أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - العراقُ حطبُ نار العناوين الرنانة والقادمون مِن وراء الحدود.














المزيد.....

العراقُ حطبُ نار العناوين الرنانة والقادمون مِن وراء الحدود.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالوا الشعوب أقوى من الطغاة،عندما تملك ضميرا حيا ووعيا ثاقبا وإرادة قوية واختيارا صائبا، وأما إذا فقدت هذه العناصر فإنها تتحول إلى مصنع لإنتاج الطغاة، ولذلك قالوا أيضا الشعوب تصنع الطغاة، وتكون ولّادة لهم، وحاضنة لجبروتهم، وحطبا لنيرانهم، وقرابين لبقاء عروشهم، فالشعوب هي من تُقاتل وتُقتَل وتُذبَح، ولتحيى الطغاة...
نعم هذا هو منطق الجبابرة، وثقافة الشعوب المستكينة، وهذه هي مُحصِّلة صناعتهم واختيارهم، القائم على أسس خاطئة ناشئة إما من نزعة دينية أو طائفية أو عرقية أو غيرها تنم عن جهل، وارتباط بالعناوين الفارغة والصور الجوفاء التي تصنعها الشعوبُ نفسُها، مع وجود عوامل تُغذّي وتُعمِّق وتُركِّز هذه الأسس ومن أبرزها الجهات الراعية والداعمة للطغاة والأصنام،
ولهذا تجد وعلى طول المسيرة البشرية أن القيادات الواعية غالبا ما كانت تعيش في غربة، خذلتها الشعوب، ورمتها في غياهب السجون، وعلقتها بحبال المشانق ، لأنها أدارت بوجهها وقبضت يدها عنها، وبسطتها لمن ليس أهل للقيادة والتصدي، بسطتها ليد البطش والقمع والاستخفاف، وإن بعض الشعوب لا يروق لها ابن جلدتها ولا تميل إلى من وُلِد من نفس رحمها، وعاش معها معاناتها، ويفهم ويجسد ثقافتها وتقاليدها وأعرافها، نعم إن أمثال هذه الشعوب تختار وترقص وتصفق لمن جاء من خارج الحدود ولا يملك أي مؤهلات القيادة، وغريب عن ثقافتها وتقاليدها، ولم يذق طعم آلامها، لا يحمل معه إلا هالة من القداسة والعناوين الرنانة صُدِّرَت معه لا يُعرَف من أين وكيف حصل عليها وهل هي واقعية أم وهمية؟!!!،
تلاقفتها تلك الشعوب وسَلَّمت لها تسليما، وكأنَّ فيها نصُّ منزل من السماء، وكأنَّ المجيء من خارج الحدود يمنح صاحبه صكّ الوثاقة والقداسة والتأليه، كمال قال المرجع الصرخي : (يأتي من بلاد السند والهند، لا يُعرَف!!، مجرد أن يدعي ....، ويقول أنا ....، وانتهى الأمر!!!، لا يوجد مَنْ يحكي!!!، لا يوجد مَنْ يعترض!!!، لا يوجد مَنْ يناقش!!!، لا يوجد مَنْ يُشير بإصبع!!!، لا يوجد مَنْ يتنفس!!!، لا يوجد من يأمر أو ينهى بأي كيفية كان!!!!). هذه العناوين هي التي تنجذِبُ إليها بعضُ الشعوب وهي ضابطة ومعيار اختيار القائد عندهم مهما كان مجاله دينيا أو سياسيا أو غيره ، فقائدٌ غريبٌ من خارج الوطن ، وعنوانٌ رنانٌ... تملك به القلوب وتحكم البلدان!!!،
هذه الثقافة وهذا التفكير مخالف للقوانين السماوية والعقلية والوضعية بمختلف إيديولوجيتها، ومخالف للنُظم الإلهية في اختيار الأنبياء فمثلا في القرآن نقرأ أنَّ النبي يُرسَل ويُبعَث من نفس القوم الذي بُعِث إليهم، قال الله تعالى: ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه...)، والنبي محمد بُعث من نفس القوم، فأهلُ مكة أدرى بشعابها، وهذه ليست دعوة عصبية وإنما هي منطق العقل والفطرة والتجارب كشفت عن ذلك بكل وضوح،
إلا انَّه من المؤسف جدا، نجد أنَّ هذا المنطق الإلهي العقلي الفطري غائب عن ذهنية الشعب العراقي الذي عاني وذاق الويل والثبور وكان ولا يزال حطب نار الحكام وسياساتهم، بسب ابتعاده عن القيادات الحقيقية، بل خذلانه لها، لأنه يختار وتسحره العناوين الرنانة وخصوصا القادمة من وراء الحدود، وكأن ارض الحضارات عُقُمَت عن إنجاب الكفاءات العلمية المهنية الوطنية المخلصة التي يزخر بها عراق الرافدين، والتي لو ثنيت لها الوسادة لقادت العراق إلى برِّ الأمان وباحة الرقي والازدهار، ولقد أشار المرجع الصرخي الحسني إلى خطورة تلك الثقافة وحذر منها في مناسبات عديدة ومنها قوله قبل سنوات :
(هذه مشكلتنا يهزنا الاسم الرنان...، تهزنا الأسماء والعناوين والأماكن الرنانة.... ،من البلاء الذي يمر على العراق وأهل العراق.. لا يوجد قائد ولا يوجد قيادة في العراق...) وقد أعرب عن أسفه على حال العراق بقوله: (...وأهل العراق في الوسط !! أين الصراع..؟، في العراق..! ، من الذي يُقاتل..؟، أهل العراق..! من حطب النار...؟، أهل العراق...!، من حطب المعركة وزاد المعركة...؟، أهل العراق...! ).
والواقع والتجربة المريرة خير شاهد ودليل، وإذا ما أردنا الخلاص فعلينا اعتما الضوابط العلمية المهنية الوطنية في اعتماد القيادات بمختلف مجالاتها، فعراقنا غني بكفاءاته وطاقاته.



