أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (2) استخبار الوحي














المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (2) استخبار الوحي


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 16:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مباحث في الاستخبارات (2)

استخبار الوحي

بشير الوندي
=====
مقدمة
=====
بالرغم من ان حقل الاستخبارات هو ليس حقلاً دينياً , الا ان من المفيد التأكيد على ان الله سبحانه قد مكن انبياءه واولياءه الصالحين من التفوق بسلاح المعلومة التي تعد مدار ومحور وغاية العمل الاستخباري , وان الامر لم يقف عند حد الانبياء والاولياء المعروفين بل تعداهم الى من يتوجهون اليه سبحانه يستخيرونه في قراراتهم , والذين لانلبث ان نستمع اليهم وهم يحدثوننا عن قرارات مصيرية اتخذوها في حياتهم بناءاً على مااسموه بالالهام
===============
المصدر والمتلقي والمعلومة
===============
فالاستخبار يعني الحصول على المعلومة , وهذه المعلومة تحتاج الى تحليل وتدقيق كي يتم التاكد من صحتها , وكلما كان مصدر المعلومة قريب من العدو مطلع عليه , تكون المعلومة الاستخبارية دقيقة ومهمة ويمكن بناء اخطر القرارات المصيرية الاستراتيجية عليها .
الاستخبارات اذن فيها مصدر المعلومة وهو عنصر الاستخبارات الميداني او المصادر , ومتلقي المعلومة وهم محللوا الاستخبارات الذين يغربلون المعلومة على مكاتبهم , وعندنا المعلومة التي تنتقل بين الاثنين .
======
المطلق
=====
فمابالك اذا كان مصدر المعلومة هو اقرب مايمكن من العدو المراد الاستخبار عنه لدرجة انه مطلع على كل اسراره ووثائقه ومطلع على كل افكاره وحركاته وسكناته , بل ويعرف ايضاً بماذا سيفكر , بالاضافة الى انه صادق دوماً بالمطلق ولاييزيد او ينقص بنقل المعلومة بحيث ان دقته هي 100% ؟.
ومابالك اذا كان متلقي المعلومة من المصدر معصوم لايخطيء ومنزه تماماً وهو ايضاً بالنتيجة لايكذب ولاينقل الا الصواب ؟
هنا تكون المعلومة مؤكدة وموثوقة , وتستطيع ان تبني عليها اخطر قراراتك .
ان مانعنيه مما سبق هو الوحي الالهي للانبياء , فمصدر المعلومة هو الله سبحانه وتعالى وهو اقرب للانسان من حبل الوريد , والانسان هنا هو بالمطلق , اي انه اقرب الى العدو ايضا من حبل الوريد ويعرف كل سكناته وعدا عن ذلك هو خالقه وعنده اللوح المكتوب , فالمعلومة الهية , والله سبحانه يسلمها لمن يؤتمن عليها وهو النبي او الرسول , فالنبي او الرسول هنا هو متلقي المعلومة ,كما ان المعلومة هنا صحيحة لان مصدرها الله سبحانه وبالتالي لاتحتاج بل لايجوز للنبي او الرسول تمحيصها والشك بها .
==============
اشكال تلقي المعلومة الالهية
==============
فبهذا الشكل , يعد هذا النوع هو اعلى نوع من الاستخبار , وهو ما خص الله يبحانه به انبياءه , فكل الانبياء قدّر الله تعالى لهم من الاطلاع على المعلومة وزودهم وسلحهم بها , وهذا كان هو العون الكبير لنجاحهم في نشر رسالاتهم , سواء ماكان بالوحي المباشر بما يلقيه عليهم من تنبيهات للمخاطر او توجيههم الى تخطيط اتجاه ما دون غيره ,وقد يكلمه كما في موسى كليم الله, او بتسخيرٍ بالواسطة كما في تمكين نبي او رسول من ان يكلمه ملك كما في جبريل عليه السلام مع رسولنا الكريم , او ان يسخر له موارد للمعلومات كتفسير الاحلام عند النبي يوسف عليه السلام , او ان يستطيع ان يعرف لغة الطير والحيوانات ويجعلها عيوناً له تتقصى المعلومة ,كما في قصة النبي سليمان, او في ان يخص النبي او الرسول بجولة في عالم السموات , كما في الاسراء لخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم .
=============
المعلومات سلاح النجاح
==============
