أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل حسين عبدالله - تأملات فلسفية 1















المزيد.....

تأملات فلسفية 1


جميل حسين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 16:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد قتل سقراط، حين غابت عنه حقيقة من حقائق كونه المنكور، وضاعت منه تلك الرابطة التي تربطه بواقعه المنظور، وتاهت منه النظرة السارحة نحو آفاق بعيدة. سيكون ما فعله سقراط بنفسه مؤلما لمن سيقف على عتبته بنظرة، وعبرة، لا لأنه ضحى بنفسه فداء لمبادئه، ومواقفه، بل لأنه ضحى من أجل تحرير التفكير البشري من دوافع المعاني الفاسدة، والكاسدة، وكان بذلك قمينا بأن يتوج بتاج الكمال، وإكليل الجمال. قد يكون هذا الموقف بالنسبة لكثيرين مغامرة سطحية، استلذ فيها حتفه، وموته، وهو لا يزال قادرا على أن يضيف إلى متعته لذة عمر آخر، قد حرمه على نفسه، وكان من الأولى أن يضن به، لا أن يجود به على من سيأتي بعده من العقول الحائرة. قد يكون هذا تعليلا لعقل واجد، أو تسويغا لعقل فاقد، لكنه اختار في سر أستاذيته أوعر السبل، وأخطرها، وأشدها عسرا، لكي يعبر بكثافة تركيز عن شفقته بهذا العقل الذي قيدته الخرافات، والأساطير، والعقائد الضالة. فهل كان تعبيره صادقا في حقيقته.؟ وهل أدى رسالته في صياغة العقل البشري.؟
لعلي أطمئن إلى بعض ما يجوز أن يهدئ في غيري روعته، ووجفته، وأقول بما درجت عليه ألسننا في زمن كنا فيه صغارا، نتلقف نثار العلم بلا دليل، ولا برهان، لكن هل أطيق أن أتحرى مهيع الصدق، وأتجاوز تلك المعركة التي حمي وطيسها بين الفلاسفة، والفقهاء، وأخوض لجة هذا البحر المتلاطم الأمواج، والهادر الأصوات.؟ ربما قد تكون هذه مغامرة أخرى، ومقامرة في رهان لا أجد مع تطرفه إلا موهبة تتقاطع مع رغبات كامنة بين كهف الذات، وجرن الحياة. فمن أنا حتى أفقد جزءا من كياني، لكي أنفي هنا مقولة، وأثبت هناك أخرى.؟ من الصعب حقيقة أن نتجرد عما دس في أعماقنا من أوهام، وأحلام، وأن نتخلى عن ذلك الواقع الحقيقي الذي ميزنا، وفرقنا، وجعلنا سادة، وعبيدا، أو أساتذة، وتلامذة، أو متحدثين، وصامتين، لكي نفترض واقعا آخر، له هيبة، وهمسة، ولمسة، لا نكاد نلج أعماقه حتى نشعر بالحرية، والأمل، والتفاؤل. فلو افترضنا ذلك الواقع في خيالنا، وأحدثنا له في كبدنا مساحة، وفاصلنا بينه وبين غيره بمسافة، وصرحنا فيه بمسلمات أخرى، فهل ستكون نتيجتنا مرضية، ونكون بها أسعد من غيرنا.؟ شيء سخيف يبدو لمن أراد أن يقرأ حكاية الفلسفة، أو يخال نفسه قد وجد في الكون ليتفلسف. أجل، هو قصد سخيف، يمسك بأقوالنا، كما يقبض على أرواحنا، ونحن فيما بينهما حيارى، لا ندري شيئا عما يجوز لنا أن نختاره، ولا أن نرفضه. ربما، تكون غرة الشباب مدعاة إلى القلق، والسؤال، وربما يكون تقدم السن، وتراكم التجربة، وتميز الخبرة، مما يدعو إلى شيء من السكون، والهدوء، ويدفع بنا إلى الاستسلام، والتفويض، لكن هل يمكن لنا أن نغامر في جدال عقيم، لم يفز فيه من حاوله إلا بحبل مشنقته.؟
