أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - بناء الشخصية في رواية -رسل السلام- هاني أبو انعيم















المزيد.....

بناء الشخصية في رواية -رسل السلام- هاني أبو انعيم


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 22:05
المحور: الادب والفن
    


بناء الشخصية في رواية
"رسل السلام"
هاني أبو انعيم
الرواية تتحدث عن ثلاث طلاب مصريين "حسنين وعامر وفهمي" يأتون للدراسة في جامعة حيفا، وهناك تستقبلهم "راحيل" التي تعمل على مراقبتهم بكل صغيرة وكبيرة، وكأنها ظلهم، بحيث يوجب عليهم إخبارها بكل تحركاتهم، أين ومتى وكيف ومع من، وهي تدعي بأن هذه الاجراءات لصالحهم، حيث انهم غرباء في الدولة.
"راحيل" تمارس دور الجاسوسة الإسرائيلية بكل اتقان، فهي تراقبهم تماما، وعندما تريد من احدهم شيئا يخص الأمن فلا مانع عندها من تقديم جسدها البض، فهو جزء من ذاتها التي تعمل لخدمة الدولة، الشخص الاقرب للضياع كان "حسنين" الذي يتماهي كثيرا مع الواقع الجديد، فهو لم يألف مشاهدة الاجساد معراه على شاطئ البحر، فتأخذه الحمية نحو غرائزه وشهواته، ويقع في شباك "راحيل" ويبدأ في الدفاع عن دولة الاحتلال ومهاجمة الانتفاضة الفلسطينية، "ـ لا يا عم، قلت أنا عايز أنبسط، صحابك دول مالهمش سيرة، غير الاحتلال والأرض، والتحرير، والجنوب، وأنا مأقدرش أسمع للمزايدات" ص30، بهذا المنطق يخاطب حسنين زملاءه في الغرفة، فهو لا يفكر إلا بما هو فيه من نعيم، ويعتر كل ما يحدث من أحداث مجرد زوبعة في فنجان، من هنا يتخذ موقف سلبي من الأحداث ومن زملاءه في الغرفة.
النساء لهن تأثيرهن على المحرومين، "راحيل" تكون المتنفس "لحسنين" يهيم بها وبجسدها، الشهوة تسيطر عليه، حتى أنه لا يفكر إلا بتفريغها بتلك المرأة التي سحرته "راحيل" "أعرفه أنه شلومو، سحب باب غرفتها بيده، وسار أمامي دون أن يراني ودخل إلى غرفته المجاورة، فكرت وأنا أدق الباب دقات خفيفة، أنها ما زالت مفتوحة الساقين، وماذا يعنيني بها قلت لنفسي، فأنا لا افكر بالزواج منها، أريد أن تكون لي بها ما كان لهذا الذي خرج من عندها" ص55، بهذا التفكير يتضح لنا الحالة التي يفكر/يعمل بها "حسنين" فهو أسير الشهوة ومعدوم العزة، يركض خلف جيفة، خلف امرأة لكل الرجال، وليس امرأة له وحده، وهذا الأمر بحد ذاته يشير إلى حجم الهوة التي وقع فيها، فلم يعد يبالي لأبسط قواعد العلاقة مع المرأة، والتي من أهم خصائصها أن يكون الرجل كاملا للمرأة، وأن تكون المرأة كاملة للرجل، فلا يوجد شركاء في هذه الملكية/الحب، لكن "حسنين" امسى أقرب إلى حيوان يبحث عن الغريزة ليس أكثر.
وبعد أن يدخل غرفتها نجده شخص جبان، لا يستطيع أن يقدم خطوة واحدة باتجاه هدفه "راحيل" بل يبقى كسيحا عاجزا عن الفعل، ويتلقى إهانة غير مباشرة منها، فتقول له:
"لماذا تغير لونك، وكأنك ضبطت في عملية سطو؟
اجبتها بصوت مرتبك:
ـ ولكنه رآنا
ـ تعرف يا حسنين لو رآك في فراشي، لازداد اعجابا بك.
ـ لماذا؟ سألها
ـ لأنه قال لي مازحا ذات يوم، لا أدري أي منكما سيروض الآخر"ص56، إذن "راحيل" بهذا المنطق تكون أقرب إلى مومس، فهي وقحة وسافرة، ولا تملك الحياء مطلقا، من هنا نجدها تتوغل أكثر في جنوحها نحو العاهرات.
تبرر "راحيل" ترك "حسنين" وحيدا في غرفتها بوجود عمل ضروري في الخارج، والحقيقة تقول بأنها تريد أن تبقية أسيرا لها، حتى تأخذ منه ما تريده، فقد وقع في شباكها وانتهى الأمر، وعليها أن تبقيه عالقا في حبالها إلى أن يأتي موعد الحاجة إليه ليقوم بعمله.
العمل المطلوب من "حسنين" بسيط جدا، فهم لا يريدونه "أن يذهب إلى لبنان" ص107، ويزودهم بالمعلومات عن المقاتلين، كل ما يريدونه هذا الأمر: "ـ يوجد في مصر اشخاص كثيرون غير راضين عن تحقيق السلام... نريدك أن تعرف من هم، مناصبهم.. أماكن إقامتهم، وأية معلومات تستطيع الحصول عليها، المال سيساعدك في الوصول إليهم، حتى تتمكن من اتقاء شرهم" ص107، بهذا الطلب ينكشف "لحسنين" ما تريده "راحيل" فهي ستمنحه جسدها كاملا وله وحده مقابل هذا الطلب البسيط!.
