|
الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر يعبر عن وهم سياسي اكثر من فوضى سياسية
بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 21:56
المحور:
الادب والفن
الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر يعبر عن وهم سياسي اكثر من فوضى سياسية ايما أو الأم (كيسترز)-بريجيت ميرا-تستمع الى خبر في المذياع يقاطع عملها في انتاج القطع الكهربائية مع ابنها ارنست: في مؤسسة كيماوية بالقرب من فرانكفورت عامل مختل عقليا ضرب مديره الشخصي حتى الموت ومن ثم انتحر باستخدام آلة في ممر الانتاج.. سرعان ما ستعرف ايما أن زوجها هيرمن هو ذلك الشخص الذي قتل مديره ومن ثم قتل نفسه بعد ذلك،وهذا كان بعد سماحه عن تسريح جماعي مؤقت للعمال... قد يكون هذا الموضوع المبني على قصة حقيقية مألوفا،خاصة اذا تناول موضوع الطبقة العاملة المظلومة في كل مكان في العالم،ولكن فاسبندر ينظر الى الموضوع برمته من وجهة نظر اخرى،بحيث بدا موضوغ الظلم بحد ذاته-وان كان مطروحا-هامشيا امام التقاط الفئات الاجتماعية المختلفة لهذا الخبر،سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي،بحيث كان التوظيف لهذه القصة برمتها شخصيا مغلقا على حدود مادية جدا،وفاسبندر يمارس نقدا اجتماعيا حادا قبل ممارسته لأي نقد مؤسسي،الأمر الذي جعل من الفيلم يمنع من العرض في مهرجان برلين السينمائي،والمشهد النهائي للفيلم أراد فاسبندر أن يستخدم فقط لنسخ الولايات المتحدة،بينما في النسخة الألمانية عبر عنه بالكلام فقط. الصحافة الآن تلاحق ايما التي تؤكد بأن زوجها كان يتمتع بشخصية هادئة جدا ولم يكن هناك اي شيء يدل بانه على وشك الانفجار... كورينا(انجريد كافن) ابنة هيرمن،تعمل كمغنية في احد النوادي الليلية الحقيرة تدلي بتصريحات للصحافة عن طفولتها تشرح فيها وتمدح مسارها الشخصي كمغنية في وقائع ماضية حتى لو بدت حقيقية ولكنها تهدف فقط الى اضفاء المزيد من الشهرة على مسارها الغنائي المتواضع،فهي تقبل ان تعرف في الاعلام على انها ابنة هيرمن القاتل ان كان هذا سيحقق لها سطوعا وصعودا بينما الصحفي(Niemeyer) ينشر الحقائق مشوهة بهدف الترويج للأعلام الذي يعمل به،حتى لو كانت الحقيقة مشوهة،ولاحقا كورينا تقيم علاقة وتبرر له افعاله حتى لو كانت فضائحية بالنسبة لها ولعائلتها،وتجدد له المبررات المادية على شاكلة ان كل كاتب عليه ان يروج للموضوع من اجل تحقيق بعض الأرباح،ولاحقا ايضا يدبر لها ذلك الصحفي عملا في احد النوادي الليلية التي تقدم به قبل غنائها: كورين...ابنة القاتل هيرمن إذا مستقبل كارين اصبح افضل الآن قهي حققت شهرة غير متوقعة من خلال موت والدها بهذه الطريقة... هيلين (Irm Hermann-) زوجة ايرنست ابن ايما،تقرر مع زوجها السفر في اجازة حتى قبل ان يدفن الوالد هربا من الفضيحة وحفاظا على كرامة الجنين الذي يرقد في احشائها. الأم كيسترز هي التي تعاني الآلام الحقيقية وهي اصبحت وحيدة في لحظة واحدة...في لحظة واحدة غاب عنها الجميع الجار والجارة متعاطفان مع ايمي وهما الوحيدان اللذان يحيطانها بشيء من الحنان والعطف،ويحللان حالة زوجها وفقا لأفكار العمالية الاشتراكية.. الشيء الواضح،أن هناك انتقاد صريح للنظام الرأسمالي،ولكن هل فاسبندر يؤيد الفكرة الشيوعية أو الفكرة الاشتراكية؟ بالتأكيد لا...فاسبندر يتحدث عن كيفية توظيف هذه القصة الكفيلة باسقاط نظام بأكمله لخدمة اهداف ضيقة من قبل المجتمع بل وحتى من قبل السياسيين انفسهم... تعلق كورينا على توجهات والدتها التي ستنضم للحزب الشيوعي: هناك شيوعيين في المانيا كما في جميع انحاء العالم،وهناك فقراء واغنياء حتى بين الشيوعيين انفسهم من الواضح ان كورينا غارقة في همومها الخاصة،ومن الواضح ايضا أن اي هم اجتماعي خارج نص حياتها لايهمها حتى لو كان ضحيته هو والدها نفسه... إذا الدولة نفسها تتخلى عن ايمي برفضها اعطائها المنحة التقاعدية الخاصة بزوجها بسبب اشكالية وفاته،بينما تكتشف ان الحزب الشيوعي وظف قصتها وقصة زوجها مستغلة اياها نفسها،في المحافل والمؤتمرات الشيوعية لكسب التأييد الشعبي والاصوات في الانتخابات...