أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد تغوج - كلود مونيه الوهج القادم من الجنوب














المزيد.....

كلود مونيه الوهج القادم من الجنوب


رعد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


كلود مونيه : الوهج القادم من الجنوب
رعد تغوج

لا يُعرفُ للآن مصدرَ مَنبعَ ألوانِ الفنانِ الفرنسيّ كلود مونيه ومزيجها الساحر، فهل هي قادمة من الجزائر إبان إلتحاقهِ بالخدمةِ العسكرية في ذلك البلد الجنوبيّ، وما شاهدهُ مونيه في الجزائر يَختلفُ عن ما يراهُ غيرهُ من العسكريينَ وخصوصاً أن مونيه كانَ شديد الحساسية والقشعريرة إزاء الألوان، أم اصابته بالتوفئيد الذي أصبحَ كما يقول مُؤرخو الفنِّ يمزجُ الألوان لا إرادياً دُونَ شعورٍ منهُ أنهُ يُقدمُ على نحتِ أيقونات ستصبحُ مع الزمن علامات فارقة في الفنِّ ومحطاتهِ الكُبرى!.

أمَّ أنَّ اصابته بعدسة عينه في آخر عُمره جعلتهُ – كما يقولُ النقادُ أيضاً – يرى الألوان ما فوق البنفسجية التي لا يراها الناس العاديونَ. كُلَّهَا تأويلاتٍ وتفسيراتٍ للإبداع لا تتوكأ إلا بالخارج وأثره على الداخل الفنيّ، دُونَ النظر بعين الإعتبار لما مثله كلود مونيه من ابداع في مراحل حياته المُختلفة عندما كان على قيد الفن والإحساس، أو في تلكَ الأوقات التي مسكَ فيها اللهبَ برموشه بدلاً من يديهِ للتعبير عن الفنان المُلتزم لشرطهِ الوجوديّ الأول والأخير وهو الإنسانية!

تُعتبرُ الإنطباعية هي عينُ الإختراع الذي قام بابتداعهِ مونيه، وذلك عندما رسمَ لوحة أسماها : " انطباع عن شمس مُشرقة" . بيدَ أنَّ أشهر لوحاته تلك اللوحة التي رسمها ابان الحرب العالمية الأولى التي بلغ فيها شجنُ الفنان ذروته بسبب مقتل الجنود الفرنسيين وتصفيتهم، وهي الحرب التي فقد فيها الفنان ابنه البكر، فقام برسم لوحة فيها أشجار حزينة وأخرى مُنحنية أو مُحطمة، ليكونَ بذلك أول منْ أنطقَ الأشجار حزناً في لوحة فنية.

ولوحة مونيه الأشهر هي "المرأة صاحبة المظلة" التي رسمها سنة 1875م وفيها جوهر المدرسة الإنطباعية التي تنطلق في رسمها من الإنطباع الذي تتركه الطبيعة في نفس الشاعر أو الفنان، لا عكس الواقع الطبيعيّ كما هوَ، وفي اللوحة امرأة ذات شعرٍ ورداء أبيض مُتطاير من الهواء ، وذات ملامحٍ باريسية – وليس عربية – في نهاية العشرين من عمرها، تحملُ في يدها مظلة خضراء اللون لا تفاصيل فيها، ويقف إلى الخلف من المرأة فتىً يرتدي قبعة "فلاحية" ولا ينظرُ إلا الفتاة وإنما إلى الأمام.

الملاحظة الأولى على هذه اللوحة – وعلى سائر أعمال كلود مونيه – أنهُ لا يهتمُ بالتفاصيل نهائياً، فلا يرسم السماء – مثلاً بتفاصيلها وُمحتوياتها ، وإنما يتركُ الألوان "المُغبشة" تُظهرُ حالة الجو، ولا يرسمُ الحقل والورود بتفاصيلها التي تُظهر نوع الزهور والورود التي في الحقل كما يفعلُ غيره من الإنطباعيين وأربابُ المدرسة الواقعية والتعبيرية، إنما يأتي المشهدُ كُلياً وعمومياً دُونَ تفاصيل تُذكر.

وعن استخدام مونيه للألوان فهو لا يلجأ إلى التعقيد في اللون ودرجاته، ففي لوحة المرأة صاحبة المظلة تُوجدُ ثلاثة ألوانٍ رئيسية وأطيافها المُختلفة، هي الأبيض والأخضر والبنيّ، مع التدرج في استخدام هذه الألوان في سائر اللوحة، وفي لوحة أخرى تحملُ عنوان : " بُحيرة زنبق الماء" وقد رسمها منيه أكثر من مرة، كما أنَّ هنالك عدة لوحات له تحمل نفس العنوان ويُضافُ لها رقم أو كلمة للتمييز بينها، وأيضاً أشتهر مونيه برسم زهرة الزنبق بمختلف ألوانها : الصفراء والحمراء والبنفسج!. في هذه اللوحة يمتزجُ اللون الأخضر بجميع درجاته ليرسم حقلاً من زهور الزنبق وجسراً يعلو بُحيرة ماء، والجسرُ وباقي اللوحة تحوي لونان فقط هما الأخضر والأبيض كألوان رئيسية داخل متن اللوحة.

استطاع كلود مونيه أن يكونَ انطباعياً وذاتياً في لوحاته بحيث يعكسُ شعوره وتلقيه للوحة التي تُرسم بريشة مُؤولة للحدث الطبيعي، دون أن يتركَ فراغاً كما يفعل السورياليون والدادائيونَ في رسوماتهم المُختلفة، فالفراغ عنده طبيعة ممتدة تشملُ توسعاً للحقول والأزهار والورود!





#رعد_تغوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسوية السياسية في سوريا
- غزة تنتصر
- سطوة التاريخ في رواية فرسان وكهنة
- نقد الشرعية الإبستمولوجية لقواعد الأصول
- المُؤمن الصادق لإيريك هوفر : أفيون الجماهير
- التنظير للجحيم : الحدود الدموية للإسلام
- الرحلة إلى غوانتنامو
- الاحتباس الحراري ومأزق الطبيعة
- هكذا تكلمت فكتوريا - اللامتوقع في رواية كنوت هامسون


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد تغوج - كلود مونيه الوهج القادم من الجنوب