أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بكراوي - اللغة العربية و دمقرطة اللغات















المزيد.....

اللغة العربية و دمقرطة اللغات


محمد بكراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 14:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللغة العربية و دمقرطة اللغات
السياق : بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية تاريخ وحضارة وعلوم من لدن المنظمة اليونسكو تحت شعار اللغة العربية والعلوم يوم الثامن عشر من هذه السنة واعتماده يوما عالميا لها ،تكون هذه اللغة المستقلة بذاتها عن الناطقين بها قد أبان واقع الحال:أن الأمة والشعوب مثلها جميعا يعانون من عدم الاعتراف. فلم يجعل الاحتفال بهذه المناسبة يتصل بإبداع حضاري عربي،ولا بفن ما، بل بيوم الاعتراف بها من لدن هيأة الأمم المتحدة كلغة رسمية بين أروقتها إسوة بالانجليزية والاسبانية واليابانية والفرنسية والصينية ،أي إسوة باللغات الست صاحبة الإسهام الوازن في تقدم الإنسانية وحضارتها ، كما أنها من اللغات الأكثر انتشارا وتداولا وبالتالي أهمية؛ يتكلم بها أربع مائة واثنا وعشرون عربيا، و اثنا وعشرون عضوا داخل منظمة اليونسكو، ويؤدي بها مليار ونصف مليار الشعائر الدينية؛ إلا أنها تعيش في معظم الوطن العربي والإسلامي و في المغرب بشكل فج وضعا مأساويا تحت وطأة حرب اللغات بين القوة والارتداد .
أولا : تحديد المفاهيم:
1 ─-;---;-- اللغة: من جدر ل.غ.و. واللغو هو الكلام والقول غير المفيد أي الذي لا يفضي إلى فائدة عملية، ولا ينتسب إلى حقيقة مهما كانت علمية ونسبية، فالقصد منه تجزية الوقت، اللهو من غير جدية، المزاح. وهي عبارة عن إنتاج أصوات وحركات، أو رموز متناسقة، تكون من أجل اللغو والدربة على خلق ألفاظ وجمل من لدن متمرن، أو تكون وظيفية وهادفة.
واللغة إبداع إنساني، و وسيلة: للتواصل بين الأجيال عموديا رغم بعد الحقب، وأفقيا لقضاء الحاجات وانجاز المهام؛ وللتفاعل وتبادل الأفكار،وللتعبير عن المكنونات، وللإبداع الفني الراقي طلبا للجمال والخلود، بفضل التسمية التي تسمح بالوجود والإدراك فكل غير مسمى يبقى غفلا وبالتالي منعدما. الكائن المادي الطبيعي والمخترع في حاجة إلى أن يصبح معنى ودلالة قابلة للإدراك والنقل والتمكين.
إن اللغة أداة لحفظ الثقافة ونشرها، ولتطوير العلوم والفكر مع إبلاغه. فهي وعاء المعرفة، وقاطرة المعنى وأس الحوار والإقناع سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات والحضارات. إنها أرقى وسائل التسامح والتعايش، وتقبل الاختلاف؛ بل التفاعل طلبا لتحقيق الجيد و الأحسن تواصليا.
2 ─-;---;-- الديمقراطية: المتداول أنها حكم الشعب بنفسه عبر ممثليه، بواسطة الانتخاب الحر النزيه، إذا هي وسيلة لتمكين الشعب بطريقة أو أخرى من الحكم، فتصبح القضية الأساسية هي السلطة التي تعني مشروعية العنف المتنوع خدمة للعدالة الاجتماعية بالتمكين من الحقوق، والإلزام بالواجبات من غير ضير، ومن الإمكانيات الطبيعية والحضارية . وإذا كانت أهم مميزات الدولة الحديثة: أنها تحتكر امتلاك الأسلحة، وحق توظيفها بقوة ومشروعية؛ فإن القرار في هذا الشأن ليكون ديمقراطيا، يجب أن يعود البث فيه إلى ممثلي الشعب والأمة. فهي صاحبة السيادة على المؤسسات المادية والمعنوية خاصة القانون ناتج السلطة التشريعية ،والمحدد للاختصاصات.
فما دخل هذا واللغة ؟ ولماذا اللغة ؟ كيف أنها وسيلة عنف ؟ وساحة معركة موضوعها الديمقراطية؟ ما علاقتها بالسلطة؟
شبكة من الأسئلة تكون موضوعات أبحاث نوعية لا يمكن الإدعاء تناولها في هذه الورقة، رغم العلاقة المتينة بين اللغة والسلطة. ولتكن العودة إلى الديمقراطية كممارسة.
