أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المهاجر - سلاما أيتها الشهباء.. ياتوأم الشمس.















المزيد.....

سلاما أيتها الشهباء.. ياتوأم الشمس.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


سلاما أيتها الشهباء.. ياتوأم الشمس.
جعفر المهاجر.
مقاطع من كلمات نازفة إلى مدينة حلب الشهباء التي فتحت ذراعيها كأم رؤوم لتحتضن آلاف العراقيين الذين هربوا من جحيم الرعب الصدامي في الثمانينات والتسعينات بعدما ضاقت بهم الأرض وأغلقت كل الدول العربية حدودها في وجوههم.
1
أيتها السيدة الجليلة الحنونة. يابوابة التأريخ ونبضه المتدفق.يامدينة المطر والخير والنماء والمآذن والحارات الشعبية التي تنبض بالحياة طول الليل والنهار. وتسبح مآذنها وكنائسها لرب السماء دون توقف.ياعبق الحياة الملون بأجمل الأزاهير الملونة .ياأم كل المتعبين الذين أرقتهم ليالي القهر.ياآبنة الماضي السحيق والحاضر البهي التي باركها الله بالتين والزيتون، والمعابد والأوابد الشامخة المهيبة. يامن توطدت بين أبنائها أواصر المحبة الحميمية الصادقة عبر الزمن. ياسيدة التآخي وأيكة الغبش الساحرة.ياواحة فطاحل الأدب والعلم والفن الأصيل.ياأم المآذن والكنائس التي جمعت القلوب المؤمنة بوحدة الدم والمصير. أيتها الشهباء الجريحة التي زحف عليها طوفان الحقد الوثني الأسود.وزعانف الكاوبوي الأمريكي الإرهابي .وبقايا الإنكشاريين المتوحشين المتعطشين للدماء البشرية من أحفاد سلاطين آل عثمان الظلاميين وأتباع أبي لهب وفجار الجاهلية الأولى.وأرتال التتر البغاة الذين تقاطروا من كل فج ليدوسوا حضارتك ويقتلوا إنسانك وهم يحملون معهم كل حقدهم وبربريتهم وهمجيتهم ليطفئوا قناديلك الملونة البهية التي أنارت التأريخ . الذين جاءوا ليشعلوا سجائرهم الحاقدة في عينيك المتوهجتين بالحب والصفاء والبهاء. وليدموا وجهك الطاهر النبيل الأصيل الذي تعانقه كل يوم خيوط الفجر. الذين جاءوا ليدمروا مساجدك وكنائسك ومتاحفك وسوقك القديم. ويحولوا صباحاتك البهيجة النابضة بالحياة والأمل إلى ليل موحش مكفهر تعوي في أحشائه المرعبة غيلان القتل والخراب والجريمة.
2
أيتها العاشقة الأزلية!، ياشهباء يادرة التأريخ رغم هول الكارثة ، وعمق الجراح. وإن كان وشاح حزنك اليوم شديد السواد لاتحزني أيتها الحبيبة الغالية على قلوب الملايين من عاشقيك لإن وراء الغيوم شمس مشرقة . ولأن أمطارك المحملة ببشائر الخير قادمة لامحالة لتطرد الأسى والحزن من أشجارك الخضراء السامقة وسيصنع عشاقك النجباء من جراحك العميقة أكاليل نصر زاهية تكتسح هذه العناكب السوداء السامة التي زحفت على جبينك الوضاء. ستبقين أيتها الشهباء ، ياحبيبة الأدباء والشعراء رغم الموت والدماء والحزن العميق. ورغم كل القهر والألم والمعاناة. أما رؤوما حانية وفية لأبنائك الحقيقيين الصامدين في خنادق الشرف والكرامة ضد قطعان الضلالة من لقطاء الأرض . لاتحزني أيتها الحبيبة الغالية. ستولد في أحضانك براعم الأمل ، وستبرق عينيك الطاهرتين الحانيتين من جديد ، وستزدهي بين جوانحك الملتهبة أجمل أغاني العاشقين، وسيغني صباح فخري وشادي جميل القدود الحلبية تحت ظلال أشجارك . وستعود لساحاتك الحزينة الخضرة الدائمة. وستهب الفصول المحملة بالندى والبنفسج والمطر على محياك الحزين. وستنمو سنابل القمح الذهبية في ربوعك الباكية لتوقظ الحياة في ترابك الخصب الطاهر.وتزيح طحالب العصر النتنة.ستتحول قراطيس الأطفال وأقلامهم الملونة بالدم إلى عناقيد غضب مقدسة تصرخ في وجوه قتلة الإنسان الأوغاد من نباشي القبور، وآكلي الأكباد البشرية. غيلان الحقد الطائفي البغيض.
