أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - ايران والعراق.. مقارنة














المزيد.....

ايران والعراق.. مقارنة


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 21:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


جارتان اقتتلتا لثمان سنين ،ولم يصلح الغرب بينهما ،لا بل زاد النار اشتعالا ً ،وكان الغربيون يصرحون علنا ً بأن تلك الحرب يجب ان تستمر الى أكبر فترة زمنية ممكنة ،وان لايخرج منها منتصر !
وتوقفت الحرب بعد تدمير البلدين وقتل الملايين من شعبيهما ،وازدهار ورواج سوق السلاح الغربي ، وبدى ان كلا ً من البلدين على عجلة من امره ،يشعر بالآلام التي خلفتها الحرب في جسده ويريد العودة بقوة الى الحياة رغم ان هذا لايعجب اعدائهما التقليديون الذين لم يتركوهما بحالهما ،وبدت كل دولة ترسم مستقبلا ً يخصها ،فالعراق الذي عاد سراعا الى الحرب في بئر الكويت الذي حفره له الغرب ،انتهى به الى المزيد من التدمير والحصار الأقتصادي والثقافي ،لابل انه شمل جميع المجالات ،ثم انتهى بحرب جديدة عام 2003 أسقطت نظام صدام ، وجلبت ديمقراطية بريمر ،تلك الديمقراطية المغلفة بالفوضى والفساد وتهميش الكفاءات ،وتمكين عشرات الأحزاب من ان تعشعش في الداخل العراقي كالدكاكين ،فكانت وبالا على اقتصاد البلاد وطريق بناءه ،لقد حلت المحاصصة الحزبية في كل شئ بدلا ً عن الدولة الموحدة القوية ،فأصبحت كالأرضة التي اكلت الأخضر واليابس وتركت العراق بلدا ً منهوب الثروات يستجدي الآخرين ، ومعتمدا ً كليا ً على ثروة النفط ،ومهملا ً جميع المجالات الحياتية الأخرى ،من صناعة وزراعة وسياحة وغيرها ،وختم كل ذلك بأنسحاب جيشه ،الذي وقف عام 1991 ،أمام 33 دولة من بينها امبراطورية العصر أمريكا ، إنسحب من أمام شراذم من عصابات القتل والأرهاب المستولدة خصيصا ً لأكمال سيناريو الأجهاض على البلاد ، وللأمانة فأن هذا الجيش المنسحب ليس هو ذلك الجيش الذي وقف وقفة حرب الخليج ،والذي تمكن بريمر من عناصره بالكامل بحله وتهميشه ، دافعا ً بعض عناصره ،التي عانت الأمرين ،الى الأرتماء في أحضان الأرهاب وداعش وأجندات الدول المجاورة التي كانت تنشد تهديم العراق وعدم عودته ثانية دولة قوية موحدة .
لقد كان الجيش المنسحب جيشا ً فتيا ً تحكمه قوانين بريمر ،وكان قادته انتشروا في القنوات الفضائية يشرحون للملأ كيف تمت خيانة الوطن وتسليم البلاد لعصابات داعش ،والتي لولا فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الأعلى للشيعة في العالم السيد السيستاني ،لسقطت البلاد بالكامل بيد داعش ، ولم تحرك أمريكا او حلفائها ساكنا ً مما يؤيد ماقيل عن مشاركتها في استولاد داعش لتنفيذ ما اختطته من امور لم تفلح في تنفيذها قواتها قبل جلاءها مرغمة عن العراق ،وهكذا عادت ثانية للعراق بثوب داعش والذي خاطته بنفسها ، ممتصة ثروات البلاد في صفقات شراء الأسلحة والتدريب والخدمات الأخرى ،فيماخلت الساحة العراقية من شخصيات مستقلة عن الولاءات ، شخصيات تمثل العراق وتقف بوجه الأطماع الخارجية والداخلية والتي برزت لتمزيق البلاد الى طوائف ودويلات ،وبدى مسؤوليه يشك بولائاتهم لكون الغالبية العظمى منهم ممن يمتلك جنسيات أخرى غير العراقية ويتبوئون مناصب رفيعة في الدولة ،مما يخالف الدستور العراقي ويولد تذبذب الولاء .
اما ايران فقد برزت كدولة عصية على الأختراق ،عرف قادتها كيف يديرون دفتها بمايجنبها المخاطر ويخدم مصالح شعبها ،واتجهت الى تدعيم الأستقلال الأقتصادي بأعتمادها على الذات ،وبذلك لم تفلح الحصارات الأمريكية والغربية في تركيعها ،وقد خاضت العديد من المواجهات الغير مباشرة في المنطقة وعلى طريقة الكبار ،مثبته كفائتها وأهليتها في تطوير دفاعاتها وإنشاء حائط ردع ، كفاها شرور التدخلات الخارجية للدول المستهترة بالقانون الدولي ،كما انها دعمت كل ذلك بتحالفات مشرفة لايستهان بها مع دول كبيرة كروسيا والصين ،سهل لها الوصول الى الأنتصار الكبير بأقل الخسائر ، ومن المناسب ان نوضح انها حصدت كل هذا دون ان تعطي برلمانها ومسؤوليها المميزات التي شرعها برلماني ومسؤولي العراق لأنفسهم ، ولاقانون التقاعد السئ الصيت لمسؤوليها ،وفي وقت بدت ميزانية واقتصاد العراق يترنح وتعيش البلاد أفلاس واضح، تحت ضربات الفساد المالي والأداري لمسؤوليه ،ظهرت صور لرئيس ايراني سابق وهو يتنقل على دراجة هوائية وقد عاد الى وظيفته السابقة في التعليم ،ويتقاضى راتبه القديم .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرهاب أم حوادث الطرق
- من سايس حمير الى أمير
- ماذا كسبت أمبراطورية أمريكا ؟
- العراقي والمستقبل
- الرد العراقي
- أمريكا والعزف على أوتار داعش والكرد
- فايروسات الحروب الأمريكية
- اكبر مهرجان في العالم (1)
- أكبر مهرجان في العالم (2)
- من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
- الطائرة الروسية هل تثير حربا ً
- السكاكين الصدئة وبيت العنكبوت
- خرافة الجلبي وامريكا
- هل يحق لأمريكا التجربة على البشر
- الفنان علي الشريف والأمام الحسين
- هل فشلت التظاهرات في العراق
- روسيا تخل بالموازنات الأمريكية
- انتهاك أجواء تركيا وانتهاك حرمة العراق
- القتل الأمريكي الغربي حلال و الروسي حرام
- استئناف حركة التاريخ من جديد


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - ايران والعراق.. مقارنة