أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الطيب بدور - الاصلاح التربوي بين الفشل و رهانات النجاح














المزيد.....

الاصلاح التربوي بين الفشل و رهانات النجاح


محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 12:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لو صادفك الحظ.. و مررت من أمام مدرسة أو معهد خاص بأحد الأحياء الراقية...ساعة خروج التلاميذ أو دخولهم...و كيف يخلو الفضاء الخارجي ..سريعا...و لو تمكنت من النفاذ داخل الساحة ...و رأيت كيف يتشكل التلاميذ مجموعات لا تراعي في غالبها
خاصية الجنس... هم في الغالب متجانسون في كل شيء...متشابهون...يقبلون على الدراسة برغبة فائقه...يقتدرون على التفاعل
مع مربين أتقنوا أساليب التعامل مع أفراد و مجموعات تنمو داخل فضاء يطيب فيه العيش ...فضاء أراد له المحيط الاجتماعي
أن يكون لصناعة الذكاء و التفتح على الحياة بما هي أبعاد متكاملة ...و مساعدة على نمو خال من كل تعقيدات التأثيرات
الخارجية السلبية....ذاك نموذج آخذ في الانتشار و بأماكن محدودة جغرافيا...و مرتبطة بفئات اجتماعية كونت لنفسها ..تصورا
للتربية ...ساهمت في توفره منزلقات التعليم العمومي و النظام الاقتصادي الليبيرالي المتوحش....حيث المبادرة الخاصة...بقطع النظر عن مخرجات التعليم بها...ففي النهاية ...محيط يوفر تربية مدرسية بعيدا عن كل أشكال العنف و المعوقات الاجتماعية و المادية ...و ليس المجال هنا للحكم له أو ضده... لكن المؤكد أن النتائج المسجلة ..لهذه المؤسسات و بالمقارنة على المستوى الوطني تفوق بكثير البقية...ليس لأنها فقط تتمتع ببنية تحتية متطورة..و اطار تربوي و مشرف على مستوى عال من التكوين و الكفاءة...و لكن لأسباب أخرى أهمها :
_ ان مستوى المعيشة يمكن هؤلاء الأطفال من النمو السليم في مجال التطور الذهني و العاطفي و الجركي...
_ ينتمي هؤلاء الى أسر من فئات مترفهة أو متوسطة ..و عادة ما يكون الأب و الأم على درجة عالية من الثقافة ..أمر يسهل
كيفية التعامل مع الطفل داخل المنزل...حيث يتوفر الحوار بين أفراد الأسرة ...حوار يساعد في صياغته كنموذج لتعلم لغة راقية
و بنيات لغوية متطوره تعتمد الاستدلال و الحس الراقي ...تهيئة شبه طبيعية لمحتويات التعلم المعقدة..
_ توفر وسائل اتصال متطورة و مكتبات عائلية و ان قلت ..و ندرت فانها بداية ايجابية لثقافة تستهدف تنويع مصادر المعرفة.
و يبقى السؤال...هل مثل هذه النماذج..و ان قلت...تستوجب اصلاحا تربويا ؟
أما البقية..و هي نسبة عالية في تركيبة السكان و كذلك المؤسسات التربوية ...فيمكن تصور ما يجري...و بالعين المجرده...
و أختصرها كما يلي :
_ يعج الفضاء القريب من المدرسة أو المعهد بالتلاميذ ..و بأعداد يحصل لك معها لبس...حيث لن تعرف ما اذا كان ما توفر في الداخل يقل عددا أو يفوقه..
_ مجموعات ...تسير أو تحتمي بجدران مؤسسات قريبة ...يقتنون ما توفر من لمجات من باعة متجولين أو دكاكين يبدو أنها
استثمرت وضعهم فأحدثت.. و تجارتها لن تعرف الكساد في ظل استمرار وضع لا يقدر على احتواء ساعات فراغ التلميذ بما يحميه من
استقطاب خارجي ..يعتمد وسائل ترغيب و محفزات فاقت في جلها ما تقوم به المدرسة ..العاجزة عن حماية الأطفال داخل جدرانها
لضيق الفضاء و غياب استراتيجية واضحة تحمي من منزلقات محيط لم تقع تهيئته لمساندتها...
_ تعرف هذه المؤسسات أشكال عنف آخذة في التطور شيئا فشيئا...نتيجة تدهور واضح في العلاقات التربوية...و محيط يكاد يكون معاد لمؤسسة لم تقدر على التأثير فيه...فاستسلمت لتتأثر به...و تعكس متناقضاته و افرازاته السلبية...
_ كيف نتصور النتائج المدرسية في ظل وضع كهذا ؟ متواضعة ان لم نقل كارثية أحيانا...لأسباب منها :
_ النظرة السلبية للمدرسة و للذات
_ _ مزاولة التعلم بمعوقات تراكمية أهمها...انعدام القدرة على التفاعل الايجابي مع المربي و نشوء صراعات
مع المشرفين و بين التلاميذ أنفسهم ..و نتيجة غياب بنية ذهنية تمكن من مجابهة الصعوبات دون الالتجاء الى العنف
بشتى أنواعه.
_ افتقار المتعلم الى بنيات لغوية و قدرات ذهنية لم تألف الحوار في محيط عائلي محدود الثقافة ...لم يعد يهتم بغير
صعوبات معيشية يومية ...بل على العكس فقد يعمد الى التخلص من الطفل لساعات ...لعجز في توفير المناخ الملائم
لنموه أو اشغاله داخل المنزل...
انه بامكان القائمين على شؤون التربية ضبط ما يرونه ضروريا من محتويات ...و احتياطات لحماية المدرسة...و تكوين راق لمدرسيها و مشرفيها...و لكن كيف ستحل معضلات ...تتناقض أصلا مع روح الاصلاح..؟
_ هل أن اصلاحا في ظل سياسة اقتصادية ليبيرالية لا تراعي عادة العدالة الاجتماعية ...سيمكن كل تلميذ و في ظروف متكافئة من حيث التكوين و بنية تحتية مدرسية ملائمة و تغذية و فضاءات ثقافية...؟
_ اذا كان الاصلاح التربوي مطلبا يهم الأغلبية الساحقة من الشعب ...الذي تعيش غالبية من جهاته الفقر و التهميش
و تدهور المؤسسات التربوية ...و أن مكسبا كالمدرسة العمومية هي آخر معاقل لحماية الأجيال و الانطلاق نحو الأفضل
فمن سيتولى ادارة دفة هدا الاصلاح لتتجانس المحيطات و تتصالح مع المدرسة ؟ قضية معقدة تحيلنا على نافذة أشد تعقيدا....علاقة
تكافؤ الفرص التعليمية بالعدالة الاجتماعية...
هكذا يبدو الوضع...أفكار ...و وجهة نظر ...تجعل من الاصلاح التربوي موضوعا معقدا...عنصر لا يمكن عزله عن اصلاحات
متحتمة ...حتى لا يكون اصلاحا داخليا فقط...يهمل العناصر المرتبطة به ...و التي ينبغي أن يقع تناولها لينسجم الكل و بنمط

تطور يخدم المدرسة بما هي الحياة نفسها بالنسبة للطفل ...و هي المستقبل ...و الا فانه في ظل ما يحدث فان الاصلاح سيكون مزيفا...و سيكون نزيف المدرسة...وبالا عليها و على المجتمع.



#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أماه
- واحدة بواحدة قصة قصيرة
- الأمل


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الطيب بدور - الاصلاح التربوي بين الفشل و رهانات النجاح