أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...














المزيد.....

الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


لازلت اقطف ثمار النهار من احضان الشمس، وانا ارقب امرأة لاتنام، حتى ان النوافذ كلها نامت، الا هي التي تسافر بالسر وانا ارقبها تحمل ذكرياتها،وحينما طافت غيوم المدينة، وجدتها تغازل المطر ورذاذه الذي غطى مدينة حماة، حيث كانت الشاعرة آمنة الحلبي تحمل قصيدة (كم احبك)، وتنثرها مع حبات المطر برومانسية شفافة، الا انها تنفعل اكثر فاكثر ومخاطبة الحبيب وبتكرار كلمة (يا أنت) سبع مرات ... فهذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه.. كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون، ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال، هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض...، هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله؟،حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور، وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة.إذن خالق الكون هو مُنَزِّل القرآن، والذي بنى السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن، وكما نرى من حولنا للرقم سبعة دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم سبعة، وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عزَّ وجلَّ. فهل كانت الشاعرة بمقصدية معينة كررت الكلمة سبع مرات، فالتكرار هو إلحاح على جهة هامَّة من العبارة، يُعْنَى بها الشاعر أكثر من عنايته بسواها، وهو بذلك ذو دلالة نفسية قَيِّمة، تفيد الناقد الأدبيّ الذي يدرس النصّ، ويحلِّل نفسية كاتبه، إذ يضع في أيدينا مفتاح الفكرة المتسلِّطة على الشاعر،فالتكرار لايقوم فقط على مجرد تكرار اللفظة في السياق، وانما ما تتركه هذه اللفظة من اثر انفعالي في نفس المتلقي وبذلك يعكس جانبا من الموقف النفسي والانفعالي، ومثل هذا الجانب لايمكن فهمه الا من خلال دراسة التكرار الذي يحمل في ثناياه دلالات نفسية وانفعالية مختلفة تفرضها طبيعة السياق، والتكرار يمثل احدى الادوات الجمالية التي تساعد على فهم مشهد، صورة او موقف ما. تقول الشاعرة امنة الحلبي :

(يا أنتَ...
أمرتني أن أبقى بعيدةً...
على حافةِ الأرصفة...
في قلبها...
عواصفٌ رعديةٌ....
تهزُّ الشجرَ الأخضر...

يا أنتَ...
تحت عيونُ الأعمدة...
رياحٌ تزأر...
انتفضتِ الشوارعُ ...
تشاركني وحدتي...
والعتمةُ أندر....
تحميني من ثورتي...
من تورطي في حبكَ...
في عشقكَ أكثر...

يا أنتَ...
صهيلُ صوتكَ...
على الجرحِ أزهر....
أحبكَ من نبضٍ....
لم يشأْ يرددُ اسمكَ...
يهمسُ أنا العشقُ الأندر...)

وبانفعال واضح تحاول تبرير هذا الحب وتورطها فيه، باعتبار ان الانسان لايستطيع ادارة الحياة بدون الانسان الاخر، ولايجد طعمها الحقيقي، ولهذا اضطرت لتكرار الضمير انت مسبوقا بياء النداء وهذا يدل، رغم ان الاخر يشاطرها قلبها وروحها ونفسها، الا انها تستدعيه بعلة الغياب بدليل قولها : (لن أنسى أتون العشق.لكنَّ الفراق.كسرَ القلب .وحرق لونيَ الأسمر...).. اذن هو في غياب، هذا الغياب جعلها منفعلة وقلقة، وهي تردد :

(يا أنتَ...
كنت ..تأتي إليَّ ....
تجيئ إلى مجاهلي...
كـ عاصفةٍ ...
تتدثَّرُ بـ قبلةٍ وتسكر....)

وهذا لايكفي، لانه تكور في خانة الزمن الماضي، والشاعرة تصر على ديمومة فعل الحب، بدالة المطر الذي يديم مستلزمات الحياة وديمومة العيش، والحب كذلك في رؤية الشاعرة الحلبي ...ومثلما اكدت قضية الحب وقرنتها بانها هي الحياة .. جاء دور اثبات الذات ليس ذاتها هي، انما ذات الشاعرة المذابة بذات المدينة في قصيدتها (دمشقية انا)، (في داخلي شريان حب.وريدُ عشقٍ.طحنته الرحاية....)، ومع رائحة البارود والموت، تبقى الشاعرة متمسكة وتردد :

(دمشقيةٌ أنا....
متفردةٌ في العشقِ...
متفردةٌ في العبادةِ....
بين زهر الياسمين..
وعلى جدران التكايا...)


لانها شربت من الفرات واغتسلت في بردى، وبعد هذا النقاء الجسدي، راحت تنقي روحها بزيارة لابن عربي فـ(وجهي جميلٌ.وثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا.من الرماد أصحو.طائر العنقاء ..أفردُ جناحيا...)، وهو فخر كبير ان تبقى رافعة الرأس انسانة عفيفة وجميلة وعميقة الاغوار، وستبقى دمشق هكذا ايضا .. وهذا اثبت لنا ان الشاعرة صاحبة رؤية حياتية جمالية وصاحبة موقف ثابت تجاه الوطن وتجاه الحبيب وتجاه الجمال ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة
- الشاعرلقمان محمود يعيش الحياة باحثا عن جمالها في الحب
- الشاعر لينا شدود/تقود ثورة احتجاجية
- الكاتبة ميمي قدري/تخوض تجربة كتابية جديدة
- الشاعرة عواطف بركات/ بالأنسنة خلقت علاقة مع الاشياء شعريا
- الشاعر حسن البصام / بين الهدوء الشعري والانفعال العقلي
- الشاعر رياض الغريب .. نسق مضمر في عيد المرأة
- الكاتب علي لفتة سعيد /خلق من الادب شخصية موازية لخلق ذاته ال ...
- الكاتبة امينة عبدالله/تعيش حالة التداخل النصي والتداخل النفس ...
- الشاعر حبيب النايف/بين الرؤية المتحركة والموقف الثابت


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...