أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى المغراوي - المرأة العربية.. حريتها بداية مشاكلها














المزيد.....

المرأة العربية.. حريتها بداية مشاكلها


مصطفى المغراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 16:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قيل قديما عن المرأة: إذا أردت أن تعرف مدى تطور مجتمع من المجتمعات، فانظر إلى موقع المرأة منه ومكانتها فيه، وقيل عنها أيضا: إن التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها، ومن هنا نستطيع أن نلمس عن كثب أهمية مركز المرأة، وخطورة رسالتها ومحورية الدور الذي تضطلع به ، لتشكيل صورة مثالية لمجتمع القيم و الفضيلة.
إذا كان كل بناء لا يستقيم عماده الانهيار، فان ذلك ينطبق على وضعية المرأة، التي لا زال حل معضلتها مستعصيا على الأفهام، وذلك بسبب عدم الاعتراف الكلي بحقها الذي وهبته لها الطبيعة، على الرغم من التقدم الهائل في المنظومة الحقوقية الذي بلغه الإنسان، وهذا أمر قد يعوقها حتما عن القيام بوظيفتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية إلى جانب الرجل ، الذي يتفوق عليها كثيرا في هذا المجال.
فلكي تعزز حضورها بشكل قوي، يجب أن يُفسَح لها المجال وتُعَدَّ للقدرة على تنفيذ ما يُطلب منها ، ولن يتم ذلك إلا بتظافر مجموعة من الشروط، وعلى رأسها تحرر الرجال أنفسهم من روح الجمود العتيق الذي يُطوِّق بصرهم ويحد من بصيرتهم.
إذا كانت المساواة بين الجنسين أمرا يضمن سلامة المجتمع، من جملة أمراض ناتجة عن التخلف والجهل بطبائع الأشياء، فإن من حق المرأة أن تشارك المشاركة المثلى في الصالح العام بالخدمة والفكر والإرشاد والذين يعتقدون أنها تعاني نقصا في القدرة الموجودة عند الرجل، فلأنهم لا زالوا متشبثين بالآثار القديمة الموروثة عن أجيال الاضطهاد وعصور السلطة والجبروت والانحطاط، والتي أورثتها ضعفا في بنيتها الجسدية والذهنية بشكل جعلها تتوهم مـتأكدة من شساعة الفارق الفسيولوجي بينها وبين الرجل.
إن ما أفسدته الدهور والأعوام لا تصلحه الشهور والأيام، فلكي تتجاوز المرأة هذه الوضعية المأساوية، عليها بذل المزيد من الجهود المستمرة بخطى متوالية ثابتة، حتى تكون مهيأة للقيام بجلائل الأعمال وجسيم المهمات، فتحتل بذلك المكانة اللائقة والمركز المرموق لتكسير صورتها النمطية أولا، ثم اكتساح جميع قطاعات الحياة التي كانت ممنوعة عليها ثانيا، للوصول إلى أعلى المستويات، رغبة في محاربة كل أشكال الهيمنة البشعة الممارَسة ضدها.
لكن الذي ناسف له حقا في وطننا العربي، هو وجود شرذمة من المتعصبين الجامدين الذين يرفضون كل صالح، ويميلون إلى النيل من كرامة المرأة، مستغلين أية ثغرة مهما كان حجمها. لذلك نراهم لا يعتبرونها مثالا للفضيلة، لأنهم يعتقدون أن تمتعها بالحرية ، يقودها حتما للامتهان بأنواع الكسب غير البريئة، بسبب الحرية الجنسية المعروضة من خلال جسدها في الشوارع والطرقات، الأمر الذي عاد بها إلى وضعية الجواري، والتي لم تتخلص منها إلا بعد جهد جهيد، وذلك بسبب إذكائها لنشاط الجنس الآخر، ضاربة بعرض الحائط كل المواقف الأخلاقية والاجتماعية بل والدينية أيضا، مما جعل الوصول إليها على مرمى حجر.
ومع ذلك فالاستثناء لا يجب أن يطغى على القاعدة، بحيث أن الأدوار التي تلعبها المرأة كثيرة ومتعددة ومُركبة، وعلى رأسها دور الأمومة، الذي يجب أن يحتل موقع الصدارة من اهتماماتها اليومية، لتغذية الطفل بالغذاء الفكري والنفسي قبل كل شيء، بغية إعداد مجتمع سليم، أما دورها كزوجة فيتجلى في الحفاظ على نواة الأسرة الأولى، والتي نعتبرها مجتمعا مصغرا تنعكس صورته تلقائيا على المجتمع الكبير، أما خارج البيت فقد باتت نِداً للرجل في كل مناحي الحياة ، بل نجدها تتحداه وتتفوق عليه في الكفاءة والبديهة والالتزام.
وعلى الرغم من انتشار كثرة التقاليد الموروثة لتبخيس المرأة، فلابد من مضاعفة مقاومتها لانتزاع بقية الحقوق المهضومة، للتخلص من مشكلاتها والشعور بالثقة بنفسها، غير منقطعة عما يدور حولها، مساهمة في الحياة العامة بفعالية، وهذا أمر محمود ينعكس على شخصيتها، ويجعلها قريبة من صورة المرأة المثالية، بل هي المرأة المثالية ذاتها.
إن تحسين حال المرأة العربية، يجب أن يحظى بكثير من التفكير الاجتماعي، كمحاولة متقدمة لإصلاح المجتمع، وتحويله إلى مجتمع حديث ديمقراطي متساو، يستطيع أن يكسب الرهانات المستقبلية التي تنتظره، ولن يتأتى ذلك إلا بتحرير الرجال والنساء، والتربية على احترام الآخر، فالمصلحة العامة تقتضي استباق الحوادث، وتوجيه المرأة الوجهة الحكيمة العادلة، التي تضمن لها حريتها الكاملة، ككائن له مركزه المرموق وصوته المسموع.



#مصطفى_المغراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان في العالم العربي الثقافة المهمشة
- الثقافة السياسية والنظام السياسي العربي ..التوافق المفقود
- مجتمعُ المعرفة .. مجتمعٌ غير عربي
- الدين و العلم .. صراع مفتعَل
- التكامل العربي.. البركان الخامد
- حوار الثقافات..عالَم مشروط وُلوجُه
- عولمة الهوية .. مشروع لن يكتمل


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى المغراوي - المرأة العربية.. حريتها بداية مشاكلها