أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طلال الربيعي - تضارب الآراء بخوص مستقبل اللاجئين















المزيد.....

تضارب الآراء بخوص مستقبل اللاجئين


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 15:15
المحور: المجتمع المدني
    


لأشهر عدة زعمت مستشارة المانيا أنجيلا ميركيل (الحزب الديمقراطي المسيحي), وكذلك زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني Sigmar Gabriel أن أغلبية طالبي اللجوء لديهم درجة عالية من الكفاءة الوظيفية ويمكن ببساطة استخدام طاقاتهم للعمل في المانيا وتطوير اقتصادها. وزعمت ميركل (1)، ان أفريقيا هي مصدر العديد من "العمال المهرة" و"عمال المختبر الكيميائيين" Chemielaboranten.

ودأبت ميركيل على حث عمال المختبر الكيميائيين في أفريقيا إلى حزم حقائبهم والمجئ إلى ألمانيا لأن الألمان, على حد قولها, كانوا في انتظارهم. واضافت ان هؤلاء العمال يستطيعون العمل مباشرة في المانيا دون الحاجة الى تقديمهم طلبات لجوء. زعماء الحزب الديمقراطي المسيحي الآخرين, مثل Armin Laschet, ايدوا ميركيل وزعموا بوجود فرص عالية للاجئين باستخدام كفاءاتهم ومؤهلاتهم الدراسية التي حصلوا عليها في مسقط رأسهم في سوق العمل في المانيا (2).

وأيضا وسائل الإعلام ساهمت في نشر هذا الزعم على نطاق واسع. اي انه يجب على الشركات في بلدان اللجوء استثمار كفاءات طالبي اللجوء واستخدام مهاراتهم على وجه السرعة من اجل دخولهم سوق العمل واندماجهم اجتماعيا. الوزير الاتحادي الالماني وزعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني Sigmar Gabriel زعم ان طلبات لجوء المؤهلين تأهيلا جيدا يمكن أن تدرس بسرعة وهي موضع ترحيب وان هؤلاء سيتم دمجهم اجتماعيا بسرعة من خلال فرص العمل المتاحة لهم.

ولكن واقع اللاجين يبدو مخالفا تماما. فقد أصدر المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) نتائج استطلاع الأشخاص الذين يحق لهم اللجوء من عدة دول من بينها أفغانستان والعراق وسوريا وقام بتقييمها. نتائج هذا التقييم هي أسوأ بكثير مما كانت الحكومة الألمانية ترغب بسماعه (3).

على العكس تماما مما توقعته الحكومة الاتحادية الالمانية, أكثر من 90٪-;---;-----;-------;---------;-----------;------ من طالبي اللجوء السوريين لديهم كل شيء عدا "درجة عالية من الكفاءة الوظيفية او الخبرة المهنية". واحد من كل أربعة طالبي لجوء عراقيين ليس لديه اي مؤهل.

وقد تم قياس كفاءة المؤهلات الدراسية لطالبي اللجوء من العراق وسوريا الى المانيا, وذلك عن طريق ما يسمى الاختبار العالمي للطالب العروف عادة ب PISA, اختصارا ل Programme for International Student Assessment. وهو اختبار لقياس أداء الطلاب الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما في الرياضيات والقراءة والعلوم في حالات "الحياة الحقيقية", اي في مجرى الحياة اليومية.

لا توجد بيانات حول استخدام PISA مع طلاب عراقيين او سوريين في مسقط رأسهم. الا انه توجد معطيات انتجتها الدراسة المسماة Trends in International Mathematics and Science Study او اختصارا TIMSS بخصوص قابليات الطلاب, الذين هم في الصف الرابع والثامن (الثاني متوسط في العراق) في مواضيع الرياضيات والعلم. واحدث معطيات هذا الاختبار لطلاب العراق وسوريا تعود الى عام 2011. وما يُتوقع هو ان المستوى الدراسي لطلاب هذين البلدين حاليا اما بقى على مستواه منذ ذلك الوقت, او حتى قد انخفض كثيرا بسبب الحروب الداخلية وتشريد الملايين واعاقة العديد منهم جسميا او نفسيا, وكذلك بسبب تفاقم الفساد وتردي المستوى التعليمي وتزوير الشهادات وتفضيل الانتماء الديني- طائفي والاثني والحزبي على الكفاءة المهنية في التوظيف او الترقية, وغيرها من العوامل.

يظهر واقع مقارنة المؤهلات الدراسية في البلدان الام الرئيسية مع المؤهلات الالمانية فارقا هائلا يدلل على التدني الفاحش لمستوى التعليم في هذه البلدان الام قياسا مع المانيا: إذا كان طالب لجوء من سوريا أو العراق حاصلا على شهادة دراسة ثانوية او جامعية او مؤهل علمي في بلده الام، فان مؤهله الدراسي في بلده لا علاقة له ابدا بمؤهل دراسي مماثل في بلد مثل ألمانيا. بالتالي فإن ثلثي السوريين الحاصلين على شهادة جامعية من بلدهم الام هم, من وجهة النظر الألمانية، أميين وظيفيا حتى في بلدهم الام, ناهيك عن المانيا.