3 ─-;---;--الدمقرطة: هي نوع من الجعل بقصد وقوة، لإنتاج وضعية تتميز بكونها ديمقراطية. إنها تحقيق عيني للديمقراطية كمبدأ وقيمة حضارية. تتحكم في سلوك الأفراد والجماعات ومؤسسات الأمة، مهما كان المجال بجعله ديمقراطيا. وبذلك فقط تمارس فيه الأنشطة؛ وينجز هو نفسه أفعاله كبنية أو مؤسسة بديمقراطية أي بحرية ومسؤولية، وبتقدير للقانون. فيحق وصف دولة، مدرسة، تربية، عدالة، قوانين بالديمقراطية. واليقين أن اللغة مؤسسة، وميدان أنشطة، تهم الحياة اليومية والثقافية والحضارية للأمة. فيصبح السؤال: أ يمكن أن تكون اللغة مجالا للديمقراطية؟ كيف يمكن أن يمارسها أفراد الأمة بديمقراطية؟ وأن يحيوا الديمقراطية اللغوية؟ كيف تتفاعل اللغة مع الديمقراطية؟ كيف تتصرف الجماعة لغويا بديمقراطية على مستويات الإبداع وإنتاج اليومي، ثم الذهنية والعقلية المميزة للأمة المدعى أنها مصدر الديمقراطية والمتلهفة إليها باستمرار؟ وقبل كل هذا:أ ليست اللغة العربية في حاجة وجودية إلى الديمقراطية قبل الدمقرطة؟ وهكذا تصير الإشكالية المؤطرة للورقة : ما مظاهر انعدام الديمقراطية اللغوية في المغرب؟ ما مظاهر انعدام دمقرطة اللغات في المغرب؟ ما الأسباب الثاوية كخلفيات، والناشطة كعوامل لوجود العنف اللغوي؟ما فرضيات تجاوز انعدام الديمقراطية اللغوية تفاديا لآثارها؟
بما أن اللغة مؤسسة اجتماعية، فإن وضعها شديد الارتباط بالمجتمع الذي أنتجها، والذي تحدد كيانه، مما جعلها موضوعا للدراسة الأنثروبولوجية و السوسيولوجة بامتياز. إنها أهم الظواهر الاجتماعية، وأقدمها على الإطلاق؛ من حيث الانتشار والتكرار والقابلية للملاحظة، وبالتالي الوظيفية والتأثير. وبما أنها تاريخية وحاوية للتاريخ بعلومه وفنونه يحق التساؤل: ما علاقة اللغة بالديمقراطية أنثروبولوجيا وسوسيولوجيا ؟
ثانيا :علاقة اللغة بالديمقراطية : الديمقراطية في جوهرها علاقة بين أفراد الجماعة قصد تنظيم السلطة. إنها كائن معنوي، يسكن اللغة مهما كان شكلها، لأنها أداة التواصل والحوار على جميع الأصعدة بين الذات ونفسها أو بينها والآخر.اللغة متاحة، يكتسبها الأفراد في أوساط وسياقات مختلفة، بحيث تكون المفردات قاطرات للشحنات الوجدانية، والنيات و المقصود والدلالات. وهذه في تسلسلها وتفاعلها تصبح أفكارا ، ثم تتضح في الذهن عبارة عن تصورات وتمثلات لكيانات وانجازات موجودة أو ممكنة الوجود وكلها فاعلة. إنها أداة نشر الأفكار، ووجود الإديولوجيا والدين، وممارسة السلطة بعنف ربما ليّنا في كل المجالات. يتم الخلق والإبداع بواسطة اللغة ، والحرب والطقوس و الشعائر. وتنجز المشاريع والأعمال، والهوية التي ليست دما، ولا أرضا، ولا معتقدا، وإنما هي وعاء للتاريخ والحضارة المميزة للشخصية.
باللغة تمارس السلطات عنفها و تمرره، و بها يتم تسفيه الديمقراطية و إلغاؤها. فكيف تجعل السلطة من اللغة أهم سلاح لها في إقناع المجتمع بفعالية قوتها؟ بقوة وجودها؟ بتغلغلها الصريح والخفي في كل مناحي الحياة الاجتماعية انطلاقا من التصورات والتمثلات ؟
إن الدولة تسعى دائما إلى تحويل اللغة إلى ثروة خاصة بها، رغم أنها وسيلة عامة، وذلك بتعميم الرقابة والهيمنة، وإثارة الخوف بها عبر كل المؤسسات المادية والمعنوية. إنها سلطة تمارس العنف على الوجود من البشر و الحجر. ولذلك تستحوذ الدولة عليها بالانتقاء أثناء تدعيم استعمال صيغ وأساليب وألفاظ دون أخرى، وبالإلزام النوعي إبان الأداء الإداري والاقتصادي. فهي تسيطر عليها في عمومياتها عبر مؤسسات: الدين، الإعلام، الفنون المنتجة للفرجة، والتعليم الذي من يمتلك ناصيته يملك الحاضر و المستقبل.