إلى هنا يكون الصيد مؤمن ووفير لراحيل، فهي استطاعت أن تشبك "حسنين" بجمالها الأخاذ، بحيث لم يعد يقدر على الافلات منه، وكل المؤشرات تقول بإنهاء الأمر لصالح "راحيل" وهو المنطق المنسجم مع تناسق الأحداث، لكن الراوي أرد أن يخلص بطله "حسنين" وفضل أن يجعله يتقدم من جديد نحو رجولته ووطنيته، فتأخذه حالة من الصراع بين الواجب والغريزة، فيكون بهذه الحال "هذا باب غرفتها، مددت يدي المرتجفة، انزلقت تبحث عن قبضته لم تجدها، ... سحبت غطاء خفيف تغطي جسدها العاري به، انقلبت على بطنها، دفنت وجهها بالمخدة، لم تغطي جسدها، سحبت الغطاء فقط، كومته تحت صدرها، وأدارت ظهرها اندفعت رغما عن قدمي المقيدتين." ص108، إلى هنا ـ أيضا ـ كان "حسنين" أسير ل"راحيل" فهو يتقدم منها، من غريزته، مما أنتظره طويلا، وعليه أن يأخذ حاجته منها، لكن عجزه، عدم قدرته على الفعل، عدم امتلاكه للجرأة من جهة أخرى، كل هذا جعله يفلت من الشباك ويعود سالما.
بعد أن يخلع ملابسه ويقترب أكثر من جسدها، يتأكد له بأنه لا يقدر التلاحم مع جسدها، وكأنه مخصي، عاجز جنسيا، فيكون بهذه الحالة المزرية، "ـ حسنين ماذا حدث؟
ـ لا شيء
مدت يدها تحاول إمساك ذراعي،... أفلت ذراعي من يدها واندفعت خارجا، لن اكون غريبا بمظهري العاري وملابسي تحت إبطي، فأنا قادم من الشاطئ"ص109، من حق الكاتب أن يسير شخصياته حسبما يراه مناسبا، لكننا أذا دخلنا إلى شخصية "حسنين" نجها شخصية غير وطنية، ضعيفة، غير قادر على اتخاذ القرارات، من هنا وجدنها عاجزة عن الفعل، أي فعل، إن كان سلبيا أم ايجابيا، تريده أو مفروض عليها، من هنا كان لا يمثل التردد ـ عدم اخذ الحاجة من "راحيل" ـ الذي عملا بطوليا، بل هو ناتج طبيعي عن هكذا شخصية.
من هنا ـ نعتقد ـ بأن الكاتب أخفق في رسم هذه الشخصية وتقديمها بشكل وطني، فبعد أن يرجا "حسنين" إلى مصر يصر على لقاء صديقه ورفيقه عامر والدوافع كانت وطنية، والخطأ الثاني كان عندما جعل هذه الشخصية الضعيفة تحمل حقيبة متفجرات، وهنا كان الخطأ افدح من الأول، نعتقد بأن رسم والشخصيات مهم جدا في العمل الروائي، وليت الكاتب توقف بتناول الاحداث عن "حسنين" عندما أخفق في النيل من جسد "راحيل" لكانت الشخصية منسجمة مع عجزها وأكثر اقناعا لنا نحن المتلقين.
ما يحسب للرواية تناولها للهجتين محليتين، المصرية والفلسطينية، حتى أن الكاتب تغول اكثر من الفلسطينية وسرد لنا مقاطع مطولة عن الزجل الشعبي الفلسطيني.
كما أن اللغة الادبية كانت واضحة وهي من اهم نواحي الابداع فيها، فهناك العديد من الصور والتعابير الادبية التي اضافت على الرواية جمالية خاصة، تجعل المتلقي يستمتع بما فيها لغة والفاظ، واعتقد بأن هذه اللغة هي المحفز للمتلقي يتناول هذه الرواية تحديدا، حيث أن حجم الخط كان 10، وهذا يسبب تعب وارهاق للقارئ، وكان من المفترض أن يكون حجم الخط على الأقل 16حتى نستمتع اكثر بهذا النص.
الجغرافيا الفلسطينية كانت حاضرة وحتى أن الكاتب كان يقدم لنا التفاصيل الدقيقة للمكان، وهذا يشير إلى معرفته الكاملة بتفاصيل الجغرافيا الفلسطينية.
رواية من اصدارات دار الكرمل، عمان الأردن، الطبعة الأولى 1988.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيل وعصر النت في -تداعيات مسخ مسالم جدا- عامر علي الشقير ...
- السومريون في كتاب - حضارات ما قبل التاريخ- خزعل الماجدي
- الحنين في مجموعة -آه يا كاني ماسي- جاسم المطير
- المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر
- المغامرة في رواية -خاتم اليشب- فارس غلرايبة
- مفهوم الرجوع في الإسلام
- داحس والغبراء الجمل وصفين
- تركيبة الفساد
- التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة
- المرأة والكتابة في -يوميات كاتب يدعى x- فراس حج محمد
- العيون في ديوان - الصمت والرؤيا- سلطان القسوس
- الحب والجنس في رواية -خريف الانتظار- حسن نعمان فطافطة
- -الموت للعرب-
- حضور الطبيعة في ديوان - أيها الوطن الشاعري- صاحب الشاهر
- -حكمة الكلدانيين- حسن فاضل جواد
- القومية الكلدانية
- التوازن في مجموعة -الخروج من الكابوس- فاروق مرعشي
- خطوتان إلى الوراء
- واقع الهلال الخصيب
- زمن الكتابة على ألنت في مجموعة -فلسفة بيضاء- ناريمان إسماعيل


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - بناء الشخصية في رواية -رسل السلام- هاني أبو انعيم