أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - فلسفة الملابس والحجاب















المزيد.....

فلسفة الملابس والحجاب


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 17:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحقيقة إِنَّ قضية حجاب مريم المقدسة أُم المسيح أَخذت أَبعاداً عند المسلمين حتى نحن كمسيحيين لا نملك أَي تصور عنها ! ، فمن غرائب الأمور أَن يتصدى التيار الإسلامي المتزمت في أَيامنا هذه للأَصوات الداخلية الناقدة للحجاب من التيارات الإصلاحية ( مسلمين أَيضاً ) بإشهار صور مريم العذراء وكأَنَّ مريم العذراء قد لبست حجاباً لأَنَّ هناك صورة لها وهي تضع على رأسها طرحة ، ولكن وفي نفس الوقت إِن دَلَّ هذا على شيء فهو يدل على عقدة الشعور بالنقص !

وقد يتسائل سائل هاهنا ويقول كيف هذا ؟! فنجيب : لأَنهم صاروا يعلمون يقيناً أَنه لا أَحد يعيير حججهم التقليدية أَي إِهتمام إِلا اللهم في حلقات المسجد وأَوساط الطبقة الفقيرة ، فإلتفتوا الى غيرهم عسى ولعله يجدون حجة منطقية
وهنا لابُدَّ أَن نقول للإنسان المسلم إِنَّ الأَزياء أَو الملابس حالها حال كل شيء في دنيانا تحكمها عملية التطور و وسائل الإنتاج و الظروف الموضوعية ،

بمعنى .. جنابك أَخي الكريم لو سافرت مثلاً الى القبائل البدائية المقيمة في غابات الأَمازون في البرازيل ستجد أَنَّ الناس هناك جميعاً عرايا ذكوراً وإناثاً شيوخاً وشباباً وأَطفالاً ، لماذا ؟ ليس لأَنهم يحبون العري ، بل لأَنَّ هذه المناطق تكون حارة ونسبة الرطوبة عالية جداً معظم أَوقات السنة ، بالإضافة لعدم وجود وسائل الإنتاج المناسبة أَو لعدم تمكنهم كقبائل بدائية من التوصل لهذه الوسائل
أَو على سبيل المثال قبائل الأَسكيمو في القطب الشمالي ، هؤلاء جميعاً يلبسون ملابس سميكة جداً مكونة من الفرو والجلد وتغطي كل الجسم ..ليس لأَنَّ هناك إِلهاً أَوصاهم بالحشمة ! بل لأَن هذه المناطق باردة جداً تكون فيها درجة الحرارة كمعدل - 43 درجة مئوية ، يعني في حال لم يلبس الأَسكيمو هذه الملابس ليحافظ على حرارة جسمه فسيموت قطعاً خلال وقت قصير
وهكذا كان الإنسان الأَول ، فالإنسان الأَول لم يصنع الملابس ليستر عورته ! بل صنع الملابس لتقيه البرد والحر والحشرات ثم مع تطور الزمن تطورت فلسفة الملابس ، فصرنا نلبس الملابس لأَغراض أُخرى لم تكن في وارد أَسلافنا سكان الكهوف ، يعني لما صار للناس رؤوس قبائل ثم ملوك.. صار لابد للباس الملك أَن يكون أَنيقاً مميزاً مثيراً للإهتمام
وهكذا حال من هم دون الملك من حاشية ومقربين ، ثم تحول رجال القبائل الى جنود منظمين فكان لابد للجنود من ملابس موحدة تميزهم عن بقية المدنيين
وإستمر الحال حتى تطورت وسائل الإنتاج فكان لابد أَن يكون لكل مهنة زياً خاصاً يدل عليها ..ومع تطور القوة الصناعية وتطور وسائل الإنتاج تطورت الأَزياء والملابس ايضاً يعني قد لايعلم الكثيرون أَنَّ مهنة التمريض حتى نهايات القرن السابع عشر كانت توكل للراهبات الكاثوليكيات ! إِذ لم يكن هناك ممرضة بالمعنى الذي نعرفه اليوم يعني مهنة مستقلة ، حتى ملابس الممرضات هي ملابس مشتقة من ملابس الراهبات!! ولو رجعتم مثلاً الى صور الممرضات في اوروبا في الثلاثينات ستجدون ملابس طبق الأَصل من ملابس الراهبات البندكتيات.. بل حتى فترة قريبة كانت الممرضة تخاطب بكلمة سيستر بالإنكليزية أَو شفيستر بالأَلمانية والتي تعني [ أخت ] وهي نفس اللفظة التي تخاطب بها الراهبة
وهكذا فعملية التطور التي تحكم كل شيء تحكم كذلك ملابس محمد وامهات المؤمنين وصحابته ، بمعنى أَن على من يرفض الحاضر تحت شعارات أصولية ويفرض على النساء والرجال أَزياء معينة عليه أَن يجيبني على هذه التساؤلات ، لماذا يامسلمين تلبسون مثلاً ملابس داخلية ؟ فالنبي والصحابة وامهات المؤمنين لم يلبسوا لا فانيلات ولا بوكسرات ولاستيانات ، أَو لماذا مثلاً تلبسون جواريب ؟ فلا النبي كان عنده جواريب ولاصحابته ولا أُمهات المؤمنين !
وهكذا ايضاً الحجاب فالحجاب من لحظة ظهوره في أَرض مابين النهريين عند الآشوريين إِستخدموه كوسيلة للتمييز الطبقي ، بمعنى النساء الحرائر والحاشية تلبسن النقاب لتمييزهن عن باقي نساء الشعب ، ثم انتقلت الفكرة الى اليونان والرومان الخ الخ حتى وصلت فكرة الفصل الطبقي الى محمد فطبقها ليميز الناس النساء الحرة من الأَمة
والغريب أَن يدين بعض المفكريين المسلمين اليوم العبودية ولكنهم يتحاشون الحجاب بالرغم من كونه رمزاً عنصرياً كون غايته الأَساسية كانت الفصل بين طبقات المجتمع وأَحد رموز قانون الإستعباد