باللغة الدولة : توجه المشاعر و القناعات، و تخلق الوضعيات، وتبني الدهنيات، و الآراء العامة والمواقف من الحداثة والعقلانية. واللغة أنواع ، منها:
1)- اللغة الطبيعية: روائح، ألوان، أصوات.
2)- اللغة الصناعية: مكتوبة/ منطوقة/ فنية/ كوليكرافية.
3)- لغة الأم: وتتكون من ألفاظ وهمسات ومشاعر وأمور أخرى حسب المقام.
4)- اللغة الأم: لغة أصلية أصيلة، ومصدر لعدة لهجات قد تتطور مع الزمان إلى لغة مثل ما حدث عبر التاريخ مع اللغات الأوربية واللاتينية.
فأهم إنجاز تؤديه اللغة، يتجلى في التعبير عن القصد باقتحام الفكر و العواطف. إذا تؤدي إلى توجيه السلوك، وتحريك الوجدان وإشاعة الذهنية ، ثم بناء العقلية. والسلطة لا تروم التحكم في أمر دون آخر عبرها، بل تريد الجسد، الإرادة، المشاعر، رؤية العالم، مشروعية الظلم، و توزيع الثروات المادية و المعنوية. فبامتلاك لغة السلطة يسهل ولوج عالم الحظوة و الامتيازات، الممنوع بفعل هالة القدسية،التي عندما ننزعها مع الأساطير عنها سنتمكن من دخول التاريخ.
ثالثا دمقرطة اللغات في الساحة المغربية:
قبل التطرق لهذا الأمر، لابد من الوقوف على مظاهر الاختلال، ومنها :
-;---;-- جعل الحرب اللغوية تكتسح: الساحة الإعلامية، والإشهار والتعليم، واليومي والوجداني.
-;---;-- جعل الفرنسية لغة الإدارة.
-;---;-- جعل الانجليزية لغة الاقتصاد و العلوم البحتة.
-;---;-- جعل الدارج الساقط المنهزم لغة البوح، وإثارة العنصرية.
-;---;-- جعل التداخل اللغوي مهيمنا في كل ما يخص العربية.
-;---;-- جعل الإشاعة و الوهم أقوى من الحقيقة، كاعتبار لغة ما علمية دون أخريات ، أو سببا في التخلف والجمود، أو مظهرا للتقدم والرقي.
لكي تتحقق الديمقراطية بين اللغات في المغرب ، تتضح الحاجة إلى تقدير الشعب، باحترام الدستور الذي يكون من إنجازه تاريخيا وحضاريا ؛ باعتماد أسس مكونات الشخصية المغربية من غير عصبية، وبالاحتماء بالانتشار، وجدارة الإنتاج الحضاري المميز للهوية . والتاريخ بعنفه ومكره لا يثبت إلا اللغتين العربية والأمازيغية بالتساوي.
هذه الديمقراطية تستلزم الانتشار على مستوى القرار السياسي ، والاقتصادي، والالتزام بالهوية من غير خبث ولا إملاءات خارجية مصدرها استنزاف مقدرات الشعب.
ديمقراطية اللغات في المغرب، تفيد التعامل باللغات ومعها ليس على قدم المساواة باستثناء لغتي الشعب، وإنما تعامل الند للند، وفي أضعف الحالات حسب المصلحة باعتماد شرف الانتساب إلى الهوية. وكل من يهين لغته، يحتقر وجوده وكرامته بقصد عندما يعيش الاستلاب، ويفتخر بالانتماء إلى أمة لاهي راضية عنه، ولا هو يمت إلى أي من جذورها بصلة. فالمستلب يعيش قلق الانتماء الحضاري لأنه انتهازي، يريد الاستفادة والاستزادة بالتطفل على من يعتقد أنه متقدما، وفي نفس اللحظة بالتنصل من ذاته والسعي إلى وسمها بالدونية.
