أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الهبات الشعبية ....تخلق الإبداعات















المزيد.....

الهبات الشعبية ....تخلق الإبداعات


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهبات الشعبية ....تخلق الإبداعات

بقلم :- راسم عبيدات
الهبة الشعبية الحالية مضى على إنطلاقتها أكثر من مئة يوم...وعدد الشهداء فيها وصل الى المئة وسبعة وخمسون شهيداً...والأسرى فاق عدهم الثلاثة ألآلاف أسير....وفي هذه الهبة الشعبية تحققت انجازات سياسية ومعنوية،وان كانت لم تصل حد التحول الإستراتيجي بإنكفاء الإحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967،أو تفكيك أي من أشكاله وتمظهراته العسكرية والسياسية والأمنية والإقتصادية وغيرها.
ومن اجل السيطرة على هذه الهبة ومحاصرة مفاعيلها وتأثيراتها وتداعياتها،ومنع تطورها وتواصلها إستخدم الإحتلال كل أشكال وانواع العقوبات،بما فيها القوانين والتشريعات العنصرية،وبما يشمل قوانين الطوارىء الإنتدابية،وكذلك كانت العقوبات الجماعية،من خلال اغلاق مداخل وداخل القرى والبلدات المقدسية بالمكعبات الإسمنتية،بهدف شل كافة مظاهر الحياة الطبيعية فيها من حرية الحركة والتنقل الى صعوبة الوصول الى المؤسسات التعليمية والمدارس والمراكز الطبية،وكذلك تقييد حركة المواصلات بشكل كبير،بما يعيق سكان تلك القرى من الوصول الى مركز مدينة القدس واعمالهم ووظائفهم ومدارسهم وجامعاتهم وحتى المستشفيات وغيرها،والإحتلال لم يكتف بذلك،بل عدم نجاحه في كسر إرادة المنتفضين وتطويعهم بهذه الأساليب والإجراءات والعقوبات،دفع به الى سن المزيد من القوانين والتشريعات العنصرية والقمعية،واتخاذ المزيد من القرارات من قبل "الكابينيت" الإسرائيلي ووزير الجيش والشرطة والداخلية الإسرائيليين،وكذلك المحاكم الصهيونية بمختلف درجاتها ومستوياتها،حيث كانت القرارات بهدم بيوت الشهداء،ومنفذي العمليات التي يقتل ويجرح فيها إسرائيليين،وفي هذا الإطار جرى هدم وإغلاق العديد من منازل الشهداء والأسرى،كما جرى مع الشهداء علاء أبو جمل وبهاء عليان ومهند الحلبي ومعتز قاسم وابراهيم العكاري،ومنفذي عملية مستوطنة إيتمار المعتقلين في سجون الإحتلال،والأسير محمد أبو شاهين وغيرهم من الشهداء والأسرى،ومن قبلهم جرى هدم وإغلاق منازل الشهداء عدي وغسان ابو جمل ومحمد جعابيص ومعتز حجازي وعبد الرحمن الشلودي.
الإحتلال كان يراهن بأن تلك العقوبات الجائرة والظالمة والا إنسانية واللا اخلاقية والمتعارضة مع كل القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية،قد تشكل عقوبة رادعة وضاغطة على اهالي الشهداء ومحيطهم،لثني أبناء أسرهم وعائلاتهم،من السير على هدي من سبقوهم من شهداء وأسرى ومقاومين،وبأن أسر هؤلاء لن تكون لهم أية حاضنة تقف الى جانبهم ترعاهم،تساندهم وتدعمهم،على اعتبار أن أي دعم قد يقدم لهم مادياً او معنوياً عن طريق السلطة او القوى والأحزاب،قد يعرض مقدميها الى الإعتقال والسجن تحت حجج وذرائع دعم "الإرهاب" المقاومة.
هنا كان قرار وخيار الشعب والحراكات الشبابية والشعبية،عبر مبادرات يشارك فيها اوسع طيف من أبناء شعبنا،بشكل علني واسع،فكانت التجربة الأولى بهذا الزخم والحجم الكبير في مخيم شعفاط،وإعادة بناء بيت الشهيد العكاري،وتوفير بيت بديل له في زمن قياسي،ولتتدحرج وتطور تلك التجربة،ومن المخيم امتدت الى نابلس،والجمع والتبرع لإعادة بناء بيوت أسرى عملية "إيتمار" ومنها الى العيزرية ومخيم قلنديا وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية،ولتكن تجربة إعادة بناء منزل الشهيد مهند الحلبي،والتي منها توسعت المبادرات لكي تصل وتمتد الى الجامعات والمؤسسات التعليمية،وحتى وجدنا بان الأطفال أصبحوا جزء من تلك المبادرات والتبرع بمصروفهم اليومي.

