أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهيل حسن سرور - انهيار السلطة الفلسطينية بين -التهويل - والواقع















المزيد.....

انهيار السلطة الفلسطينية بين -التهويل - والواقع


سهيل حسن سرور

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 12:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انهيار السلطة الفلسطينية
بين "التهويل " والواقع


من بين القضايا الهامة والحساسة في الوضع الفلسطيني الراهن تبرز اهمية مصير السلطة الفلسطينية واحتمالات انهيارها في حال حدوث فراغ في موقع الرئيس .

وتلح التساؤلات لاسباب وجيهة يقف في مقدمتها تقدم سن الرئيس وعدم وجود ضمانات فعلية لملء الفراغ في حال حدوثه بصورة ديمقراطية و سلسه وهادئه وبروز شتى الاحتمالات السلبية .
ومن بين الاسباب التي تبعث على التقديرات السلبية غياب اطر واليات ديموقراطية داخل السلطة ومؤسساتها وسيادة مظاهر الخلافات والانقسامات الحادة داخل السلطة وداخل (فتح ) .
فما زال الرئيس سلطة كلية القدرات والصلاحيات دون ان ترتكز على مؤسسة ديمقراطية تضم نائب او نواب للرئيس . علاوة على ان المجلس التشريعي الذي يستند لتشريعات قانونية جيدة للتصرف في حال فراغ منصب الرئيس الا ان هذا المجلس مشلول الارداة وعاجز عن ممارسة ارادته وصلاحياته الفعلية في ظل وضع الانقسام الحاد والنزاعات الفئوية بين فتح حماس التي تلقي بظلالها على كل شيئ.
كما يبرز ايضا عوامل الضغط السياسي والاقتصادي الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية على السلطة الفلسطينية في سياق اخضاعها السياسي وتقييد وشل ايديها عن القيام باي عمل فعال ضد الاحتلال وضبط دورها الامني في مراقبة وقمع اي مقاومة شعبية ضد الاحتلال ضمن منظومة التنسيق الامني الرسمي بين الطرفين .
فهذه السلطة التي بنى الكثير مممن التحقوا بركبها منذ البداية الامال العراض عليها وعلى امكانية تحولها الى مشروع وطني لم تلبث ان كشفت عن حقيقتها ككيان سياسي مشوه وملحق بالاحتلال لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالمشروع الوطني التحرري للشعب الفلسطيني . هذه السلطة ليست سوى جنين اوسلو ومدريد التي اشرفت على صناعتها وبلورتها الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والاتحاد الاوربي في سياق واحد هو تصفية القضية الوطنية الفلسطينية .
لقد تحولت السلطة بصورة لا لبس فيها الى كيان تتحكم فيه الاطراف سابقة الذكر وتم وضعها في سياق سياسي يخدم مصالح تلك الاطراف ولا يعبأ باي شروط او متطلبات الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني . وتواصل اسرائيل كل يوم مسيرة الاعتداء على الشعب الفلسطيني وقمعه ومصادرة حقوقه واراضية وتوسيع مستوطانتها بلا اي تردد . ان الشروط التي ولدت فيها هذه السلطة لا يمكنها ان تكون تعبيرا عن مصلحة للشعب الفلسطيني او ان تكون خطوة في مشروعها الوطني الاستراتيجي .
ان المازق الفلسطيني الراهن يعكس هذا التناقض الحاد بين سلطة يفترض فيها ان تعكس مصالح الشعب الفلسطيني بينما هي واقعيا عاجزة بالكامل عن القيام بهذا الدور وهنا تكمن تفسير هذا الانفصال بين هذه السلطة وبين جماهير الشعب الفلسطيني . ولا نريد ايراد نتائج الاستطلاعات واشكال قياس الراي العام التي تشير كلها الى هذه حقيقة الانفضاض الواسع عن السلطة وغياب اي تاييد فعلي لسياساتها .
وقد وصل الامر بهذه السلطة لى حد التصريح العلني بعجزها ووصول الوضع السياسي الداخلي الى مازق كبير . غير ان هذا الشعور والتصريحات لا تترجم من قبل هذه السلطة الى دعوة ابناء الشعب الفلسطيني ومن خلال منظماته وفصائله ومثقفيه لبلورة طريق الخلاص من هذا المازق . بل للاسف تستمر القيادة في الدفاع عن منطقها وتزيين الواقع المرير من خلال الحديث عن الانجازات .
لا شك ان اسرائيل وهي اكثر الاطراف المعنية بواقع ومستقبل السلطة تقوم بدراسة كل الاحتمالات المرتبطة بمازقها الراهن وخصوصا في حال حدوث فراغ موقع الرئاسة . وتؤكد الحكومة الاسرائيلي على لسان قادتها انها تؤيد بقاء السلطة الحالية وتعمل على توفير سبل استمرارها لانها تخدم مصالحها .
واذا ما اردنا فحص الاحتمالات الفعلية لوضع السلطة في حال فراغ موقع الرئيس فاننا نجد انفسنا امام الوضع التالي :
ان غياب الرئيس لن يشكل خطرا فعليا على وجود واستمرار السلطة . فطاقم ابو مازن الذي يضم عدد وفير من القادة والكوادر الذين ينتمون لنفس مدرسته السياسية وخطه السياسي جاهزون . والمرشحون والبدلاء كثر ولا حاجة للتنبؤ بالاسماء .
وهناك من هم خارج السلطة الان ولكنهم يتمتعون بنفوذ فعلي داخل صفوف فتح ومؤسساتها وفي عدد من المواقع في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان مثل محمد دحلان . وهو الشخص الذي يتلقى دعما معروفا من دول الخليج ومصر . وتنظر اليه الولايات المتحدة واسرائيل باعتباره خيارا افضل من ابو مازن انطلاقا من خطه السياسي واستعداداته غير المحدودة لتلبية شروطها . وهكذا فدحلان يظل ورقة من الاوراق الجاهزة ضمن البدائل العديدة لسد فراغ السلطة في حال فراغ منصب الرئيس .
اما فيما يتعلق بخطر صعود التنظيمات الاسلامية المتشددة فاعتقد انه خطر بعيد . فرغم النفوذ الذي تحتله هذه التنظيمات في الضفة والقطاع الا ان اي نفوذ حقيقي وتوسع كبير في سلطتها يظل مشروطا بالجهات الاقليمية والدولية الداعمة لها . وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية التي ترعى موجات الاسلام السياسي المتشدد وتحتفظ به تحت ابطها وتستخدمه في اطار اجندتها الاستعمارية في الشرق الاوسط . وهذا الدوران في الفلك الامريكي هو الذي يجعلنا نستبعد ان تكون هذه المنظمات المرشح لملء اي فراغ في السلطة . ومن الواضح ان اسرائيل التي ترحب بدور جبة النصرة ضد نظام بشار الاسد لا يمكنها ان ترحب بدور هذا التيار داخل المناطق المحتلة .

