أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسلمي - عنتر بن شداد كلاكيت تاني مرة















المزيد.....

عنتر بن شداد كلاكيت تاني مرة


حامد المسلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


لماذا قدم فريد شوقي شخصية عنتر بن شداد كما قدمها سراج منير بنفس السيناريو والأحداث؟
(ملاحظة، المقال يغلب عليه السياسة والتاريخ أكثر من الكلام في السينما)
في عام 1954 صدر كتاب فلسفة الثورة لجمال عبدالناصر، وهو الكتاب الذي عرض فيها رؤية ثورة يوليو، كما عرض فيها دوائر السياسة الخارجية المصرية وحددها بثلاثة دوائر واضحة
الدائرة العربية (القومية العربية)، والدائرة الأفريقية، والدائرة الإسلامية علي الترتيب.
ومع الثورة بدأ يتغني العديد والعديد من الفنانين للثورة، وبدأت الأعمال المختلفة سواء بإيعاز من السلطة لإبراز فكرة الثورة ومبادئها سينمائياً، أو إيمان كامل من صانعيها بدور السينما في نقل الأفكار للمشاهد بطريقة أكثر إقناعاً متبنيين رؤية الثورة سينمائياً.
وقد كانت أغاني عبدالحليم حافظ وأم كلثوم العديدة التي تغنت للثورة ولعبدالناصر في ذلك الوقت، وكذلك أفلام إسماعيل ياسين المتعددة التي مجدت في العسكرية المصرية.
نأتي هنا للسؤال الرئيسي في المقال
لماذا تم إعادة تناول قصة فيلم عنتر وعبلة مرة أخري ليتغير فقط أسم الفيلم إلي عنتر أبن شداد؟
فلم يكن من الغريب إستغلال نجاح شخصية الفارس المقدام عنتر وتقديمها سينمائياً في عدة أفلام بداية من مغامرات عنتر وعبلة، ثم عنتر وعبلة 1948 لسراج منير، وأبن عنتر، وصولاً إلي عدة أعمال أخري كـ عنتر يغزو الصحراء في عام 1960 (النسخة اللبناني)، ثم إعادة تقديم نسخة عنتر وعبلة مرة أخري بأسم عنتر أبن شداد بطولة فريد شوقي (هو الفيلم الأشهر علي الأطلاق في كل أفلام عنتر وعبلة التي تصل لحوالي 8 أفلام منها 4 لفريد شوقي تقريباً)
كما قلت إن إستغلال شخصية عنتر بن شداد (هذا العبد الذي عاني من الإضطهاد بسبب العبودية في شبه الجزيرة العربية) لم يكن غريباً وسنحاول إن نسرد بعض المتغيرات السياسية الإقليمية والعالمية في هذا الوقت.
• أولاً كان نظام عبدالناصر من أشد المعارضين لنظام الرق والعبودية في المنطقة العربية وفي أفريقيا، وكان العالم يضغط بكل قوة علي السعودية لتلغي الرق، وقد صدر قانون تجريم الرق في السعودية 1962 ولم يفعل فعلياً إلا في أواسط السبعينيات، ثم ألغت اليمن وعمان الرق عام 1970 بضغوط دولية، وأخر الدول في العالم التي أعلنت تجري الرق كانت موريتانيا 1981. (للعلم لازال هناك عبيد في بعض الدول مثل السودان وموريتانيا)
• شخصية عنترة اختفت من 1948 ولم تظهر إلا في النسخة اللبناني 1960 وفيلم عنتر يغزو الصحراء، والتي تحدثت عن العبودية بشكل واضح لا لبس فيه.
• في 21 مارس 1961 حدثت مذبحة شاربفيل في جنوب أفريقيا والتي ارتكبها نظام الفصل العنصري ضد السود، وبعدها قادت مصر حملة عالمية لعزل النظام العنصري الحاكم في جنوب أفريقيا وقد استطاعت أن تحشد الدول في الأمم المتحدة لإستصدار عقوبات اقتصادية وسياسية ضد جنوب أفريقيا آنذاك (وقد أصبح يوم 21 مارس اليوم الرسمي لحقوق الإنسان في جنوب أفريقيا).
