أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التشكيل وعصر النت في -تداعيات مسخ مسالم جدا- عامر علي الشقيري














المزيد.....

التشكيل وعصر النت في -تداعيات مسخ مسالم جدا- عامر علي الشقيري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


التشكيل وعصر النت
في "تداعيات مسخ مسالم للغاية"
عامر علي الشقيري
كأن العصر يفرض ذاته على الكتاب في عصر النت والسرعة، فنجد العديد من الكتاب يستخدمون التكثيف والاختصار في إيصال فكرتهم، كتاباتهم وما فيها من لغة وتشكيل، هذه النصوص تمثل مواكبة عصر النت والسرعة، فالكاتب يستخدم الجمع بين اللغة والألفاظ ويخلطهما معا ليطرح علينا أفكار محددة، فهناك نصوص تمثل دعوة لنا لكي ننهل ـ كما نهل هو ـ من كتب وروايات مثل رواية "المسخ" لكافكا، التي جعل من عنوان النصوص لها "تداعيات مسخ مسالم جدا" فهو من خلال العنوان يدعونا لكي نتعرف على رواية المسخ لكافكا، والتي نجد في نص الكاتب حالة من الاغتراب تتماثل مع ما مرة به كافكا في روايته، فنجد النص ـ كما هو الحال مع العديد من النصوص تمثل حالة من الاغتراب والعزلة عن الواقع والمجتمع معا، فنجد محاصرة المدينة والكتل الاسمنتية له في العديد من النصوص حتى أنه يقف محتجا على هذا الواقع فيكتب يافطة عليها "أعيدوا إلى كهفي أيها الأوغاد" ص108، فهذا الاحتجاج ناتج عن محاصرة المدينة للكاتب حتى أنها انتزعت منه ملجأه الوحيد ولم تبقى له أي مساحة تينفس من خلالها.
وهناك رواية "مائة عام من العزلة" لماركيز التي جاءت الدعوة لقراءتها من خلال النص "مائة عام من اللعنة" والتي جعل فيه حوار بينه وبين "ريم" التي قالت له في آخر مكالمة معه: "إنني سألاقي مصير "خوسيه أركاديو بويندا" لا محالة!" ص124، وهذه الاشارة/الاقتباس يدعونا إلى التقدم من رواية ماركيز والتعرف عليها أكثر.
ونجد دعوة لمعرفة أسطورة " سيزيف" الاغريقية من خلال نص "سيزيف" الذي قلب فيه التعلم من الحيوان إلى تعلم الحيوان منا نحن البشر فيجعل النمل يتحدث عن ضرورة التعلم من هذا الرجل المكد والمكافح في العمل فتقول النملة لزميلاتها "هيا لا تتوقفن عن العمل، أنظرن إلى سيزيف .. إنه لا يتوقف عن دفع حبة القمح الكبيرة تلك إلى الأعلى" ص90، بهذا التشكيل يتميز طرح الكاتب، فهو يستخدم ثقافته المعرفية والابداعية في تقديم افكاره، بحيص لا تبدوا لنا هذه الافكار مباشرة/صريحة، بل تصلنا بالإشارة، من خلف الستار، من خلال شخص/نص/ايحاء ما، وهنا يكمن روعة الطرح والشكل الادبي في النصوص.
وهناك تناص مع قصيدة محمود درويش التي يقول فيها "وبقيت وحدي بلا ودرة فقد وزعت ورادتي على الفقراء منذ الصبح وبقيت وحدي" فهذه القصيدة نجد فكرتها في نص "غربة" التي يقول فيه: "وكان ثمة مطر خفيف يداعب ضفائر البنت التي قعت الشارع.. امعنت النظر في الوردة التي نبتت على طرف السياج.
... لم توقف المطر وأين اختفت الوردة والماذا على المكوث في المدينة بعيدة دونما بنت بضفائر طويلة ودونما وردة..!" ص31 و32، بهذا الشكل يجعلنا الكاتب نتقدم من أدباء وشعراء تأثر فيهم، فهو يقدمهم لنا لكي نتعرف عليهم ونحصل على الكنز الثمين الموجود عندهم، كما حصل هو عليه قبلنا.
