أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالحليم حفينة - يوم أن قررنا التمرد على الماضي














المزيد.....

يوم أن قررنا التمرد على الماضي


عبدالحليم حفينة

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 15:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد خمس سنوات من إندلاع أعظم ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث، يدخل البعض في جدال حول ما إذا كانت ثورة أم مؤامرة، في رأيي أن هذا الجدال سيبقى مجرد سفسطة لا ترقى حتى لأن تناقش، ذلك لأنه ببساطة دون مستوى الحقائق التي فرضها الواقع، فثورة يناير ليست مجرد مادة للنقاش في جلسات السمر، لكنها ثورة قادها الشباب وساندها الشعب وامتثل لإرادتها الجيش، ثورة أسقطت طاغية نال بعدها على حكم نهائي بالحبس في جريمة سرقة، ثورة كشفت جماعة لم تتورع يومًا عن طعن الثورة في قلبها، وبعد إنكسارها تتمسح الآن في ذكراها!!

ربما كان سقف آمالنا أعلى بكثير مما حصلنا عليه الآن، ولكن دائمًا في اللحظات العاطفية - كلحظة الثورة - تكون الطموحات أمواج عاتية سرعان ما تتبدد على شاطئ الواقع، وهذا لا يعني أن الثورة لم تحصد أي مكاسب، بل على العكس من ذلك أدعو كل من شارك في العمل السياسي قبل إندلاع الثورة أن يتذكر بيان الجمعية للتغيير بمطالبه السبعة؛ ١-;-- إنهاء حالة الطوارئ. ٢-;-- تمكين القضاء من الاشراف الكامل على الانتخابات. ٣-;-- الرقابة على الانتخابات من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدول. ٤-;-- توفير فرصة متكافئة في وسائل الإعلام لكافة المرشحين وخاصة في الانتخابات الرئاسية. ٥-;-- تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية. ٦-;-- كفالة حق الترشح في النتخابات الرئاسية دون شروط تعسفية ٧-;-- التصويت في الانتخابات بالرقم القومي ، تصويت المصريين في الخارج.

بالطبع مطالب بيان التغيير لم تكن إعتباطية، ولكن كان الهدف من تحقيقها فتح نوافذ لدعاة التغيير، يستطيعوا من خلالها أن يمارسوا السياسة بقواعد أقرب للعدل منها إلى التعسف، وقد تحققت تلك المطالب بالثورة والدم بعد أن رفضها نظام مبارك، وبدون الخوض في التفاصيل التي وصلنا من خلالها إلى اللحظة التي يحكم فيها مصر الرئيس السيسي، وإذا إعتبر البعض أن هذا الوضع إنتكاسة للثورة، ربما أتفق معه في أنه إنتكاسة لأحلام أعقبت الثورة، وكنا نحن السبب الرئيسي لإنتكاسة أحلامنا، لأنه كما هو متعارف عليه بعد وضع القواعد تأتي الممارسة، نحن إبتعدنا عن الممارسة وبقينا قابعين في عالم موازي بعيدًا عن الناس ومشاكلهم اليومية، وكما هو مألوف أيضًا، أن الدول لا تحكمها إلا التنظيمات والأحزاب القوية، ولم تفرز الثورة غير حزب الإخوان المسلمين الذي ابتلع الثورة ليدخل في صراع مع الجيش، إنتهى الصراع بانتصار الجيش، وأغلبنا مازال بعيدًا عن الممارسة.

ستظل عظمة الثورة في أن أجيالنا الشابة أعلنت لأجيال العجائز أننا نرفض سلطويتكم، نرفض طريقتكم في إدارة الحياة وتعاطيكم مع السياسة على أنها نجاسة، نرفض نظرتكم نحو العالم على أنه متآمر، نرفض أفكاركم لأنها هي التي خذلتنا، فضيعت طفولتنا وشبابنا، بعد أن وصل حال البلد لهذا المستوى من التردي في كل القطاعات، وتودون الآن لو تقتلوا مستقبل أبنائنا وتعيدونا للمربع صفر، لكن هذا لن يحدث على أي حال، فقطار الثورة والتغيير إنطلق وإن تعطل في محطة سنتمكن من إصلاحه واستكمال طريق ثورتنا حتى نهايتها، وهذا لا يعني أن كل أجيال العجائز كانت في المعسكر المضاد للثورة، بل على العكس كان هناك الكثير من ملهمي الثورة من تلك الأجيال، لكن العبرة بالمجموع، وأستطيع أن أقول أن هذه الثورة في جوهرها كانت تمرد على الماضي بكل سيئاته، ولهذا الأمل معقود على أن عودة الشباب إلى ساحة السياسة ويبنّوا على ما اكتسبته الثورة وتحديدًا النوافذ التي فتحها تحقيق مطالب التغيير السبعة السالف ذكرها، وقتها لن نرى في مجلس نواب الشعب أمثال مرتضى منصور ومصطفى بكري وعبد الرحيم علي وغيرهم من الوجوه الكريهة التي هي من إرث الماضي، حينها فقط سيتحقق ما حلمنا به ورجوناه أثناء أعظم لحظات مرت في تاريخ مصر الحديث ألا وهي أيام ثورة يناير العظيمة.



#عبدالحليم_حفينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهورية الموز.. إلى أين؟!
- حكم العسكر -سكة الندامة-
- إسلام بحيري وعصر الجماهير الغفيرة
- المصريون والأزمة السورية
- أُنثَى -قصة قصيرة-
- من اليأس إلى دولة الثورة
- الدين والتعليم والفن.. ثالوث التحرش الجنسي
- عن وهم شعبية السيسي الجارفة!
- وفاء بالعهد - قصة قصيرة -
- حرية العقيدة والدستور
- بين الأفكار المعلبة والبحث عن الذات
- الزواج على الطريقة المصرية


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالحليم حفينة - يوم أن قررنا التمرد على الماضي