أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - داعش: بين سعي أميركي لتحجيمها، واستراتيجية روسية لاستئصالها، وهل تقرب جنيف بينهما؟















المزيد.....

داعش: بين سعي أميركي لتحجيمها، واستراتيجية روسية لاستئصالها، وهل تقرب جنيف بينهما؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تجر في المدى البعيد أو القريب، المقارنة بين الاستراتيجيتين الروسية والأميركية الخاصة بكيفية التعامل مع الأخطار الناجمة عن تواجد الدولة الاسلامية - داعش، ونظرة كل منهما حول كيفية التعامل معها. فهل تسعى هذه أو تلك لاستئصال داعش، أم تكتقي باحتوائها وتحجيمها فحسب.

فكل شيء يدل، على ضوء مراقبة سير الأحداث التي تلت الاعلان الأميركي للحرب على داعش، وما تلاها من عمليات عسكرية أميركية التي نفذتها ضد الدولة الاسلامية - داعش، والمؤتمرات التي عقدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها سواء في واشنطن، أو في باريس أوفي مواقع أخرى من العالم اثر ذلك الاعلان، اضافة الى خط سير تحالفها ضد الدولة الاسلامية والذي ضم حتى الآن أكثر من ستين دولة، انما يدل على التوجه في الوقت الحالي على الأقل، لتحجيم داعش لا لاستئصالها، الذي بات يمثل جوهر الاستراتيجية الروسية نحوها.

وهنا يكمن الفارق الواضح بين الاستراتيجيتين الأميركية والروسية، حيث تسعى الأخيرة لاستئصال داعش، لا لمجرد تحجيمها، لكونها باتت تشكل خطرا مباشرا عليها، لا مجرد خطر على مصالحها وعلى أصدقائها، كما هو الحال في سوريا وفي العراق، وربما على ايران مستقبلا.

فالولايات المتحدة، في تخطيطها لكيفية التعامل مع الدولة الاسلامية، كانت ولم تزل الى حد ما، تسعى لمجرد احتواء داعش في الوقت الحاضر على الأقل، مع احتمال السعي مستقبلا للقضاء عليها، كما قال الرئيس أوباما في خطاب شهير له في عام 2014 ألقاه بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2014، وجاء تأكيدا للخطاب السابق الذي أعلن فيه الحرب المطلقة على داعش، وألقاه يومئذ في كلية وست بوينت العسكرية في نيويرك، والذي أقيم بمناسبة تخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة الأميركية. فخطابه ذاك (أي خطابه في أكاديمة وست بوينت العسكرية والذي القاه في أيار - مايو 2014) شكل اعلانا واضحا للحرب على داعش بدون أي تحفظات، خلافا لخطابه اللاحق في شهر أيلول سبتمبر بمناسبة ذكرى هجمات أيلول - سبتمبر، والذي تضمن تحفظات على أهدافه من الحرب على الدولة الاسلامية - داعش، اذ بات عندئذ يقول بأنه يسعى مبدئيا لتحجيم الدولة، مع التوجه مستقبلا لاستئصالها.

وجاء خطابه الثاني المتضمن تلك التحفظات كي لا نقول التراجعات، وكأنه يتعارض مع خطابه السابق المتعلق بالتعامل مع الدولة الاسلامية بشدة. وأثار خطابه ذاك، أي الخطاب الثاني، دهشة المراقبين اذ كان يفترض فيه أن يكون أكثر تشددا من خطابه اللاحق، لكونه جاء بعد سيطرة الدولة الاسلامية على مناطق أوسع باحتلالها ثلاثة محافظات عراقية في الشمال العراقي في شهر حزيران (يونيو) ، أي بعد أيام من خطابه الأول في أيلول (مايو)، شكلت مساحة كبيرة من جغرافية العراق، وباتت معها تسيطر على أكثر من ثلث مساحة الجمهورية العراقية. لكن تراجعه ذاك من التشدد الساعي للاستئصال الى السعي لمجرد التحجيم، كما لاحظ بعض المراقبين، انما كان كما يبدو نتيجة ضغوطات مورست عليه من قبل مجموعات الضغط السياسي والعسكري المتواجدة في الولايات المتحدة.