هناك سواد طاغي في هذه المجموعة، لكنة سواد قدم بشكل ادبي فني، وهذا ما جعل المتلقي يميل لتقبل/لتفهم تلك الافكار، رغم صعوبتها وشدة وطأتها عليه، لكن الشكل الفني، واللغة الادبية جعلتها سهلة الهضم، وهذا ما يحسب لهذه النصوص، فيقول في نص "خنوع": "في البداية قلت نعم... مع مرور الوقت صرت بلا وعي أنطقها وأصرفها بالمجان،... ثم ها أنا في هذا المكان المعتم أصغي لصوت شحذ السكاكين في الخارج ... ويأتيني السؤال من هناك:
هل أنت مستعد؟
حاولت مرارا أن اجيب: لا، لكنها ظلت تخرج في كل مرة مااع!!" ص143، لا شك أن مثل هذه النصوص تحمل الرمز والفنتازيا والواقع معا، وبهذا الجمع/الخلط/التشكيل بين مدارس ادبية تكمن عبقرية الكاتب، وقدرته على جعلنا نشعر/نحس/نتفهم ما يريد طرحه علينا.
ويحدثنا عن حاجة المرأة للرجل، والرجل للمرأة بطرقة مذهلة، فيقول في نص "تلويح": "على حبل الغسيل قميص للرجل الوحيد
على حبل الغسيل المقابل قميص للمرأة الوحيدة
لا يتوقف الهواء .. وهما يلوحان لبعضهما طيلة النهار.
يصحو الرجل على مضض
تصحو المرأة على مضض
تماما في اللحظة التي توقف فيها الهواء" ص97، مثل هذه الاستعارة لا تكون إلا من هو يعيش/يتأمل/يتألم من الجوع الذي يعانيه، فالكاتب يقدم لنا افكاره بطريقة تجعلنا نتقبلها، وبطريقة سلسة غير مباشرة، وبشكل ادبي فني رائع، وهذا ما يحسب للنصوص.
الطبيعة والمرأة حاضران في العديد من النصوص، فالكاتب كما هو الحال عن العديد ممن يتعاطون الأدب يجعلونهما متنفس/فضاء/أفق لهم، يخرجهم من حالة العزلة والكآبة والحزن والألم والجوع التي يمرون بها، فنجد حضور المرأة من خلال "ريم" و"كاترينا" في اكثر من نص، فهما الحياة والفرح المنتظر فيقول في نص "السؤال": " ... مجازا ركضنا في الحقول الفسيحة فرحين بالسنابل وضحكات الأطفال.. مجازا تفقدنا البيادر وقطفنا الرمان عن كتف الجبل.. ومجازا طارت سلمى عند حافة المنحدر وقالت سأطير" ص53، بهذا الشكل تكون المرأة والطبيعة هما المتنفس للإنسان في عالم تخنق المدينة كل شيء، الطبيعة قبل الإنسان، فكان لا بد من البحث عن مخرج، والخروج من كابوسها إلى الفضاء الرحب والصدر الحنون.
قبل الفض من هذه النصوص نذكر بأنها من منشورات وزارة الثقافة، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2015.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السومريون في كتاب - حضارات ما قبل التاريخ- خزعل الماجدي
- الحنين في مجموعة -آه يا كاني ماسي- جاسم المطير
- المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر
- المغامرة في رواية -خاتم اليشب- فارس غلرايبة
- مفهوم الرجوع في الإسلام
- داحس والغبراء الجمل وصفين
- تركيبة الفساد
- التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة
- المرأة والكتابة في -يوميات كاتب يدعى x- فراس حج محمد
- العيون في ديوان - الصمت والرؤيا- سلطان القسوس
- الحب والجنس في رواية -خريف الانتظار- حسن نعمان فطافطة
- -الموت للعرب-
- حضور الطبيعة في ديوان - أيها الوطن الشاعري- صاحب الشاهر
- -حكمة الكلدانيين- حسن فاضل جواد
- القومية الكلدانية
- التوازن في مجموعة -الخروج من الكابوس- فاروق مرعشي
- خطوتان إلى الوراء
- واقع الهلال الخصيب
- زمن الكتابة على ألنت في مجموعة -فلسفة بيضاء- ناريمان إسماعيل
- الواقع الاجتماعي في رواية -عش الزنابير- فيصل سليم التلاوي


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التشكيل وعصر النت في -تداعيات مسخ مسالم جدا- عامر علي الشقيري