أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - علم من مدينتي، المعلم حسين رجب محمد














المزيد.....

علم من مدينتي، المعلم حسين رجب محمد


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 14:55
المحور: سيرة ذاتية
    


فـي صفِهـا الأولِ الألفي علّمني
حسينُ بن رجبٍ الحرفَ والعَددا
-
هذا ما كتبته تخليدا لذكرى أول معلم صار لي ولزملائي الطلبة مرشدا للصف الأول (أ) في مدرسة غازي الابتدائية للبنين في هيت في العام الدراسي 1955-1956 بعد أن نقلنا من الملحق الى بناية المدرسة وهي البناية المشغولة حاليا من قبل إعداديات الصناعة والزراعة في هيت بعد إكمال بناء الصفوف التي أضيفت اليها.
-
صدق الشاعر حين قال:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينـــه أبـــــدا لأول منـــــزل
-
كثيرون هـم معلمونا فـي الابتدائيـة، ومدرسونا في الثانوية، وأساتذتنا في الجامعة ، وكثيرة هي الصفوف التي دخلناها وخرجنا، وتنقلنا بينها من مكان الى آخر، ولكن يبقى الصف الأول والمعلم الأول خالدين في ذاكرة كلّ منا، ففي الصف الأول ندخل عالما جديدا غير العالم الذي كنّا نعيشه قبل الدخول الى المدرسة.
-
أول ما نجده في الصف الانضباط والصرامة، وربما الضرب بالعصا لمن عصى. وفيه التعلم والالتزام بالواجبات وإنجازها، وفيه نبدأ رحلة الحياة مع العلم والمعرفة. وفيه نعيش مع رجل لا تربطنا به قرابة ولا علاقة أسرية، والكثير منا لا يعرفه ولكنه (الحاكم) بأمرنا وما علينا إلا الطاعة والخوف منه خوفا قد يكون أكثر من الخوف من الأب أو الأخ الأكبر.
-
لا اعتقد بأن طالبا نسيَ أول معلم علمه، أو نسيَ أول صف دخله، فهما بداية الطريق بين الجد واللعب، وهما أول الطريق في العلم والمعرفة.
-
اكتب اليوم عن معلمي الأول، وأقول الأول، ولا أقول أول من علمني، كونه كان الأول في كياسته وهدوءه وأناقته ولطافته ومعشره وحنانه. كان مرشد صفنا، وهذا يعني أنه يتولى تعليمنا أهم المواد وهي القراءة والحساب، وكونه مرشدنا؛ فهو من يرشدنا الى الصواب؛ فنسعى اليه، ويشير لنا أين الخطأ فنتجنبه، وهكذا كان المعلم حسين رجب محمد، كان بنا رحيما طيبا راعيا للجميع، لا فرق عنده في الصف بين إبنه سعد والطلبة الآخرين، وكان حريصا على أن يقدم لنا كل العون والمساعدة.
-
لم يدخل علينا في يوم من الأيام ملوحا بالعصا، بل أنه لم يحمل العصا، فلم أره حاملا لها في ساحة المدرسة، وكانت نظرة عتب ابوية من عينيه كافية لردع أكثر الطلاب مشاكسة، وكانت مسحة حنان من يده على رأس أحدنا كافية لنستقيم.
-
ولد حسين رجب محمد في مدينة هيت في عام 1923ودخل مدرستها الابتدائية وتخرج منها ثم أكمل دراسته في دار المعلمين الريفية في الرستمية ببغداد وتخرج منها في عام 1945.
-
في 23 / 9 / 1945 عين معلما، ومارس التعليم في مدن عدة خارج مدينة هيت.
-
في 1 / 2 / 1949 نقل الى مدرسة هيت الأولى (غازي، ثم النضال) للبنين. وبقي معلما فيها ثم معاونا للمدير.
-
بموجب الأمر الإداري الصادر عن مديرية معارف لواء الدليم برقم 16543 في 14 / 9 / 1967 عُين مديرا لمدرسة النضال الابتدائية للبنين خلفا للمرحوم جاسم محمد امين الذي عين مفتشا تربويا.
-
توفي في هيت يوم 19 / 1 / 1983بعد أن علم أجيالا من الهيتيين الذين صار لهم شأن في الحياة السياسية والاجتماعية، ومازال كل من تعلم عليه يذكره بالخير، رحم الله معلمي الأول حسين رجب وأسكنه فسيح جناته. وختام قولي: إن حسين رجب لم يكن معلما بل كان مدرسة.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورد جميل ، جميل الورد
- علم من مدينتي ، الدكتور سعدي السعدي
- علم من مدينتي ،عبد الرحمن عبيد العاني
- فتى هيت ، أمين ملا عليوي
- أمنيات ليست ككل الأمنيات -
- أخافُ العُثَّ
- مملحة هيت
- طاح حظك سلمان
- علم من مدينتي،الأستاذ الدكتور إسماعيل خليل الهيتي
- علم من مدينتي، سعيد حمد عواد الهيتي
- علم من مدينتي ، سطام سبتي السعدي الهيتي
- خليل المهاجر
- حكايات (أبو طه)
- قراءة في وثيقة
- كرهتُ السينَ والشينَ
- ويبقى الكلام صفة المتكلم
- علم من مدينتي، جاسم محمد أمين الهيتي
- منيين جتنا هالمكينه؟
- لكي لا ننسى (عانه) و(راوه)
- فجر الگرمة وليل الإعلام


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - علم من مدينتي، المعلم حسين رجب محمد