• في ديسمبر 1961 عرض فيلم عنتر بن شداد والذي لاقي نجاح كبير، وكان إعادة لنفس الفيلم ونفس الاحداث ونفس الحوار تقريباً الذي حمل إسم عنتر وعبلة لسراج منير، وكوكا العامل المشترك في معظم أفلام عنترة. (فلم تكن هناك إضافة تذكر غير دور أحمد خميش أخو عبلة في الفيلم قط، مع بعض التغيرات الطفيفية في حوالي 3 مشاهد رئيسية )
• ما يدعم وجهة نظري نسبياً، بأنه لايمكن تجاهل الأحداث السياسية العالمية عما تناولته السينما المصرية في هذا الوقت تحديداً
- في عام 1961 عُرض فيلم وا إسلاماه (القومية الإسلامية) وهذا الفارس الإسلامي قطز والذي جمع المسلمين خلفه (في إشارة للصراع العربي الإسرائيلي، والذي حاول عبدالناصر حشد المسلمين خلفه في الحرب المقدسة ضد اليهود).
- في عام 1963 كان عرض فيلم الناصر صلاح الدين (القومية العربية)، لو لاحظنا سنجد أسم الفيلم الناصر وليس صلاح الدين الأيوبي، وفي تقديم صلاح الدين لنفسه في الفيلم قال "صلاح الدين... عبدالله وخادم العرب"، وكان الفيلم أيضاً أحدي أدوات الحشد الجماهيري العربي خلف القائد العربي الناصر في الصراع العربي الإسرائيلي المشتعل في ذلك الوقت.
- ويمكن أن نلقي نظرة سريعة علي بعض الأفلام كمثال ( رد قلبي والإيدي الناعمة والباب الحديد والمارد) وسنجد ببساطة بعض الإشارات الواضحة لنهج الثورة في هذه الأفلام.
• أزعم بأنه ما أعيد تقديم عنتر وعبلة بهذه التغطية الإعلامية (الفيلم الوحيد الذي حظي بهذه التغطية، والذي لازال يعرض في كل أرجاء الدول العربية، علي عكس باقي الأفلام والتي لم يعرض بعضها أصلاً في مصر) إلا كتوجه عام من النظام الناصري في هذا الوقت باستخدام السينما كأحدي أداوت القوة الناعمة، فأعيد إنتاج فكرة عنتر وعبلة بعد مذبحة شاربفيل ومع تصاعد التوترات مع السعودية واليمن في هذه الفترة، وكجزء من رؤية النظام للصراع، فقد أخرج الشخصية الأسطورية عنتر والذي تعرض للإضطهاد، ليكون أيقونة للتحرير.
• ففي أحدي خطابات جمال عبدالناصر قال ما معناه " بأنه لا يمكن لمصر أن تغمض عينيها عن الصراع الدائر في أفريقيا بين 5 مليون أبيض يستعبدون 200 مليون أفريقي" وكان هذا الخطاب بداية للجمعية الأفريقية في 5 شارع أحمد حشمت بالزمالك، لتكون مقر لكثير من حركات التحرير الأفريقية في نضالها ضد المستعمر الأوروبي آنذاك
• البعض يقول بأن فريد شوقي كان يطمع في إعادة تقديم هذه الشخصيات طمعاً في البطولة (عنتر وحسن الهلالي)، وأظن بأن هذه المقولة في هذه الحالة تحديداً غير صحيحة، لأنه لو كن طمعاً في البطولة إرضاء الغرور، فقد تحققت هذه الحالة في عرض شخصية عنتر في فيلم عنتر يغزو الصحراء 1960، فما الداعي لإعادة تقديم شخصية عنتر بنفس السيناريو ونفس المخرج للدور الذي قدم من قِبَل الفنان سراج منير؟
لن نجد إجابة مقنعة أبداً
إلا إننا لو لاحظنا إهتمام فريد شوقي بتقديم بعض الأفلام التي تتبني أفكار الثورة، مثل شخصية أبو سريع في الباب الحديد وسعيه لتأسيس العمل النقابي في عام 1958، أي مع تبلور الفكر الإشتراكي في مصر بشكل عام، ثم تقديمه فيلم المارد في عام 1964 والذي يمجد فيه ثورة يوليو بشكل واضح حتي بعد أن بدأ يهاجمها كثيراً من أبنائها.
لذا أتصور بن السبب الرئيسي لإعادة تقديم شخصية عنتر بن شداد في فيلم جديد، كان تسارع الأحداث العالمية وبتوجة من النظام الناصري (ولضيق الوقت بأن يكتبوا شخصية بهذا الشكل الأسطوري)



#حامد_المسلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسلمي - عنتر بن شداد كلاكيت تاني مرة