أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون















المزيد.....

سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 10:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ انطلاقتها في يناير 1965 كحركة تحرر وطني، احتضنت الجماهير الفلسطينية والعربية حركة فتح والتفت حولها بحيث أصبحت بعد ثلاث سنوات فقط من انطلاقتها عنوانا للوطنية الفلسطينية ولكل الشعب الفلسطيني، واعترفت لها بهذا الموقع كل الأحزاب الفلسطينية بكل توجهاتها الفكرية والأيديولوجية وقَبِلت مختارة أن تسلمها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1969 . ولم يقتصر الأمر على الوضع الفلسطيني الداخلي بل أصبحت حركة فتح عنوانا للوطنية الفلسطينية ورائدة لحركات التحرر العالمي، وتماهى اسم فلسطين مع اسم فتح .
لأن القيادة مسؤولية وتضحية فلم تكن مسيرة حركة فتح مكللة بالورود بل واجهتها تحديات جسام، فمنذ نشأتها خاضت حركة فتح حروبا ومواجهات عسكرية مع إسرائيل داخل فلسطين المحتلة وعبر جبهات ثلاث معها – الأردن ولبنان وسوريا- ودخلت في حروب استخباراتية مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عبر العالم وفقدت خلال هذه الحروب قادة عظام، من قادة شارع فردان في لبنان ،أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان إلى أبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول، مرورا بماجد أبو شرار وأبو حسن سلامه وعاطف بسيسو ومحمود الهمشري ووائل زعيتر وعشرات غيرهم .
لم تقتصر الحروب والمواجهات التي خاضتها حركة فتح على العدو الإسرائيلي بل اضطرت لخوض حروب ومواجهات مع أكثر من نظام عربي وفي أكثر من ساحة، كأحداث أيلول في الأردن 1970 وتعقيدات الحرب الأهلية اللبنانية حيث دخلت الثورة الفلسطينية متحالفة مع الحركة الوطنية اللبنانية في مواجهات مع حزب الكتائب المسيحي ومع حركة أمل الشيعية ومع الجيش السوري ثم مع إسرائيل عام 1982 ، كما توترت العلاقة بين حركة فتح وأكثر من نظام وحزب عربي ، بالإضافة إلى أكثر من محاولة انشقاق داخلي، وأيضا سقط شهداء من فتح بسبب هذه الخلافات ومنهم أبو علي إياد وسعد صايل .
كل الحروب والمواجهات المتعددة لم تكسر من شوكة حركة فتح ولم تقلل من حضورها وشعبيتها ولم يفقد أبناؤها إيمانهم بعدالة القضية الوطنية التي يدافعون عنها, وكانت فتح دوما تخرج من كل مواجهة وحرب وهي أكثر تصميما على الاستمرار بالمعركة والتمسك بالثوابت، بالرغم مما كان يصيبها من ضرر وخسائر كما جرى بعد الخروج من لبنان 1982 أو بعد الانشقاق 1983 أو بعد تورطها بعملية التسوية السياسية من خلال اتفاق أوسلو.
كان الانقسام الفلسطيني يوم 14 من يونيو 2007 أخطر وأشد الضربات إيلاما، ولم يكن منبع الألم والخسارة أن حركة فتح ومنظمة التحرير خسروا ساحة قطاع غزة بل لأن الانقسام ضرب بالصميم الوطنية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني وساعد على تمرير مخطط إسرائيلي مُعَد مسبقا.
صحيح أن تنظيم فتح بعد قيام السلطة أصبح ضعيفا وأن القيادات التي تسلمت أمور تنظيم فتح لم تعد كما كانت، وصحيح أن مال السلطة واستحقاق التنسيق الأمني مع إسرائيل ووجود حركة فتح على رأس الفريق الذي قاد مفاوضات مع إسرائيل لم تنجز شيئا على الأرض الخ، كل ذلك أثر سلبا على قوة وسمعة تنظيم فتح . إلا أن حركة حماس أخطأت عندما اعتقدت أن حركة فتح هي السلطة أو هي تنظيم فتح، وما دامت السلطة أصبحت ضعيفة والشعب مستاء من أدائها، وتنظيم فتح غارق في السلطة وامتيازاتها وقياداته التاريخية تختفي إما بالوفاة أو الاستنكاف وخصوصا بعد اغتيال أبو عمار، فقد اعتقدت حركة حماس أنه يمكنها إطلاق (رصاصة الرحمة) على حركة فتح والحلول محلها.
سر حركة فتح، الذي تجهله أو تجاهلته حركة حماس، أن حركة فتح فهمت منذ البداية الحلقة المركزية للصراع مع العدو، وهي الوطنية الفلسطينية كثقافة وهوية وانتماء. أدركت حركة فتح أن الحركة الصهيونية التي تزعم عدم وجود شعب يسمى الشعب الفلسطيني وأن فلسطين هي ارض إسرائيل التاريخية ،هذه الحركة الصهيونية بمنطلقاتها الفكرية النافية للوطنية الفلسطينية وبممارستها الاستعمارية الإجلائية لا يمكن الرد عليها ومواجهتها إلا بالتأكيد على الهوية الوطنية والوجود الوطني الفلسطيني، وأن لا أيديولوجية أخرى يمكنها مواجهة الأيديولوجية الصهيونية، فلا أيديولوجية اليسار ألأممي وتركيزه على الصراع الطبقي يمكنها مواجهة الأيديولوجية الصهيونية، ولا الإيديولوجية الإسلامية الأممية يمكنها مواجهة الإيديولوجية الصهيونية .