فالمجموعة العسكرية المتمثلة بكبار الضباط اضافة الى مالكي مصانع الانتاج العسكري، لا ترغب في انهاء سريع للحرب ضد داعش، لأنه يحرمها من تحقيق مزيد من مبيعات السلاح لدول المنطقة وللمقاتلين في صفوف داعش سواء في سوريا أو في العراق (أو في ليبيا لاحقا)، الأمر الذي لا يحققه الا اطالة أمد الحرب لا حسمها السريع عسكريا، كما يحرم المخططين العسكريين من فرص ايجاد مزيد من القواعد العسكرية في المنطقة نتيجة المخاوف من حالة الفوضى في المنطقة والتي يحققها لهم اطالة أمد الحرب لا حسمها.
أما الضغوطات السياسية، فقد جاءت من مجموعة المحافظين الجدد ويمثلهم ديك تشيني، وولفيتز وغيرهم من الأعضاء المحافظين الجدد، ومن أعضاء الحزب الجمهوري ويمثلهم السناتور ماكين، اضافة الى مجموعة المخططين السياسيين الذين سعوا الى تذكيره بالأهداف الأميركية الاستراتيجية، قريبة وبعيدة المدى، من وراء تشكيل تنظيم الدولة الاسلامية منذ عام 2006، والتي شكلت بمعرفتهم وعلمهم وربما بمشاركتهم في تأسيسها وتشكيلها، وفي أدنى حد، نتيجة السكوت والتزام الصمت لدى تأسيسها وتشكيلها في عام 2006 (عندما استبدل اسمها من دولة العراق الى دولة العراق الاسلامية، وباتت عندئذ خليفة للتنظيم السابق الذي ضم مجموعات عديدة من تجمعات عراقية وغير عراقية تسعى لمقاومة الاحتلال الأميركي، والتي قام بتشكيلها في شباط - فبراير 2006 أبو مصعب الزرقاوي تحت اسم ائتلاف المقاومة الاسلامية للاحتلال). فالمشاركة في تأسيسها، أو التزام الصمت ازاء تأسيسها، كان نتيجة كونها تحقق اهدافا كثيرة للاستراتيجية الأميركية، بعضها فوري، وهو استبدال أهداف تلك التنظيمات من مقاومة الاحتلال الأميركي الى مقاومة ما وصف بالاحتلال الايراني الشيعي، وأهداف أخرى الى جانبه بعيدة المدى وهي التي تتطلب مجرد تحجيمها، بغية ابقاء الدولة الاسلامية حية قوية ولو لفترة من الزمان قد تطول كثيرا.

والأهداف الأميركية بعيدة المدى تتمثل فيما يلي:
1) اشاعة الفوضى والاضطراب في المنطقة مما يعزز أهمية وضرورة التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، وما يرافق ذلك من مبيعات للسلاح الأميركي يسترد عبره كل المبالغ المدفوعة لقاء نفط تلك المنطقة، اضافة الى كونه يمتص مشاعر شعوب المنطقة المعادي لاسرائيل، مع ظهور أخطار الاضطراب الداخلي الذي يشغلها عن الاهتمام بالعدو الحقيقي أي اسرائيل، كما يحدث في سوريا والعراق، وبدأ يحدث أو بدأ يتبلور تدريجيا حدوثه في مصر. كما أنه يمهد لظهور الشرق الأوسط الجديد.

2) توجيه التنظيم الجديد ليصبح منافسا ومتحديا ومستوعبا للمنتمين للتنظيم الارهابي السابق وهو تنظيم القاعدة في أفغانستان، العدو الأول وربما الأخطر حاليا على الولايات المتحدة، والذي لم تفلح حرب ضده وضد حليفته طالبان,, في استئصاله، رغم بقائها مشتعلة على مدى أربعة عشر عاما.

