أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - قصة يتيم عراقي في مهب الريح














المزيد.....

قصة يتيم عراقي في مهب الريح


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 10:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قصص ايتام العراق لا احد يستطيع ان يحصيها او يرويها لكثرتها...وكلها مؤلمة مبكية ..واليوم سأتحدث اليكم عن قصة طفل يتيم ساقه سوء حظه ان يولد في التوقيت الخاطئ وفي العائلة الخطأ وفي البلد الخطأ ...
هذا الطفل ولد في زمن رخصت فيه على الناس حياتهم فهو زمن اغبر فلا قيمة للحياة ..يقتل فيه الانسان كما لو كلعبة في ايدي القتلة ويحسب كرقم في عداد القتلى ولا يخشى القاتل قصاص او عقاب وعندما يباشر بعملية القتل فلا يفكر ان من سيقتله مذنب او بريء وهل هو اب لأطفال او عزيز على اب ...
كما ولد هذا الطفل المسكين ولسوء حظه في عائلة غير طبيعية فالأم لا تفكر الا في نفسها ... فلا هم لها سوى المكياج والملابس وحب الرجال وامتهان الكذب واجادة التلاعب بالعواطف ... وحتى لو كان على حساب ابنها اليتيم.
كما ولد هذا الطفل المظلوم وأيضا لسوء حظه في بلد الشقاق والنفاق فقد ولد في العراق ..البلد الذي استشرى فيه الفساد وضاق على العباد الخناق ..فلا قانون لحماية ورعاية الأطفال عموما ولا الايتام خصوصا .. وانما بلد تسوده الفوضى والفلتان والحقد والكراهية ... وضاعت القيم والأخلاق وتبدلت وتغيرت التقاليد والعادات وانتشرت مظاهر الورع الكاذب والتقوى الزائفة.
ولد هذا الطفل محروم من الاب فلم تقر عينه لرؤيته ... والام فقدت زوجها بعد شهر من زواجها .. فأخذته محمولا في بطنها وتركت بيت الزوج لتعود لأهلها ...
الزواج وحسب تعاليم الإسلام الحنيف مبني على المودة والرحمة والمحبة والوفاء والإخلاص بين الزوجين ..ولكن زواج ام هذا اليتيم كما ثبت فيما بعد مبني على الكذب والخداع والمصلحة الذاتية ...حيث لم تحزن على زوجها او على الأقل التظاهر بالحزن على فقدان الزوج كعادة الارامل والثكالى من العراقيات ... وحتى لم تلبس السواد وكان التبرج هوايتها وفي الأخير ختمتها بالزواج ثانية ... فتركت ابنها اليتيم عند عمتها المحرومة من الأطفال لتنتقل الى بيت زوجها الجديد لتعيش بحريتها معه ومع ابنتها الجديدة منه ...
في المجتمع العراقي ...الولد يحمل اسم ابيه وينتمي الى عشيرة ابيه ولاسيما في هذه الظروف التي يمر بها العراق وسيادة النظام العشائري بدلا من النظام المدني ...والمفروض ان يتربى وينشأ على سر ابيه كما يقال ...وكما يعلم العراقيون ان تربية الولد من مسؤولية الاب او جده في حالة غياب الاب وليس الام وهذا هو المفهوم السائد في المجتمع العراقي ... وكما شائع ويعير بانه (تربات مرة )
ولكن هذه الام استغلت حق الحضانة التي منحها لها القانون والشرع لتنتقم من زوجها الراحل لتركه إياها مبكرا وخلال شهر من زواجهما وانتقمت من عائلته التي لم توافق على زواجه منها .. عاقبتهم بحرمانهم من ابنهم والامعان في تدمير طفولته ولم تلتفت الى ذمة او ضمير بحق براءة طفلها اليتيم ولم تراعي مصلحة ومستقبل طفلها اليتيم فحرمته من عائلة ابيه وحنانهم ..واستغلتهم فقط للفائدة المادية ... واجبرتهم على تركه واهمال لقاءه الا في المناسبات .. ولفترات قصيرة ..
