أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا لا يحاكم الواقدى والحلبى وغيرهما؟















المزيد.....

لماذا لا يحاكم الواقدى والحلبى وغيرهما؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 12:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لا يُحاكم الواقدى والحلبى وغيرهما ؟
طلعت رضوان
يتربـّـص الإسلاميون من مؤسسة الكهنوت الإسلامى لأى إنسان يتناول التاريخ العربى الإسلامى ، ويُـشوهون صورته ويُـقدمونه للمحاكمة ، بتهمة (الإلحاد) وهى (تهمة) من ممتلكات العجزة الذين لا يملكون الرد على مخالفيهم بالكلمة بدلا من تهمة التكفير أو الرشاش عند غيرهم من التكفيريين ، والكارثة أنّ المُـتهمين بالكفر، ينقلون معلوماتهم من كتب التراث العربى الإسلامى ، أى أنّ الفرقيْن يغرفان من (معون) واحد ، ومع ملاحظة أنّ المُـتهمين بالكفر، مُـدافعون عن الإسلام وليسوا ضد الإسلام ، مثلما حدث مع الراحل الجليل جمال البنا ود. حسن حنفى وكثيرين وكان آخرهم إسلام البحيرى .
وعلى سبيل المثال فإنّ التراث العربى/ الإسلامى به العديد من الكتب تحمل عنوان (غزوات الرسول) وأجمع مؤلفو تلك الكتب على أنْ قطع طريق قافلة أثرياء قريش كانت البداية الحقيقية لتثبيت أركان دولة محمد . وفى هذا السياق ذكر الإمام على بن برهان الدين الحلبى ، الكثير من غزوات نبى الإسلام ، وذكر تفاصيل التعرض لقافلة قريش ، حيث كان الرسول يـُـريد عير قريش التى صدرت من مكة إلى الشام بالتجارة . وكانت قريش جمعتْ أموالها فى تلك العير. ويقال إنّ فيها خمسين ألف دينار وألف بعير. وكان قائد تلك العير أبو سفيان بن حرب ومع سبعة وعشرون رجلا ، فخرج الرسول إليها ليغنمها ، فوجدها قد مضتْ قبل ذلك بأيام وهى العير التى خرج إليها حين رجعت من الشام ، وكان بسببها غزوة بدر. وحمل اللواء حمزة بن عبد المطلب . وذكر الواقدى أنّ نبى الإسلام قام بثلاث غزوات للقاء تجار قريش حين يمرون إلى الشام ذهابًا وإيابـًـا وبسبب ذلك وقعت غزوة بدر. وكذلك السرايا التى بعثها الرسول قبل بدر. وكان الحصول على عير تجار قريش أول غنيمة فى الإسلام وكان القتل أول قتل وقع لنصرة الإسلام . وقسّـم الغنيمة عبد الله بن جحش وعزل الخـُـمس بإجتهاد منه فأقرّه القرآن . وقيل قسـّـمها الرسول.. إلخ (السيرة الحلبية- دار إحياء الراث العربى – بيروت – لبنان – من ص 361- 363)
فهل الإمام على بن برهان الدين الحلبى ضد الإسلام ، وهل نتهمه بالكفر لأنه ذكر ما حدث أثناء هجرة عثمان بن عفان إلى الحبشة ومعه زوجته رقية (بنت محمد نبى الإسلام) وكانت رقية جميلة جدًا فنظر إليها نفر من الحبشة ((فتأذتْ من ذلك فدعتْ عليهم فقــُـتلوا جميعـًـا)) (السرة الحلبية – مصدر سابق – ص 323) فهل كان برهان الدين الحلبى يقصد تشويه الإسلام أم كان (مثل أى مؤرخ مُـحايد) ينقل الواقعة دون تدخل منه ؟ خاصة أنه فى الأجزاء التى كتبها يبدو بوضوح وجلاء أنه أحد المُـدافعين عن الإسلام ونبيه ، بينما العقل الحر يتوقف أمام ما حدث ويتساءل : ما تلك العقلية التى يسمح وجدانها بقتل كل من رأى وجه رقية ؟ وما جريمة رؤية الوجه ؟
أليس الحكم بسجن الباحث إسلام البحيرى سنة يجعل مصر كما لو كانت فى زمن محاكم التفتيش ؟ وهل كان إسلام البحيرى ضد الدين الإسلامى ؟ أم كان مُـدافعـًـا عنه ؟ وهل هناك مغزى من سجنه غير (كارت إرهاب) لكل مُـجتهد ؟ وإذا كان (الاجتهاد) قد توقف منذ14 قرنــًـا ، فهل هناك نتيجة أخرى غير الإصرارعلى (وأد) أى اجتهاد ؟
وإذا كانت مؤسسات الأزهر الكهنوتية هى التى بدأتْ تلك المعركة التى ترجع إلى العصور الوسطى ، فإنّ المُـتعلمين (المصريين) الكبار- المحسوبين على الثقافة السائدة- ساهموا فى تزييف الواقع الثقافى ، عندما دافعوا عن الكهنوت الدينى الإسلامى (القديم) أمثال الإمام الغزالى وابن تيميه.. إلخ. وهل أحاديث البخارى ألــّـفها إسلام بحيرى ، أم هى موجودة فى كل الطبعات التى تنشرها دور النشر؟ بل والموجودة على (النت) لمن يود الاطلاع.
