أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دنيا أحمد الشرقي - حلم فراشه















المزيد.....

حلم فراشه


دنيا أحمد الشرقي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


حلم فراشه.....
.
.
كانت بمقتبل العمر صبيه متلهفه للحياة بكل تفاصيلها ..وكانت تعشق كبرياءها كناضجه....فعمرها لا يتجاوز الاربعة عشر عام..لكن تصرفاتها واعيه بالنسبه لقريناتها..لا تقبل أن تشبه أحد دائما تقتني الغريب ..تلبس الغير تقليدي..وتفعل ما لا تفعله رفيقاتها..تحمل بقلبها شجاعة فارس ..وبروحها سطوة أمراءه من عصر أﻷ-;-ساطير اليونانيه.....
.ذات صباح ..بينما كانت فوق سطح الدار وأذ بشاب وسيم يعانق ملامحها بشغف ويتأملها بدقة غريبه ..لاذت خلف الباب بسرعه ودقات قلبها طبول حرب...نزلت وهي تحمل تلك النظرات وتراجعها مرات ومرات.....
ذهبت باليوم التالي الى مدرستها وأذا بالشاب يقف على ناصية الشارع ويرمقها كأنه رسام يحاول أن يرسم لوحه سرياليه...حثت خطواتها على العجله ..لكن أقدامها خانتها وتباطئت..وبتلك اللحظه شعرت بشئ غريب يخترق خلجاتها كان اول مره يغير نضام عمله القلب.....
ما بالي لا أهدأ..؟.....
.ثم سمعت صوت يقول لها..
أعشقك حمامتي..ستكونين لي..وسأحارب لتكوني...
تسارعت خطواتها خوفا..خجلا..وحيره..وصلت مدرستها....
.
وكان..وخطفها منها..وجعلها ملكه ..باتت تهيم به ولعا"..كان مملكتها...
.
.
حبيبتي أخشى من نظراتهم عليك لا أريدك أن تخرجي أبدا.....