ويعزز وجود هذا التوجه، سحب أكثر من ثلاثين تنظيم ارهابي (كبوكو حرام وأنصار بيت المقدس في سيناء وغيرهما من التنظيمات الارهابية) ولاءهم للقاعدة، واعلان مبايعتهم لأبو بكر البغدادي (أي تنظيم الدولة الاسلامية)، بحيث لم يعد يحافظ على ولائه لها في هذه المرحلة، الا شباب الصومال، وتنظيم القاعدة في المغرب العربي الذي نفذ مؤخرا عملية كبرى في واغادوغو عاصمة بوكينا فاسو، وتنظيم القاعدة في اليمن الذي بات يسيطر على مناطق أوسع في اليمن وخصوصا في جنوبه، ولم تفلح عاصفة الحزم السعودية الخليجية في استئصاله (لكونها تركز على محاربة الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح لا على محاربة القاعدة في اليمن)، اضافة الى تنظيم طالبان العسكري الذي أصابه شرخ من نوع ما نتيجة الخلافة حول من يخلف الملا الراحل منصور عمر، بعد رفض ابنه وشقيقه لخلافة أخطر منصور له، اضافة الى مبايعة أحد فصائل طالبان للدولة الاسلامية، واعلانه تشكيل امارة اسلامية (في أحد مناطق أفغانستان) تبدو موالية لأبو بكر البغدادي، سميت بولاية خراسان الاسلامية.

3) تشجيع الدولة الاسلامية على عدم الاكتفاء بنشر دعوتها وتنظيمها في منطقة الشرق الأوسط، بل الدعوة لنشر دعوتها في مناطق أخرى كروسيا الاتحادية التي تضم جمهوريات اسلامية كالشيشانية وقفقاصيا، وفي الجمهوريات الاسلامية المحاذية لروسيا الاتحادية كطاجاكستان، وتركمانستان ، وكازاكستان، وأوزباكستان وغيرها من الجمهوريات الاسلامية المجاورة لروسيا. فهذا هو الهدف البعيد الذي تسعى اليه الولايات المتحدة كوسيلة لاعاد تقزيم روسيا الاتحادية وتحجيمها، واعادتها الى الموقع الذي أرادته لها من وراء تفكيك الاتحاد السوفياتي، بحيث لا تعود روسيا قادرة على رفض النظام الدولي الجديد الذي تطلعت ولم تزل تتطلع اليه الولايات المتحدة، لتلعب دور القائد الأوحد في العالم، والقطب الأوحد القادر وحده على اعادة رسم خارط المنطقة بالشكل الذي تريده ويتلاءهم مع مصالحها.

ولكن الادارة الأميركية تتناسى ما آلت اليه لعبتها تلك المشابهة في ايران قبل ستة وثلاثين عاما، عندما شجع ازبينغيو بريجسكي، مستشار الرئيس كارتر، وصول الامام آية الله روح الله خميني الى السلطة في ايران، اعتقادا منه أن التوجه الاسلامي المعادي للفكر الشيوعي الملحد، لن يستوعب فحسب المد اليساري في تلك الدولة المتمثل بتنظيم فدائيي الشعب الماركسية، وحزب توده الشيوعي، والجبهة الوطنية المعتنقة لمبادىء الزعيم الوطني الراحل الدكتور محمد مصدق الذي كان أول من أمم النفط في المنطقة، بل سيمتد الى محاربة الاتحاد السوفياتي لكون ايران جارا له وتتوفر له الحدود الجغرافية التي ستمكنه من اشعال حرب على حدوده تشاغل الاتحاد السوفياتي لزمن طويل، متناسية ما آل اليه الموقف لاحقا في ايران الاسلامية، من عداء للأميركيين، ومتجاهلة أيضا أن التعامل مع تيار الاسلام السياسي التكفيري المتشدد، لا ينتهي فحسب بعداء للشيوعية الملحدة ، بل بعداء مقابل وأكثر منه للدول المسيحية الموصوفة في طروحاتهم الخاصة، بالدول الصليبية.