اذن الحديث المغالي عن احتمالات انهيار السلطة هو حديث مبالغ فيه يستخدمه من يطرحه لاغراضه السياسية التاكتيكية .
غير ان هذا الامر لا ينفي وجود المازق الخانق الذي تواجهه الحركة الوطنية الفلسطينية بوجود ابو مازن او بجود من سيرثه في السلطة . فالمشكلة التي تواجه الحركة الوطنية الفلسطينية لا تتمثل في الاشخاص بل انها تتمثل في الخط السياسي الانهزامي الذي تسلكه السلطة والذي يستند لخط اوسلو ومدريد . فالاستمرار في انتهاج وتبني خط اوسلو ومدريد هو المشكلة الحقيقية . والخلاف مع ابو مازن ومن يقف معه بما فيهم النسخة (الدحلانية ) هو هذا الخلاف على الخط والنهج السياسي .

واعتقد ان الخطر الحقيقي الذي تنظر اليه اسرائيل بجدية عالية هو انفلات الحركة الشعبية الفلسطينية من تحت مظلة ابو مازن . فالهبة الثورية الحالية المدعمة بقدر من الرد العنيف على الاحتلال الاسرائيلي هي مصدر القلق الفعلي لاسرائيل كونها ظاهرة خارج السلطة الفلسطينية وخارج خطها السياسي وخارج اطرها وتنظيماتها وفصائلها الرسمية المعروفة . وهي رغم نواقصها الحالية الا ان تقف على بركان شعبي كبير قابل للانفجار ولا يقلل من ذلك انها لم تبلور لنفسها حتى الان القيادة السياسية او التنظيم المستقل اللازم ولا العمق والاتساع الشعبي . فهذين الامرين يتطوران وينضجان في سياق استمرار الاعمال البطولية لهذه لهبة وفي سياق التاييد المتزايد لها وسط الشعب الفلسطيني وعلى المستوى العربي والعالمي .
ان الرعب الاسرائيلي يكمن في هذه الهبة الثورية . وليس من احتمالات انهيار السلطة جراء فراغ موقع الرئيس .
ان الذي يستحق التركيز عليه الان هو دعم هذه الهبة الثورية الباسلة والعمل الدؤوب وسط الحركة الوطنية والشعب الفلسطيني لاعلادة الاعتبار لاسترتيجية وتاكيتيك الثورة الفلسطينية ذو الطابع الوطني الديموقراطي ونقد الخط الانهزامي الذي ساد في صفوف الحركة الوطنية منذ زمن بعيد واخذ اشكالا رديئة في برنامج اوزسلو ومدريد الذي تضمن الاعتراف الصريح بشرعية العدو التاريخي كما تضمن تخليا صريحا عن المشروع الوطني التاريخي للشعب الفلسطيني الذي يعكس مصالح وحقوق كافة تجمعات الشعب الفلسطيني .
الطريق واضحة ومهمة المثقفين الثوريين اليوم هي دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وتسليح طلائعه الجديدة براية ثورية حقيقية .



#سهيل_حسن_سرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة التي تجعل حياة المعتدلين صعبة
- الانتفاضة الراهنة وللاسئلة المتكررة
- من اجل حملة عالمية لانقاذ غزة
- تقييم حرب غزة


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهيل حسن سرور - انهيار السلطة الفلسطينية بين -التهويل - والواقع