فقد كانت توحي لهم بانه مدلل ويداوم بمدرسة أهلية ويتعلم على احسن الأساليب ...وهم يصدقون كلامها ...وللأسف هم صدقوها لأنه لا توجد ام لا تراعي مصلحة طفلها الا ما ندر وتلك حالات شاذة ..ولم ينتبهوا للجريمة التي ترتكب بحق ابنهم بناء على الظواهر ...فقد تبين وبالصدفة المحضة عند زيارة جدته واهل ابيه للاحتفال بعيد ميلاده التاسع ودخوله العام العاشر ...فصدموا عندما لم يجدوا امه وعرفوا فيما بعد منه شخصيا انها متزوجة وعندها بنت ..واكتشفوا انه لم يداوم بالمدرسة وهم كانوا يظنون انه نجح للرابع الابتدائي وهالهم عندما عرفوا ان ابنهم اليتيم المسكين جليس الدار وحيدا مع عمة امه ولا يخرج من البيت الا عندما تخرج عمة امه للتسوق ...ولم يداوم بالمدرسة كبقية الأطفال ... وكان يعامل كحيوان اليف محبوب...يطعم الى درجة الافراط فأصيب بالسمنة المفرطة وبأمراض نفسية نتيجة عدم الاحتكاك بالحياة فكبر وهو منطوي على نفسه تراه خائف ومرعوب الى درجة وصامت ولا يتحرك ...واعصابه وعضلاته مرتخية من قلة الحركة ويضحك بلا سبب...وأعتاد على مشاهدة التلفزيون واللعب بالبلاي ستيشن او اللعب بلعب لا تتلائم مع عمره..اي تراه كما يوصف ...منظره يسر الناظرين وباطنه يدمي القلوب
وبعد اكتشاف هذه الحقائق المؤلمة وفضح الأكاذيب التي عاشوها طيلة 9 سنوات اخذ الطفل وبموافقة اهل الام الى بيت جده ...وعرض على الأطباء الاختصاص فقيموا حالته الصحية والنفسية فقرروا ان تصرفاته تصرفات طفل بعمر اصغر من عمره ويعاني من الكثير من العقد النفسية ويحتاج الى حنان ورعاية خاصة ومركزة على ان لا يعود الى البيئة التي كان يعيشها سابقا ...خوفا عليه من الازدواجية بين تذكر سكون الماضي وخدره وحركة الحاضر الجديد وجهده وتعبه ..
وفعلا سجل بالمدرسة وفي الصف الأول الابتدائي ...وقد فرح المسكين بالذهاب للمدرسة ولكنه يعاني كثيرا في الحفظ ومواكبة بقية التلاميذ العاديين ...
وهذا ما جناه عليه القدر حيث حرمه المجرمين القتلة من حنان ورعاية وحماية الاب ...و ما جنته عليه امه بأنانيتها وحبها لنفسها فأساءت اليه عمدا او جهلا ... والان اصبح مستقبله مجهول ... وفي مهب الريح بل على كف عفريت ..فكم يتيما عراقيا مثله وهم يعدون بالملايين حالهم وظروفهم مثل حال يتيمنا المظلوم هذا ...
عندما أفكر بأيتام العراق يقطر فلبي حزنا والما ...وتراني اردد قول الشاعر
ليس اليتيم من مات والده … إن اليتيم يتيم العلم والأدب
وعندما افكر بما وصل اليه حال التعليم في العراق ...وحال الاسرة العراقية ... وحال المشردين العراقيين ...وحال المعلم العراقي .. لا أجد غير ان اردد .... لك الله ياعراق
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاية الايتام ضمانة مجتمعية
- أردوغان يتحدى وبوتن يقبل التحدي ..فمن سيربح ؟؟
- مفهوم الصلافة او الوقاحة السياسية
- ظاهرة اللصوص الصغار
- اللعب الخطر بدأ الان على المكشوف
- معاناة الشعوب سببه النفاق السياسي
- الدينار العراقي عنوان عزتنا ولكن ؟؟؟
- معالم الانتحار السياسي في العراق
- الاغتيال السياسي ليس حلا
- ولكم في الموت عبرة يا اولي الالباب
- عراقنا سيد بلا سيادة
- منطقتنا العربية حبلى وستلد ثعابين
- غبي من لا يستفيد من دروس التاريخ
- متى يستيقظ ضمير الساسة الامريكان والحكام العرب ؟؟
- لا تطلب الإصلاح في غير اهله
- الاصلاح السياسي لايتحقق بتكرار الاخطاء
- الفقير منين يجيب الرشوة يا خلق الله ؟؟
- ياساستنا الفطاحل. ما هكذا تمتصون نقمة الشعب
- وأخيرا نجحت ايران في تجنب الحرب
- لنتعلم من تجربة اليسار اليوناني الديمقراطية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - قصة يتيم عراقي في مهب الريح