أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تغريد الكردي - النقد اليوم














المزيد.....

النقد اليوم


تغريد الكردي

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 03:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


متى نتعلم النقد ؟ .. مَن هم أول المعلمون ؟ .. هل النقد فن ؟ .. عبارة ( النقد البناء مفيد ) ما مدى صحتها ؟ .
علمياً يقال ان الاطفال لهم قدرة التميز و هم أجنه في الارحام .. تميز الروائح ,
الاصوات , و حتى الاستطعام و هناك نظرية غريبة تختلط فيها الامور العلمية مع
الاسطورة و هي (( قدرة الجنين على الشعور بالعالم الخارجي و تميز ما اذا
كان صالحاً للخروج له أو لا )) و هناك أجنه من الحساسية الشديدة القادرة على
تميز نوع العلاقة و مدى قوتها بين الأب و الأم , فأذا كانت هذه العلاقة من النوع
الميؤوس منه يقرر الجنين عدم الخروج الى هكذا عالم و يفضل الموت فيقوم بلف
الحبل السري حول رقبتهِ و ينتهي من الامر .
أنا لم أكن بحساسية هكذا أجنه لكن قدرة التميز بدأت مع أول ذكرى نقد في حياتي
بعمر ثلاثة سنوات .. كان نقد والدتي الشديد لرفضي الخروج من البيت و اللعب
مع اطفال الجيران الجدد الذين جاءوا للتعرف إلينا .. كانو ثلاثة أطفال ( بنتان
و ولد كالقمر ) , رفضت في وقتها بسببه ( خجلت منه ) لكن والدتي فَسرت خجلي
( أني بومة على حد قولها ) و غير اجتماعية .. خرجت يومها لكن درس النقد
استمر .
مع كل رفض هناك نقد , مع كل تغير احاول القيام به من اللبس او الشكل او
الاصدقاء و حتى الاكل كان هناك نقد ..
معلمتي الاولى و بجدارة بالنقد السلبي غير البناء مطلقاً ( أمي ) و معلمي الاول
الذي يُخرجني من عزلتي بين اربع جدران بعد كل نقد كان ( أبي ) .. عبارته
الشهيرة ( لاتديرين بال ) عبارة بسيطة علمتني أقف و أستمع و أُكمل .
قانون لكل فعل ردّ فعل هو من أهم القوانين في حياتنا و ردّ الفعل الواجب حدوثه
الان ممارسة النقد على الاخرين و هنا يأتي دور الخبرة و الثقافة و المخزون
المعرفي للمعلومات و بعد عدة تجارب في النقد الجارح مرة و الخطأ مرة أخرى
الحصيلة أن ( النقد أيضا فن ) .
بتطبيق العبارة السابقة على السياسة مثلا نجد ان السياسي المُحنك في الاساس
دبلوماسي شاطر .. ينتقد الآخر لكن بفن بمعنى خضوع المقابل لنقدهِ بغض النظر
عن صحتهِ و الايمان الى حدٍ ما بشخصهِ .
و من دروس فن النقد ألاولى أنه علامة مميزة لأشخاص معينيين دون غيرهم ..
مثلا في البيت ينحصر للاب و الام و كبار السن من الاخوة على اعتبارهم الاكثر
خبرة في الحياة أو أشياء اخرى .
في المدرسة للمعلم , في مكان العمل للمسؤول عنك , في السياسة للقادة الاقدم ,
في الدين لرجال تعتبرهم مراجع في هذا المجال , في الفن لِكُتاب خاضو أغلب
المجالات و بعد سنوات أمتهنو النقد .
و اليوم مع ضمان حرية الرأي , أحتضان فكر الشباب و محاولة تنميتهِ , تعدد
وسائل طرح الافكار .. كُلها مُجتمعة حولت جزئيا ( فن النقد ) ألى لعبة أحيانا
و نباح و عويل أحيانا أخرى .
أكتب هذه الكلمات و داخلي صوت " مصيبة اذا التحول بات كلياً و الكل ينبح على
الكل دون توقف " أيُ عالمٍ بشعٍ سيكون ؟ .
بقياس تجاربك النقدية سواء التي قمت بها أو تلك التي تعرضت لها لابد أن تقول
( نعم تعرضي للنقد البناء ذات مرة جعلني أتدارك خطأي و احيانا لا أعاود الكرة
و اسقط في الفخ مرتين ) .
لكن تَميز النقد البناء عن غيرهِ , تلك هي المشكلة ..
الكثير منا ينقاد خلف النقد الذي تجتمع عليه أغلب الاراء لعدة أسباب ..
قلة الخبرة و الثقافة , الموروث العائلي و المجتمعي , الكسل في عدم محاولة
البحث عن حلول بديلة و غير جاهزة .
و هناك الثوريون و السائرين عكس التيار , دائمي البحث عن الحقيقة يؤمنون
بالنقد بقدرٍ معين لكن دون أن يمنعهم عن عدم الاستمرار في البحث .
في النهاية النقد مسؤولية كبيرة جدا ..
أيها الناقد في أي مجال مهما كان لا تنسَ أنت تجر خلفكَ جيلاً و تصنع رؤىً ,
و قبل ان تكون ناقداً كن انساناً مسؤولاً .



#تغريد_الكردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوركَ
- الادراك و الحرية وجهان لعملة واحدة
- ما لم يكن في الحسبان
- فرق
- أحلامٌ يَقِظة
- فُقر
- حلٌ هَيّن
- تحوّل
- ما يحدثُ الآن
- لماذا أنا طائر ؟
- وَجعٌ مُزمن
- .... في قصيدة
- بوح
- الحياة صادقة
- للاطلاع
- وجهُ أنثى
- في المنتصف
- معنى تناسيت
- مُجرد هَذرةَ
- p.s


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تغريد الكردي - النقد اليوم