أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع هاشم - ربع قرن في تدمير العراق















المزيد.....

ربع قرن في تدمير العراق


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 13:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    





ياسادتي
هذه يومياتي خلال حرب الثلاثة واربعون يوما , من شهر كانون الثاني وشباط سنة 1991 والتي تسمى بحرب الخليج الثانية او عاصفة الصحراء او حرب تحرير الكويت, كنت حينها اقيم في وسط مدينة ستكهولم –عاصمة السويد , لاجئا سياسيا وقد مرت على لجوئي سنة ونصف , وثلاثة عشر سنة على مغادرة العراق
وقد دونت في احدى دفاتري للرسم يومياتي بالكلمات وبالرسوم , ادناه بعض من تلك المدونات من الايام الاولى للحرب فقط , ولمن يريد ان يشاهدها ويقرأها كاملة , اقصد الرسوم مع الكتابة , ارجو زيارة موقعي على الانترنيت في الرابط ادناه :
http://sattahashem.com/war.html

انها القليل بل القليل جدا , من مئات الرسوم واليوميات مما تكدس عندي , بعد ان غدا رسم يوميات الكوارث والحروب العراقية والعربية , العدوانية والعادلة , تقليدا في حياتي منذ ان وعيت على مشاهدة عالم المجرميين هذا وصارت ايامي بالخطوط والاشكال والالوان مدماة باللوعة والخراب والالم .

والان ما الذي أتانا وما الذي سياتي ؟

في هذه الصفحات القليلة المرسومة سنة 1991 باقلام الحبر شئ من اوصاف تلك السنوات التي مازالت مستمرة.


17-كانون الثاني – 1991 الثانية والربع بعد منتصف الليل
اشتعلت الحرب ضد العراق قبل ثلاثة ساعات او اكثر وماتزال الغارات مستمرة , دُمرت بغداد , دمروا القوات العراقية بالكويت , وحتى الصباح سيتحول كل شئ الى تراب. هكذا يقولون
الحادية عشر والنصف صباحا
لم انم طيلة الليلة وشاهدت جميع نشرات الاخبار , واتصلت بجميع العراقيين الذين اعرفهم ولم يكن احدا منهم يعلم بعد بان الحرب قد بدأت , الاخبار لحد الان من الجانب الغربي امريكا والحلفاء , ولاشئ بعد من العراق عن رد عسكري مماثل , لكن الحرب ستطول اياما اخرى , واستعدادت جديدة لغارة امريكية اخرى , هذا اليوم

الخميس 17-01-1991 السادسة الاعشر دقائق مساءا في ستكهولم
اخبار الحرب متضاربة مصدرها واحد – الغرب – لايوجد اي شئ عن حجم الخسائر العراقية , لكن غارة امس عنيفة والحرب مستمرة , والقصف مستمر , والموت مستمر
لااحدا يعرف كم ستكلف هذه الدماء –
وأنا اين سأحفظ اعيادي التي لم تمت بعد ؟

الجمعة : 18-01-1991 العاشرة والنصف مساءا , اليوم الثاني للحرب
نمت في وقت متأخر من ليلة امس , وفي الثانية بعد منتصف الليل اتصل بي احد معارفي العراقيين بالتلفون وقال بأن العراقييين قد بدأوا الهجوم , سقطت – الصواريخ على اسرائيل - . واخيرا(فقد انتظرت طيلة ليلة امس ردنا , اين الطير الابابيل التي ستسقط على اصحاب الفيل , واخيرا سمعنا الخبر) . صباحا جاء احد اصدقائي من سفرة وايقظني من النوم وشاهدت – دمار بغداد- من فلم حي ليلة نزول حمم الاعداء ...لقد تهدمت بغداد كما قالوا , ولم توجد مقاومة غير ان الفلم يكذب ذلك (فالمقاومة عنيفة)
من الساعة الحادية عشر او قبلها وانا اشاهد النشرات .. لاشئ جديد غير ان القصف متواصل وتراجع الامريكيون عن تصريحاتهم في اليوم الاول حينما قالوا : صفينا كل شئ ! غير ان انهم اليوم تحدثوا عن استطالة امد الحرب اياما وربما اسابيع اخرى. المعركة بدأت للتو

الاحد 20 -01-1991 السادسة والثلث مساءا في ستكهولم
اليوم هو الرابع من ايام – الجحيم – الحرب مع حلف الاطلسي .. هكذا اذن اختارها الجنرال – لكي تكون ابادة وهكذا ارادها – الامريكان – لتكون ابادة .
ضحايا هذه الحرب اذن – شعبنا- اخوتي – امي ..وابناء العراق ...هكذا اذن ستكون – ابادة الملايين- العالم يصمت – انهم يوقدون الشموع كل يوم لثلاثة عشر نفرا ماتوا في ليتوانيا او لاتفيا ...انهم اذن هناك..لا هنا ...لم يذكروا شهيدا واحدا من العراق لم يذكروا نبيا واحدا من العراق وكل الناس عندهم ...جنرالات....والجلادين هناك في المخابئ السرية ..يقودون هزيمة العراق ويقودون شعبنا للمقصلة ...والجلادين هناك
وفجأة تحول العالم كله الى جلادين اشرار الى لهب من حقد بلا قرار من حمم بركانية يصبونها علينا
اين عدالة الارض ...انها اليوم قيادة الى الموت
لم استطيع الرسم طوال يوم الجمعة والسبت ..لم انام الا ساعات قليلة ..وغذائي الوحيد الدخان والشاي