ففي سوريا على سبيل المثال, حسب اختبار TIMSS, بعد ثماني سنوات من الدراسة، يمتلك 47 ٪-;---;-----;-------;---------;-----------;------ من مجموع الطلبة مهارات أساسية منخفضة في مبادئ الرياضيات، وهم قادرون بالكاد على التعداد بشكل صحيح. في إيران، ترتفع هذه النسبة إلى 55٪-;---;-----;-------;---------;-----------;------ في المائة فقط. في أوروبا، هذه النسبة هي حوالي 90٪-;---;-----;-------;---------;-----------;------ . واستنادا إلى مقاسات TIMSS فالواضح أن "ثلثي الشباب السوريين أنفسهم قادرون فقط على حل مهام حسابية بسيطة بلغتهم الأم"، ووفقا للمعايير الدولية، يعتبر هؤلاء الناس, فيما يتعلق بقدرتهم على المشاركة والاندماج في المجتمع الحديث, بمثابة "أميين وظيفيا". ومع ذلك، هناك معارضة لهذا الرأي، ف Andreas Schleicher، الذي يعتبر الأب الروحي لاختبارات PISA، يعتقد أن المستوى التعليمي للمهاجرين اعلى من مستوى عموم الشعب في البلد الأم. ودعى الى المزيد من دورات تعلم اللغة الألمانية والى أن تستند تدابير الاختبار أكثرعلى خلفية الأشخاص المعنيين.

الا ان هنالك العديد من الاصوات التي تتنبأ ان مستوى التعليم المنخفض للاجئين عموما سيؤدي بهم الى عيش حياة البطالة والاعتماد على المعونات الاجتماعية, المسماة Hartz-IV في المانيا. وان تدفق اللاجئين الى اوربا هو تجسيد لتجارة مربحة, تجارة اللاجئين (4).

قد يقف وراء تضارب الآراء حول مستقبل اللاجئين وقدرتهم على الاندماج في سوق العمل اجتماعيا في بلدان اللجوء اسباب سياسية تؤدي الى قراءات مختلفة للواقع. الا ان هذ لا ينفي ضروة القيام بمسح كامل للكفاءات المهاجرة وامكانية الاستفادة منها في سوق العمل عالميا, مع عدم اغفال حقيقة هامة جدا بخصوص ان استخدام هؤلاء اللاجئين لضخ دماء جديدة في سوق العمل الراسمالي في المانيا, على سبيل المثال, ينبغي ان لا يجري على حساب الدول الأم ويؤدي بها الى فقدان عقولها, وبالتالي فقدان اهم رأسمال لديها. كما انه غني عن القول ان موضوعة اللاجئين وتدفقهم الى بلاد الغرب بهذه الاعداد الهائلة تستدعي ايجاد حلول سياسية- اقتصادية- اجتماعية, على وجه السرعة, لمعالجة اسباب الهجرة واللجوء. وهذا هو التحدي الكبير الذي تواجهه البلدان المصدرة او المستقبلة للاجئين على حد سواء, او حتى عموم عالمنا باشمله.
-----------
المصادر
1. Merkel: „Deutschland ist ein Einwanderungsland“
http://www.faz.net/aktuell/politik/ausland/europa/angela-merkel-sieht-deutschland-als-einwanderungsland-13623846.html

2."Laschet: "Flüchtlinge haben Potenziale"
http://www.heute.de/armin-laschet-stv.-cdu-vorsitzender-moechte-dass-fluechtlinge-in-deutschland-nicht-als-problem-gesehen-werden.-das-handwerk-will-junge-fluechtlinge-ausbilden-fordert-aber-sicherheit-39357456.html

3- Deutschland stuft Flüchtlinge schlechter ein als Ö-;---;-----;-------;---------;-----------;------sterreich
http://derstandard.at/2000029303543/Qualifikationen-Deutschland-stuft-Fluechtlinge-schlechter-ein

4- Die Asylindustrie
http://www.kopp-verlag.de/Die-Asylindustrie.htm?websale8=kopp-verlag&pi=946400&ref=portal%2fmeinungNL20_01_16&subref=udo-ulfkotte/schock-fuer-gabriel-und-merkel-asylbewerber-werden-lebenslange-hartz-iv-empfaenger.html










#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخبط الحركة الشيوعية العالمية والانتخابات البرلمانية
- نفاق الولايات المتحدة وتحُكم اللوبي السعودي فيها
- رسالة بروفسور .A.L.I المفتوحة الى السلطات السعودية
- وحشية لا تضاهى لمحتلي العراق
- حكام واشنطن و لندن هم اساتذة في علم تحطيم العقل
- اوباما يبيع بلاده الى السعودية, فضلا عن دعم ارهابها
- استخدام ال CIA لبرنامج تطعيم زائف وتأثيراته المدمرة على الصح ...
- لماذا لا تنفذ داعش هجمات في إسرائيل؟
- الكشف عن وثيقة تكذّب تماما مزاعم بوش
- سياسة الولايات المتحدة وشركائها المتعمدة في دعم الارهاب وقيا ...
- -الحرب على الارهاب!- تجسيد لفاشية الرأسمالية المعاصرة
- تبرع زوكربيرج انتصار للبلوتوقراطية على الديموقراطية
- دعم اسرائيل لداعش
- -جمعة مباركة- تجسيد لمنطق الساحر وسلطة فوكو الناعمة
- رسالة علماء المسلمين في تفنيد ايديولوجية -الدولة الاسلامية-
- الحملة الثقافية لمقاطعة وعزل اسرائيل
- تجاهل فرنسا المتعمد لاشارات التحذير قبل هجمات باريس!
- الارهاب وقمع الحريات والشمولية كلها امور ملازمة للعولمة المت ...
- رعاية الولايات المتحدة للإرهاب في العراق و-الفوضى الخلاقة-
- هل العراق بحاجة الى حظر الاحزاب الدينية ام حظر المواقع الابا ...


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طلال الربيعي - تضارب الآراء بخوص مستقبل اللاجئين