.وتركت دراستها المباشره من اجله هو..وبدأت تدرس خارجي .....
.
حبيبي وهل ممكن ان أطلب منك.....
.وكيف لا تطلبين ...
اريدك ان تكون محارب..جندي ..اكمل دراستك من اجلي ..لتكون ضابط بالجيش..يقال أن الجندي لا يعرف الغدر ويهب روحه من أجل من يحب ..وأريدك مميز لا أحب المكرر والتقليدي ..فأنا بعشقي أستثنائيه..ضحك..وقال لها..
سمعا"وطاعه مولاتي....
كان يكبرها بخمس سنوات.....
.دخل الكليه العسكريه ﻷ-;-جلها رغم معارضة الاهل..وصار لقائهم من خلف الدار وخلف ذاك الجدار..كل اسبوع..
........لا يتعدى العشر دقائق..تكتب له كل يوم غائب به رساله وتخفيها ..وحين يلتقيان تعطيها له فيها احرف زخرفتها بأحلامها البريئه وسذاجة روحها التي لا تعرف المكر..كان أول من قبلها..وأول من أيقظ المراءه داخلها....
.رتبت له دفاتر محاضراته مرات ومرات...
ومرت الثلاث سنوات وبها توالت احداث كثيره..
منها بيعهم دارهم وانتقالهم بعيدا عن بيت حبيبها..في ذاك الوقت تمنت الموت لا وسيله لتخبره عن عنوانها..لكن بعد عشرة ايام وجدها...وعرفت كم هي غاليه عنده...
.تخرج ملازم فرح بنجمته التي سيهديها لها...قال لها ها أنا نفذت الامر سيدتي.....
هيا تحضري ستكونين بأحضاني أمام الدنيا..بعد غد سنأتيكم أنا وأهلي يا حمامتي...
.
طارت الفراشه التي بداخلها فرحا"وقفزت كطفله بيدها لعبه جديده...كانت قد بلغت السابعه عشر من عمرها ...وتدرس بطريقة الامتحان الخارجي مرحله ماقبل الاخيره..
.
وحل يوم الوعد....ومر يوم الوعد...ومر شهر على الوعد....
وصلت رساله لها....
.حبيبتي لم يكتب أن نكون معا ...أمضي بحياتك دوني....لا أستطيع كسر الاعراف..
.
.ومن أجل خلاف بين عائلتيهما...تخلى عنها...
الجندي المغوار..تخلى عنها...ماتت.
أندثرت البسمه...هفت البريق...لاذت بجروحها تعانق الذكرى الموجعه..وكل يوم تموت ميتة تختلف عن التي قبلها...أنتظرت سنوات لعله يعود...لكن..
الاعراف حكمتها من جديد...كان عليها أن تضحي من أجل شقيقاتها وتقبل الزواج..ﻷ-;-نها عثره بدرب سعادتهن بما أنها الكبرى....
.وبدأت حياة غريبه حقيره...زوج مهمل..غبي..لا يملك مقومات انسانيه..كان يراها جسد لا أكثر ..يحادثها فقط أن أراد ممارسة الجنس الخالي من اي حب...
.
لم يحتضنها ولامره...ولم يقبلها ولا مره...هه..امر لا يصدق لكنه حقيقي...كانت آخر قبله من ذاك الجندي..ولم تلامس شفتاها غيره.. ....كان زوجها النقمه والعذاب ..لم يساعدها لتنسى الاول..بل زاد جروحها..خافت البوح بما تعاني ..العرف لا يحب المطلقه فعليها علامة أستفهام ومليون سؤال خبيث...والمجتمع لايرحم..
كانت تخشى أن يسأل والدها ..والدتها لم أبنتكم مطلقه...
أختارت البقاء والنظال مع رجل يشبه سجان يهودي...يعذبها بأهماله....حتى السرير لا يطئها اﻷ-;- ما ندر....
.كانت باهته كخريف مرات عده لامست شفتاها وتمنت لو أنه قبلها أو عانقها لتنسى آخر قبله ..لكن..لم يحدث..وأتضح أن زوجها يخونها لا يأبه بوجودها ...بموت والدها فقدت ماتبقى منها وتلاشت ثرى بأعصار....صارت رماديه اللون .....
.
وفجاءه...وبينما كان نقال والدها المتوفي بيدها ..فلقد أخذته بعد وفاته من أمها ..ﻷ-;-ن والدها كان الصديق الذي تشكو له بعيناها دون كلمات...وتكتب خواطرها وهو جمهورها الوحيد والكافي.....
دخلت الى عالم التواصل من داخل سجنها ووحدتها...وظلام روحها...ظهر فرقد لا يشبه نوره حتى الشمس أخذ بيدها وربت على كتفها ..أحتضنها بحرا"من الوفاء ..سردت له قصتها كأنه تؤام روحها لم تشعر بغربه معه وبدأ كل يوم بينهما حوار ملائكي ..كانت تتلهف لمحادثته وأصبح أﻵ-;-مان المفقود..بفرشاة حبه لون كل باهت وأزال اللون الرمادي من لوحتها ..كان كسلسبيل عذب ببيداء قاحله لسيارة أضناهم العطش....وتطورت تلك الصداقه رغم عنهما وخجل البوح يلازم ألسنتهما ..وقعت بغرامه..وألتزمت الصمت ..لم تعرف أنه عشقها ...
وفي يوم سالت دمعتها ﻷ-;-مر حدث صدفه ...ثار هو لدمعتها كزلزال خسف الارض..وقتها اعترف لها وأعترفت له...تمنت أن تكون حره لتقول كل ما بمكنون روحها..أما هو فكان يخشى عليها حتى منه ....مره قالت له هل سنلتقي يوما ..قال نعم وأتفقا على المكان وباليوم التالي اتصل بها قائلا أنه بالواجب ..فهو ضابط شرطه ..وحزنت ..كانت تتمنى أن تراه في الواقع وليس صورة"فقط....
