أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - خربشات على اللوح المحفوظ 1 3














المزيد.....

خربشات على اللوح المحفوظ 1 3


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 12:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خربشات على اللوح المحفوظ 1 ـ 3

يُقيم من يُسمون أنفسه بالقرآنيون منهجهم على التمسك بالقُرآن وحده ، ونبذ ما سواه من كتب الأحاديث الصحيحة والتي يعتبرها من يُسمون أنفسهم بأهل السنة والجماعة مُتتمة للقرآن ، ولا يستقيم إيمان المؤمن إلا بالإيمان بها ، ويتفق معهم الداعين إلى إصلاح الخطاب الديني في التمسك بالقرآن في حين يختلفون عنهم في أنهم لا يُنكرون ما ورد في صِحاح كُتب الأحاديث جملة وتفصيلا كما يفعل القرآنيون ، بل يعرضون ما ورد في كتب الأحاديث تلك على القُرآن ، فما كان له سند في القُرآن قبلوه وأستدلو به ، وما خالف القرآن طرحوه بغض النظر عن درجة صحته ، وكلا الفريقين يُقيم دعواه التي يدعو إليها بالتمسك بالقُرآن على فرضية أن القُرآن كلام رب العالمين الذي لا يقبل التغير أو التبديل ، لأن الله قد تعهد بحفظه إلى أخر الزمان ، ولكن إذا ما جادلت أياً من هاذين الفريقين في مزاعمه تلك ، فستجد أنهما لا يمتلكان أي دليل مُقنع يدعم زعمهم هذا سوى آية من القُرآن نفسه تقول إنا نحنُ نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، أي شهادة من كاتب القُرآن لنفسه ، وبغض النظر عمن يكون كاتب هذا القُرآن ، فأي كاتب لأي كتاب يستطيع أن يُدرج فيه ما يشاء من أقوال يُتبث بها العِصمة لما كتبه .

لكن إذا ما عُدنا إلى الظُروف المُحيطة بعملية جمع القُرآن وما وصل إلى أيدينا من أقوال وأعمال الذين عاصرو تلك الحِقبة فسنجد أن هناك الكثير والكثير جداً من الأسئلة المطروحة والتي لا يملك من يزعمون بحفظ القُرآن أية أجوبة مُقنعة لها.

أول هذه الأسئلة سيعود بنا إلى زمن نزول الوحي على صاحب القُرآن ، والسؤال المطروح هو  لماذا لم يقم صاحب الوحي بنفسه بتكليف كَتَبَة والإشراف عليهم لتسجيل ما يوُحى إليه أولاً بأول ووضعه بين دفتي كتاب ، خاصة وهو الذي يعلم أن هذا القُرآن هو لُبّ الرسالة التي أُمر بتبليغها وسيكون دستور وشريعة ومنهج حياة للمؤمنين به بعد رحيله عنهم .
فلماذا غادر صاحب القرآن هذه الحياة وترك ما أوحيَّ به إليه مُتناثراً على ألواح وقراطيس وجلود وعظام الحيونات بين يدي أصحابه وفي بيوت أزواجه ؟ .

الإجابة النمطية التي سيدفع بها من يزعمون بحفظ القرآن هي أن هذا القرآن قد حُفظ في صدور الرجال وليس على الألواح والقراطيس ، وزعمهم هذا لا يستقيم ، فلو كان الأمر كذلك لما كان لكل صحابي من أصحاب محمد مُصحفه الخاص به الذي يُنقص فيها سِوَراً بأكملها ويزعم أنها ليست من القُرآن ، في حين يُضيف آخر سوراً بأكملها ويزعم أنها من صُلب القرآن ولنتفحص هذا النموذج الصارخ للحذف والإضافة ، فـً عبدالله بن مسعود وهو من كبار كَتـبَة الوحي رفض أن يُدرج المَعُوذتين في مُصحفه بزعم أنهما من كلام محمد وليستا من وحي السماء ، وعكس ذلك تماماً حدث فعل صحابي أخر من كبار كتبة الوحي هو أيضاً وهو أُبي بن كعب الذي أدرج سورتين إضافيتين في القرآن أسماهما سورة الخلع وسورة الحفد ، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف كان إختلاف كتبة الوحي كبيراً إلى الحد الذي يتم فيه شطب سُوَر باكملها من القرآن وإضافة سُوَر في موضع أخر ؟
الإستنتاج المنطقي يقول بأن هؤلاء الكتبة لم يكونو ليفعلو ذلك من عند أنفسهم، ولكن كل منهم تلقى تعليمات مخالفة من صاحب الوحي الذي كانو ينقلون عنه ، وهذا الإستنتاج يطرح أمامنا علامة إستفهام أخرى عن الكيفية التي كان يُدون بها ذاك الوحي.

