أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):















المزيد.....



رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دحض شبهة سورة الإخلاص وإعادة الشبهة إلى أهلها (جزء رابع):

قبل أن نكمل الوضوع, نود هنا تذكير القراء بملخص ما ذكرناه في أجزائه الثلاثة السابقة, فيما يلي:
قلنا إن الجعلان رشيد إدعى - من خلال موضوعه بعنوان له (سؤال جرئ 296 سورة الإخلاص), قال قيه: إن سورة الإخلاص « تشكل ثلث القرآن » وتدعى سورة الأساس، يعني أنها أساس الإسلام ,, ثم طرح فيه الأسئلة التالية:
1. فهل يفهم المسلمون ما جاء في سورة الأساس؟ أم أن أقوال المفسرين متضاربة بخصوصها؟
2. هل أتت سورة الإخلاص بأي جديد لم يعرفه المسيحيون أو اليهود قبلهم؟

ولأن مثل هذا الطرح الساذج يشهد لصاحبه بالجهل المركب والغباء الفطري,, عمدنا إلى جعل الرد يأتي تلقائياً كنتيجة موضوعية لدراسة علمية مفصلة كل كلمة فيها أو حرف مدعوم بمرجعية موثقة وأدلة وبراهين غير قابلة للنقض أو الإنكار لأنه مجمع عليها من كل الأدراف المعنية.

فكانت النتائج مفجعة لرشيد ورهطه ومن والاه,, وأثبتنا بالدليل المادي أن رشيد هذا يكذب ويدليس دون وازع من أخلاق ولا ضمير ولا رادع من دين,, وهو يتناقض مع نفسه دون وعي أو إدراك منه, مما يدل حقيقةً إلى أنه أبعد ما يكون عن المسارات العلمية الحقيقية, وقد رأى القراء كيف يكذِّب ما قاله من قبل وهذا أمر طبيعي عندما تكون المرجعية هوى النفس والتلفيق.

أخطاؤه جسيمة مفجعة في مقه اللغة ومعاني المفردات,, فهو يعتمد على حرفة العرض الإعلامي والتشويق وتقعير اللسان ورفع الصوت,, فيوهم العامة بأنه بليغ عليم حصيف, ولكن للأسف يبني مفاهيمه على معاني خاطئة كعجزه مثلاً عن التفريق ما بين مفردتي "تشكل", و "تعدل", وكان يفترض عليه أن يرتقي "لغوياً" إلى مستوى يقربه من النظر في كتاب الله الكريم,, وغير مما سنذك بعضه فيما تبقى من الموضوع.

إدعى بأنه لا يقبل بالمسلمات، فكذب نفسه بنفسه, وإلَّا لما قبل بمسلمات الصلب والقيامة والإحلال فهي مسلمات لا يقبلها عقل وليد غر هذه الأيام.

لم يدرك أن البحث في سور القرآن سيدخله في ورطات لن يستطيع تداركها, وقد كان,,, فبحثه في سورة الإخلاص كشف للناس كل الناس أن الشرك البنوي والثالوثي الإقنيمي والإخلالي شرك من نوع خاص, فاق كل أنواع الشرك الذي عرفت به الأمم الهالكة والسابقة لتطاوله على الذات الإلهية مما إقتضى أدوات خاصة لمسح ما علق بالتوحيد من هذا الشرك الأسود المركب,, فجاءت سورة في البينة (البيان الإلهي), لتبين المنهج الذي سيسير عليه الخاتم الأمين, وهو القضاء على الشرك بأنواعه وتجفيف منابعه المتمثلة في الكتب المحرفة والعقائد الموروثة,,, فكان التطبيق العملي المباشر هو سورة الإخلاص المتضمنة (الله أحد) الناسخة للتعدد والولد والوالد والند و (الله الصمن) الناسخة للإحلال والتركيب والأقانيم. ثم جاء القرآن الكريم لنسخ وإنساء الكتب التي أتى عليها التحريف والتجريف والتأليف.

أثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك بأن رشيد كان وبالاً على أهل الكتاب, رغم أنه ليس منهم "عقدياً", فهو من الذين يتاجرون بالدين ولا يهمهم تبعة ما يفعلون على المدى القريب والبعيد ولكن للأسف عقلاء النصارى لم يوقفون عند حده فطالهم لهب ناره وخواره,, فهو لا يصْدُقْ اليهود والنصارى الذين أبتلوا به, وسأثبت لاحقاً أنه يستحيل أن يكون منتمياً للنصرانية بأي حال.