على هذا الأساس فإن حركة فتح ليست التنظيم والقيادة فقط، بل هي الفكرة الوطنية الجامعة، وهذه الفكرة يؤمن بها ويتبناها أبناء فتح أينما كانت موقعهم وكيفما كانت ظروفهم وبغض النظر عن وجودهم داخل التنظيم أو خارجه، وبغض النظر عن القيادة وأشخاصها، ورضاهم أو عدم رضاهم عنها ، كما أن الفكرة الوطنية فكرة جامعة تستوعب كل الأيديولوجيات الأخرى التي تؤمن بالوطنية.
صحيح أن قوة التنظيم والقيادة أمران مهمان لأي حزب أو حركة، وصحيح يوجد أزمة تنظيم وأزمة قيادة في تنظيم فتح، إلا أن قوة الفكرة تعوض كل ذلك وقوة الفكرة وصحتها هو ما حافظ على استمرارية حركة فتح وهو ما يزعج إسرائيل ويجعلها دائمة التخوف من حركة فتح أكثر من أي حزب آخر ، وخصوصا أن لا حزب أو حركة أستطاع أن يملأ الفراغ الوطني الذي نتج عن أزمة تنظيم فتح .
الفكرة الوطنية كامنة كالجمر تحت الرماد ليس فقط عند أبناء فتح بل عند كل أبناء الشعب الفلسطيني حتى المنتمين منهم للأحزاب الأخرى، فالوطنية هي الأساس والإيديولوجيات الأخرى مجرد قشرة خارجية سرعان ما ستزول عندما يخفت هيجان وهوس الأيديولوجيات. انتظر الشعب وأبناء فتح وانحنوا لعاصفة الانقسام وموجة المد الأصولي وهيجان ما كان يُعتقد أنه ربيعا عربيا، معولين على أن حركة حماس قد تصحح المسار الوطني وتُجدِد الوطنية الفلسطينية، وفي الوطنية الفلسطينية متسع للجميع ، وحركة فتح تؤمن بالتعددية، إلا أن حركة حماس تنكبت للوطنية لصالح أيديولوجيا عابرة للحدود، أيضا لم تُنتِج الساحة الفلسطينية أية قوى جديدة تعبر عن الوطنية .
بقدر صلابة ووحدة الفكرة الوطنية الجامعة التي لا تقبل القسمة وإن كانت تقبل التعددية الفكرية،فإن حركة فتح حالة مرنة وتعرف تعددية فكرية ولكن داخل الإطار الوطني حيث يحكمها مبدأ (الاختلاف داخل الوحدة)، وأحيانا تحتدم الخلافات الداخلية وتتعدد الاجتهادات وتبرز تجنحات، كل شيء وارد وممكن وموجود، ولكن الخط الأحمر الذي لا يمكن السماح به هو اللجوء للسلاح لحل الخلافات، عندما يحمل أبن فتح السلاح في مواجهة إخوته فإنه يدنس الوطنية الفلسطينية، وبالتالي يخرج منها ويعيش على الهامش كما جرى مع المنشقين عام 1983 حتى وإن كانت نواياهم في البداية طيبة .
لا يعني هذا أن حال تنظيم فتح راهنا في مستوى الفكرة الوطنية أو في وضع صحيح، فقد خسر التنظيم كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية وستزداد خسارته إن لم يتم تدارك الأمر بسرعة. أيضا الوطنية الفلسطينية ليست حكرا على تنظيم حركة فتح إلا بمقدار التزام التنظيم بثوابت الفكرة الوطنية واستمراره بالنضال الوطني لتحقيقها.
الفكرة الوطنية ملكية مشتركة لكل من يؤمن بها من أفراد الشعب داخل الوطن وخارجه، والوطنية هوية وثقافة وانتماء وحالة نضالية... منفصلة عن السلطة واستحقاقاتها والمفاوضات وتعثراتها، بل ومنفصلة عن الأشخاص الذين على رأس تنظيم فتح، كل هؤلاء يكونوا جزءا من الوطنية الفلسطينية أو قريبين منها بمقدار التزامهم بها فكرا وسلوكا وتحررا من أية انتماءات أو أيديولوجيات خارجية .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد
- الفلسطينيون وتراجيديا الغربة والسفر
- تفكيك الأوطان وتشويه الأيديولوجيات الجامعة
- نعم للسلطة ولكن أية سلطة ؟
- خطورة كي الوعي والتماهي مع رواية الخصم
- 2015: عام كشفُ المستور وتغيير المعادلات وأملٌ يُرتَجى
- جدلية العلاقة بين الكتابة والقراءة والإبداع
- متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
- مقاومة الاحتلال ليس إرهابا
- احتضار السياسة الرسمية في فلسطين
- منزلقات إضفاء طابع ديني على الانتفاضة الفلسطينية
- نعم لمحاربة الإرهاب ،ولكن ما هو الإرهاب ؟
- لم يبدأ الإرهاب مع داعش ولن ينتهي بالقضاء عليه
- الانتفاضة بين حسابات الشعب وحسابات النخب
- الغرب:ضحية الإرهاب أم صانعه؟
- عظمة شعب وأزمة نخبة
- استلهموا تجربته ولا توظفوا ذكراه
- المغرب ومسيرته الخضراء التي لم تنتهي
- التدويل في إطار استراتيجية وطنية شمولية
- في خفايا التدخل الروسي في سوريا


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون