أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد محمد هاشم - جدلية الأعلام العربي وواقع المشهد العراقي















المزيد.....

جدلية الأعلام العربي وواقع المشهد العراقي


أحمد محمد هاشم
باحث في اللسانيات النفسية

(Ahmed M. Hashim)


الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 08:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


أن يُدعى أن لا دخل للأعلام بظواهر العنف, لاسيما ما يجري في العراق بتاتاً, أو أن لا دخل جذري هو, أمر يحتاج إلى لدليل.. وذلك لعدة أسباب؛ أهمها:
البعد العاطفي؛ الذي كثيراً ما يترك بصماته على قرارات سكان المنطقة..
ولا حاجة لنسرد الدليل العلمي على ذلك, ولكن بغية عدم المصادرة أشير إلى أن أكثر المحاربين العرب الذين دخلوا العراق ومن هم في الداخل, اعترفوا بأن أهم دافع لحركتهم التخربية هو الأعلام لا سيما تلك القـنوات التي أصرت وتصر على تتبع العثرات في كل حركة وسكنه في سلوكية الاتجاه السياسي الجديد في العراق, بل وتحاول التزييف والتشويش على هذه التجربة( الأنموذج) لترفدها تجاه السلب.
على العموم الأعلام العربي وللأسف الشديد أخذ ينطلق من أثـنينيات في سلوكياته الحركية!؟
فهو لا يرى الجرائم الصدامية التي دامت لأكثر من ثلاثين عاماً.. ولا يرى المقابر الجماعة والملايين من ضحايا النظام البائد, نابذين بذلك حجية التأريخ عليهم, في حين أن أدنى خرق يلحق تجاه أفراد مجرمين يأخذ بالتطبيل له( كما في أظهار صور النظام البائد في زنزانته), وأخرى يرجمون ويسخفون في الرأي العام العراقي بحجة أبراز الرأي الآخر.
منذ متى اهتم الأعلام العربي بإبراز صوت المعارضة العراقية؟ الم يكن هذا الصوت أبان النظام الفاشي معتماً عليه بالمطلقة! أينهم من هذا السلوك الجديد( فأين صوت المعارضة السورية والمصرية واليمنية... والخ).؟
ثم أين صوتهم تجاه الاحتلال الإسرائيلي للجولان وفلسطين وبعض المناطق الجنوبية من لبنان, وهكذا أينهم من القواعد الأمريكية في دول الخليج العربي!!!
ومع هذا أطمأن العرب والأعلام العربي, أن العراق ماضي تجاه مستقبل يعيد له حضارته وقيمه التاريخية, فرغم كل الظروف والصعاب أستطيع القول: أن العراق بدأت قاطرته بالسير نحو التقدم والرقي؛ بعد أن أخذت جادة الصواب تُهدم سلوكية القهقرى, وذلك في أول انتخابات ديمقراطية على مستوى التأريخ العراقي والعربي.. وسيحرر العراق من الاحتلال بحكمة رجاله السياسيين والدينيين.. ومجتمعه.. وأقولها وللأسف ستبقى الجولان وفلسطين محتله, مادامت الحركة السياسية للأخيرين تحمل طابع راديكالياً( عنتري الصوت), فأين العقل الذي تبع عنتريات صدام ومن لف لفه, هل احترقت نصف إسرائيل أم نصف فلسطين بنيران الغزو الإسرائيلي, أم هل انتحر الجنود الأمريكان على أسوار بغداد أم اختبأ هو في جحور؟ الفأران من عفنه.؟
أين العقلية العربية من النكسات التي جرت ويلاتها وعلى مدى عقود من الزمان لتتبعها نكبات تلو النكبات.
ومع الابتعاد عن أفق السياسة ننتقل لأفق العقل والدين لأقول:
أن أفضل وأول مَن طرح وأنتبه لتقييم الواقع العراقي والتأثير الإعلامي عليه هو سماحة آية الله العظمى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم( قدس سره) إذ أنه قيم الشارع العراقي واضعاً السبل الحركية الواقعية له ناظراً بذلك إلى واقع الحركة الإعلامية ودورها وتأثيرها على المشهد العراقي. وهنا ننقل القاريء الكريم مقتطفات من الحوار الذي أطلقه سماحته في خطبته الثانية من الجمعة الخامسة والتي صادفت في 27 / 6/ 2003 , لبيان التفكير الواقعي والمتحضر, والعلاج الأنجع لكل هذه التصورات:

أن لوسائل الإعلام العربية... عامل مساعد فهم الآن يمارسون دورا مهما جدا في سحب الشعب العراقي ودفعه باتجاه قوات التحالف والاحتلال هذه حقيقة واضحة بينة.
ان هؤلاء يعملون ليلاً نهاراً لسياسات لا مجال لذكرها لكن هناك هدف ان يكون قتال وصراع بين العراقيين وبين التحالف وهؤلاء يستخدمون الآن جميع إمكاناتهم الإعلامية وأساليبهم وتجاربهم والفن الإعلامي الذي يملكونه بممارسة حرب نفسية على العراقيين من اجل أن يسحبوهم إلى الدخول في معارك ضارية لا أول لها ولا آخر مع قوات التحالف هذا هو الواقع الذي نعيشه الآن.
أما الموقف الشرعي؟
هنا يمكن أن نشير إلى أن الموقف الشرعي إذا أردنا أن ننظر أليه من خلال النظرية العامة للإسلام فمن الواضح أن النظرية العامة للإسلام تبتني على خطين رئيسيين أساسيين:
الخط الأول: خط الرفض للعدوان، الرفض للهيمنة الخارجية] وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً[ (1) ] فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ[ (2) هذا هو خط إسلامي واضح يشخصه القرآن الكريم.
الخط الثاني: ولابد من النظر إليه بصورة دقيقة من الناحية الشرعية مع قطع النظر عن الموقف السياسي وهو قضية القدرة، لأن الواجبات الشرعية مرهونة بعاملين رئيسيين وهذه اجعلوها في ثقافتكم الإسلامية:
العامل الأول: القدرة، لا يوجد واجب شرعي مكلف به الإنسان خارج قدرته لأن الله سبحانه وتعالى لا يكلف الناس أكثر مما يتحملون، أو يسعون في قدرتهم بل أكثر من ذلك أن الله سبحانه وتعالى ما جعل في الدين من حرج، فحتى حالة الحرج وضعها الله سبحانه وتعالى بصورة عامة، فقضية القدرة من القضايا الأساسية.
العامل الثاني: الذي يجب أن نفهمه هو قضية المصلحة، فان الحكم الشرعي في الإسلام تابع للمصالح والمفاسد، فهو.. ليس حكما مجردا عن المصلحة والمفسدة.