وسوف أثبت للقراء أن رشيد هذا يعاني من إضطرابات نفسية ذات نزعات عدوانية كامنة في أعماق أعماقه,, ويحمل في هذه النفس قدر من الكراهية والحقد على كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين, لن يستطيع أن يبرره وأنا من هنا أتحداه أن يظهر دوافع هذا الحقد وتلك الكراهية المتزايدة, فإن لم يفعل فليس هناك إحتمال آخر سوى أنه ينفذ "حرفياً" ما يطلب منه إما قهراً أو مقابل أجر. وسأثبت بأن ما يقوم به لا علاقة له بالعلم ولا بالنقد ولا يقدم للبشرية خيراً قط,, إذ يحركه هوى النفس والتشفي والغل فإنصرف عن المبدأ الذي نادى بإلتزامه وهو الشفافية وعدم قبول المسلمات.

شهد على نفسه بأنه لم يكن مسلماً من قبل كما يدعي, وأنه عسير الفهم وضيق المدارك, إذ يكفي برهاناً قوله بأنه عندما كان صغيرا في مرحلة "الكُتَّابِ" لم يستطع حفظ سورة الإخلاص رغم أنه رددها أكثر من مائتي مرة ليل نهار.

وأخيراً ذكرنا إن هناك شخص يدعى ألدكتور إبراهيم, كان يتحدث من وراء الكواليس ولم يفصح عن نفسه، المهم قد أتي به رشيد وكانت مهمته هي نفي أن يكون الله قد أتى بشيء جديد، بسورة الإخلاص على ما جاءت به الرسل قبله, وقد وعدنا بأن نلقاكم عليه في الجزء التالي, وها نحن الآن فيه وسنرى معاً ما قصته وحقيقته في بيت العنكبوت.

أما ألدكتور إبراهيم,, ذلك الحاوي الذي كان يتحدث من وراء حجاب ولم يفصح عن نفسه، قد أتى به رشيد وإتضحت مهمته المحصورة في أن ينفي أن يكون الله قد أتى بشيء جديد، بسورة الإخلاص على ما جاءت به الرسل قبله، (لاحظ أن الآية أو العقيدة عند إبراهيم هذا يسميها "فكرة" مع أنها أقدس شيء لدى اليهود والنصارى) حسب إدعاء رشيد،، على أية حال لقد دحضنا إدعاءه هذا بإسهاب فيما سبق بما يكفي، وبمنهجية علمية سليمة, ولكن هذا لا يمنع أن نستمع إليه ونحاججه.

وكان أول سؤال ساذج له هو سؤاله عن معنى كلمة أحد على خلفية تخصصه في اللغات القديمة "كما قال عنه رشيد"، فهذه المطاولات نحسبها مضيعة للوقت ومزيد من التمحك واللجاجة، إذ أنها لا أي مقومات لتغيير الحقائق على الأرض,, لذا فلندعه يقول ما يشاء وسنضع نحن النقاط على حروفه بدلاً عنه.

فقد أتى بكلام مرسل ليسحر به العامة ويطيل به الدوران ظناً منه أنه كافٍ لتمرير إفك رشيده المدلس, رغم أنه ليس له أساس من صحة أو مرجعية علمية حقيقية، وواضح من حديثه أنه "أسير" التحيز والهوى والتحايل. لذا لا ترجى منه مصداقية ولا أمانة علمية، كما سيكتشف للسادة القراء ذلك عملياَ, فمثلاً، طلب أن يسمح له بشرح معنى كلمة "هو" فسأل ببلاهة الأطفال قائلاً:
1. ما معنى الضمير المنفصل "هو"؟ ..... ثم ما لبث أن عدل عن الإجابة وترك السؤال معلقاً ولم يجب عليه، (لأنه على ما يبدوا لا يعرف نوع هذا الضمير المنفصل إبتداءاً), بل لم يفعل أي شيء حياله، ولعله نسيه تماماً,,,

2. ثم ما لبث أن إنتقل إلى شيء آخر هو: إجراء مقارنة ما بين تركيبتين فقال عنهما إن:
عبارة (هو الله) لا تعني عبارة (الله هو)، ثم سكت دهراً بعد أن نطق كفراً, وكأنه قد أفاد وأجاد، بل لم يقل لماذا أو ما هو مقصده من هذا القول أو من المقارنة ,,, وإكتفى بتفسير الماء بعد جهد جهيد, ووعد بعيد بالماء. عجباً!!! مع العلم بأن إبراهيم هذا قُدِّم للمشاهدين على أنه أختصاصي لسانيات وعلم لغات قديمة كما قال عنه صاحبه رشيد، لكنا لا نرى لذلك معلماً فالرجل لم يثبت لنا حقيقة هويته وملكته في التخصص المزعوم.

