أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهين خليل نصّار - صفعة مدوية لليسار الإسرائيلي الواهم... ‏














المزيد.....

صفعة مدوية لليسار الإسرائيلي الواهم... ‏


شاهين خليل نصّار

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 17:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الفلك السياسي الإسرائيلي ليس غريبا أن نسمع تصريحا من أحد أعضاء الكنيست أو الحكومة يشن فيه هجوما أرعن على العرب ‏الفلسطينيين في الضفة الغربية أو غزة أو القدس أو في الداخل (مناطق الـ48، داخل حدود الخط الأخضر). وليس غريبا أن تُهاجم ‏مؤسسات عربية فلسطينية كمساواة أو عدالة وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني العاملة لتحصيل حقوق العرب الفلسطينيين في ‏اسرائيل. وليس متسهجنا ان يقوم أي سياسي يميني طموح بالتهجم على أحد أعضاء الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) العرب الذين يمثلون ‏شعبنا في السلطة التشريعية.‏
لكن المستغرب هو أن تتعرض مؤسسة يسارية اسرائيلية مكوّنة من جنود سابقين في جيش الاحتلال لهجوم كهذا، ولكن ذلك لأول وهلة ‏فقط. فعندما نعي أن هذه الجمعية تعمل ضد الاحتلال الاسرائيلي يصبح الأمر اعتياديا بعض الشيء.‏
ولا أقصد هنا الهجوم على مؤسسة بتسيلم التي تعنى بفضح جرائم الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية والتي أحرق مقرها في ‏القدس الأسبوع المنصرم، بل أقصد الهجوم الذي تتعرض له جمعية "نكسر الصمت" اليسارية وهي جمعية لخريجي جيش الاحتلال ‏الإسرائيلي الذين ندموا على الجرائم التي كانوا ربما شركاء بها بحق شعبنا الفلسطيني أو شاهدين عليها أو لمجرد خدمتهم في الجيش، ‏وباتوا اليوم يقدمون المحاضرات ويقيمون الندوات للجمهور الاسرائيلي عموما (اليهودي) وللجنود الحاليين في جيش الاحتلال، فيتحدث ‏كل جندي سابق عن تجربته الشخصية في البزة العسكرية وعن انتهاكات حقوق الانسان بحق الشعب الفلسطيني.‏
إنهم ما يُعرف باسم اليسار الصهيوني، ذاك اليسار الذي لم يرَ أي مشكلة أخلاقية بأداء الخدمة في صباه بجيش الاحتلال، ولم يعتبر أن هناك ‏شعبا كاملا يرضخ تحت براثن الاحتلال وأنه هو الاداة لهضم حقوقه وسلب ممتلكاته وانتهاك قدسية هؤلاء البشر. إنه ذات اليسار الذي ‏يقال عنه بالعبرية "י-;-ו-;-ר-;-י-;-ם-;- ו-;-ב-;-ו-;-כ-;-י-;-ם-;-" أي بمفهوم (نطلق النار أولا وبعدها نبكي ونندم).‏
هناك من يدعي أن مصدر قوة هذه المنظمة هو قدرتها على استعراض شهادات عن الروتين اليومي للاحتلال أمام المجتمع الاسرائيلي، ‏وفعلا هذا ما تقوم به، مجرد وصف وعرض، لا تعترض، لا تقف بوجه الظلم والقمع وتصرخ بوجه الظالم والمعتدي والقامع والمحتل، ‏بل تعرض بهدوء.‏
في الماضي كانت هذه المنظمة تحظى بالشرعية الايديولوجية من جيش الاحتلال نفسه الذي يدعي دوما انه أكثر جيش أخلاقية في العالم، ‏هي الشرعية ذاتها التي تُمنح للمقاتلين والمحاربين بجيش الاحتلال بحجة الدفاع عن دولتهم. يتناسى هؤلاء أنه لا شرعية للاحتلال أصلا، ‏بالتالي لا شرعية للخدمة في جيش يطبق عمليا هذه السياسة.‏
المثير في القضية هو أن حتى من كان يتوهم يوما بأنه يحظى بشرعية ما في المجتمع الاسرائيلي، استفاق مؤخرا لواقع مغاير، لواقع بات ‏هو نفسه يتعرض للهجوم من تيارات الصهيونية شتى. فحتى احزاب اليسار الصهيوني التي كانت ترعاه وبالأخص حزب العمل الذي ‏وقّع على معاهدات أوسلو لم تنبس ببنت شفة دفاعا عن ابنها الشاطر، الذي ندم على فعلته وعلى خطاياه الكثيرة.‏
مشكلة هذا اليسار الصهيوني تكمن في أنه في ظل التحريض المستعر من اليمين الحاكم لا تسلم الجرة. فعندما كان الهجوم على أعضاء ‏الكنيست العرب صمت، وعندما هاجموا كل متضامن مع الشعب الفلسطيني صمت، وعندما هاجموا اليسار العربي الفلسطيني داخل ‏اسرائيل صمت، وفي كل مرة يتعرض فيها أحد رافضي الخدمة العسكرية الإجبارية من اليهود كان أو من الدروز (الملزمين بالخدمة ‏العسكرية) صمت. ‏
إنها النخبة الحاكمة البيضاء، إنها النخبة التي بدأت الاحتلال وحلمت بأن تصنع دولة على كامل الأرض الفلسطينية وزيادة، هي النخبة ‏ذاتها التي تيّقنت في يوم من الأيام أن هذا ليس الحل، أن مصير الاحتلال الى الزوال، وحاولت دق ناقوس الخطر لبقية أفراد هذه النخبة.‏
فها هم يتذوقون الآن طعم الديمقراطية التي حلموا فيها والتي سعوا لبنائها وشقوا طريقهم متوّهمين أنهم بالفعل بنوا مجتمعا علمانيا لكنهم ‏استفاقوا لواقع تستفشي فيه الفاشية بوتيرة خيالية، ومصدرها من أعلى منصب في الدولة، ومن قلب الحكومة!‏



#شاهين_خليل_نصّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالمرصاد
- على الجبالِ
- التقاليد غير المسيحية لعيد الميلاد
- عندما يجتمعون في الرياض لا يصح الحديث عن مصير الأسد
- تخيلي
- كيف وجدت نفسي مدافعا عن الحركة الإسلامية؟
- لمحتها
- إنتقام أمريكا وانجلترا من الفيفا ولعبة قطر القذرة
- شبتُ
- غمزة
- إعزفيلي
- رُديّ الروحَ
- فخار يكسر بعضه بلجنة المتابعة


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهين خليل نصّار - صفعة مدوية لليسار الإسرائيلي الواهم... ‏