أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!














المزيد.....

أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


أشار الملك لقمان إلى الملك شمنهور أن يقيم روضا فسيحا لإقامة حفل العشاء . فما كان منه إلا أن أقام روضا شبيها بذاك الذي أقامه لحفل تتويج وزواج الملك لقمان في رحلته الأولى . اختار له مكانا منعزلا وأقامه على قواعد من أعمدة رخامية ثابتة وأصعد إليه العديد من الأدراج المتحركة ،وأفرد فيه ملايين الموائد التي حفلت بكافة أنواع المقبلات والخضار والفواكه والخمور المختلفة والشموع المضاءة والورود التي وضعت في مزهريات ، فيما كانت ملايين الخراف والظباء والأسماك والحجل والإوز تشوى على سفافيد انتشرت في كافة أنحاء الروض ، وقد أحاط بالموائد مئات الآلاف من بنات الجن الفاتنات . وما أن بدأ المدعوون بالوفود حتى صدحت من كافة أرجاء الروض موسيقى كونية راح صداها يتردد من كل مكان.
وقف الملك لقمان والملكة نور السماء في استقبال" نسمة الغدير " رئيسة كوكب الحب وأعضاء مجلس الرئاسة وزعماء بلدان الكوكب وصديقاتهم وملوك وملكات الجن. وقد استغرق الإستقبال أكثر من ساعة . وقد فتحت أبواب الروض لملايين من المواطنين من الإنس والجن لحضور حفل العشاء.
جلس الملك بين الملكة نور السماء والرئيسة نسمة الغدير التي بدت مندهشة من هذا العالم ولحجم الروض الذي أوجده الجن خلال دقائق معدودة ، فلم تعد تعرف ما إذا كانت في حلم أم في واقع . وحرص الملك لقمان أن يكون على مائدته جميع زعماء كوكب الحب !
رفعت الأنخاب وقرعت الكؤوس بالكؤوس وتلألأت أضواء أخاذة في فضاء الروض ،وصدحت الموسيقى بألحان فرحة راحت مئات فرق الفنون ترقص على أنغامها معتلية العديد من المسارح التي عمت الروض .
هتفت الرئيسة :
- أظن أنه مازال لدى جلالتك بعض الأسئلة عن كوكبنا .
- في الحقيقة لدي الكثير من الأسئلة ولا أريد أن أثقل عليك بها خاصة ونحن على مائدة عشاء .
- الليل طويل وفي مقدورنا أن نتحدث ونأكل وحتى نرقص .
- ما يحيرني هو تمكنكم من توحيد دول الكوكب على فكر واحد .
- الصراعات الطائفية العمياء حول الأديان المختلفة أزهقت أرواح الملايين من البشر وكان لا بد من فكر منقذ. فكر يوحد ولا يفرق .
- هل كان لديكم عقائد كثيرة ؟
- بالآلاف !!
- وهل كانت كل طائفة ترى أن دينها هو الصحيح وأن على الآخرين أن يتبعوه وإلا اعتبروا كفارا يجوز قتلهم ؟
- أجل معظمها كان كذلك .
- وكم استغرق الخروج من حالة التمزق هذه ؟
- قرابة ألفي عام . عانت الشعوب فيها من المصائب والويلات .
- كم مر على نظامكم الحالي ؟
- قرابة ألف وخمسمائة عام .
- كوكب الأرض الذي أنتمي إليه ما يزال يعيش تحت وطأة تعدد الديانات . وربما ليس هناك مشكلة كبيرة في التعدد . المشكلة تكمن في التعصب وكره الآخر الذي لا يتبع دينك ! وهذا الكوكب يعيش هذه الصراعات من آلاف السنين ، حتى بين أتباع الدين نفسه الذي تعددت مذاهبه. أظن أن مشكلتنا أعقد من المشاكل التي مررتم بها . الأسطورة الدينية عندنا أصبحت جزءا من مقومات الشخصية لا تقبل أي فكر يخالف قناعاتها .
نهض مئات الآلاف إلى الرقص على أنغام موسيقى رومانسية . طلبت الرئيسة الملك لقمان إلى الرقص فوافق ، وبدت الملكة نور السماء متكدرة بعض الشيء والملك يكاد أن لا يتحدث معها عن أي موضوع ،ويعطي الوقت كله للرئيسة . تنبه الملك للأمر فأشار إليها بالنهوض . ضمها مع الرئيسة إلى حضنه وراح يراقصهما معا ...
وهم يعودون إلى الجلوس وتناول الطعام سأل الملك الرئيسة :
- لم تخبريني عن عمرك وآمل أن لا تكوني قد اقتربت من رقم الثلاثمائة ، الحد الأعلى للعمر عندكم !
- للأسف لم يبق لي إلا ثلاث سنين لأكمل الرقم ثلاثمائة .
لم يصدق الملك لقمان ما سمعه . فالرئيسة تبدو وكأنها في العقد الرابع من العمر.
- يا إلهي ! هذا يعني أنك سترحلين إلى السماء قريبا !
- أجل ! موعدي مع السماء قد يحين قريبا !
- هل ستصحبيننا غدا إلى حفل رحيل ؟ أريد أن أرى الحالة وأتعايش معها .
- سيكون لك ما تريد أيها الملك !
- هل من الممكن أن أسألك عن الحب في حياتك ؟
- أحببت ثمانية رجال خلال سني عمري . وأنجبت ابنا واحدا من أحدهم . حاليا ليس لدي لدي صديق .
انطلقت أسهم نارية في كافة أرجاء الروض رافقها موسيقى كونية راحت الأسهم ترقص على انغامها .
هتفت الرئيسة :
- لا أكاد أصدق نفسي فلم أعد أعرف ما إذا كنت في عالم وهمي أم حقيقي.
- في عالم الجن يصبح الوهم حقيقة !
- يبدو أن الأمر كذلك .
****
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
- تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة . ...
- أديب في الجنة . (12)
- أديب في الجنة . (11)
- أديب في الجنة (10)
- أديب في الجنة (9)


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!