3. ثم قال - عبارة "هو أحد": بأن الجملة تركيب سرياني محض ويبرر ذلك فيقول بالنص (... لأن الضمير المنفصل يوضع قبل الإسم لتركيز الشرح التابع لهذا الإسم، ويمكن التعبير عنه عربياً بما يخص الله – ما هو الله الأحد – فتكون الجملة مبتدأ وخبرها "الله أحد هو الله الصمد"،، الخ .....). أرجوا أن لا يسألني القراء الكرام عن هذا التركيب الغريب, ولكننا نقلناه بكل أمانة تماماً كما قاله إبراهيم - الخبير الإختصاصي في اللسانيات.

حتى قواعد اللغة العربية لن تسلم من التحريف ما دام هذا التحريف سيوصلهم في النهاية إلى خداع البسطاء وتزوير الحقائق وتقديمها لهم مشوهة حتى يضلونهم عن سواء السبيل كما ضلوا هم من قبل. ولكن .... لماذا كل هذا العدوان والشر المتراكب والملاحقات الغريبة يا رشيد؟؟؟ ما هي مشكلتك مع الناس؟؟؟ ولماذا تستميت في الإساءة إليهم وإلى مقدساتهم؟؟؟ وما هي الغاية التي ترجوها من ذلك إبتداءاً ؟؟؟ ..... ولماذا تنفذ ما يطلب منك كالقرد في السيرك؟؟؟ وهل حقاً تعتقد أنك ومن معك تستطيعون أن تفعلوا شيئاً من هذا الوهم الذي كلفتهم به وأجزل لكم عليه العطايا والدسور؟؟؟ ..... لا والله وألف ألف لا!!!

يا سيد إبراهيم لا تلعب بالنار فتحرق أصابعك,, إبق حيث أنت في سريانيتك وأعمل على إتقانها ودع اللغة العربية لأهلها. فالمبتدأ والخبر قواعد نحو عربية ولا يهمنا التركيب السرياني أو الخط الديواني, فمعلوم أن الضمائر المنفصلة كلها, وأسماء الإشارة, والأسماء الموصولة تُقدَّم في الجملة العربية "وجوباً" فجملة "هو الله" لا يمكن أن تأتي هكذا (الله هو) كما تدعي يا إبراهيم خبير اللسانيات بلا علم ولا دراية ولا فقه ولا غاية.

أفكل هذه المحاولات المضنية لكي تحرف قوله تعالى (قل هو الله أحد, الله الصمد)؟ فتصير (الله أحد هو الله الصمد), لتقول في النهاية أن سورة الإخلاص هي سريانية وليست عربية, وأن النبي صلى الله عليه سلم وجدها معلقة على أبواب اليهود فإقتبسها وأضافها لكتابه الذي ألفه بنفسه ,,,, الخ ..... بلا بلا بلا, لتؤيد فرية وسخافة رشيد التافهة,,,؟ ألا تستحون من أنفسكم ومن عبث الصبية هذا؟؟؟ ..... أليس منكم رجل رشيد حقيقي غير محرف أو حتى حجر رشيد؟؟؟
هذا كلام فارغ متضارب متناقض وتعابيره ركيكة. فأجهزتم بذلك على قواعد اللغة العربية وأصولها إجهازاً مبرماً، ألا رحم الله سيبويه. فقد عفاه الله من سماع هذا اللغو الغث.