21-01-1991 الاثنين الدقيقة الثلاثين بعد منتصف الليل في ستكهولم
اليوم الخامس للحرب : قال الجنرال –هذا اليوم : بأن العراق لم يستخدم بعد سوى قشور من القوة والاسلحة التي لدينا
قال الامريكان – بان الرياض والظهران قد قصفا بصواريخ عدة تم تفجير اربعة او خمسة منها بالجو
قال الناس : اوقفوا هذه الحرب المجنونة

21-01-1991 الثانية عشر الاالربع في ستكهولم
لم ترد اخبارا من الجبهات , لكن العراق اخرج جميع الصحفيين الاجانب

الاثنين -21-01-1991 الثانية والثلث بعد الظهر في ستكهولم
مرت 108 ساعة على بداية الحرب ..والحمم البركانية تهبط علينا ...(والمقاومة مستمرة)!؟
تباركت ياوطني !! متى سترتاح من حروبك العدوانية والعادلة ..متى ياألهي....
العاشرة مساءا
كل الاخبار تشير الى ان كارثة عملاقة قد نزلت على الشعب العراقي ....الاف القتلى وعدد لايحصى من الجرحى , تقديرات غربية تقول بان في بغداد وحدها قد هلك مالايقل عن خمسين الف انسان في اليوم الاول فقط ...والجميع يقولون بانه لم يحدث في التاريخ بعد مثل هذا الهجوم الهمجي على بلد ....ومع هذا فجنرالات العراق وجلاديه لم يصابوا بأذى

الاربعاء 24-01- 1991 اليوم الثامن للحرب الخامسة والنصف مساءا في ستكهولم

السبت 26 01- 1991 اليوم العاشر للحرب – الرابعة وخمس دقائق عصرا في ستكهولم
امس استمعت للاخبار كلها , نمت في وقت متأخر , صحوت في وقت متأخر , الحمم البركانية الامريكية مازالت تهبط على العراق والاف من القتلى المدنيين , الاخبار غير معروفة تماما عن حجم الخسائر , العراق يخفي كل شئ , والامريكان مثلهم , السعودية تحارب من يتفوه, والصواريخ العراقية تقصف اسرائيل في القلب في تل ابيب , وتصل الى الرياض والظهران والبحرين , والامريكيون يتحدثون عن استطالة امد الحرب , والعسكريين بالعالم يقولون بان العراق مازال يحتفظ باكثر من 90% من قوته العسكرية والمهاجرين بالعالم كله يتظاهرون لايقاف الحرب , وجماهير العرب تتظاهر ولاشئ ابعد من ذلك ....فالحرب كما قال ميتران : كما يبدو فهي لتدمير العراق لا تحرير الكويت
والمجازر مستمرة والجلادين في كراسي الحكم كلهم والشعب ينقرض ...اية لعبة اذن يرتجون من هذه الحرب ؟
ربما سيكون صحيحا مايلي : ستنتهي الحرب وينسحب الامريكان , يأخذ العراق الكويت وتأخذ اسرائيل اجزاءا من لبنان والاردن وتبقى – القضية الفلسطينية- لعبة كل الحكام ....وتستمر محنة العذاب البشري في الشرق الاوسط قائمة بلا قرار , بلا نهاية والابادة مستمرة ..ضدي وضدك ...هكذا يعتقد احد معارفي هنا
السادسة والنصف مساءا
قبل قليل اذاع تلفزيون السويد مايلي : (القصف الجوي مازال مستمرا على العراق وتم ضرب اغلبية مناطق العراق) كل شبر من عراقنا

الاثنين 28 -01-1991 العاشرة والربع مساءا في ستكهولم . اليوم الثاني عششر للحرب
لم استطع الرسم طوال يوم امس ولااليوم ... احوال الجسد تتبع احوال الروح ...وروحي جريحة , انني تعب ....حرب العرب والامريكان على الجنس العراقي شرسة مدمرة وحشية الى الدرجة التي تجعل منا نحن الهاربين من الوطن , ضحايا عنف داخلي مخيف ...يقترح الثوريين القيام بعمل ما , في سبيل الوطن !
في الايام الخوالي , الايام الماضيات لم يفعل هؤلاء للوطن سوى تهريب – الخلاصة الوطنية – وانقذوا انفسهم ...اما اليوم فهم يتصايحون اه ايها الوطن , وياليتك وطني تدخلهم تحت ريشاتك المليون ....فكلما خرجت من داء , دخلت في داء اخر .



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوالم الانسان الحي
- حرب الالوان العالمية
- الاله اشور ملحمة ومأساة جديدة
- الفن واختراع الكتابة والقراءة
- البعد الرابع في الثقافة والتفكير العالمي المعاصر
- وسط هذا الصخب
- الاحمر والاسود والاول من ايار
- الوظيفة الاجتماعية والفكرية للالوان
- فنان الحواس المعانة محمود صبري ..وداعا
- العَلم العراقي والنشيد الوطني واليوم الوطني
- البعوض يحارب الملاريا في العراق
- الفن والحرية والابداع
- اللون الاصفر والازرق وثورة العراق المرتقبة
- حادثة قتل قد تفجر وضعا ثوريا
- الفن والدين ومسخ التراث في العراق
- اللون الاسود في الديانة والسياسة
- اللون الاخضر والاسود وشجرة ادم في البصرة
- البحث الجمالي والبحث العلمي
- اللون الاسود والمعاني السود في العراق
- العراقيون وعلم الجمال


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع هاشم - ربع قرن في تدمير العراق