أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - بين الحملة الايمانية والاسلمة














المزيد.....

بين الحملة الايمانية والاسلمة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 21:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لماذا تحديدا وفي هذا الوقت توزع الملصقات في انحاء مدينة بغداد تدعو الى منع الغناء والتبرج وعدم خروج المرأة ..الخ؟
حدثين مهمين ارعب الاسلام السياسي وذراعه العسكري المتمثل بالمليشيات المسلحة التي تصوب وتجول في بغداد، حيث تعتقل من تعتقل وتختطف من تخطف وتقتل وترمي جثة من تريد ومن ترغب فيه وفي وضح النهار دون اي تردد او خوف. كان الحدث الاول في ليلة راس السنة حيث خرج سكان بغداد بشكل عفوي للاحتفال مع شعوب العالم، وقد قدرت امانة بغداد عدد المحتفلين بأربعة ملايين شخص. والحدث الثاني هو تجمهر عدد كبير لحضور الامسية الموسيقية للفرقة السمفونية الوطنية قبل اسبوع. وكلا الحدثان اغاض الاسلام السياسي الشيعي الذي يدير السلطة السياسية في العراق بمليشياته المنفلتة العقال، ووضعه في مكان لا يحسد عليه. ان توزيع الملصقات هي محاولة اخرى تجرب قوى الاسلام السياسي حظها اليوم عن طريق المواعظ الاخلاقية التي كتبتها على الملصقات المذكورة في السعي لفرض الاسلمة على المجتمع. فهي لم تفلح، في مشروعها للاسلمة بعد اكثر من اثني عشر عام من تخويف ووعيد للمجتمع والتصفيات الجسدية للمئات من البشر والقتل على الهوية، وسرقة ونهب اموال وثروات المجتمع لافقار الجماهير ووضعها في دائرة العوز، وبموازاة ذلك تم انفاق قسم من تلك الاموال على تنظيم المئات من المناسبات الدينية ونقلها عنوة الى مختلف ميادين المجتمع مثل الجامعات والمعاهد وفي قسم كبير من الدوائر والمؤسسات الحكومية، وتأسيس عشرات القنوات الاعلامية والفضائية لنشر الخرافة والحماقة في المجتمع، والسعي المحموم لانتزاع البشر في العراق من جلدتها الانسانية لطمسه في قاذورات مستنقعاتها الطائفية، وللحيلولة دون النهوض الثوري للجماهير لتغيير حياته المعاشية والاجتماعية والسياسية.
ان قوى الاسلام السياسي وقبل ثلاثة عشر عام اعتقدت ان المجتمع العراقي جاهز لتطويعه، لان الحملة الايمانية لنظام صدام حسين والحصار الاقتصادي الوحشي لمدة اثني عشر عام والحروب الثالثة قد اجهزت عليه، وليس عليها الا بذل القليل من الجهد، كي تعود قهقريا بجماهير العراق الى القرون الوسطى في اسوء التقدير، وتفرض قوانينها واعرافها وتقاليدها. انها مذهولة بفشل كل مواكب الحكيم والمالكي والعامري والصغير.....الخ، التي تنظم في كل مناسبة دينية في طول المدن وعرضها حتى تصل الى مدينة كربلاء وخلال اكثر من عقد من الزمن كي تستغل الجياع من ملايين الشباب العاطلين عن العمل، وتبذخ على تلك المواكب من رواتب ومعاشات العمال والموظفين التي استقطتها حكومة العبادي، واضاف عليها البرلمان العراقي الشرعية. في حين خرج الملايين من سكان بغداد بالاهازيج والغناء والموسيقى والرقص بمناسبة العام الجديد، ودون ان تنفق اي من تلك القوى الاسلامية دينار واحد على وقود المركبات التي كانت تملئ الشوارع بصافراتها الاحتفالية.
بيد ان الاسلام السياسي الشيعي ليس وحده يسعى الى فرض الاسلمة على المجتمع، فأن الاسلام السياسي السني هو الاخر الذي اعتاش بشكل خاص على مائدة الحملة الايمانية لنظام صدام حسين الاصطياد في نفس الماء العكر. ففي الوقت الذي يئن النازحين من قساوة البرد ووطأة الجوع وخيام اغرقتها مياه الامطار، يشييد الوقف السني الجوامع والمساجد في معسكرات النازحين، وكأنه يريد ان يبعث برسالة الى المجتمع بأن الحملة الايمانية لصدام حسين لم تنته بأنتهاء نظامه، الذي كان يشييد الى جانب القصور الرئاسية عشرات الجوامع والمساجد، بينما كان الجوع يطحن بعظام العراقيين في سنوات الحصار الاقتصادي. ان الوقف السني بدل ان ينفق اموال بناء المساجد على النازحين، يفخر باعماله اللاخيرية بأنه يوفر المساجد للنازحين، وكأن النازحين دون مساجد الوقف السني سيكون مصيرهم مجهول وحياتهم اكثر شقاءا في حياة الاخرة مما هي عليه الان في حياة الدنيا. وبمحاذاة ذلك لم تكن ابدا اعمال داعش الاجرامية محض صدفة او رغبة وحشية او مرض كامن في عقول افراده، او عمل عبثي يقومون به، ضد كل ما هو حضاري ومدني وعلمي وانساني، بل ان جميع اعمال داعش التي تتحلى بهمجية مطلقة جاءت ضمن عمل مدروس ومنظم ومخطط له، لاجل قلب المجتمع العراقي برمته وقلع جذور كل التاريخ المدني والعلماني والحضاري وتعبيد الطريق لاجل فرض الاسلمة على المجتمع.
ان المقاومة المستميتة ضد اسلمة المجتمع العراقي وضد نقل السم الطائفي الى الوعي الاجتماعي للمجتمع وراء كل الاعمال والممارسات البربرية للاسلام السياسي بكل اقسامه وطوائفه وتلاوينه ودرجاته. ان الملصقات التي وزعت في انحاء من مناطق بغداد ليس الا تعبير عن فشل كل مساعي الاسلام السياسي في اسلمة المجتمع العراقي، وبنفس القدر تعبير عن تجذر المدنية والتحضر في عمق تاريخ المجتمع العراقي. الا ان ذلك لا يعني ابدا ان الاسلام السياسي لن ينجح ابدا في نقل جماهير العراق الى عصر ما قبل الحضارة، فهو مرهون بعملنا وسعينا ونضالنا في رمي الاسلام السياسي الا ما وراء التاريخ.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي
- من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - بين الحملة الايمانية والاسلمة