3
أيتها الشهباء الجليلة الأبية هاهم أسودك الأوفياء يتقدمون على الثغور ، يختلط أزيز رصاصهم مع زئيرهم المقدس: أيها المارقون العملاء اللقطاء.ياوحوش العصر الغرباء إرحلوا عن أرضنا وتأريخنا.فكل حبة من ترابنا ترفضكم وتلعنكم .ودعوات الأمهات الثاكلات تطاردكم. والشمس لاتنكر توأمها أبدا.ولابد لها أن تزيل رائحة الدخان والنار والبارود عن وجه حبيبتنا الغالية التي نفديها بدمائنا. سنحولكم إلى جثث هامدة عفنة وإلى الأبد أيها الأوغاد. وستحتضن أرضنا الطيبة كل الأزهار الملونة من جديد ويعود الذين شردوا في المنافي إلى ديارهم. وستنتهي دوامة القتل والحقد والدمار. كيف لاوهم أبناء النجوم الخالدة إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري..؟ إنهم يقتحمون أوكارهم المظلمة بكل رباطة جأش ، إنهم يسطرون ملحمة الفداء العظيمة لتعودي إلى حضن الوطن سالمة بهية تغرد في سمائك الطيور الملونة،وتظللك أشجار الفستق واللوز والزيتون.وسيهزم أعداء الأرض والإنسان الذين حولوا جمالك الفاتن إلى رماد ودم سيهزم مرتزقة آل سعود الظلاميين وغلمان آل عثمان وأبي لهب. لأن كل شرائع السماء تبرأ منهم ستتلاشى كل مخططاتهم الإجرامية أمام صخرة صمود الرجال الرجال. ولم تستطيعوا أبدا أن يشيدوا على الأرض الطاهرة التي باركها الله والأنبياء مملكة للظلام ولو ساندتكم كل أساطيل الأعداء.وصرفت على مذبح شهواتهم الشريرة كل مليارات شيوخ البترو دولار من عرب آل صهيون.
4
لقد كان قارون واحدا.وأبو رغال واحدا .ومسيلمة الكذاب واحدا. أما اليوم فقد صاروا بالعشرات.وسخروا كل خبثهم وسقوطهم وحقدهم وأموالهم ومكرهم لخدمة أعداء الله والإنسانية.لهم وعاظ لادين ولا شرف ولا حياء لهم .تجري في عروقهم دماء فاسدة ملوثة بموائد عرب آل صهيون.يدعون إلى القتل على مدار الساعة.ويرقصون طربا للعدوان الأطلسي والكيان الصهيوني في الفضائيات العبرية. إنه الحلف الشيطاني الشرير الذي سيركبه العار والشناربهمة الرجال المؤمنين ذوي الشهامة والحمية والإباء وسواعدهم الفولاذية وقلوبهم المؤمنة بالنصر.الذين يعرفون كيف يدافعون عن الأرض والعرض .لأنهم أصحاب حق وقضية .والله مع أصحاب الحق في كل زمان.أما أنتم أيها الأشرار فمعتدون باغون مجرمون.ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون.
5
سلاما ياتوأم الشمس ومدينة المحبة والإخاء الجليل .حماك الله بصدور وسواعد أبنائك المخلصين من غدر المجرمين المارقين. إني مازلت أرى شاعرك البهي أبا فراس الحمداني شامخا بجلبابه الأبيض.وهو ينشد في حديقتك العامة :
أصيحابي الفرار أو الردى
فقلت هما أمران أحلاهما مرُ
سيذكرني قومي إذا جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ.
وأرى المتنبي وهو ينشد في حضرة سيف الدولة:
وقفت وما في الموت من شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً
ووجهك وضاح وثغرك باسم .
سيبقى وجهك وضاحا أيتها الشهباء .رغم كل الغادرين المارقين وكأني أرى رغم بعد المسافات ساحة سعد الله الجابري .وساحة باب جنين ،وميسلون.وساحة باب الفرج والسليمانية والكلاسة والجديدة والتلل والشعار والجميلية والسوق القديم وأقيول وباب الحديد والجديدة والسبع بحرات ومقهى ومطعم (أبوعبدو) تضج بأبنائك الطيبين الذين يكدون ويكدحون. وهم يصرون على الحياة بعزم المنتصرين ويبرق من أحداقهم الأمل رغم رصاص القتلة الساقطين .إنهم واثقون بحتمية هزيمة أرتال الظلام.وما زلت أرى الكنائس والمساجد في هذه المناطق تعانق بعضها رغم فحيح الأفاعي السوداء.