فهل كان محمد يتلو ما يُنزل عليه على جميع المؤمنين به على إعتبار أن هذا الوحي مُنزل إليهم ، ووظيفة محمد الرئسية والوحيدة كرسول أن يقوم بتبليغ الرسالة إلى المُرسل إليهم فرداً فردا ، عملاً بقول ربه الذي يقول له فيه يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك ، فكيف يستقيم أن يكون هناك إختلاف في عبارة أو حتى كلمة واحدة من الرسالة الإلهية المُوجه من الله إلى عباده المُراد تبليغهم فضلاً على أن يصل الإختلاف إلى إضافة وحذف سُوَر بأكملها ؟!!!


هذا ليس هو التضارب والإختلاف الوحيد بين من تلقو الوحي عن محمد وسنعرض لبعض تلك الخلافات الكثيرة التي نشبت بين أصحاب محمد حول ما هو من القُرآن وما هو ليس منه ، ذاك الإختلاف الذي لم يحدث بعد موت محمد بعشرات أو مئات السنين بل حدث بعد بضع سنوات من موته وبين أقرب المقربين له.

السؤال الثاني من الأسئلة الكثيرة المطروحة تنقلنا إلى زمن الخليفة الأول لمحمد ، فبحسب المورث الإسلامي فإن خليفة المسلمين الأول قام بجمع القرآن بناءاً على توجيه من ابن الخطاب ، وعلة هذا الجمع هو الخوف من أن يضيع القرآن بعد أن قُتل العديد من حفظته في حروب قريش على من جاورها من قبائل العرب تحت مُسمى حُروب الرِدة ، وأول ما يستوقفنا هنا هو العلة من هذا الجمع ، فكيف خَشِيَ خليفة المسلمين الأول من ضياع القرآن ، ألم يكن يعلم بأن الله قد تكفل بحفظه أم أن محمد لم يبلغه بآية الحفظ تلك ؟

أمر أخر لابد أن يستوقفنا في عملية الجمع تلك ، فخليفة المسلمين الأول ووزيره ابن الخطاب كانا أقرب المقربين لمحمد ، لا تكاد تقرأ خبر من سيرة محمد إلا ويكونان حاضران فيها ، فابابكر كان أول من آمن بمحمد وكان صاحبه في الغار وصهره وقد أوصاه بأمامة الناس في الصلاة حين إشتد به المرض قبل موته ، وابن الخطاب كان من أوائل المؤمنين وسماه محمد فاروق هذه الأمة الذي فرق الله به بين الحق والباطل ، بل وقال عنه محمد أنه مُلهَم هذه الأمة وهو أيضاً صهر محمد فكيف إستقام أن لا يكونا ممن يحفظون ما أنزل على محمد عن ظهر قلب؟!!
الأدهى من ذلك أنهما حين إستقر رأيهما على تنفيد عملية الجمع تلك أغفلا كل كبار صحابة محمد ممن آمنو به منذ بعتثه وقاتلو معه وتفرغو لكتابة ما يُنزل عليه ليكلفو شاباً يصغرهم سناً بهذه المَهمة .

......يتبع



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل زرقاء .. إلى رشا ..(2)
- القرآنيون إلى أين ؟!!!
- أُم الدنيا بتزغط بط !!!
- رسائل زرقاء .. إلى رشا
- رسالة من ضحايا الجلاد القرشي
- إنتصار الوهم ووهم الإنتصار
- الكيان الصلّعمي السعودي
- لماذا يكرهون إسرائيل ؟
- بطالة العقول ~ عقول عاطلة عن العمل
- خِلافة داعش الراشدة
- مفاهيم مشوهة ~ القرامطة
- صُرَّةُ الميراث
- لِتَسْقُط مملكة الكورونا
- مفاهيم مُشوهة ~ الخوارج
- الفهم الخاطئ للإسلام
- العَورة لا تُنجِب إلا أعور
- مريم يحيى تتحدى بجيدها الجميل قُبح إلهكم
- العسكرجية شرٌّ لابد منه
- Turd sandwich ~ سندويتش الغائط
- بين النعل والبيادة


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - خربشات على اللوح المحفوظ 1 3