أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبةالله الذهبي - لا أسرقُ إلا كتاباً














المزيد.....

لا أسرقُ إلا كتاباً


هبةالله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 00:06
المحور: الادب والفن
    


لا أسرقُ إلا كتاباً
فالحياةُ سرقت مني الكثيرين

البداية ..الكتاب خيرُ أنيسٍ وجليس.
طفولتها المليئة بالمغامرات والمنعطفات .. في سنوات باكرة جداَ تعلمت أشياء تكبرها سناً ,
فبعدها لم يكن الحب أقسى انكساراتها , فهي فتاة قبّلت قدمي والدها فتخلى عنها لأجل حب امرأة أخرى.
وكثيراً ما فكرت بالطفولة والخطيئة هل تتراجحان على نفس الميزان ؟
لا...عزيزي القارئ فهكذا صنف ... هو من صنف الجبابرة.. اتهمنا حكامنا بالتجبرعلى الشعوب ,لكننا لم نحاسب أنفسنا أولاً , ونسينا في كثير من الأحيان مسؤولياتنا , فلكل مسؤول على الأرض , أرضٌ يزرع فيها ,وبقدر ما نزرع نحصد.
ربما فَكرت أيضا ً أنها لا تمتلك الحظ الذي تمتلكه صديقاتها الأخريات .. ففي يومها المدرسي الأول
قررت الحصول على صديقة لها , فبرغم عمر الست السنوات لها كانت تعي تماماً معنى الصداقة .
كانت تريد صديقة حقيقية ,بحثت عن صديقة لتلعبان سوياً و تتعلمان القراءة والكتابة
وتراهقان وتصبحان كدمياتها الجميلة ,ومن ثم تحققان الحياة التي تريدانها إلى أن تصبحان بعمر الكبار جداً... يالهُ من مشوار لم تكن تعي حقيقته , رسمته في مخيلتها الصغيرة التي لم تكن أيضاً بهذا النضج لتدرك أن العالم معقد .. وأن الكبار يُعقدون العالم إلى نهايته .. بالرغم أن الخالق بسطه .
لا لن تعود إلى نفس الدائرة .. فالأرض ربما تكون كروية ..ستجولها .. لكنها لن تعود إلى البداية.

لماذا أيها الإنسان كلما تقدمت بالعمر والتجارب تحمل خيط حياتك وتشابكه مع الآخريين ,ولا تكتفي بهذا فتارةً ترسمه حلقات ملتفة على ذاتها وتارةَ بعقد لا متناهية وتارة تغدو حياتنا سلسة من الجدائل العشوائية .
وقفت تتأمل الصف الممتلئ بالأطفال مثلها .. إلى أن .. أنتِ نعم أنتِ سكونين صديقتي .
كان نهاراً مشمساً من أيلول قضته تلعبان تحت أشعة الشمس الذهبية, مطمئنة أخيراً , اذهب من حياتي مع من تشاء..فأنا لدي صديقة الآن .
مضى يومان على صداقتهما الذهبية , لكن المرض جاءها فجسمها الرقيق كان لم يتعود بعد على الحياة خارج البيت .. لتغيب .. ودعت صديقتها بألم وشوق الطفولة ..فهي لن تستطيع العودة إلى المدرسة إلا بعد أسبوع , وألقت في نفسها تراتيل صداقتهما المقدسة .
لا زالت تذكر حتى اليوم .. اليوم الذي عادت فيه إلى المدرسة ... وقالت لصديقتها .. لقد عدت لقد تعافيت من مرضي .. بإمكاننا أن نلعب سوياً.. أعطيني يدك لنكمل الطريق.. لتدفعها تلك الصديقة وتصرخ بوجهها لا أريدك في غيابك أصبح لدي الكثير من الصديقات .. أنا لست بحاجة لك الآن .
حزنٌ آخر طرق باب حياتها الصغيرة.. قضت بعدها الكثير من الأيام جالسة وحيدة في باحة المدرسة
تتفرج على تلك الفتاة وهي تلعب مع الأخريات ..أو لنقول لتعي هذه الصورة الجديدة من الحياة.
وشاءت الصدف أن يجمعهما القدرمرة ثانية وثالثة ورابعة في مراحل دراسية أخرى , وهي اليوم أيضاً من الأشخاص المتواجدين على حسابها على الفيس بوك . لكن في كل مرة كانت تنظر فيها إلى هذا الوجه ..
لا تتذكر من هذه الفتاة .. فهي فتاة غريبة تماماً .. لم تعرفها من قبل .. فصديقتها الذهبية ماتت بعمر الست سنوات .
في مكان وزمان كان للدم والصديق مطرح الخيانة .. ماذا بقي للحبيب الذي تربطنا معه أيضا الغريزة الجنسية والذي يدعي العالم يومياً أنها من أسباب الكوارث الإنسانية فيه..
كارثة فوق كارثة .. جعلت من الكتاب أفضل الأصدقاء وأفضل المراجع المتكئة حياتها عليها ..
نعم أدعو الجميع الإتكاء على عقول العظماء عند الخيبات والإنكسارات ..
فما نمر به اليوم .. مرت به البشرية من قبل .. فقد خلقنا من نفسٍ واحدة .. وهذه النفس تكرر الأفراح والآلام والصواب والأخطاء..
هذه النفس قادتها إلى مكتبة مرة فأحست بضجيج يملئ رأسها مستغربة ! فالقاعة هادئة والقراءُ صامتون!
لا قد لا تصدقون .. إن الأصوات من على الرفوف ..رفوف تحمل آلاف العقول والأفكار والآراء الخاصة .. يالها من رفوف ثقيلة كرأسها الثقيل .. تقدمت لتختار كتاباً عسى أن تجلس وتجد القليل من الهدوء بإستماعها له.. ومن هنا تعلمت أن تكون مستمعة جيدة للكثيرين الذين جاؤوا ورحلوا ..
وأطلقت عهداً عندما ثار ذلك الضجيج ..إقرأيني أنا ...لا بل إقرأيني أنا ... سأقرأ الجميع وستكونون أصدقائي ومتكئي الوحيد ..وكل ما مررت بكتاب ... سأسرق ذلك الكتاب ..يا خير أنيس .. يا خير جليس.
انتهى.
مرة قال لي كتاب مسروق .. انا أتحدث عن الجريمة .. فلتقرأيني .. ولتمنعي الجريمة ولتدافعي عن الحقوق .. فقررت دراسة الحقوق.
لا أنصحك أن تسمح لي بدخول غرفتك الثالثة ..



كاتبة سورية



#هبةالله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون بين الشتيمة والنميمة !
- حراس المكتبة


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبةالله الذهبي - لا أسرقُ إلا كتاباً