عندما يتم احترام المجال الحيوي للغة الوطنية باستعمالها في كل منشآت الدولة، وتكون إلزامية في الإدارة والسوق، والتعاملات، بل في جميع مؤسسا ت المجتمع؛ فلا يقتحم إشهار العين والدماغ إلا بها؛آنذاك يمكن إدعاء العمل بها رسميا من غير غبن لها، وتحقيق تداولها من غير تسلط عليها. ولما تتم تربية الفكر على الإنتاج والإبداع بها في اليومي، وفي المحافل العلمية والفلسفية والأدبية؛ آنذاك يمكن القول أن المجتمع بكل مؤسساته، يحيا بلغته في عصره مستقلا بأهم مكون لشخصيته. هذا ما يسمح للترجمة، بان تزدهر عن قوة منها وإليها على قدم المساواة مع غيرها من اللغات. ويستعذب الجميع جمالها، ويوظفها من غير حرج. فالويل لشعب بل لأمة لا تحلم بواسطة لغتها، و تنتج الحاجات والإبداعات والاختراعات والإسهامات الحضارية بغيرها، فتقبر ذاتها مع تكفين اللغة. فالأمة والشعوب لما تستعمل لغتها تسمح لها بحق الحياة ويبدأ النظر في مسألة الديمقراطية بواسطتها داخل المجتمع.
إن دمقرطة اللغات في الساحة المغربية، يجب أن تتم في فضاء التداول بالاستقلال عن الدوائر المؤثرة في القرار السياسي والاقتصادي، ثم باعتماد اللغتين الوطنيتين بكل إجلال وتقدير، مع تمكين كل أفراد المجتمع منهما من غير لبوس إديولوجي. اللغة ليست عرقا ولا لونا ولا دينا، فقد انتقلت الأقوام بينها في فترات تاريخية وظروف معينة من غير عقد نقص، والأمم الراقية عبر الحقب إلى اليوم، لا تقيم وزنا للعنصرية باعتمادها على الولاء للحضارة والأمة مع اختلاف المكونات العرقية واللغوية والدينية.
رابعا دمقرطة اللغة العربية:كيف؟ لماذا؟ على أي مستوى؟
العربية في حاجة إلى مناخ ديمقراطي في الوطن بالاهتمام والاعتبار كفعل المنظمات الدولية( اليونسكو/ منظمة الأمم المتحدة). فقد حققت التعايش السلمي فوق كل اعتبار في عصرها الذهبي . وإذا كان هذا حال لغة الضاد في المغرب فكيف هو وضع الأمازيغية؟ رغم التطبيل والضجيج المنتج من أجلها فان الأمر لم يتجاوز الاستهلاك الإديولوجي. فتمكين كل مكونات الشعب منهما بتساو، وحده الكفيل بتحقيق حرية الأفراد في الاستعمال والإنتاج والإبداع من غير الوقوع في براثين الإخطبوط المدعي أنه الجامع مستقبلا لشتات هذه الأمة حضاريا. فلا حل لمعضلة التخلف والقهر، الذي تعاني منه أمتنا إلا بالتكوين العلمي الرصين، وتمكين كل الأفراد من الإمكانيات والثروات والمقدرات.
فاللغة العربية يمكن أن تصبح لغة للديمقراطية عندما تتم دمقرطة كل مؤسسات المجتمع. فهي ليست لغة للتمكين من الثروة والحظوة والامتيازات كالفرنسية والانجليزية، ولا وسيلة للاستفادة من حسن تعامل، أوارتقاء اجتماعي؛ فالطبقية لا تعترف بلغة ولا بعرق، وإنما بوضع اقتصادي، ومنصب ناتج ولاء أو جهد وحض في بعض الأحيان.
والآن كيف نطلب الديمقراطية من الذي يعاني الحرمان منها؟ بل كيف يمكن التمكين منها؟
العربية مخنوقة في مناخ معاد للديمقراطية في العالم العربي و الإسلامي وفي المغرب خاصة. فكيف تمكن دمقرطة هذه اللغة؟
هناك عدة مداخل لجعل العربية بقواعدها و جمالياتها تحيى الديمقراطية منها:
-;---;-- محاربة الشوائب و التداخل الهجين لغويا بواسطة التفاعل، التعريب، النحت و الاشتقاق.
-;---;-- محاربة إشاعة كونها غير علمية و سبب التخلف ،إنها كغيرها حاملة للمعرفة والأفكار.
-;---;-- تحقيق الصفاء اللغوي القنوات السمعية البصرية.
-;---;-- فتح نقاشات عمومية بهذه اللغة حول القضايا الكبرى.
-;---;-- العمل على الإبداع فيها برمجيا و تعبيريا.
-;---;-- احترام الهوية باحترامها.
