أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق















المزيد.....

الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة تدل على إحترام دولة الكويت للمسرح وروّاده والفن بشكل عام ورعايتها أطلقت الحكومة الكويتية وعن طريق وزير إعلامها ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ "سلمان صباح سالم الحمود الصباح" إسم الفنان المسرحي الكويتي الكبير والقدير "عبد الحسين عبد الرضا" على مسرح السالمية المعروف، إذ قال الوزير إنه يأتي " تكريما للرموز الفنية الكويتية القديرة التي أثرت الساحة الفنية بأعمالها على الأصعدة كافة محليا وإقليميا وعربيا". ليضيف وهو رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن "المسيرة الحافلة لتلك الرموز الفنية أصبحت عنوانا للتطور الحضاري والثقافي الكويتي، ولم ولن تدخر الدولة جهدا من أجل تقديرها وتكريمها ورعايتها". هذه هي الكويت التي لا تريد من خلال هذا التكريم لفنان كبير وهو حيّ يرزق أن تعلن رعايتها للمسرح الكويتي وتشجيعه على العطاء خدمة للمجتمع لما للمسرح الجاد منه تأثير كبير عليه فقط، بل تريد أن تثبت لمجتمعها من أنها لن تنسى مبدعيها أبدا وتحترمهم أحياءا كانوا أم أمواتا. هذا في الكويت الصغيرة بحجمها مقارنة بالعراق والحديثة "مع أعتزازنا بدورها الثقافي" على المشهد الثقافي مقارنة بالعراق الذي بدأت فيه الحركة الثقافية منذ عشرينات القرن الماضي، هذا في الكويت التي دخلها المسرح بعد ما يقارب الأربعة عقود من تاريخ دخوله للعراق، فماذا عن المسرح بالعراق الاسلامي الميليشياوي؟

وأنا أقرأ خبر تسمية مسرح كويتي عريق بأسم المبدع "عبد الحسين عبد الرضا" قرأت خبرا مؤلما كباقي الاخبار التي ترد من الوطن عن حال الحريات وقمعها من قبل جلاوزة الاسلام السياسي الذين قتلوا كل شيء جميل في أرض الرافدين، وهو قيام عصابات القتلة الأسلاميين بتعليق ملصقات إرهابية لقمع النساء وتحريم الغناء قرب سيطرات ونقاط تفتيش الحكومة الطائفية الفاشلة وبالتنسيق معها وفي رئة العوائل البغدادية الوحيدة "متنزه الزوراء". في الكويت يكرّم المسرح والمسرحي وفي عراقنا تهدّم المسارح وتتحول دور السينما الى محلات لبيع الخردة ويموت الفنان فقيرا مريضا في الغربة أو كمدا وفقرا في الوطن، في الكويت هناك خبز ومسرح لتثقيف الناس وفي العراق لدينا جوع ورصاصة توضع في رأس كل من يريد أن يفكّر خارج دائرة الدين أو خارج دائرة الطائفة بالأحرى بعد أن أصبح الدين بالعراق دينين بشكل رسمي.

لم ينحدر المشهد الثقافي والفنّي يوما في العراق الى الحضيض كما هو عليه اليوم، ولم يهاجم الشقاوات والزعران بيوت الثقافة يوما بالشكل الذي تتعرض له البيوت الثقافية والأندية الأجتماعية كما هو جاري بالعراق اليوم، ولم تهان الثقاقة ويقمع المثّقف كما تهان ويقمع اليوم.

ماذا تريد الأحزاب الطائفية وميليشياتها المجرمة التي تزرع الموت والدمار في شوارع العراق نهارا جهارا وفي رابعة النهار؟ ماذا يريد هؤلاء القادمين محمّلين بالحقد على كل ما هو مشرق وإنساني؟ ماذا يريد رسل الموت والدمار هؤلاء؟ ماذا يريد هؤلاء القتلة المتخلفين واللصوص بعد أن أصبح العراق في عهدهم يتنفس الموت وينحدر الى هاوية سحيقة من الجهل والتخلف. كل شيء في بلدنا بسببهم ميت، الأرض والأنسان والماء والهواء والتأريخ والآثار والحب والجمال والطفولة والحياة والفرح والفن والأدب، كل شيء ميت حتّى النخيل التي منها جاء أسم العراق "أرض السواد" لتنتهي الأرض ويبقى اللون الأسود فقط يرسم ليلا جاثما على صدور الناس ودروب الوطن المتهالكة، حتّى وصل الأمر بالله بأن ينعى بيوته التي تتهدم كل يوم ويقتل من فيها من مؤمنين!!