وتأكيدا لهذا الاحتمال، أخذت الدولة الاسلامية تبني كوادر لها يحتفظون بها مؤقتا كخلايا نائمة في طاجاكستان وفي مناطق القفقاس الروسية، وفي دول أخرى مجاورة لروسيا الاتحادية، في وقت شرعت فيه طاجكستان التي تحتفظ بنوع من الصداقة مع روسيا الاتحادية رغم انفصالها عن الاتحاد السوفياتي، في ملاحقة (قد تكون عبثية وغير مجدية)، مطلقي اللحى واجبارهم على ازالتها تخوفا من كون بعضم يشكلون تلك الخلايا النائمة التي يخشون انتفاضتها على الحكومة الطاجيكية مستقبلا. وهناك الآن بعض التقارير التي ترجح وجود خلايا نائمة في طاجاكستان وغيرها من الدول الاسلامية المجاورة لروسيا، تنتظر استكمال قوتها لتنطلق في عملية اثارة الاضطراب في طاجاكستان وفي روسيا الاتحادية ذاتها.

وهكذا يتبلور الفارق بين الموقفين الاستراتيجيين الأميركي والروسي، بالنسبة لأسلوب ومدى جدية كل منهما في مقاتلة الدولة الاسلامية. فروسيا تقاتلهم في سوريا، لا دفاعا عن سوريا فحسب، بل دفاعا عن روسيا ذاتها، وما قد يحل بروسيا من دمار واضطراب وتفكك، لو تركت الدولة الاسلامية التي باتت تشكل ماكينة لتفريغ الارهابيين، وخصوصا أولئك الارهابيين القادمين من الدول الاسلامية المجاورة لروسيا، او من المحافظات، بل الدول الاسلامية المتواجدة ضمن الاتحاد الروسي. فالاغارات الروسية المكثفة والتي يبلغ معدلها اليومي ستين غارة جوية أحيانا في اليوم الواحد، بل يصل في حالات معينة الى مائة غارة يومية، قياسا باغارات الولايات المتحدة أو حلفها المعادي لداعش، والتي لا يتجاوز عددها العشر غارات جوية في اليوم الواحد ونادرا ما يتجاوزها. فالاغارات الأميركية هي غارات تسعى للتحجيم فحسب، وللتأكيد بأنها تحارب فعلا الدولة الاسلامية، في وقت هي تسعى فيه فحسب لتحجيمها لدى خطوط معينة، بينما تسعى روسيا الاتحادية لاستئصالها اذا أمكن، لا ابعادا لخطرها عن سوريا فحسب، بل ابعادا لخطرها المستقبلي على روسيا الاتحادية أيضا.

فالاغارات الأميركية لا تسعى لاستئصال داعش أسوة بما يفعله الروس، ولم تتحول الى اغارات جدية الا عندما تعرض اقليم كردستان في شمال العراق لخطر سيطرة الدولة عليه، أو لدى مساعيها لابعاد الخطر الداعشي عن جبل سنجار حيث يوجد اكراد أيضا، وكذلك عندما حاصرت الدولة الاسلامية مدينة عين العرب (كوباني) الكردية. ففي هذه الحالات فحسب، تدخل الطيران الأميركي بقوة أكبر وباغارات أكثر وأقوى لحماية الأكراد، تطلعا منها لكسب ودهم لدى تحقق دولتهم المستقلة، لتصبح دولة تدور في فلكهم.