أما عن سؤال لماذا ديمقراطية اللغة؟ بكل تأكيد جعل لغة ما ديمقراطية، يفيد أن الأمة تمكنت من الحياة الديمقراطية في كل المؤسسات؛ ومعناه أن اللغة أصبحت ثروة باهظة ومتاحة للجميع. فهي الوسيلة التي تسمح بتساو للكل، بأن يلج المناصب، ويستفيد من الحقوق بوضوح ومقدرة عن قوة، وبأن يمارس حريته في الاعتقاد والتعبير والاقتصاد والعلم من غير تشويش ولا هيمنة إيديولوجية ، ولا سيطرة أسطورية للقدسية المزعومة . وهي أهم أداة للحياة بحب، ولعيش الحب والتعبير عنه بجمال، فيحدث عشق الحياة والجمال، المميز للطف الحضارة الغنية بكثرة التنوع وبسلمية المختلف.
خامسا مستوى دمقرطة العربية:
المنطلق أنه: لا ديمقراطية بدون لغة، و لكن من الممكن وجود لغة بدون ديمقراطية. والفظيع أن تستغل كوسيلة لضرب مقدرات الأمة تحت لواء المقدس مرارا، وتستثمر بسلبية لتتحمل عبء التخلف والهذر والميز، وبالتالي التفاوت الطبقي . فدمقرطة اللغة تتم باستعمالها في اليومي و تقويتها عبر الإدارة و الإعلام والاقتصاد بشكل شمولي. أما المستوى فهو القرار السياسي بامتياز، فعندما يتم لدولة/ شعب/ أمة اتخاذ القرار بلغته و الحلم بها يمكن الادعاء أنه يتمثل المعطيات ويدرك العلم و الحضارة والتاريخ بهذه اللغة. و يمكن أن تصبح لغة للتعليم للذات و الهوية.
فالإشكالية المحرقة: كيف تتفاعل مظاهر و عوامل الاختلال لتدمير اللغة محليا بواسطة أبنائها، و ليس بجهد أعداء الناطقين بها؟
سادسا العوامل الفاعلة في تقوية الاختلال اللغوي بالمغرب:
بتلخيص شديد ومن غير حاجة الى التوضيح والتكرار تحق الإشارة إلى ما يلي:
1- الهيمنة الامبريالية و الهزيمة الحضارية.
2- الأمية و الجهل و انخفاض الوعي الحضاري.
3- الانشغال بالقوت اليومي مما يؤدي إلى وجود إنسان مهدور هامشي، متكل، يرتزق عوض أن يحيا. و يعتمد لغة القمار،والفرصة، الانتهازية و ما تستتبعه من عبودية و استلاب.
وعليه لا يمكن إدعاء:
1- موت اللغة، وإنما التآمر عليها والسعي إلى قتلها بالاستعانة ببعض الانهزاميين وأذناب القوى النافدة.
2- الدارج اليومي لغة رسمية مؤسساتية.
3- وجود حرب لغوية داخلية.
4- عدم العلمية.
سابعا الآثار المترتبة على انعدام الديمقراطية اللغوية:
-;---;-- إلغاء القدرة على التعبير و الكتابة.
-;---;-- تكريس العدوانية و التطرف.
-;---;-- إلغاء الحق في الاختلاف.
-;---;-- إلغاء العدالة في توزيع الثروات الحضارية المحققة للرقي و الرفاهية.
-;---;-- تكريس الانهزامية و الاستيلاب.
-;---;-- انقراض القيم و الهوية.
وبناء على ما سبق يعيش النوع البشري إشكـــــــــالات:
كيف تتم دمقرطة المجتمعات إن لم تتم دمقرطة توزيع الثروات بما فيها اللغة؟
-;---;-- كيف يتم تحقيق الأمن اللغوي و القيمي؟
-;---;-- كيف يتم تحرير اللغة كأهم مؤسسة أمنية من التخلف والقمع و القوى المعادية اقتصاديا و حضاريا.
مقترحـــــــــات:
عليكم المعول في إنجاز هذه المهمة العلمية الحضارية باعتماد :
─-;---;-- التداول سواء باللغة الوطنية سواء في اليومي أو المهني أو العلمي البحث.
─-;---;-- أن اللغة هي الاستعمال، وأنها وعاء الحضارة و الهوية، وبالتالي الرقي بها تمجيد للذات.
─-;---;-- إن اللغة أداة للتفكير و التعبير، فكل حرب قدرة على اللغة هي حرب على سيادتنا.
د. محمد بكراوي







#محمد_بكراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم في التراث الشعبي بين الماضي والحاضر والمستقبل : أية قي ...
- حول سؤال التعليم في الغرب
- الغيد والوردة
- ماذا فضح المسار؟
- حول التعليم في المغرب
- علمتني كرامتي
- أسطورة العين الزرقاء -مسكي-


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بكراوي - اللغة العربية و دمقرطة اللغات