سياسات وعقوبات الإحتلال الجماعية اعطت نتائج وردود فعل عكسية،بحيث ان تلك العقوبات الجماعية،زادت ووسعت من دائرة التضامن والتعاطف مع اهالي الشهداء والأسرى،بحيث لم يبق ذلك في إطار النخب الفوقية والفصائل والأحزاب،بل أضحى ذلك يحفر جذوره عميقاً في اوساط الجماهير والحراكات الشبابية.

ولم تكن مبادرة أو إبداع إعادة إعمار بيوت الشهداء والأسرى او توفير بيوت بديلة لهم،او مساعدتهم على تدبر امور حياتهم بعزة وكرامة،هي الوحيدة في هذه الهبة الشعبية المستمرة والمتصاعدة،بل كانت هناك مبادرة رائعة اخرى برفض قرارات الإحتلال واوامره،والخضوع لأوامر إبعاده،حيث تمرد الأسيران سامر أبو عيشه وحجازي أبو صبيح من القدس على أمري إبعادهما عن مدينة القدس لمدة خمسة وستة وشهور،الصادرة عن ما يسمى بقائد الجيش الى خارج حدود ما يسمى بلدية القدس،تحت ذريعة انهما يشكلان خطراً على امن الإحتلال وجمهوره،وقد لجوئهما الى مقر الصليب الأحمر في القدس بتاريخ 25/12/2015،وليجري اعتقالهما من داخل مقر الصليب الأحمر،من قبل وحدة خاصة من قوات الإحتلال في السادس من كانون ثاني/2016،وقد رفضا إطلاق سراحهما مقابل الموافقة على الإبعاد.
مبادرة تحويل التضامن مع اهالي الشهداء والأسرى من عمل نخبوي وفوقي الى عمل شعبي وجماهيري،شكل ويشكل حاضنة شعبية هامة وضرورية ونقلة نوعية في إطار التلاحم والتكاتف بين أبناء شعبنا،وكذلك هي مبادرة "مش طالع" التي بادر اليها الأسيران سامر أبو عيشه وحجازي أبو صبيح،والتي شكلت تحد وتمرد على قوانين وإجراءات وقرارات الإحتلال العنصرية والظالمة.

في هذه الهبة الشعبية المتواصلة،انا واثق بأن شعبنا وجماهيرنا وشبابنا يجترحون الكثير من المبادرات والإبداعات الخلاقة في سياق ومعمان العمل والفعل،مبادرات من شأنها مع تواصلها ان تعمق من ازمة العدو الصهيوني،وتزيد من خسائره من جهة،ومن جهة اخرى ستنجح في أن تشكل عامل ضغط قوي على فصائلنا واحزابنا من اجل أن تنخرط بشكل قوي في هذه الهبة الشعبية،لكي ترسم لها هدف محدد وواضح إنهاء الإحتلال للأراضي المحتلة عام 1967 والحرية والإستقلال،عبر توحيد الركائز الوطنية العامة،وبالذات الركيزتين السياسية والتنظيمية،وكذلك هذه الهبة ستدفع طرفي الإنقسام (فتح وحماس) الى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الوطنية من خلال استراتيجية موحدة.
القدس المحتلة – فلسطين

14/1/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشيخات النفط...والسطو على الجامعة العربية
- نتنياهو....وحل السلطة الفلسطينية
- القدس:- دائما تلبي النداء يا شهداء
- على هامش تعزية القسام بالقنطار.....!
- وداعٌ .....رفيقنا القنطار
- التحالف السعودي لمحاربة -الإرهاب-...؟؟؟
- الخليفة السلجوقي ...أساس التوترات الإقليمية في المنطقة
- مفاوضات بلا اساس
- لماذا خسر البوليفاريون الإنتخابات في فنزويلا...؟؟؟
- تجربة مخيم شعفاط...إمكانيات ومعيقات التعميم
- امريكا والغرب يريدون إستدراج روسيا نحو الحرب
- مخيم شعفاط.....واهمية الحاضنة الشعبية
- الشهيد الفتى ابو خضير يحرق نفسه ...؟؟
- التطبيع الإماراتي مع -اسرائيل- جائزة مجانية لدولة الإحتلال
- تداعيات وسيناريوهات ما بعد اسقاط الطائرة الروسية
- حرب بوتين على الإرهاب
- إخراج الحركة الإسلامية عن القانون.....لماذا الان ..؟؟
- السيد حسن نصر الله ....وواد الفتنة
- الإرهاب واحد ...... الأدوات مختلفة ولكن المعايير مزدوجة
- أمريكا عارية بلا رتوش


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الهبات الشعبية ....تخلق الإبداعات