وأنا لست شخصيا ضد حصول الأكراد على استقلالهم في دولة لهم، وأعتبره أمرا مقضيا. وقد شجعت الدول العربية في أكثر من مقال لي، على منحهم الاستقلال (الذي يحق لهم) بشكل ودي رضائي، خصوصا وأنه قادم لا محالة، كي لا يتحولوا الى أعداء لهم اذا انتزعوه منهم بالقوة، وكي لا تكسبهم الولايات المتحدة ومن ورائها اسرائيل، صديقة لهم ومعادية للعرب أجمعين. كل ما في الأمر أن ملاحظتي عن تقديمهم الدعم المتميز للأكراد دون غيرهم، انما يكشف عن وجود قدرات لدى الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الاسلامية بشكل أكثر جدية، أسوة بروسيا، ومع ذلك تمتنع عن استخدام تلك القوة والقدرة الا في حالات خاصة، هي حالة تعرض الأكراد للخطر.

ولكن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على مواصلة حرب تحجيمية فحسب ضد الدولة الاسلامية - داعش لفترة طويلة، اذ قد تضطر لاحقا لمحاربتها بشكل أشد، في مسعى لزيادة تحجيمها، وربما لاستئصالها، بعد أن بلغ خطر الدعوة الاسلامية الجهادية التكفيرية الى عكر دارها متمثلا بالهجمة الدموية التي نفذها زوج وزوجته اعتنقا فكر داعش في مدينة بومباردينو الواقعة في ولاية كاليفورنيا، فقتلوا أربعة عشر شخاصا وجرحوا آخرين. فقد لوحظ أن خطاب الرئيس أوباما في يوم الاتحاد أمام الكونجرس الأميركي والذي جاء بعد ذاك الهجوم، قد تضمن لهجة أشد من السابق، بل ومطالبة، ولو تلميحا، باستخدام القوات الأميركية البرية التي تعهد في خطابه الذي وجهه للكونجرس طالبا الاذن الرسمي بشن الحرب على الدولة الاسلامية، بألا يستخدم قوات أرضية في تلك الحرب مكتفيا باستخدام سلاح الجو فيها.

فعلى أرض الواقع، بات عدد الجنود الأميركيين المتواجدين في العراق كخبراء تدريب عسكريين، والذين قيل سابقا أن عددهم سيقتصر على خمسين منهم فحسب، قد تجاوز الآن عددهم الستة آلاف خبير أو مقاتل. وفي المقابل، شرعت الادارة الأميركية التي تعترف الآن رسميا بوجود خبراء عسكريين أميركيين في سوريا يساعدون الأكراد، ولكن عددهم كما تقول لا يتجاوز الخمسين خبيرا، في توسيع مهبط مطار الرميلات في محافظة الحسكة (والقامشلي) من 700 متر ليصل الى 1300 متر تمكن طائرات كبرى (يرجح بأنها أميركية) للوصول والهبوط هبوطا آمنا في ذاك المطار. وتحدث البعض عن امكانية ارسال 700 خبير أميركي لمساعدة جيش سوريا الديمقراطي الذي يقاتل داعش كما يقاتل الدولة السورية (كما قال طلال سلو الناطق باسم جبيش سوريا الديمقراطي، الذي يضم اكرادا وتركمانا وآشوريين لكن غالبيتهم من الأكراد). ولكن بعض المراقبين ذكر أن عدد أولئك الخبراء الأميركيين قد يصل الى سبعة آلاف. وهذا يعني اشتداد المخاوف الأميركية، بل والأوروبية أيضا، الفرنسية منها خاصة، وخصوصا بعد أن لسعت بنيران داعش التي تمثلت بهجمات للذئاب المنفردة الداعشية في عدة مواقع في فرنسا، وكرسها أخيرا هجوم مباشر في باريس نفذه مقاتلون من الدولة الاسلامية..