لكن هو لم يكن بالواجب كان في البيت..ورفض مقابلتها من شده حبه لها خشي عليها من ذنب رؤيته فكر بوضعها الاجتماعي..وخاف أن تدنس البراءه التي بداخلها..كان يتمنى أن يحتويها بشبق مجنون..لكن كبح رغبته من أجلها ..وفائه لها منعه. بنظره هي ليست أمراءه عابره كانت تخصه جدا"الى درجة أنه لايقبل أن يلمسها...
.أما هي ..شعرت بكل ما كان يكنه بأعماقه وقتها تمسكت به أكثر تيقنت أنه ملاك..وأنه رجل نادرا"ما يوجد ولا يوجد بعصر لغة الاجساد والتواصل الشهواني والتكنلوجيا اللعينه..مختلف عن أي أنسان...وبنفس الوقت ومن داخل سجنها ..زوجها يواصل الاهمال والتجاهل لها كأنثى...وفي خضم وقائع غريبه حدث شجار وطلقها زوجها بحضور أشقاءه الاثنان..صمتت وبداخلها فرحه..طلب منها شقيق زوجها أن لا تفشي الخبر ستحل المشكله وترجاها أن لاتقول ﻷ-;-هلها وأن تلازم البيت وبقيا كغرباء كما هم دائما ..الفرق أنها أصبحت ترتدي حجابها بحضوره ....
لم تخبر ملاكها عن ماحدث خشيت أن تفقده ويغير نظرته لها....
وذات يوم كانت هناك رحله لمرقد أمام جليل..وكان هذا المرقد بنفس المكان الذي به حبيبها وملاكها ..أخبرته بفرحه أنها قادمه وترغب برؤيته..وﻷ-;-نه يعشقها بوفاء عسجد فرح للخبر ورحب ...لكن الرحله ألغيت...وقتها أبت العوده..وواصلت وحدها الرحله وأخبرته أنها قادمه دون مساعدة احد مع العلم أنها لا تخرج أبدا"من ذاك السجن ولا تتواصل مع احد لظروف حياتها السقيمه...
جن جنونه حين علم بذلك وشعر بأن روحه بخطر...وراح ينتظر وصولها...وبعد ساعات خمس ..لمحته من بعيد من خلف النافذه ..أوقفت العجله قائله للسائق هنا أنزلني ....
ووقعت عيناها على عيناه وكانا ياقوتتان لا حدقتان عاديه...ساعه ونصف تبادلا حديث ..وأكلا معا"وأخذ بيدها... ....جلسا على نهر دجله والنوارس تراقبهما ..لمس يداها فشعرت أنها حيه ترزق ..أقترب منها وأستنشقها..وأسنشقته ملئ رئتاها....سرق من شفتاها قبله وهامت برحيق شفتاه واطبق يده على أناملها بقوه..ثم قبل معصمها فوريدها ظاهر وأسماها قبلة الوريد...وتمنت أن تقتل الخجل وتضمه بقوه لكن رهبة رؤيته ..وعيناه ضيعت شجاعتها..وطلب منها قبله آخرى أقتربت منه وأرتوت من ينبوع فمه العذب...قال فيها كلمات لم يقلها أي شاعر ..نظر للشمس والغيم تحجبها..ثم رمقها وقال ..الشمس تستحي منك حبيبتي فجمالك غطى عليها وتأبى أن تظهر بحضرتك.....
رجته أن تبقى حتى الصباح ودمعت عيناها لكن هو يقدسها خاف عليها منه طلب منها الرجوع من أجله وعادت ..ولم تعود..بقيت روحها معه وبعيناها تراقبه من بعيد لم تشح بنظرها عنه حتى غاب عن مد البصر ..ما هجع وكن..حتى اخبرته أنها بالبيت ....
ارتاح وتنفس الصعداء ..فهو يعشقها حد أنه لا يثق بنفسه أن كان معها بمفرده ..طلب منها العوده وروحه تصرخ خلفها تعالي ارجعي...
اما هي كل هنيهه تلامس شفتاها وترى عيناه بكل مكان ووجهه بكل الوجوه..بعد يوم او يومان حدث طارئ بين أصدقاءهم ..أضطرت أن تقول له...حبيبي لم أخن أحدا"يوم..كنت مطلقه حين قابلتك...شعرت بأنها صعقته ..لكنه نادر لا يظهر أي رد فعل يتحكم بمشاعره بشكل خيالي...تمنى أن تكون أخبرته وقتها ..ليضمها الى صدره بقوه دون قيود....سنه كامله ألتقوا مره واحده ....بقبلات نقيه عادت..ولم تعد....
.
هي هناك حيث ألتقته ..ومازالوا معا"روح بجسدين بمكانين مختلفيين بينهما مئات الكيلومترات..لكنهما قريبين من بعضهما كوتين وقلب....كعين وبصر.....
.
ليت للقدر أن يبقى صديقهما...
فتلك الانثى كانت ميته قبله....وبه ولدت من جديد ..وحلقت فراشه بربيع زهري...
....ليت النوى يحيد عن دربها... ...حين يمر برصيف حبهما .
...هو وطن لها كانت منفيه منه بمدينة الاحزان ....
وليت ..وليت ..وليت....وهل ستحدث يوما"معجزه....ليت ..
..أنه لا يشبه أحد.....لا يشبه...ليس مدح لا أنه واقع وحقيقه دون تزييف أو تجميل لوصف أنسان..لا ..هو ملاك...ولا وصف يغني ليقال عنه......
.
.أتمنى لكل قلب ....ما يتمنى.....
.
.
.
(دنيا أحمد الشرقي)



#دنيا_أحمد_الشرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتاب....


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دنيا أحمد الشرقي - حلم فراشه