أعتقد أنّ المنطقة التى دخلها إسلام البحيرى ، أشبه بالدخول إلى (حقل ألغام) لغير خبراء المُـتفجـّـرات ، لأنّ خبرة التاريخ - عبر14قرنــًـا - أكــّـدتْ على أنّ انتقاد خلفاء المسلمين أو فقهاء الدين من المُـحرّمات ، بينما الكتب التى يعتمد عليها الباحثون (المُـجتهدون) والمُـدافعون عن (الدولة المدنية) هى ذات الكتب التى يعتمد عليها الإسلاميون التكفيريون القتلة والمُـخربون.
وهل يمكن الطعن على (أبى الحسن الماوردى) ؟ الذى نقل حديثــًـا نبويًـا فى (طاعة الحكام) فكتب : قال رسول الله ((من أطاعنى فقد أطاع الله. ومن أطاع أميرى فقد أطاعنى . ومن عصانى فقد عصى الله. ومن عصى أميرى فقد عصانى)) (الأحكام السلطانية - مكتبة ومطبعة مصطفى البابى بمصر- عام1973- ص48) وإذا كان أعضاء الجماعات الإسلامية المُـقتنعون بضرورة نشر الإسلام ، وعودة الخلافة وتحقيق الحلم الطوباوى المريض ب (دولة إسلامية عالمية) يستندون إلى الحديث النبوى ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم)) وهوالحديث المذكور فى كتب الأحاديث مثل صحيح البخارى ونقله الماوردى فى سياق تبريره لقتال غير المسلمين فكتب ((إذا كانت مُـصابرة القتال من حقوق (الجهاد) فهى لازمة حتى يظفر بخصلة من أربع خصال : أنْ يُـسلموا فيصير لهم بالإسلام مالنا وعليهم ما علينا..)) ثم نقل نص الحديث (ص49) أليس فى هذا الحديث (النبوى) أكبر دليل على أنّ الإسلام انتشر بقوة السيف ؟
وإذا كان الإسلاميون (الدواعش) حرقوا وخرّبوا العراق وسوريا ، فإنّ الماوردى ذكر أنّ النبى قطع كروم أهل الطائف ونصب عليهم منجنيقــًـا وقطع نخلهم . وأمر فى حرب بنى النضير بقطع النخل . فلما فعل رسول الله ذلك سأله المسلمون : هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا وزر؟ فأنزل الله الآية/5 من سورة الحشر. وذكر أيضـًـا أنّ أبا بكر أحرق قومًا من أهل الردة (ص53، 113) وبعد أنْ ذكر أنه لا يجوز قتل النساء والصغار فى المعارك ، لنهى الرسول عن ذلك ، أضاف أنّ أعداء الإسلام ((إذا تترّسوا فى الحرب بنسائهم وأطفالهم عند قتلهم يُـتوقى قتل النساء والأطفال ، فإنْ لم يوصل إلى قتلهم إلاّ بقتل النساء والأطفال جاز)) (ص41) وذكر أنه يجوز للإمام أنْ يعطى ذكور أولاده من مال الفيىء لأنهم من أهله. وقد أعطى عمربن الخطاب ابنه عبد الله (وكان صغيرًا) ألفين من مال الفيىء (ص129) وذكر أنّ (الجزية) مفروضة على (أهل الكتاب) وهم اليهود والنصارى والمجوس . وأنّ كلمة (الجزية) من الجزاء، جزاءً على كفرهم وأخذها منهم (وهم صاغرون) (ص143)