في الوقت الذي تهان فيه الثقافة بمختلف فروعها في دول متخلفة كالعراق والسعودية وإفغانستان والصومال والأراضي المحتلّة من قبل داعش في سوريا واليمن وليبيا، نرى بلدان أخرى تتقدم في حقول العلم والثقافة والفن ومنها بلدان ذات نظام ديني منذ عشرات السنوات كالجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم بعض المضايقات التي يتعرض لها البعض من فنّانيها وشعرائها بين الحين والآخر دون أن يتسبب ذلك بالحد من العطاء الفكري فيها مطلقا. فالزائر الى إيران وهي دولة إسلامية ذات غالبية شيعية يرى فيها وعلى عكس العراق الشيعي صناعة سينما متطورة ومتقدمة تحصد العديد من الجوائز في مهرجانات دولية معروفة كمهرجان (كان) على سبيل المثال، وفي أيران اعداد كبيرة من صالات السينما والمسارح التي تغص بالمشاهدين من الجنسين إضافة الى حركة ثقافية نشطة في مختلف المجالات من شعر ورواية وقصّة وقصّة قصيرة وترجمة، وفيها أيضا فرق موسيقية تعزف الموسيقى التراثية في أشهر مطاعمها ومقاهيها دون أن يتعرض روادها للتهديد بالقتل كما يجري في عراق الميليشيات الطائفية.

هناك في إيران يعتزّون بتراثهم وثقافتهم عكس شيعة العراق الذّين يهينون ثقافة البلد وتراثه لإنه ليس ببلدهم على ما يبدو، فهناك شوارع بأسماء شعراء ومفكري إيران من مختلف العصور إضافة الى نصب وتماثيل لهم. فالفردوسي شاعر الشاهنامة الكبير يتوسط تمثاله بشموخ حديقة وكأنها روضة من الرياض في ساحة بإسمه وسط شارع يحمل أسمه أيضا وهناك شوارع وساحات بأسماء جميع شعراء إيران بلا إستثناء. أمّا في عراق الميليشيات فيهان شعرائنا ورجالات العراق الاخرين فالرصافي وتمثاله حوّله الاسلاميون الى مزبلة ، وشاعر كالجواهري منسّي في بلد كتب فيه أروع قصائده وغيرهما العشرات من الشعراء والأدباء والفنّانين أمّا قبور مفكرينا فتهدم من قبل بعض العمائم الحاقدة على الثقافة والادب . والآن إن كانت التماثيل حراما عند إسلاميي العراق فلمَ هي ليست كذلك في إيران!؟ وإن كان الرسم حراما عند إسلاميي العراق فلمَ هي ليست كذلك في إيران!؟ وإن كانت السينما حراما عند إسلاميي العراق فلمَ هي ليست كذلك في إيران!؟ وإن كان النحت حراما عند إسلاميي العراق فلمَ هو ليس كذلك في إيرانّ؟ ووووو ، إنني هنا لا أرى المشكلة في المذهب أو الدين بل في طبيعة الشعوب التي تتعامل مع هذا المذهب أو ذلك الدين ، فالشعب الإيراني وحكومته يحترمون تاريخهم وتراثهم وثقافتهم وبلدهم ويعملون على رقّيه وتقدّمه وهكذا هي الشعوب الحيّة، أما شيعة العراق وأحزابهم وحكومتهم فإنهم يحتقرون تاريخنا وتراثنا وثقافتنا وبلدنا ويعملون على هدمه وإزالته من الوجود أن أمكنهم ذلك ليس لشيء الا كونهم ورثة البداوة وفكرها المتصحر العشائري والتي تزاوجت مع فكرهم الطائفي وهكذا هي الشعوب التي تصارع الحياة كي تموت.

إعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا .... "برتولت بريخت"

أعطني صوتك الإنتخابي أعطيك شعبا جاهلا مستسلما .... "الإسلام السياسي"



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا عَلّي لقتلك ثانية
- دراسة التمايز بين الاسلام كمعتقد والإسلام السياسي واحتكار ال ...
- متى تزيدين الكلام إذن أيتها المرجعية الدينية!!؟
- إنتصارنا النهائي ليس بعودة الموصل إلى حضن الوطن
- ستفشل السعودية وحلفائها في جرّ إيران الى حرب إقليمية
- نادية مراد
- معمّم شقي في شارع المتنبي .. آني شعليه
- هل الخمر سبب بلوى العراق !
- نجاح الأربعينية لا تعني أنتصار معركة الإصلاح
- داعش تشرب النفط ولا تبيعه لتركيا!!
- أيها الدعاة أيها المتحاصصون ... لقد بان معدنكم الردي
- هل ستدعو المرجعية الزوار بالتوجه للخضراء بعد الزيارة؟
- يد العبادي مغلولة إلى عنقه
- أيها الدعاة من سرق أموال العراق إذن ؟
- الحسين قيمة .. وليس قيمة*!
- تأريخ البارزانيين على المحك
- يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - الثقافة بين تكريم بالكويت وإهانة في العراق