وعودة على مابدأناه بخصوص مريم العذراء من كونها ترتدي حجاباً من عدمه .. فنكرر للمرة المليون إِننا لانعرف يقيناً ماذا كانت تلبس فالمنطقة التي نشأت بها مريم كانت منطقة ذات غالبية سكانية يهودية محكومة بسلطة رومانية أَدخلت لغتها وثقافتها وملابسها الى ذاك الوسط ، فضلاً عن العنصر اليوناني حيث كانت هناك جالية يونانية كبيرة بل كانت الثقافة واللغة اليونانية نفسها هي المتسيدة على ثلث الشرق الأَوسط
ولما أَصلاً ننظر اليوم في هذه الدفاتر القديمة ، فمجرد فتح هذه المواضيع يُعدُ ضرباً من السخف ! فلما عليَّ أَو عليك أَن نلبس مثل أَشخاص عاشوا قبل 2000 سنة ؟!
وبالمناسبة هذا ماقاله بالضبط رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو ! وذلك رداً على منشورات المتأسلمين التي تدعوا المسيحيات للحجاب ! والكلام موجود من يوم 17 كانون1/ديسمبر 2015
وفي النهاية حتى نختم هذا الموضوع القديم الجديد وصور مريم العذراء الى الأَبد ، أُقدم لكم اليوم أَفضل الرساميين العالميين وأَحبهم الى قلبي .. الرسام الإسباني [ بارتولومي ايستيبان موريلو ] ( 1618 - 1682 )
وأَشهر لوحة في الأَوساط الكاثوليكية لوحة ( صعود مريم الى السماء )
Die Himmelfahrt der Jungfrau von
Bartolomé Esteban Murillo

http://www.amazon.de/dp/B00ZTOOBHA/ref=asc_df_B00ZTOOBHA31426171?smid=A2W87HMG54VOQH&tag=moebundgart-21&linkCode=df0&creative=22506&creativeASIN=B00ZTOOBHA&childASIN=B00ZTOOBHA
وايضا تظهر مريم في هذه اللوحة بلا طرحة

وأَضع أَمامكم مجموعة مختلفة من أَعمال هذا العظيم فهي تستحق المشاهدة
http://www.moebel-und-garten.de/Wohnaccessoires/Wohnaccessoires-von-Bartolome-Esteban-Murillo/Preis-25




#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى عارات الإسلام السياسي
- قداسة محمد تسلب الإنسان عقله وإِرادته
- هشاشة الفكر القومي
- فاشية الإسلام
- الأَعيان في ملة السريان
- فضل مسيحيي المشرق على المسلمين
- مقدمة في ظهور الأَديان الشمولية 2
- مقدمة في ظهور الأَديان الشمولية
- اللحن الحزين في الكنيسة الشرقية
- ورطة صاحب القرآن في قانون العقوبات الفرعوني
- الزخرفة كناتج عرضي للقمع الإسلامي للفن
- خرافة اللوح المحفوظ دونها السيوف
- ورطة صاحب القرآن مع سيناء
- الأَساليب التبريرية لدعاة الإعجاز
- ورطة القرآن في الإقتباسات الغنوصية
- قاعدة الأَغلبية تنقلب على المسلمين - وبالدينونة التي تدينون ...
- شتائم إِلهية بنكهة عربية
- اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية
- قسطنطين الكبير
- فكرة الحياة الأُخرى ابتدأت في سومر


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - فلسفة الملابس والحجاب