ولماذا لم يُـفكــّـر أحد من الكهنوت الإسلامى بمحاكمة الماوردى (محاكمة شعبية) حيث كتب ((... وقد أمر رسول الله بقتل ستة عام الفتح ولو تعلــّـقوا بأستار الكعبة)) (ص132) وذكر أنّ إسلام الأب يكون إسلامًـا لأطفاله (غير المسلمين) (ص137) وهى المشكلة التى يعانى منها المصريون (المسيحيون) عندما يعتنق الأب (المسيحى) الإسلام ، وغالـبًـا يكون السبب الرغبة فى (تطليق) زوجته حيث أنّ الكنيسة ترفض الطلاق إلاّ بسبب (الزنا) وذكر الماوردى واقعة ضرب الكعبة بالمنجنيق (ص161) وكتب ((يُـمنع أهل الذمة من تعلية أبنيتهم على أبنية المسلمين)) (ص256)
فهل الباحث (المُـجتهد) إذا استشهد بتلك الكتب ، بهدف التأكيد على الفرق بين الإسلام والمسلمين (كما فعل إسلام البحيرى وغيره كثيرون) أى بين النص (المقدس) والبشر الذين يُـطبّــقون النص ، يكون قد اعتدى على الإسلام ؟ ألم يختلف عمربن الخطاب مع أبى بكر عندما أخذ النبى رأيهما فى كيفية التصرف مع أسرى بدر؟ حيث رأى أبوبكر أخذ الفدية وقال للرسول ((فادهم.. هم قومك وعشيرتك فخلّ سبيلهم)) بينما كان رأى عمر(اقتلهم) ونظرًا لأنّ عم النبى (العباس) وأولاد عمومته (عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث) وكذلك (أبوالعاص بن أمية) زوج زينب بنت النبى ، كانوا من بين الأسرى ، لذلك وافق النبى على رأى أبى بكر، ولكن القرآن نزل مؤيدًا لرأى عمر (الأنفال/67) وهذا ماورد فى كتب تفسير القرآن خاصة باب (أسباب النزول) فهل لو استشهد أى باحث بتلك الوقائع يكون ضد الإسلام ؟ أم أنّ هدفه الفصل بين (النص) والبشر الحاملين للنص؟ وأعتقد أنّ ماحدث مع إسلام البحيرى سيتكرّر، طالما أنّ المؤسسات الدينية حريصة على فرض (وصايتها) على شعبنا ، وطالما هى مع (مُـصادرة) العقول الحرة ، رغم أنها عقول تستند إلى (المرجعية الدينية) وأنّ أصحابها (مؤمنون بالإسلام) كما هى حالة إسلام البحيرى ، ومن سبقوه من (المُـجتهدين المُـجـدّدين) فإلى متى يستمر الكهنوت الدينى الإسلامى فى مواقعه وهو مُـدجـّـج بأسلحة (التكفير) ؟ ولماذا يقبل المُـدافعون عن الإسلام الدخول إلى حقول الألغام الإسلامية؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوناثان ابن شاؤل وداود
- لماذا العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل ؟
- ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟
- لماذا تعدّدتْ المصاحف واختلفتْ ؟
- هل يمكن عودة برلمانات ما قبل يوليو52؟
- زمن الأصولية الدينية
- يشوع يتولى زعامة بنى إسرائيل
- الأزهر والكهنوت الإسلامى
- لماذا فضّل الإله العبرى بنى إسرائيل ؟
- هل كان إسلام البحيرى ضد الإسلام ؟
- السعودية وإيران وإزدواجية العرب
- بورتريه للأديب سليمان فياض
- بورتريه للعامل (ع . س . ح)
- إغواء يوسف بين الواقع والخرافة
- لماذا تشويه الحضارة المصرية ؟
- لماذا تشويه الأنبياء العبريين ؟ (2)
- لماذا شوّه اليهود أنبياءهم ؟
- لماذا انحاز الرب العبرى للرعاة ؟
- الخروج من جزيرة العرب إلى العالم الخارجى
- كيف تكون الدعوة للدين بالسلاح ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا لا يحاكم الواقدى والحلبى وغيرهما؟