ويعزز اشتداد المخاوف الأميركية من تمدد داعش، ومن ازدياد قدراتها التي قد تهدد الولايات المتحدة ذاتها مستقبلا، ربما قد تجلى فيما باتت تمارسه أخيرا من ضغوطات على المعارضة المسلحة للقبول بمؤتمر جنيف القادم بمشاركة وفد واحد للمعارضة أو وفدين، والذي لم يعد الوسيط الدولي دي ميستورا يصفه بجنيف ثلاثة... بل بمؤتمر جنيف فحسب، كما ذكر في مؤتمره الصحفي الأخير (اليوم)، بل وتمثل أيضا في أجندة الموضوعات التي ستطرح للبحث (في مفاوضات غير مباشرة) في جنيف القادم، والتي لم يعد من المتوقع أن تناقش قضية الحكومة الانتقالية وما يليها من انتخابات رئاسية، بل ستركز مناقشاتها على ثلاث نقاط هي: 1) وقف اطلاق النار، 2) ايصال المساعدات الانسانية للمدن والقرى المحاصرة من الطرفين، 3) محاربة داعش.

فهذا يعزز باحتمال أن التوجه الأميركي الآن، لم يعد يناقش مستقبل الحكم في سوريا، بل مقاتلة الدولة الاسلامية باعتباره الطرح والخطر الأهم، مع بقاء خطر واحد ربما يشوب هذه التوجهات، وهو التوقع بأن تستغرق هذه الفاوضات التمهيدية ستة شهور كما قال ديموستورا، تبدأ مع نهايات الشهر الحالي، مما قد يعني أن انتهاءها (مع احتمالات الاطالة المتعمدة لها من قبل المعارضة المسلحة)، قد يتم قبل شهر أو شهرين من انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، تأمل المعارضة المسلحة أن يكون لديه اهتمام أكبر بمحاربة النظام السوري، عن محاربته للدولة الاسلاية - داعش.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية THINK TANK
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب – برلين.
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي – واشنطن.
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية.
عضو في مجموعة مشاهير مصر.
عضو في مجموعة صوت اللاجئين الفلسطينيين.
عضو في مجموعات أخرى: عراقية، سورية، لبنانية، أردنية.









#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مماطلة في عقد مؤتمر جنيف ربما تسعى للتأخير انتظارا لمجيء رئي ...
- اعدامات تنفذها داعش مع أحتدام المعارك العسكرية في سوريا مع ا ...
- أردوغان..أردوغان: هل وصلك أخيرا ربيع عربي كردي روسي داعشي: ا ...
- هذا كتاب آخر مفتوح موجه الى -مارك زوكيربيرج- - صاحب ورئيس شر ...
- أردوغان..أردوغان: هل بلغتك أخيرا لعنة الشيطان؟
- كتاب مفتوح الى مارك زوكيربيرج - رئيس شركة فيسبوك
- لماذا تغرد سلطنة عمان خارج سرب الخليج، و-تصرخ- فرنسا دون أور ...
- عمليات الاعدام الأخيرة، والبحث السعودي عن نصر ما، في ظل مخاو ...
- بانشغال القاعدة وداعش بحروب ضدهما:هل تتولى الذئاب المنفردة ف ...
- أسرار تكشف لأول مرة حول حرب الخليج المسماة بعاصفة الصحراء وم ...
- شرق أوسط جديد أم اتحاد شرق أوسطي على غرار الاتحاد الأوروبي؟
- غزو العراق عام 2003 ونتائجه الضارة على العراق والعالم.
- لماذا تعلن السعودية التي شاركت بحرب ضد سوريا، ثم اليمن، حربا ...
- مبررات السلطان أردوغان لاسقاط الطائرة الروسية، وخطوات القيصر ...
- تركيا بين اسقاط الطائرة سوخوي لخرقها أجواءها أو حماية لجبهة ...
- هل يشارك بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية القادمة، أم لا يش ...
- الموقف السوفياتي المتذبذب بصدد عاصفة الصحراء
- هل تؤثر تفجيرات باريس ايجابيا على مؤتمري فينا وقمة العشرين؟
- اختفاء السفيرة جلاسبي، والتخبط في تبرير أسباب اختفائها
- غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - داعش: بين سعي أميركي لتحجيمها، واستراتيجية روسية لاستئصالها، وهل تقرب جنيف بينهما؟