ومن ثم ينضم الى هذا الركب الباحث عن الفائدة من هذه القصة الفوضوي(كناب) الذي يؤكد لها أن الشيوعيين غير مهتمين بقصة زوجها والموضوع بحاجة الى فعل... ايمي تحاول النضال من اجل قضية وسمعة زوجها،ولكنها تساعد فقط من قبل المستغليين من اصحاب الأهداف السياسية واحيانا الاهداف السياسية الخيالية... كناب الفوضوي يقنع ايمي بالذهاب معه الى الجردية التي كتبت المقال المشوه عن زوجها،ويتطور الموضوع تحت تهديد السلاح لتعديل ذلك المقال بينما ايمي تنظر الى كل ذلك بدهشة شديدة... الهدف الفوضوي كان استغلال هذه القصة كمبرر لتحرير كل السجناء السياسيين في المانيا من خلال الاستخدام السلاح والرهائن... تنقلب هذه القصة من خلال موت ايمي برصاصة خاطئة بينما ابنتها كارين تغطيها بجسدها لتخطف اضواء الكاميرات منها،وهو المشهد الذي قلنا عنه بان فاسبندر اقتصره على النسخة الأمريكية من الفيلم... ايمي كانت متعلقة بأوهام اوهام الدفاع عن نفسها في مجتمع استغلها لتحقيق اهداف شخصية ومن ضمنهم اقرب المقربين لها كما انها كانت متعلقة بأوهام السلطة.. هي كانت تعتقد أن الأحزاب والتيارات السياتسية المختلفة التي تمتلك أو ربما تمتلك أو ربما تعتقد بأنها تمتلك زمام السلطة في المانيا من الممكن ان تفعل لها شيئا..وبذلك يكون فاسبندر يعبر عن وهم سياسي اكثر من فوضى سياسية..
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
-
دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي
...
-
تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم
...
-
احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ
...
-
Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح
...
-
الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا
...
-
عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
-
تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
-
امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
-
امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا
...
-
امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
-
أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني
...
-
الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:خصوصية ناغيسا اوشيما
-
الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:الفرد حالة اجتماعية وحالة اكث
...
-
الرجل الذي وضع وصيته في فيلم 1970(ناغيسا أوشيما):الاحتجاج ال
...
-
ليل وضباب فوق اليابان 1960 (ناغيسا اوشيما):النموذج الاحتجاجي
-
الموت شنقا 1968(ناغيسا أوشيما):R في مرحلة التكوين المعرفي ال
...
-
عن ناغيسا اوشيما وpleasure of flesh 1965
-
كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير
-
رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل
...
المزيد.....
-
روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن
...
-
من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
-
القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل
...
-
“اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش
...
-
كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
-
التهافت على الضلال
-
-أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق
...
-
الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في
...
-
جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا
...
-
مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|