وبالتأكيد فان الاستخبار عن المستقبل والاوامر الربانيه كان اعظم سلاح بيد الانبيإء وبالمعلومة اتخذوا قرارات مصيرية ,فقد قام النبي نوح ببناء سفينة بامر الله , لان الاستخبار وصل اليه بان الطوفان سيحصل والمصير هو الغرق , وتجنب النبي العظيم عمليه الاغتيال في قريش ومكة بسبب الاستخبار الرباني, وانقذ النبي يوسف الامة من الجوع من خلال المعلومة (تفسير الحلم), ناهيك عن المعاجز التي كان الله يسلح بها الرسل كان الاستخبار والوحي يجعلهم ذو اسبقيه في مواجهه العدو, ففي كثير من المواقف كانت الغلبة للانبياء مع الكفار وجبابرة عصورهم بسبب المعلومة , فعيسى عليه السلام اصبحت لديه القدرة على اخبار الناس مايدخرون في بيوتهم , وكذا بالنسبة للرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم حين كان يخبر الاقوام والمجادلين بقصص الاقوام السابقة
ولم تخل قصة بني من الانبياء من تداول لمعلومات تأتيهم ايحاءاً كما في ان يرزق يعقوب عليه السلام بولد , او في تنبيه لعقاب يقع على قوم ما كما في قصة النبي لوط عليه السلام .
بل ان الامر لم يقف عند حد الانبياء فقط , وتعداهم الى اولياء الله الصالحين كما في قصة الخضر عليه السلام , ولاغرابة في ان يصل الامر الى نميل الى تصديق الكثير من الناس الصالحين , او ممن يدعون ربهم بقلب سليم من ان يمن الله سبحانه عليهم بإلهام بقرارات معينة يتخذونها في حياتهم تخلصهم من مأزق او ان تفتح لهم ابواب الرزق , وهو نوع من البناء على معلومة يعدها المؤمن قاطعة الصدقية ويبني عليها قراراً مصيرياً يخص عائلته او تجارته او اي شأن من حياته , وهو امر لطالما تواتر في مالايحصى من قصص الحياة .
=====
خلاصة
=====
مقصدنا هنا , ان دقة المعلومة ومدى صدق المصدر وتمكنه من ان يكون قريباً من المعلومة , كلها عوامل مهمة ورئيسية في تمكين المحلل الاستخباري من الركون للمعلومة والبناء عليها واعتبارها اساساً لما تليها من معلومات تكمل اللغز , ومن ثم اتخاذ قرارات استراتيجية لايمكن التكهن بها مالم تتوافرمعلومة لاغبار عليها , وهو ماكان متحققاً في الاخبار الالهي للانبياء , كما في قرار بناء سفينة نوح عليه السلام , وبالطبع فاننا لانعني هنا الاوامر الالهية الصادرة منه سبحانه للانبياء , وانما نعني بها المعلومات التي يطلع الله سبحانه انبياءه ليتمكنوا من ان ينجحوا في نشر الدين .



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة استخبار
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (10) الامن المالي
- الضوابط الداعمة لتعزيز الامن (9) إعلام الضحيّة
- الضوابط الداعمة لتعزيز الامن (8) قضاؤنا والارهاب
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (6) وقف تجنيد الارهابيين
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (5) اقلاق اوكار الارهاب
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (4) خطر العبوات الناسفة
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (3) امن الاتصالات والشرائح ...
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني(2) العجلات المفخخة
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني(1) تقنين سوق السلاح
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (8) محو الامية العسكرية
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (7) المعسكرات المتكاملة
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (6) خيانة عند الحدود !!!!
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (5) افاق الصناعات المدنية في ...
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (4) ....افاق الصناعات العسكر ...
- من اجل بنى تحتية لقواتنا الامنية (3) .......المشافي العسكرية
- مطبات اصلاح المؤسسة القضائية
- امن اقتصادي او لادولة
- حصاء فاشل ..ومستمسكات لاتحصى!!!!
- داعش ..جغرافيا مثيرة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (2) استخبار الوحي