قد كان هذا مستساغا عند سقراط، وهو المعلم الذي علم البشرية طرق التفكير، وصولة الخروج من النقاش إلى التحليل، بل منح العقول عقالها، ووضع حبلها على غاربها، لكي تجتاز مراحل السير نحو الأفق المتلاشي بين الوجود ببصيرة، وحكمة، لكن كيف يمكن لذكرى سقراط أن تكون مستساغا في زلل الأماكن، وخطلها.؟ إن أجمل ما يجعلني أقر بنبل سقراط، بل بنبل كل المضحين بأرواحهم من أجل من البشرية، هو ما ألمسه في تجربة الإنسان، وفي كبده، وفي وُكده. ولولا ما في كبوة الخياة من مختبرات تفحص على مشرحتها الأقوال، والآراء، والأفكار، لما صدقنا بما قيل، ولا بما سيقول، لأن الواقع محك التجربة، وهو الحاكم الذي يمنح الخبير وعيا بخبر الصادقين، والكاذبين. فلا غرابة إذا كان سقراط يمشي بين عيني، وهو يتأبط كتبه، ورأسه أجعد، وعيناه غائرتان، ولحية منكوشة، وجسده متهدج بين أفياء المدينة الوضيعة، وكأنه قد انسل من عجينة الطين المأسورة، لكي يروي بين حقول السؤال قصة موته. قد أكون مختبلا في رؤيتي، ومرتبكا في نظرتي، لكنني أجزم باليقين، وأثبت بالدليل أنني رأيت سقراط بين مدارج المسرح، كما جالست نيتشه على رصيف مقهي، وناجيت شبنهاور عند إحدى أبواب الدير، والتقطتْ عدستي لهم صورا، لا تزال كل واحدة منهن عالقة بذهني، أستعيد ذكراها حين يعِن لي حزن، أو يخطر ببالي أن أكتم حرفي في حدة وجدي، أو يتراءى لي أن أستكين لصخب عاصفة هوجاء، أو أن أنزل عن شوقي إلى معانقة السواد، والظلام، فأقول بما قال به غيري، وهو يرى الكون مراحا لأحلامه، وآماله. تلك الصور لم تخرج عن إطار نحته في عقلي، بل من شقوة الحلم أنني رسمتها على دفاتري، وكراريسي، ولا أدري إلى ما ستؤول إليه عند تأويل الكلمة، وتذليلها، واحتقارها، أو إلى ما ستنصرف إليه حين يكون المعجم غضا بالعجز، والكساد.
هكذا كان سقراط صادقا، وكان غيره كاذبا، لأن صدقه قد تجسدت حقيقته في زمن التيه، وعصر الشتات، وأمد التشظي، ولحظة العبث، وساعة الفوضى. في تلك اللحظة نتعرف على الأفكار، ونقارنها بما يساويها، ويناظرها، لا لأنها قد جمعت لتصنعك ميتا، بل وجدت لتميتك، ثم تحييك، وحينها ستكون مخترقا لذلك الأفق الذي يقف شخوصه حاجزا لعينك عن النظر، وحاجبا لعقلك عن صناعة المفاهيم التي تميزك عن غيرك. أجل، إن لم نطق أن نتجاوز لحظة الأكل، والابتلاع، فلن نطيق أن نتفلسف، ولا أن نتحرر، لأن ما يُنهي عقلك، هو ما يهبه الامتداد بين الأفق الرحيب. فما هو موقعك في هذه المأدبة.؟ إما أنك صانع ماهر، وإما أنك أكول عجول. هكذا كانت الفلسفة مفاهيم عند سقراط، ومعاني عصية، لا تستوعبها إلا وقدة الحقيقة، بل ما حارب سقراط معلول الأفكار إلا من أجلها، ولولا تحريره لها من مخالب الوحش المتضايق بغروب شمسه، لما ضحى بروحه من أجل مفهوم الدولة، والعدالة، ومعنى حق الإنسان المتسامي بحكمته، وفلسفته. قد يكون هذا إسرافا في رفع هامة الفلاسفة، وقد يكون هذا غلوا عند من رأى الديمقراطية مجالا للمساواة، لكن حقيقة الواقع الذي يفسر نظريات القدماء، قد قدم دليلا على نبل سقراط، وبرهن على أن حُكم العامة، ما هو إلا إنهاء للعقل، وإخفاق للحق، وإظهار للجهل. ربما قد نتفق، أو ربما قد لا نتفق، لكن مفهوم العبثية في حقيقة المعنى المراد صوغه لنهاية الكمال الإنساني، لم يكن دنوا في مرتبة العقل عند الفيلسوف، بل كان لحظة قلقة في الوجود، حيث يشعر بالنظام في الفوضى، وبالمعرفة في الجهالة، ويحس بأن الشعارات التي رفعت لاستبانة قوة معاني التجربة الغالبة، ما كانت لها قيمة عند العامة، إلا حين أفرغت من محتواها، وصارت هياكل بلا روح. كلا، إنها الحقيقة، فهل الحرية في واقع التجربة تجسد معناها الأصلي.؟ لو كان سقراط نازلا من السماء بعقله، وسافر بين دروب المأساة التي ينتحر فيها الإنسان، لما عدل عن تقريره، وتحريره، بل قد يتقرر عنده المعنى في درك مباني الحقائق الحمقاء، وإذ ذاك، لن يندم على تضحيته بنفسه من أجل فداء العقل البشري، ولما لام موقفه على تجرعه لكأس مترعة بسم زعاف. هكذا أنهى حياته، كما تنتهي حياة كثير ممن لا يمتلكون في حصتهم موقفا، ولا رأيا، فهل زوالنا مرهون بفقداننا لسر الموقف.؟ أجل، لولا ما نسعد به من أمنيات، ونحن نطمئن بها عقولنا، ونراها متحققة في مدى آخر غير ما نعيش لؤمه، لانتحر كثير ممن لم يبرحوا دائرة الشوق إلى ذلك العهد الموسوم بمحادثة العشاق، والمتهتكين. لكن صمودنا على اجتراع هذا السم، هو الذي يمحنا حياة فقدناها في كون مضرج بدماء المتحمسين إلى الموت، والقتل، والدمار، والخراب. ولولا ما في هذه الحياة من وداعة، ولطف، لاختار كل من سار على درب سقراط أن يفضي بسره إلى قدح سم، أو كأس خمر، لعله ينال بين المواجع لحظة يسهو بها عن ذلك المارد القابض على عنقه، وهو يعلمه كيف يكون خيرا، ونبيلا. فأين ذلك الأمل الذي كتبه الآباء حين رسموا شقاءنا في بسمتنا، وهلاكنا في دبيبنا.؟ كل ذلك قد جثونا حول قبره، وحبونا خلف ذاكراه، لعلنا ندرك كيف كان السم شفاء، وكيف كانت التعاويذ شقاء. أجل، لم يستعجل سقراط حتفه، وإنما انتظر ولادة ذلك الطريق الذي تسير عليه القوافل المزودة بالشوق، والعشق، وها هي قد ولدت، وأثرت في العالم، وأحدثت فيه ثورة معرفية، وفكرية، وأولجت العقول إلى فرن الاحتراق، فإما انصهار من بعده ذهب لامع، وإما رماد من بعده سحاب ساطع. تلك هي لغة الدماء الزكية، ولولا ما فيها من نَفَس الفلاسفة، لما وجدت للمعرفة كهوف، وأكواخ، وأكنان، تنفث سرها في الأماكن المطلولة بدماء الغدر، والخيانة. لعل ما يهمس به اليوم، هو ما جهر به الأمس، لكن هل نطيق أن نعبر ببسماتنا عن سر هذا الوجود.؟ إن لم تكن قسمات وجوهنا، وحركات أجسادنا، بل إن لم يكن كل كياننا دالا على أننا قد قبلنا في رصيد السؤال بنيران المعاناة، فإننا لن نوجد أدلة على احتراقنا من أجل آلام الإنسان. ربما قد يكون ذلك الاهتمام بما نقدمه للآلهة من دماء تنزف بأيد نجسة، وربما قد يكون بما نعول به من أقوال رنانة، ولكن هل هو عمل متقبل منا في الحقيقة، فنزعم أننا بلغنا مرتبة من أهدى خمرة الروح للإله، ثم كان صداه دما ينزف في حرارة الأجساد المغتصبة شنقا، أو حرقا.؟
إن زمن العقل الأول لم ينته، ولو غادرت الفلسفة عشها الأول، وارتحلت بين الطبيعة مفتشة عن لغزها، وسرها، وأنبتت في قحل العقول مفاهيم مركبة، وأضافت إلى وحي النظر إلهام الطبيعة. أجل لم ينته ذلك الزمن، ولن ينته، وإذا ما سعينا إلى تجاوزه، فإننا سنفقد ذلك الأفق الواسع، والشاسع، وسننسى تلك المدارات التي كان الوجود محلا لها. وحينئذ سنفقد سؤال الوجود. وإذا فقدناه، فإنه لن يكون الوجود بما هو موجود به سؤالا محيرا. ذلك السؤال، لم يكن جميلا إلا حين كان فطرة في الصبي، ولذة عند الكهل. وفي فطريته يكمن صوت الفيلسوف، وفي لذته يتجسد المعنى الحقيقي للفلسفة. فهل تريد الفلسفة حين أطلقت صقورها أن تبني سطوح التصورات، والتصديقات.؟ شيء من المنطق، لا يجعلنا ندرك جمال الحقيقة، لكن منطق الحقيقة المنتحب بالصراخ، والتناقض، هو الألم الذي يدفعنا بنا إلى استكناه الوجود. وإذا حصرناه في الطبيعة، أو فيما تمنينا به من أحلام، أو فيما ترفعه من أعلام، فإننا قد نكثنا عهد الفلسفة، ونقضنا ميثاق الشرف، وإذ ذاك، لا عذر لنا مقبولٌ إن تذكرنا في يوم من الأيام أننا لم نحتفظ على ميراث عظماء الحكماء. فالوجود، هو الوجود في الحقيقة، وكل ما لحقه من توابع، فما هي إلا إضافات، أو معطوفات. والحق أنه لا يجوز لنا أن نعتبر فضلتها أصولا في التركيب الأول للوجود. تلك هي حقيقة المفاهيم قبل أن تتركب، وتتعدد. وتركبها في ذاتها، إما لأمر عرض في الذهن، وإما لوضع برز في الخارج. والفلسفة في صوغها الأمثل، لم تكن تتوخى في بدايتها معرفة المركب، بل كان المفهوم الفرد في ذاته، هو حقيقة إدراكها الفذ، والفريد. فهل فهمنا علاقة الفلسفة بصناعة المفهوم حين أسرعت أذهاننا إلى بناء التركيب المختزل، والمبستر.؟ لن أجيب عن هذا، وحسبي أن أقول: إن ما رفعه الغرب من شعارات، لم ينتج لنا إلا الموت، والدمار. فقد تتساءل معي، ما الذي جعل شعارات الثورة الفرنسية منتجة للاستعمار والاغتصاب للأمم الفقيرة.؟ ذلك ما سيعود بنا إلى قراءة سقراط، وهو القادر على أن يبعث روح الأمل في بناء مصاديق الحقيقة، وترسيخ المفاهيم قبل بعثرتها بين الوقائع المتناقضة.