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد المكابرة الفارغة خامنئي يندحر .. وأدواته في العراق على ا ...
- العشائر الأصيلة...ومسؤوليتها في إنقاذ العراق.
- العنف والتطرف بين لعبة -الكلاش- والواقع.. وفتوى السيستاني
- د. هدى النعيمي مدير مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيج ...
- تحريم لعبة الكلاش .. هل سيوقف نزيف الدم وتنقذ العراق؟!.
- المقدادية بين مطرقة الفتوى الكارثية وسندان الأجندات الإيراني ...
- ماذا لو راهن العراق على العرب ....بدل إيران؟.
- إعدام النمر .. حَرام .. وقتل السُنة وضحايا مجزرة كربلاء.. حَ ...
- إعدام النمر...وازدواجية المراجع والرموز وساسة الغدر.
- سفينةُ نوح مشروعُ الخلاص.
- بسبب إيران .. تدويل القضية العراقية ضرورة ماسة.
- موقف الدول والشعوب الحازم وإرادتها.. كفيل بإيقاف التمدد الإي ...
- داعش أمر دُبر بليل خطط له خماسي الشر.
- النازحون... والمرجعُ الإنسان، والإنسانُ المرجع.
- لا يرحمون النازحين.. ولا يتركون رحمة الله تنزل.
- فتوى التحشيد الطائفي.. تقطع نسبة 3% من رواتب الموظفين.
- فتوى التحشيد الطائفي و-داعش- طارئان...فمتى ما خرج الطارئان ف ...
- العراقيون... وخيار إدامة زخم التظاهرات، أو الإبقاء في قيود ا ...
- السيادةُ جنازةٌ يُشيّعها قاتلوها.
- أنشد ياقباني: نازحون في الوطن...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - العراقُ حطبُ نار العناوين الرنانة والقادمون مِن وراء الحدود.