وهنا بعد أن يبين( رحمه الله) أهم الثوابت الشرعية لمثل هكذا قضية مصيرية يطبق مصاديق هذا الأنموذج على طبيعة المشهد العراقي؛ ليقول:

أولاً: لابد أن تبذل كل الجهود المشروعة ذات الطابع السلمي لإنهاء الاحتلال لان الشرّع المقدس يقول: لا يعمد الإنسان إلى استخدام العنف والسلاح والقوة إلا بعد بذل الجهود في استخدام الدعوة إلى الله والحكمة والموعظة الحسنة والعمل السياسي حتى يصل إلى استخدام القوة.
رسول الله بقى ثلاثة عشر سنة يدعو إلى الله ولم يستخدم القوة ولا مرة واحدة حتى أقام الحجة الكاملة على الناس عندئذ عمد إلى استخدام القوة والسلاح والعنف.
الإسلام يرى انه مادامت باب الوسائل السلمية مفتوحة فلابد أن تتبع حتى تقام الحجة بصورة كاملة وعندئذ يتحول الإنسان إلى استخدام القوة والقدرة.
ونحن نعتقد انه لم تستنفد جميع الوسائل السلمية ولابد من استـنفاذها بصورة كاملة وتبذل الجهود من اجل إنهاء الاحتلال. الجهود التي تتسم بالسلمية.
ثانياً: قضية ضبط النفس في هذه المرحلة، لان هناك محاولة لجر العراق إلى حرب ضروس لا أول لها ولا آخر، وهذه المسألة لابد من الانتباه إليها في هذه المرحلة بالذات، فقضية ضبط النفس مهمة جدا في الحكم الشرعي.
ثالثاً: ممارسة كل وسائل الاحتجاج والتعبير عن استنكار التصرفات الخاطئة التي تتسم بالعنف واللامبالاة... التي ترتكبها قوات التحالف ضد الناس الأبرياء مثل السرقة ولدي وثائق تؤكد ذلك، انهم يسرقون الناس ويعتدون عليهم ولا يهتمون بآدابهم وقيمهم ومثلهم، هذه مسألة مهمة جداً لابد أن نحتج عليها ونستنكرها ونتحدث عنها من اجل أن يكون هناك انضباط في التعامل مع الناس ومعالجة هذه الحالة.

ما هي أسس الحوار:
نعتقد أن قرار مجلس الأمن 1483 والذي صدر... بالإجماع وقدمته الولايات المتحدة وبريطانيا إلى مجلس الأمن وأقر من قبله، قرار يصلح أن يكون أساسا لهذا الحوار. وهو يؤكد على عدة مبادئ...:
المبدأ الأول: يؤكد على السيادة العراقية، إذاً لابد من وجود عمل جاد ليكون العراق حرا مستقلا.
المبدأ الثاني: السرعة في إنهاء الاحتلال.
المبدأ الثالث: مساعدة العراقيين على تشكيل الإدارة العراقية، العراقيون هم الذين يشكلون الإدارة العراقية المؤقتة وعلى قوات التحالف أن تساعدهم على ذلك وهذا ما ينص عليه قرار مجلس الأمن.
المبدأ الرابع: اتخاذ الإجراءات العملية السريعة لأجراء انتخابات عامة ينتخب فيها مجلس دستوري يدون الدستور ثم بعد ذلك تجري انتخابات عامة لتصبح لدينا حكومة عراقية ذات سيادة كاملة وبهذا يمكن أن ننهي الاحتلال.
هذه المبادئ الأربعة الأساسية يمكن أن تكون أساسا للحوار الذي ندعو إليه، لذلك نعتقد أن الطريق الصحيح لمواجهة العنف ليس التعتيم على الحقائق بل هو أن نبين هذه الحقائق وأسباب العنف ونذهب إلى معالجة هذه الأسباب ونعتقد أن الطريق الصحيح للمعالجة هو أن نبذل جهودنا جميعا من اجل... الحرية والاستقلال الكاملين, لتحقيق العدالة.

مع هذا البون الشاسع نترك العاقل المتأمل ونفسه؛ ليقارن بين: مسلكي التعقل والتهور والإصلاح والتهديم, وبين من يحقن الدم ويحفظ للإنسان إنسانيته وبين من يسيل الدماء ويعيش في غياهيب الجحور!



#أحمد_محمد_هاشم (هاشتاغ)       Ahmed_M._Hashim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد محمد هاشم - جدلية الأعلام العربي وواقع المشهد العراقي