إن عودتي إلى الوراء، لكي أقرأ من سقراط كيف كان العقل الأول فاعلا، وجامعا، وكاملا، لم يكن هوسا في الغموض الذي ولهت به ذاتي، وقد آمنت به، وأيقنتْ بأن سر الوجود في الغموض، بل لأنني عاركت فصولا من الحياة الزائفة، وخالطت صنوفا من البشر المتعاركين على كعكة لذيذة، وضاجعت كثيرا من الأحلام التي لم تصنعني غنيا، ولا ثريا، ولا محظوظا، ولا مجذوذا، وأدركت أن حقيقة العري بين يدي الحقيقة، ليس في البحث عن زوال خطوط اليأس عن دائرة الرغبات الأكيدة، بل في لحظة اليأس من وجود تمثال لذلك الحلم الذهبي، أو ذلك العجل السومري، وهو المدار الذي تملأه رؤية كل من أدرك أن سر الحياة في امتلاكها، أو في فرارها. وفي ذلك الزمن، وسفينة البحث تميل إلى الأمواج العاتية، وهي تسوقني إلى ألواح شنقي، وكأنها تخاطبني، وتقول: ما فائدة اجتيازك للبحر، إذا سرت على الشطآن، ولم تبتل منك أعراض، وذمم.؟ أجل، لو كان كل من امتطى صهوة البحر بحارا، وملاحا، لما خشي أحد من غموض اليم المصلصل بالمعاني العظيمة. لكن تاريخ البحر مع أمم البر، لا يثبت شرف الانتساب إليه، إلا لمن خاض ثبجه، ولجته، واستوى عنده موته، وحياته، وانتصاره، وانهزامه. ذلك هو المزكى بالأصالة في محراب البحر، وأما ما عداه، فهو كمن ارتحل بين العمران، وزعم أنه أدرك ما بين الغيل والآجام من غموض. فسفر اليأس، هو السير الحقيقي نحو ذرة الكمال، والجمال، وارتحال العقل من قطب بارد إلى قطب حار، هو الارتحال بين مدارات الوجود، بل هو الدليل الحق على أعلمية العالم، والفيلسوف.
هكذا وقفنا أول وقفة مع سقراط، ونحن لا نريد استعادة ذكراه، إذ ذكراه تجاوزت الزمان، والمكان، وصارت حقيقة مصدقة، لا يمتلك مجدف دليلا على عدم خلودها، واستمرارها، لكننا أردنا أن نستعيد منه مقدار ما نضيفه إلى سؤالنا من قلق، لئلا نستحسن ما تطامن إليه الفكر من وهج، أو برق، ونستحلي تلك المؤامرة التي تفري ودج الحقيقة، فنسهم بسهم في بناء الأصنام، وتحطيم محراب العقل. تلك هي الحقيقة التي تأنفت عن الإخلاد إلى هوسٍ سموه فكرا صائنا، وصائبا، فإذا به غزل ينشده متشاعر، يبحث عن خريدته، أو عن طريدته، وهو يمهرها بمهر قتل الإنسان المغلول بين دياجير الضياع، لكي تحس في ساديتها بأنها فريدة عصرها، ووحيدة أوانها. تلك هي الحقيقة التي تعلمناها من سقراط، وتمتعنا بها على مائدته، ونحن جلوس، نستمع إليه بشوق، وحب، وهو يقول: لا أعرف سوى شيء واحد، وهو أنني لا أعرف شيئا. كانت هذه الكلمة بداية، ونهاية، وما بينهما، ارتفعت أصوات تجهر بأنها قد امتلكت الحقيقة، وغدت من شدة وثوقها مرقاة إلى السماء، وبابا مفتوحا على كل الآلهة التي عبدها الإنسان في حياته. أجل، كانت المعرفة لا أدري، وهي منطق العلم، وإذا استحال قضية المعرفة يقينا صارما، صارت فوضى تتقرب إلى الآلهة بالصراع، والنزاع.



#جميل_حسين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فلسفية 2
- صيد الذكرى
- رسائل إلى السماء الرسالة الثانية 2-2
- رسائل إلى السماء الرسالة الثانية 1-2
- رسائل إلى السماء الرسالة الأولى
- عطر الصباح جنون الكتابة
- عطر الصباح مقالات نافرة، وزافرة
- عطر الصباح وقفة مع كتاب سر الصباح 1
- عطر الصباح وقفة مع سيدي أحمد بن الحسن أبناو في كتابه: سر الص ...
- عطر الصباح تعليق على قصيدة ميثاق كريم الركابي: كانت لنا قضية ...
- عقيدة الكاتب
- إزالة الالتباس عن مُشكَلات الإصلاح الديني 2
- إزالة الالتباس عن مُشكَلات الإصلاح الديني 1
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 8
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 7
- تجديد المسار... أي دور للمنبر 6
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 5
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ رقم 4
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 3
- كارثة مشعر منى... أي خيار في تفسير النكبة.؟


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل حسين عبدالله - تأملات فلسفية 1