أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟














المزيد.....

المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 13:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟
عماد صلاح الدين
لا اخفي أنني أكن للرئيس أبو مازن الإعجاب من ناحية ثقافته وسعة معرفته الفكرية والسياسية، وأجدني أتلذذ بسماع خطاباته وقوة اللغة التي يتمتع بها، واللغة تعكس الفكر؛ و حتى لا يفهمني احد أنني أجامل الرئيس هنا؛ فكثيرون يعرفون أنني من اشد المنتقدين لسياساته عبر سنوات من كتاباتي وتصوراتي وحتى لقاءاتي الإعلامية والصحافية.
أوسلو كان خطيئة بالمعنى القانوني والسياسي، وبالأثر الذي تركه على القضية الفلسطينية، لأكثر من عشرين عاما.
هذا – أيضا- على رغم كل الايجابيات التي يمكن إيجادها من أوسلو على الأقل كثمرة للانتفاضة الأولى عام 87.
لكن المشكلة أيضا فينا كشعب فلسطين، هو في حالة الغيبوبة التي يعاني منها الإنسان الفلسطيني وغياب تأثيره؛ لا أقول الفاعل، وإنما دور المتحرك في قضايا الوطن المختلفة، الفلسطيني، على العموم دائما تقريبا ما يكون في دور المستقبل والمتلقي فقط، فان قالوا حيا على السلام تجد الأكثرية تقول حيا على السلام، وان قالوا حيا على الانتفاضة قالت الأغلبية حيا على الانتفاضة، وان قالت فئة قليلة أوقفوا الانتفاضة تجد الشعب قد أوقف الانتفاضة.
والانقسام ينهيه أهل الانقسام في الاجتماعات وعلى الورق، وهم قد بدؤوه أيضا في اجتماع، وهم أيضا يجعلوه مستمرا باجتماع.
والانتخابات تجرى باجتماع القلة، ثم يتم الانقلاب عليها من القلة، ثم يتفق على إجرائها من القلة، ثم يتم العدول عنها من القلة، وهكذا دواليك.
والشعب الفلسطيني في كل مرة غائب؛ غائب عن ابسط حقوقه واعقدها.
وبفعل حالة التلقي والاستقبالية هذه استدخل أمراض كثيرة على المجتمع الفلسطيني، أمراض سياسية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى مآس كثيرة أخرى من دمار وحصار وتفاقم الجرائم الإسرائيلية دون وجل أو رادع.
وللأسف صار الناس قطيعا تم بعثرته في كل اتجاه، والضحية والقربان مقدمان دائما من الشعب دون بخل أو إحساس بمسؤولية من فقد.
وصارت حتى الكلمات والمصطلحات عاجزة ومرتبكة في توصيف الحال وحتى في توصيف ردات فعل الناس بعد كل هذا الغياب والتغييب؛ هل هي انتفاضة، هبة جماهيرية، توتر ردة فعل محدودة، أم غير ذلك.
والتحليل السياسي صار تحليلا يعتبر التيه والضياع رشدا، ويعتبر الانفجار من الضغط والقهر مبادرة، ويعتبر الذهاب العفوي، ودون قيادة وتوجيه ودعم، إلى تنفيذ عمليات فردية نعم المطلوب والطريق الصحيح إلى التحرر والعودة وتقرير المصير، وكأن المشاريع الوطنية الكبرى يتم انجازها عفويا، وبدون رأس وإعداد وتخطيط.
واللغة الدارجة أصبحت المصلحة الضيقة؛ حماس تريد انتفاضة لتسقط سلطة فتح في الضفة، والسلطة وفتح تريدان إسقاط حكم حماس في غزة، وتريدان أن تبقى ردة الفعل الشبابية المحدودة في الضفة تحت السيطرة، ولغرض الضغط سياسيا وتفاوضيا على إسرائيل.
والناس تتعقد لديها الأمور إلى درجة فقدان الذاتية والوطنية، ويتم شغل هذا الفقدان إما بالفراغ وعدم الإنتاج وإما بالتعلم من الأسياد القادة في الكذب والدجل والنصب على بعضهم البعض، في آخر موجة استقبالية من الناس في السنوات الأخيرة، والتي عنوانها الاستهلاكية والقروض الربوية.
والناس في هذه البلد صاروا يتسابقون إلى العداوات فيما بينهم وانتزعت الثقة بين الجميع تقريبا، صار الكذب حالة قهرية وضاغطة في العلاقات المالية بسبب الارتفاع غير المعقول في الأسعار والرسوم والضرائب وحضور الموجة الاستهلاكية؛ بحيث أن الشاب لدينا يريد اقتناء كل شيء بضربة واحدة، وكيفما يكون بطريقة اختزالية لا عقل ولا منطق فيها.
والقلة النادرة التي تحاول أن تفكر بشيء من العقلانية والواقعية صوتها غير مسموع، والقلة النادرة أيضا التي تحاول أن تجتهد وتعمل وتنظر إلى الأمور بشيء من الايجابية والتراكمية، رغم كل الظروف، يحاول الرؤساء والمسئولون تعطيلها؛ لان كثير من هؤلاء الرؤساء والمسئولين ساقتهم ولاءاتهم وليس كفاءاتهم إلى مراكزهم ومناصبهم، وعلى قول البعض الكفاءة والعلمية والمهنية كلها أفلام هندي والمطلوب دائما الولاء.
وبالمناسبة أنا واحد من الذين وضعوا تصورا عن الإجرائية وتقرير المصير -على الأقل- على مستوى الذات، من خلال التراكم رغم كل شيء، علّ نافذة أمل تطل ولو بعد حين، لكن الذي وجدته من تخلفنا الأصيل منذ قرون في العهد العثماني الذي كان مريضا إلى درجة الاقتسام إلى الانجليز إلى الأردنيين إلى الإسرائيليين إلى العائدين إلى الوطن بعد أوسلو، أن المشكلة صارت تراكمية في التعقيد والعقد، وصارت الجهود الذاتية القليلة نقطة في بحر، ارحمونا من بأسكم وفسادكم وشلليتكم وحزبيتكم وما فياواتكم وفذلكاتكم وصراعاتكم، فلا تجعلوا يأسنا يدعونا إلى الدعاء باستبدالكم واستبدالنا من رب العالمين، لان الخيار الآخر- لا سمح الله- هو حرب أهلية لا يريدها الناس في هذه البلد.
اكرر مرة أخرى إعجابي بشخص الرئيس المثقف والعميق، واسأل هل يدري الرئيس بما آل إليه وضعنا، وهل يدري الرئيس بان هناك كما هائلا من الرؤساء والمسئولين المفذكلين واللاأخلاقيين والفاسدين في فلسطيننا، لماذا يسكت الرئيس عن كل ذلك، هل يستطيع أو لا يستطيع، انجدنا يا سيادة الرئيس قبل فوات الأوان .



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب المشروع الوطني الفلسطيني
- هل سيحدث تهجير آخر في الضفة والقدس؟؟
- رد فعل فلسطيني تحت السيطرة!!
- إعادة الأمل إلى الفلسطينيين
- لماذا انفجر الشباب في الضفة الغربية والقدس؟
- مشكلة الانتفاض الفلسطيني
- المأزق الفلسطيني المركب
- التعليم وبناء الشخصية
- أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!
- بعدك لم أجد حبيبة
- نخب الرفاه والنضال الفلسطيني
- حقائق القوة الإنسانية
- المخيم الفلسطيني وحق العودة
- عماد صلاح الدين
- إدراك الذات والعلائق والحضور
- الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