6
وأنت أيتها القلعة الشماء.كم من الغزاة لاقوا حتفهم أمام شموخك؟ لقد بقيت تعانقين الذرى وما زلت كذلك . ومن المستحيل أن يستطيع هؤلاء الأوغاد الغرباء الأراذل تحطيم إبائك وشممك وعنفوانك.؟إنهم لن ينالوا منك أبدا مهما تكالبوا وتمادوا في شراستهم ودمويتهم.
7
كم يؤرقني فراقكم أيها الأحبة .يامن جمعني بكم مسجد الإمام الحسين ع.وتعرفت عليكم في سيف الدولة وصلاح الدين والأشرفية وسد اللوز والجميلية والمشهد والشعار ونبل والزهراء وسليمان الحلبي. والفوعة وكفريا ومعرة مصرين وصلاح الدين. وبقية حاراتك العريقة .أسماؤكم مازالت محفورة في قلبي ودمي أيها الأحبة الكرام .وحزني وروعي يشتد عليكم من رصاصهم الغادر. ومجامر ضلوعي لاتخمد لآنقطاع أخباركم عني.إني مازلت ألهج بأسمائكم واحدا واحدا.وأذكر تلك الأيام التي جمعتنا سوية .هاإنني أصلي من أجلكم .ولسان حالي يردد:
كأنما الأرض والبلدان موحشة
وربعها دونهن العامر الأنِسُ.
مازلت أذكر أيها الأحبة النجباء كيف نزحت من العراق خالي الوفاض ولاأملك من حطام الدنيا شيئا. وكيف فتحتم لي صدوركم الطيبة الحبيبة التي أنستني كل معاناتي وأحزاني بلقائكم. أقول لكم من كل قلبي وإن شط المزار، وتباعدت الأجسام. فالأرواح ترفرف حول بعضها.فلا العهد منسيٌ ولا الود غائبُ .
8
صبرا ياتوأم الشمس .ياأم التين والزيتون.يامدينة الإخاء الإنساني أيتها الشهباء العزيزة .ياسيدة المدن العربية .سينهض من تحت الأنقاض نشيد الأرض. فدماء أبنائك وأبناء كل مدينة وقرية في أرض الشام الطاهرة مرة المذاق على أرتال الجريمة اللقطاء.ولا مكان لهم بين ربوعكن الخضراء المفعمة برائحة الليمون والزيتون والبرتقال والتوت والحبق.وطيبة أهلك الأوفياء.فالأرض لاتحتضن إلا العشاق الشرفاء. وختاما تحية لك يابابا الفاتيكان لأنك تصلي من أجل السلام والعار والشنار لعرب آل صهيون لأنهم تحولوا إلى أبواق صدئة لأعداء السلام.سلام الله عليك أيتها الشهباء الغالية سلام الله عليك ياأرض الشام العريقة.حماك الله ياشعب الشام الأبي من غدر المارقين.
إشارة:
الأبيات الشعرية للشاعرين أبي فراس الحمداني وأبي الطيب المتنبي .وإبراهيم هنانو وسعد الله الجابري هما من ألمع رجالات حلب وثوارها ضد الإستعمار الفرنسي .والمناطق المذكورة هي الأكثر شعبية التي تضج بالحياة على مدار الساعة في مدينة حلب.
جعفر المهاجر.
14/1/2016م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماأبهى حكمتك ، وأنقى ضميرك ياسيد المقاومة.!
- الأديب الراحل جعفر سعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت ...
- الأديب الراحل جعفرسعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت ...
- وخير جليس في الزمان كتاب.
- إعدام الشيخ الشهيد النمر لن يمر بسلام على حكام الجريمة والغد ...
- الراحل الشيخ علي الشرقي شاعر المعاناة والحب والنهوض.- القسم ...
- الراحل الشيخ علي الشرقي شاعر المعاناة والحب والنهوض.-القسم ا ...
- الراحل الشيخ علي الشرقي شاعر المعاناة والحب والنهوض.
- منتهكوا الأعراض وحديث الإنقراض.!!!
- ياطائر العنقاء.
- المثقف والمبدع والأنظمة الدكتاتورية.
- جبل الفداء.
- صدى الذكرى.
- إكذوبة عام 2015 .
- الراحل عبد الوهاب البياتي شاعر المنافي والفقراء والبحث عن ال ...
- الراحل عبد الوهاب البياتي شاعر المنفى والفقراء والبحث عن الن ...
- الراحل عبد الوهاب البياتي شاعر المنافي والفقراء والبحث عن ال ...
- حكومة أردوغان وسياسة إشعال النيران.
- الوحش يفترس الزهور.
- ماذا بقي في جعبة أردوغان لدعم الإرهاب.؟


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المهاجر - سلاما أيتها الشهباء.. ياتوأم الشمس.