أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني














المزيد.....

أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 22:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني

بعيدا عن التشخيص والتحديد وتوجيه الاتهامات يمينا وشمالا وقبل كل شيء علينا أن نستعرض جملة من الحقائق الوجودية ومنها التأريخية وهي جزء من سلسلة من جرائم الإنسان ضد الإنسان على الأرض وتحت مختلف العناوين , ومنها نرى وحل الخطيئة البشرية وبراءة الله من فعل ينسبونه له هم أنفسهم نتاج الخطيئة .
• قابيل الولد الأول لآدم قتل شقيقه هابيل لأنه أي الأول أخطأ في التقدير ولم تسمح له نفسه وأنانيته أن يعتذر أو يطلب السماح من شقيقه , فما علاقة الله والدين بهذه القضية الجريمة .
• أهل مأرب كانوا في جنات وعيون وأهل علم ومعرفة بطروا وتبطروا وقالوا اللهم باعد بين أسفارنا ,ولم يتذكروا أنهم كانوا أسعد الأمم حتى أقعدهم بطرهم من صيانة سدهم فانهاروا كأمة وأصبحوا شذرا مذرا , فما ذنب الرب معهم وما مشكلة الدين في ذلك .
• القبائل البدائية التي تتقاتل فيما بينها في الغابات والسهوب وتأكل لحوم أعداءها ليس لأجل تنازع وجودي أو صراع من أجل البقاء كما يبرر ويفسر البعض من معتنقي نظرية خطيئة السماء , فما لديهم من بيئة تكفي لإطعام أمثال أمثالهم ومع ذلك تناسلوا على هذا المنهاج وتكاثروا ,ولم يفكروا أن يتحولوا يوما لحياة وممارسة السلام , وهذا ديدن كل المجتمعات التي لا تلتف إلى تدبير وتنظيم واقعها المعاشي وتتمسك بأسهل الحلول وهو قتل الغير والاستيلاء على ما يملك , في سرقة وجودية كبرى تسمى الغزو ومحاربة الجيران ,ما علاقة الله بهذا التوحش وما ذنب الدين في تضخم الأنا عند الإنسان المجبول على أن لا يعقل ويتعاقل .
• أرسل الله مثلا لبني إسرائيل مئة وأربعة وعشون ألف نبي على رواياتهم أو كما سمعنا فلم يسلم أحد من أنبيائهم من القتل والتهمة والتشهير لأنهم صدوهم عن أتباع الهوى ومرديات الأنا الذاتية , ومع ذلك يدعون أنهم أبناء نبي وسلالة أنبياء من آل يعقوب , فهل أمرهم الله بقتل أنفسهم فأطاعوا وأستطاعوا أم أن الدين أوجب عليهم قتل أنبيائهم غيلة وغدر .
• المسيحيون أتباع دين السلام والمحبة والرحمة من أنصار وحواري عيسى أكبر الأمم في الأرض وأشدهم احتكاكا بالعلم المعرفة قتلوا وشردوا وذبحوا الملايين من أتباع الديانات الأخرى ومن ديانتهم استجابة لمقررات وأقوال وأوامر البعض من نخبة علمائهم وحكامهم وقادتهم وكله باسم الرب والروح والقدس , فهل وجدوا في كتاب الرحمة الذي جاء به عيسى مثل ما يفعلون .... ستقلون أن الله أمرهم أن يفعلوا ذلك ,أفي عهد عيسى النبي كان هذا الأمر وهو ما ينفيه التاريخ والوقائع أم بعد عيسى وهو المؤكد , فما ذنب الله وذنب عيسى من شرور الأشرار ممن تقلد الصليب أو نادى بالثالوث المقدس .
• وما أنصار نبي الرحمة ممن قتلوا أل بيت رسول الله واتهموا نبيهم المرسل من الله بأنه يهجر أو خرف ولا داع بعد لكلامه فقد أكتفوا بما لديهم وأنتهى دور الرسول وتمنوا له (GAM OVER) وفرصة للقاء في موعد لا عنوان له ولا زمان ولا مكان وضربوا بعرض الحائط فيما بين دفتي الكتاب واحتفظوا بالغلاف الذي رسم عليه بعربية قريش ( القرآن الكريم) ,وهو الذي يدعوهم صباح مساء كل يوم ,من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا , ومع هذا لم يكتفوا ولم يكفوا قتل الناس حتى صار من شروط أكتمال إيمان المسلم أن يقتل أخاه الإنسان ليدخل الجنة ,فهل أخطأ الله بدعوته أم أن محمدا قال لهم أقتلوا الناس وأني ضامن لكم الجنة .
• سنين وسنين وأعوام وأعوام ودهور تتوالى وأهل الديانات وممن لا يعرف الدين والعقيدة يتذابحون ويذبحون بعضهم لأجل نصر ألهتهم التي خلقوها وخرقوا لها بنين وبنات ودافعوا عن خطيئتهم وهم على وعي تام بها , لا يمنعهم خوف من الله أو حكم منه أو رأي فيه , غير أن من لا دين له لم ينجوا من هذا الوحل والمجزرة ,فلم تظهر للوجود أمة تدعوا للسلام وتعيشه في العقل لا في هذا الدهر ولا في الدهور السالفة ولا يمكن أن نتوقع أن يأت عصر ونشهد أمة كهذه تعيش السلام وتعيش لأجله ,ما دام في الإنسان هذا الكائن الظالم الجاهل ذو إحساس بخصيصة أنه خارج التوصيف الطبيعي للإنسان وعليه أن يأخذ مقابل هذا الإحساس مجالا حيويا أكبر ,إنها الأنانية وليس الله ولا علاقة للدين ولا الأخلاق ولا العلم والمعرفة بما يأتون ويتعاطون , إنها الفيروس المختبئ بين عقل الإنسان ونفسه .
• لو قلتم أن كل الديانات مجرد أوهام وخزعبلات ودجل صنعه الإنسان فسأكتفي بردك أن الإنسان هو المجرم المركب حينما أرتكب جريمة الدجل وبناء ما لا وجود له ومجرم مرة أخرى بأن صدق وطبق ما في كذبته , فما علاقة الله بشيء لم يفعله كما تزعمون ولم يدري ما به .
لا تلوموا الله ولا تلوموا الدين بل لوموا أنفسكم إنكم لا تستطيعون أن تعيشوا بسلام عاقل ولا بعقل مسالم وهذه علة فيكم لا في أحد غيركم , لقد جعلتم من مكارم الأخلاق ومعارف الرحمة وآيات الرب الجميل وحلا لا ينجوا من أنغمس فيه من عار الخطيئة ولا من أنتهاك الشرف الإنساني الطبيعي وخرجتم على وجودكم وقوانينه حتى صرتم مجرد حثالة وجوديه أضرت بمفسدتها الوجود ولم تتشرف حتى حيوانات الغاب أن تقلدكم في ما تعملون فلزمت الصمت وأثرت الأبتعاد عنكم لأنها لا تؤمن بما تؤمنون .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني