أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اسعد الاماره - التربية ومشكلة التعصب














المزيد.....

التربية ومشكلة التعصب


اسعد الاماره

الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 17:32
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يقصد بالتربية هو نقل الموروث من جيل إلى جيل، وهي أيضًا الحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع السائده ونقلها للأجيال القادمة، والتربية يمكن أن نطلق عليها سلسلة غير ذات حدود من المعاني والأفكار والتطبيقات في التنشئة الاسرية والتنشئة الاجتماعية التي تستمر مدى الحياة، ويتناقلها الأفراد من جيل إلى جيل.
تختفي في التربية فكرة العقلانية أو الاعتدال المطلق، بقدر ما تظهر فكرة نقل حيثيات السلوك اليومي من الأب والأم إلى الأبناء، بدقة متناهية أحيانا، وبعشوائية أحيانا آخرى، التربية أذن قانون لا يعرف الرحمة في نقل الموروث، ولا يعرف العقلانية، لذا أنتشرت في مجتمعاتنا عشوائية التربية وضاعت الدقة، وتدهورت القيم السائدة لأن بوسع أي شخص أن يصبح مربيًا في فترة قصيرة من الزمن، وشعار أي مربي أن يعلم أبناءه كما تعلم هو، وهو التعلم بالنموذج والذي يراد به توسع الاستعدادات النفسية باتجاه ما يريد بلا توازن، لذا ليس في وسع الأب أو القائم على التربية أن ينقل إلا ما في حوزته من التربية، وهو يفرض على الطفل أن يصبح لا ما هو عليه، وإنما ما يريد أن يكون هو، وهو قتل متعمد للتلقائية لدى الطفل.
يتساءل الكثير منا ممن تعلموا وأكتسبوا مهارات علمية وأكاديمية أو حياتية تساؤلًا قلقا بشأن طفل أو مراهق بدأت تربيتة الدينية بقوة وبعنف أو الاسرية بقسوة مفرطة أو الاجتماعية بقيم بالية، أو من خلال التنشئة بالعديد من المتناقضات التي تؤدي إلى الإنحراف مثل الافكار اللاعقلانية عن الدين والتعسف في التطبيق، أو عن نشر الغيبيات ، أو عن أقوال عفى عنها الزمن عند بعض الصالحين أو السلف المشكوك في ولائهم للدين ، ولكن اغدق عليهم السلطان المال واطلقوا الأحاديث والفتاوى غير الصحيحة، أو دور الأباء الذين يخرجون أوراق قديمة من قاع تجربتهم ويرون فيها حكم وموعظة. والكثير منهم محدودي التفكير، ضيقوا العقلية وبالأخص حينما يمس ذلك الإنتماء إلى المذهب أو العرق أو الدين أو العشيرة أو القبيلة، وربما تصدر منه أحكامًا مسبقة يصعب التخلص منها، تترسخ في عقل الطفل أو المراهق.
يحق لنا أن نقول ويتفق معنا معشر السيكولوجيين وممن درسوا التربية أن عشرات الملايين من الأباء يدورون حول عقدهم، وأنواع كبتهم" الكبت"، ومخاوفهم"الفوبيا- المخاوف المرضية"، ووساوسهم"الوسواس القهري- والأفكار الحوازية"، لذا فهم ينقلونها بصورة آليه ولا نغالي إذا قلنا إنها تنقل لاشعوريًا إلى أبنائهم، وهذا أمر بديهي أذا أقترن كل ذلك بنص قرآني يفسر أية ظاهرة تربوية خطأً، ويكون مدعومًا ببعض الأحاديث النبوية التي لا مصداقية لها، أو ببعض الآراء الفقهية المنقولة عبر الروايات أو أقوال بعض الأئمة والمصلحين الدينيين.
هل التمسك بالتربية الدينية هو الحاجة للأمن الداخلي لدى الإنسان؟
إنها المشكلة الحقيقية التي تخفي وراءها كم هائل من المشاكل، فالغالبية العظمى من الناس تواجه أنواع المشكلات والآزمات في الحياة الانسانية المعاصرة مثل الخوف من المجهول، أو المخاوف من الفضائح الجنسية والاخلاقية، أو المخاوف الناشئة من الشعور بالموت وما بعده من حياة غير معروفة تماما، فيمكن عزل هذه المخاوف باللجوء إلى الدين وقبوله مهما كان به من زيف، أو تفسير غير عقلاني لآزمات الحياة، أو تقليل الكبت والعقد الناشئة عن استمراره، وهذا في الحقيقة حل!! وهذا الحل كمن يمسك بلولب لا نهاية له.
إن التربية تميل وترتكز على روح التقسيم وتصنيف السلوك، لا سيما أن السلوك كما يعرفه عالم النفس "دانيال لاجاش" هو المظاهر الخارجية والمادية البحتة، بل هو جماع الأفعال الفسيولوجية والنفسية واللفظية والحركية التي تقوم بها شخصية متصلة ببيئة لمحاولة حل التوترات التي تحفزها، ولتحقيق إمكانياتها، ويضيف"لاجاش" الخاصية الأساسية للسلوك هي أن له معنى هو ما للأفعال التي يتضمنها السلوك من قدرة على خفض توترات الإنسان والكائن الحي عموما. والدين يشكل السلوك ويعطيه سمة معينة يتميز بها كما تشكل التربية السلوك، فكلاهما يشكل السلوك، ولكن الفرق بينهما أن التربية عامة في تشكيلها للسلوك، والدين يفرز الافراد تبعًا لمنظومات يصطنعها وتكون معيارا قيميا.
التربية المعتدلة تمنح الفرد من أن ينفتح بحرية، ولا تضيق مجاله، بينما في التربية الدينية تضيق مجال علمه، ومجال حبه أو توسع مجال كرهه!! فالتقسيمات الدينية قد تتعارض مع الآراء المنفتحه ومناقشتها، وربما تختلف مع الآخرين بذلك وتدفع البعض إلى التعصب وإلى العنف والحقد والاحتقار والتنافس الشرس في إيقاف أو نشر تلك الأفكار، فربما نجد عواطف الاطفال عكس ذلك، فحينما تتبلور تجاه طفل آخر مختلف معه في المذهب أو الدين أو العرق أو اللون أو الأنتماء الجغرافي ويمارس هذه العاطفة بعفوية تامة، دون الرجوع إلى التقييمات المسبقة أو التصنيفات على أساس سني أو شيعي، مسلم وغير مسلم، وما إلى ذلك من تقسيمات مكتسبة من البيئة التي عاش فيها.
أن الطفل هو عفوي ولكن نحن نغرز في داخله ما نريده ونعلمه التعصب والتشدد ورفض الآخر، أو قبوله لا سيما أن التعصب هو اتجاه نفسي لدى الفرد يجعله يدرك فردًا معينا أو جماعة أو موضوعا معينا إدراكًا إيجابيا محبًا أو سلبيا كارهًا دون أن يكون لذلك مايبرره من المنطق أو الشواهد التجريبية، كما ذكرته موسوعة علم النفس والتحليل النفسي. وخلاصة القول أن التربية تُكونْ اتجاها لدى الطفل ويتعقد ليصبح قيما ومن ثم يتبلور ليكون معتقدا، وليس ثمة من تربية ممكنة للطفل دون حب، حتى وإن كان بعض الأباء قساة ولكن لا تخلو من هذه العاطفة، لكي يتقبل الطفل تعاليم الكراهية أو المحبة بوساطة التربية لابد أن يرى المربي بصورة الحنون وإن كان مسيطرا عليه.



#اسعد_الاماره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الإنسان.. يظهر أبنيته النفسية !!
- الندم.. مدخل سيكولوجي لمحنة الذات
- النفس..دوامة الحياة غير المنتهية
- المتظاهرون في العراق ليسوا جماهير ..إنهم الشعب بأسره
- عصا الديمقراطية ستؤدب الفاسدين في العراق
- الإفتتان الديني..مدخل لمصادرة العقل!!
- الملل النفسي..مدخل للاكتئاب!!
- تأملات نفسية لمحنة الفقدان
- جدل الإنسان
- محاولة لتفسير مطولة شعرية للشاعر الدكتور ريكان إبراهيم جلسات ...
- أفكاري .. مزقتني؟
- الإرادة ..السواء المطلق!!
- الانسان والحياة..جدل دائم؟
- الصحة النفسية ..الجمع بين الأضداد في إطار واحد
- الاكتئاب ..هل الحياة ليس لها معنى!!


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - اسعد الاماره - التربية ومشكلة التعصب