز
تحوم قضية وفاة كلثوم بعيادة الطبيب (ا.م) حول ألغاز متعددة ومعقدة ، وبوجود نادية ضمن الشخصيات التي عاينت الحدث مند بدايته – بصفتها كاتبة بالعيادة- يمكن تفكيك عدد من هذه الألغاز التي كادت أن تحول مسار القضية في اتجاه آخر وبالتالي تمويه الرأي العام عن الوقائع الحقيقية لهذه العملية .
فقد كشفت عن جميع الأعمال التي يقوم بها الطبيب ، انطلاقا من عملها بعيادته مند أوائل شهر أبريل من السنة الجارية ، وقد أكدت أنها وبعد مباشرة عملها بأسبوع أو أسبوعين حتى أشعرها أن سيدة ما ستحضر لعيادته ، وأنه سيخضعها لعملية جراحية لم يفصح لها عن نوعيتها ، وتبين بعد ذلك للكاتبة أن الزائرة قد خضعت لعملية إجهاض بعد تخديرها على الساعة الثامنة ليلا.
كما كشفت أيضا أنه يزاول هذه العمليات باستقباله له لفتيات ونسوة لغرض إجهاضهن، حيث يختار الساعات المتأخرة من الليل، مؤكدة أنها حضرت مند بداية عملها إلى حدود هذه الواقعة ما يقارب عشر عمليات إجهاض، دون علم لها بالمبالغ المالية التي يتسلمها الطبيب من زبائنه، بحكم أنه هو من يعمل على ملء الجذاذات الحسابية الخاصة بمثل هذه العمليات .

الضحية ...بالعيادة
لقد حضرت كلثوم إلى العيادة مرتين كانت آخرها بتاريخ 16/09/2005 ، جاءت بمفردها لتسلم الطبيب المبلغ المالي المتفق عليه ، والمحدد في 2000درهم كمقابل لإجراء العملية . وفي اليوم الموالي كان كل شئ كالمعتاد بالعيادة. كانت نادية تمارس عملها ، تستقبل وتسجل المرضى ، وبعد الانتهاء من عمليات التطبيب لفائدة زواره ، وبعد مرور فترة من الوقت ، اتصل بكلثوم هاتفيا ، وحوالي الساعة الثالثة بعد الزوال استقبلها وأخذها لقاعة العمليات ، فقام بحقنها وتخديرها، وبعد الانتهاء من العملية ، انتظر طويلا صحوتها من حالة التخدير ، لكن دون جدوى، الشيء الذي جعل الطبيب يباشرها أكثر من مرة تارة يقوم بدلك صدرها وتارة يقوم بقياس ضغطها الدموي أو نبضات قلبها حائرا في أمره.

الحيرة ...

حوالي الساعة الثامنة ليلا ، وبعد أن تأكد الطبيب أن مريضته لا تزال في غيبوبة غادر العيادة ، وأحضر أحد الأشخاص لنقلها رفقته إلى المستشفى على متن سيارة للأجرة ، وتؤكد نادية على أنها هي من فتحت الباب السفلي وشاهدتهما يستقلان السيارة ، كما تأكدت أن الشخص هو صاحبها الذي ولج العيادة بناء على طلب الطبيب.
غادرت السيارة العيادة في اتجاه مستشفى محمد الخامس .
فهل سيسمح لها بالدخول وهي تحمل جثة بمقعدها الخلفي ؟
يقول حارس باب المستشفى أنه شاهد الطبيب يجلس بجانب السائق ، وهو يعرفه جيدا ، وبالتالي تحاشى عدم السماح له بالدخول ، نافيا أن يكون قد اطلع على حالة الضحية .
وبعد تجاوز باب المستشفى طلب من سائق السيارة التوقف بجانب باب المستعجلات، حيث وجد في استقباله طبيب المداومة وممرض فحملا الجثة إلى داخل قسم المستعجلات .
وبعد رجوعه من المستشفى أخبر مساعدته أن السيدة كلثوم قد فارقت الحياة بقسم الإنعاش الطبي ثم أمرها بالانصراف .
وفي اليوم الموالي استدعاها إلى عيادته ليفيدها أنه أخبر الشرطة القضائية بتلك الوفاة ، وألح عليها أنه وفي حالة ما إذا تم استدعاؤها أن تؤكد لهم أن تلك السيدة حلت بعيادته رفقة سيدتين وأحد الأشخاص ، وحالتها الصحية متدهورة ، وأنه قام بالكشف عليها بقاعة الانتظار، وعندما اشتد مرضها قام بنقلها إلى قسم المستعجلات ، وأكد عليها أن تكتم عملية الإجهاض.
لكن نادية وبشجاعتها فقد أبدت استعدادها للكشف عن الحقيقة بعد دعوتها من قبل مصلحة الدائرة الخامسة للشرطة، والمتمثلة في الجذاذات الخاصة بمجموع العمليات الإجهاضية التي يقوم بها الطبيب ، والتي يحتفظ بها داخل مكتبه.

جذاذات الزبائن ...
بعد مداهمة مكتب الدكتور من طرف أعضاء الشرطة القضائية، تم العثور على الجذاذات التي كانت تضم معطيات ومعلومات كل الزائرات للعيادة واللواتي يفقن السبعين ، كما تمكنت من تحديد هوية كل النسوة والفتيات اللواتي زرن الطبيب لأجل عمليات الإجهاض ، وذلك بعد عرض أسمائهن بسرية على شاشة الناظم الإعلامي كما تم التعرف على إحداهن ( س.ح) والتي قامت بعمليتي إجهاض ، وأنها عملت كوسيطة لدى بعض الفتيات بحكم معرفتها له وترشدهن لزيارة عيادته .

زيارة وإجهاض ثم وفاة

لقد سبق للضحية أن زارت الطبيب في عيادته ، ففحصها واتضح له أنها تعرف تأخرا في العادة الشهرية لمدة خمس أسابيع وثلاثة أيام ، وفي زيارة مماثلة قام بقياس ضغطها الدموي ، ونبضات قلبها، كما التجأ إلى قياس وزنها ، ورغم ذلك لم يتبن له حملها ، ولإبعاد أي شك ، وإقصاء أي احتمال ، فقد وصف لها بعض الأدوية من الحقن ، ورغم ذلك لم يتضح أي شئ ، وبعد إخضاع بولها للفحص تأكد أنها حامل ( حمل غير شرعي ) فاتفقا على إجراء عملية لإجهاض ما ببطنها مقابل المبلغ المالي المتفق عليه . فعلا وبعد أن مددها فوق سرير العمليات ، قام بحقنها من أجل تخديرها ، وتركها بعض الوقت لتأثير مفعوله عليها ، ثم أمر مساعدته لإحضار لوازم العملية ، ثم أخضعها بعد ذلك إلى عملية إجهاض ، وتركها لتستفيق ، ومع مرور الوقت لم تسترجع الضحية وعيها ، ورغم جميع المحاولات التي التجأ إليها فلم تؤد إلى آية نتيجة ، وحينها تبين له أن السيدة قد فارقت الحياة فوق سرير عيادته . وقد اعترف للشرطة القضائية بكل العمليات التي كان يقوم بها داخل عيادته .حيث تم إحالة الملف إلى النيابة العامة بآسفي للنظر في هذه القضية .
فكانت هذه القضية بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة ، في الوقت الذي تعرف فيه بعض العيادات الأخرى مثل هذه العمليات ، أمام صمت المصالح الصحية بالمدينة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى وفعالية مراقبة المرافق الصحية بالإقليم



#عبد_الحق_لشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يكتب محضر مخالفة لرئيس المجلس البلدي و يحاسبه على مخالفته ...
- فضيحة بطلها مستشار ملكي
- كفى من الكذب على هذا الشعب
- مؤسسة الشعبي بين نهب المال العام و التحايل الضريبي
- المغاربة يسرقون بعضهم
- المغرب ... و المهام المطلوبة
- الوجه الاجتماعي للحكومة المغربية
- لوبيات المال تبسط أيديها و تعيق التنمية
- الصويرة و غياب السلطة المحلية
- تأملات في الوضع الاقتصادي و السياسي بالمغرب
- باي....باي المغرب


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الحق لشهب - عمليات إجهاض بالجملة انتهت بوفاة موظفة بالمعهد الموسيقي