أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة















المزيد.....

ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 15:26
المحور: الادب والفن
    


ماسح الاحذية
بالرغم من الجو شديد البروده والامطار كان يجلس على الرصيف وأمامه صندوقه الخشبي الصغير والمعد لصبغ الاحذية كان هناك وحيدا يجلس القرفصاء و قد احمرت وجنتاه الصغيرتان من أثر البرد وتجمدت أنامله الصغيره ابن عشر سنوات او هكذا خيل الي لازالت اظافره ناعمة ولكنها اخشوشنت بسرعة، عيناه تدوران و كأنهما تبحثان عن شيء من الامل او الدفيء او لفتة و لو بكلمة حب يمسك بيده فرشاة سوداء وامامه علبة مستطيله من الخشب وقد اهترأت من شدة القدم يترقب خطوات الناس وهو يضع آخر لمساته على حذاء الزبون الذي يقف أمامه بترفّع.. تحجرت دمعتان في مقلتيهما حين رأى طفلا جميلا تصحبه امه الى المدرسه بينما ينتظر هو احدا من العابرين ليعطف عليه وليطلب منه أن يمسح ويلمع حذاءه وبثمن بخس قليل تنهد صدره وتنهد معه قلبه الصغير فلقد قتلت هده البراءة.. "ها قد حصلت على ما أقتل به هذا الجوع اللعين، ولو إلى حين!" قال في نفسه بعد ان رمى إليه الرجل بنصف دينار واختفى، دون حتى النظر إليه. تلقَفه وقلبه بين يديه.. أشرق وجهه البائس بابتسامة خاطفة، طلبت منه ان يصبغ الحذاءه لاتقرب منه وظللت واقفا لحين الانتهاء من عملية الصبغ فباشر وبكل تواضع بصبغ الحذاء، سألته: ولماذا لم تذهب الى المدرسة ؟.. نظر الي فى اسى واستغراب ثم قال ويداه الصغيرتان تعملان فى نشاط محموم، انه تركها بعد وفاة والده فكان الاتفاق أن يكون هو كبش الفداء الذي سوف يتحمل أعباء المنزل على حساب تعليمه لينقذ أهله من الجوع وكان أول ما ضحى به هو المدرسة والبحث عن عمل عاجل يوفر دخلا مهما كان نوع هذا العمل وان كان بلا مستقبل فبحث في المطاعم والمقاهي دون جدوى وعندما يئس من إيجاد عمل اهتدى إلى فكرة مسح الأحذية فهي مهنة سهلة لا تتطلب خبرة ولا مالا ولا التزاما بموعد محدد ولا تحمل شتائم رب العمل... ناولنى حذائى وهو لا يزال جاثيا على ركبتيه، فوضعت فى جيبه ما اعتقدت انه يستحقه، وتركته وانا اركض نحو الحافلة التى وصلت للتو.
ركبت الحافلة وجلست بجانب احد النوافذ، وقبل ان تتحرك رايته يصعد الى الحافلة وهو يتفرس بعينيه الثاقبتين وجوه الركاب، الى ان عثر علي فانبسطت اساريره وهو يمد يده الي بصحيفتي: انها صحيفتك يبدو انك نسيتها .
تناولت الجريدة وانا اشكره ، فلوح لي بكلتا يديه مودعا وهو يختفى وسط الزحام .. فتحت الصحيفة فانزلقت منها (علبة) بنية انيقة ومعها فرشاة لامعة تركها عرفانا بجميل لم افعله...

ترقية
بعد ان انهى دراسته الجامعية تم تعيينه في احدى مؤسسات بلده ولانه كان مثاليا وملتزما بالتعليمات فقد تمت ترقيته بسرعة من موظف الى رئيس للقسم الذي يعمل به ثم الى مدير للمكتب ومن ثم الى مدير عام المؤسسة الى... السجن المركزي

وفاء
في عيد الام اجتمع الاخوة والاخوات جميعا مع اولادهم والكل يحمل هديته الى والدتهم التي افنت عمرها من اجلهم... حملوا معهم المناديل ليمسحواا دموعهم التي قد يذرفونها.. ومضوا الى دار العجزة

أشعب
حدثت مجاعة في زمن اشعب واختفى الطعام فأتى الى زماننا..لكنه فوجىء ان الناس يأكلون بعضهم بعضا... فندم

حذاء
سألنى: ماذا تريد من الحياة؟
أجبته و بدون لحظة تردد..حذاء... أريد حذاء؟؟!
ضحك دون ان يفهم ماذا اقصد؟
قلت: منذ طفولتي وانا أعاني مشكلة لازمتنى حتى الكبر ، مشكلة لا اعرف كيف اتخلص منها أو متى تنتهي، أريد حذاء يناسبنى، لا أريده باهظ الثمن أو ذو ماركة مشهورة ، كل ما أريده فقط حذاء يصلح لكافة المناسبات، حذاء يصلح لكل طرق الاحلام، حذاء يشاركنى غضبي وثورتي، فالاحذية تشارك أصحابها جميع لحظات حياتهم والطرق التى يسلكونها، والحذاء من أهم تفاصيل الإطلالة اليومية للبشر على اختلافهم، ولعل سونجا باتا، صاحب محلاّت باتا العالمية كان أوّل من قال إنّ الحذاء هو المفتاح إلى شخصية الفرد.
هل تذكر الرئيس بوش برغم ما اوتيه من قوة وجبروت كيف انه في نهاية حياته السياسية أهانه حذاء، مجرد حذاء قذف فى وجهه من صحفي عراقي لا حول له ولا قوة، مجرد حذاء لخص ما يشعر به من غضب وثوره عارمة بداخله، وكيف أنتهت حياة شجرة الدر، شجرة الدر تلك المرأة المصرية التى لم ير التاريخ فى ذكائها ودهائها امرأة اخرى، كيف أنتهت حياتها فى اخر المشوار، حتى قصص الأطفال والاساطير تفهم ماذا يعنى الحذاء فى الحب والعثور على أمير الاحلام
فالحذاء هو الذى جمع سندريلا بأميرها، فأرجوك لا تستهر بالاحذية فى زمن لم يعد يعرف لها طرق للاحلام
فأنا حقا أريد حذاء صنع من أجلي، حذاء اجد معه الراحة كأنه صديقي، توأمى الذى لا يفارقني

نميمة
حين دخلت الى المجلس وضعت حذائي مع احذية الحاضرين.. ولما كثر الكلام ولم يروقني الحديث.. قررت المغادرة وخرجت لابحث عن حذائي.. فوجدته ينتظرني بعيدا؟

الأنوف تغير طبيعتها
في زمننا هذا وقفت الانوف جميعا على مسافة واحدة من القيم بعد ان كانت بالأمس تحمر خجلا حين ترتفع قليلا فوق الفضيلة.. كانت ذات طول ضمن مقاييس الانوف الطبيعية أما اليوم فلم يعد يحد من طولها شيء.. فقد هزمت الصدق وما عاد انف التركي محمد اوزيوريك الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كصاحب أطول أنف في العالم الأطول
أصبحت تدنس كل القدور فتلغ فيها سفاحا متجاوزة كل الحرمات
اما الأنوف القصيرة القوية فصارت تجدع رؤوس الأضعف منها لتصنع منها كروشا وحتى نعالا وكعابا تقلد بها تلك المنحشرة في الكل .. تندس بقوة وبلزوجة لتحل حتى محل الهواء
فيا صاحب الناي المسحور اين انت.. لعلك تذهب بنا بعيدا فقد اشتاق الياسمين لعطره ولرائحة التراب الذي تبلله حبات المطر ..

انتظار
وصلنا معا... انا وحذائي فطلبت منه ان ينتظرني في الخارج بعض الوقت حتى انتهي من امري.. طالت جلستي وحين خرجت لم اجده.. فحذائي لا يحب الانتظار كثيرا

رضا
كنت اشاهد برنامجا طبيا على شاشة التلفاز وحين قال الطبيب ان العناية بالصحة يجب ان تبدأ من القدمين.. نظرت لحذائي فاذا به يبادلني نظرات الرضا

في المقهى
حين كنت جالسا في المقهى جاء النادل يسألني عن طلبي ... همست في اذنه.. بعد قليل حضر يحمل على الصينية فنجان قهوة وكوب ماء وفرشاة للاحذية.. ابتسم حذائي شاكرا

رحلة
قال لي: مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة.
قلت: ولكن يجب ان تنتعل حذاءا جيدا فهو رفيقك الوحيد في هذه الرحلة


سألني حذائي لماذا خرجت مسرعا ؟
قلت: انه شخص لا يطاق..
فرد علي.. ولا حذائه

على امتداد الشارع اسمع وقع خطواتي
وفي الشارع المقابل اسمع صداها
حيث الضباب
وحده حقيقي


رجل يعشق الاقدام الحافية
رجل قال قبل ان يلقاني.. عذرا سندريلا.. الحذاء ليس معياري
حين عرفتك.. رميت حذاء المجتمع الضيق.. وآمنت بقدرتي على المسير بخفة أكبر وقيود أقل..
فكنت أميرته.. حافية القدمين



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل التي تخاف
- الصدفة والضرورة/ قصص قصيرة
- شاي بالنعناع/ قصص قصيرة
- حياة اخرى وقصص اخرى قصيرة
- محطات في فكر مالك بن نبي
- الكواكبي.. ومئة عام من الديكتاتورية
- شوق الدراويش ل -حمور زيادة- رواية تتكىء على التاريخ
- الحمار/ قصة قصيرة
- واسيني الاعرج في رواية -البيت الاندلسي- نكتب لأننا نحب الكتا ...
- عقلية الوفرة وعقلية الندرة..!؟
- الغريبة التي لا اعرفها/ قصص قصيرة
- فنجان قهوة
- عناقيد الكرز... وما تيسر من وجع!!
- سفر..
- -المغفلة- ل -تشيخوف- ما اقبح الفقر .. وما اجمل الفقراء!!
- الحارس في حقل الشوفان
- الشيوعيون العرب.. وفلسطين
- نجيب محفوظ.. الوجه الآخر
- دعوة على العشاء/ قصص قصيرة
- بجعات برية رواية اجتماعية بنكهة سياسية


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - ماسح الاحذية/ وقصص اخرى قصيرة