أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم استانبولي - الثورة














المزيد.....

الثورة


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 08:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الثورة ـــ هي ضرورة, عندما تفقد مؤسسات الدولة, دورها في التعبيرعن مصالح وتطلعات الغالبية من الشعب , وخاصة طبقاته الوسطى وما دون ، وتصبح بيروقراطية الدولة ,عائقا امام تطورها, وتستخدم قوانين الدولة لصالح فئة قليلة متسلطة وتصبح السلطة التنفيذية والتشريعية أدوات طيعة بيد الحاكم. فهنا يجب على القوى الأكثر وعيا العمل من اجل توجيه الإعتراض والنقمة الشعبية ليس ضد كيانية الدولة , وإنما لأستعادة دور مؤسسات الدولة لتصبح معبرة عن مصلحة الأكثرية الساحقة من الشعب , وإعتماد القانون المدني كأساس لعمل هذه المؤسسات .إن الغضب والسخط الشعبي يجب أن يتحول لقوة دافعة إيجابية في العملية الثورية الديمقراطية وهنا يأتي دورالقوى الأكثر وعيا في المجتمع في توجيهها إلى هدفها وهو تغيير مضمون عمل مؤسسات الدولة وإخضاعها لإحترام رأي الأكثرية الساحقة من الشعب.وبهذا الصدد, فإن العملية الثورية الديمقراطية , لا يمكن أن تتم بعملية جراحية في الدولة المعاصرة . لإسباب تتعلق بتداخل مصالح السلطات الحاكمة بحركة رأس المال العالمي والإقليمي , وإرتباط مصالح القوى الأكثر نفوذا في الدولة بمراكز القوى المالية . وعندما تتضارب مصالحها مع وطنية الدولة , فإنها تحسم خيارها ضدها. ولذلك فإنني أرى أن نجاح القوى الثورية الديمقراطية يكون بالنقاط التراكمية وليس بالضربة القاضية. وهذايتطلب فعل يومي شامل يبدأ بالمؤسسات التعليمية والصحية والقانونية والسياسية... فلا يمكن أن تسود مفاهيم الحرية والديمقراطية في مجتمع كل ثقافته قائمة على تقديس وعبادة الفرد والعائلة الحاكمة. وإنني أرى أن جهدا فكريا يجب أن يبذل يعيد الإعتبار للفكر الديمقراطي التحرري . ويصيغ العلاقة الخلاقة بين كل مكونات المجتمع على أسس الإحترام الديمقراطي للجميع في ظل دولة القانون. ان اهم مهمة يجب ان تضطلع بها القوى الأكثر وعيا هي عدم تمكين القوى الكمبرادورية من اسقاط صيغة الدولة الوطنية وتحويلها لدولة كمبرادورية , وهذا يتطلب تقديم رؤية شاملة تبدا بالبديل الثقافي الوطني الديمقراطي والأقتصادي والأجتماعي وانعكاساتها في السياسة , هذه الرؤية بالضرورة يجب ان تنعكس في خارطة طريق تفصيلية تتحد فيها الأولويات والأهداف الممكن تحقيقها في كل مرحلة من المراحل , ان التغيير عملية طويلة وتتطلب جهدا فكريا شاملا يراعى فيه مستوى التطور المعرفي للمجتمع وطرق نقله وتحوله, من خلال اخذ كل ما هو ايجابي في تجربته والقطع النهائي مع الموروث الثقافي والأجتماعي الذي يشكل عائقا لتطور المجتمع في كل مناحيه . ان المهمة المركزية تكمن في الجانب الثقافي , ان المشروع الثقافي الوطني الديمقراطي هو البديل الواقعي والملائم والذي يستند الى القيم الأنسانية وتراكم معرفتها , ولندقق في المجتمعات المتقدمة ,فان نجاحها يكمن في اعلاء القيم المعرفية الأنسانية وتوظيفها الملموس في الحياة اليومية لشعوبها . فنرى ان قيم العدالة والمساواة والحرية والمشاركة الجمعية, هي ثوابت لا يمكن التفريط او التنازل عنها , بالرغم من ظهور قوى تتعارض مصالحها الأقتصادية مع هذه الأنجازات , ولكن المحصلة العامة ان النظام المدني القائم المبني على اساس سيادة القانون يحمل اسس اصلاحه ,ويلفظ كل ما يتعارض مع هذه القيم . ولندقق بما يجري في منطقتنا منذ خمسة اعوام فان التفاعلات والتعارضات والتناقضات والتي اخذت شكلا تناحريا في بعض البلدان , تؤكد درسا ان اي تغيير لا يمتلك رؤية ومشروع واداة وطنية جامعة سيؤدي للفوضى ويفتح الطريق لأعادة انتاج جوهر النظام السياسي السابق . والسؤال الدائم الذي يطرح للقوى المطالبة بالتغيير ما هو مشروعكم البديل ؟ ما هي رؤيتكم البديلة ؟ ان الأجابة عن هذا الأسئلة ستوضح هوية ومشروعية التغيير وهل هو خطوة للأمام ام عشرة خطوات للخلف .



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنذار المبكر
- الجذر المعرفي لداعش واخواتها
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم استانبولي - الثورة