إذن عبارة (هو الله) في مفهوم هذا العبقري الفذ، تركيب سرياني، وليس تركيباً عربياً، سبحان الله! "هكذا حُرِّفت التوراة والإنجيل" بمعاول الريبة والتشكيك واللف والدوران لحشر تعريفاتهم من بين هذا الركام، فجعلوا للمسيح موت وقيامة, ولله أقانيم وإحلال وشريك,, ثم شركاء وأنداد. إذن بهذا المفهوم الغريب، يمكن لأي شخص أن يدعي بأن كلمة cover ، ليس معناها "غطاء أو غَطَّى" و ليست مفردة إنجليزية، وإنما هي عربية فصحى، وأن نطقها الصحيح هو "كَفَرْ" بمعنى أشرك بالله، خاصة وأن التشابه بين النطقين والمعنيين متقارباً أكثر.

كما يُمْكِنُ لغيره الإدعاء بأن كل النصوص العربية التالية وغيرها أيضاً سريانية. نعم,, سريانية، وليست عربية وفقا لهذا المفهوم الغريب المريض، منها مثلاً: قولك: (هو البحر من أي النواحي أتيته ...)، يمكن أن تكون سريانية لأن تعريبها (البحر هو...)، والآية (هو الذي يسيركم في البر والبحر ..)، سريانية، وتعريبها (الذي هو...)، وقول لبيد بن ربيعة العامري في الفخر: (وهم السُعاةُ إذا العشيرة أفْظِعَتْ ...)، سريانية وتعريبها (والسعاة هم...، وفوارسها همو...)، وقول الشاعر (هو البدر إلا أنه البحر زاخراً ...)، سريانية وتعريبها يكون (البدر هو...)، ثم ردك على من سألك: ما هو الكتومي، فإن قلت له: (هو البعير الذي لا يصدر عنه صوت). تكون قد رددت عليه سريانياً، كما يرى خبير اللسانيان خبير التحريف والتوليف والتثليث، وتعريبها: (البعير هو...). وهكذا علينا أن نفدي الثالوث المركب "بِحَالِّهِ ومَحْلُوْلِهِ"، بكل ألق وشموخ ألغة العربية الساميَّة الأم.

ولكننا نقول له حسبك!! لا تعبث بالنار فتتلف أصابعك الواهنة: إعلم أن الضمير المنفصل في اللغة العربية له ما بعده من العلم الغزير الذي لن تستطيع معه العبث، فهو علم راسخ ومؤصل وكثيف ومحكوم ومضبوط ومراقب بالقرآن الكريم.

فالضمير المنفَصِل الذي لم تستطع شرحه: هُو الذي يُبتَدَأُ به النُّطْقَ "وجوباً"، كقولك "هو الرحمن الرحيم". ولا يتأخر إلا إذا وقَعَ بعدَ أدارة الإستثناء "إلَّا" كقولك: "ما عرف الحقيقةَ إلَّا هُو"، "ولَاْ إلَهَ إلَّاْ هُو"... والمذكر منه يُسمَى ضمير "الشَّأْنِ"، نحو "هو رب العرش الكريم " و"... هو الله أحد" و "هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"، و "هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ"، "وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ". أما إنْ كان مُؤَنًّثاً يُسَمَّى ضميرَ "القِصَّة" كقوله تعالى: "قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ"، و "قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي و "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ".

وهذا الضمير لا يَحتاج إلى إسم ظَاهِرِ يَعود عَليْه لأنه يعود إلى ما في الذِّهن من شَأْنٍ أو قِصَة، وهو مَضْمُونُ الجُمْلة التي بَعْدَ أحَدِهِما. وهو يختلف عن ضَميرِ الغَائِب، في أنه لا يُعْطَفُ عَلَيهِ، ولا يُؤَكَّدُ، ولا يُبْدَلُ منه لأنَّ المَقْصودَ منه هو الإبْهَامُ، ولا يُفَسَّرُ إلَّا بجُمْلةٍ، ولا يُحذف إلاَّ قليلاً، ولا يجوز حذف خبرِهِ، ولا يَتَقَدَّمُ خبرُهُ عَليْهِ ولا يُخْبَرُ عنه بالَّذِيْ، ولا يَجوزُ تثنيتُةُ ولا جَمعُهُ، ويكونُ لِمُفَسِّرِه مَحَلٌّ من الإعراب، بخلاف سائر المُفَسرات، ولا يُستعملُ إلا في أمرٍ يُرادُ منه التَّعْظِيم والتَّفخيم ولا يجوزُ إظْهار الشَّأن والقِصَّة.

وهناك تفاصيل أخرى لهذا الضمير. نلفت النظر إلى هذا التعبير المحكم في سورة لقمان من قوله تعالى: ("ذَلِكَ بِأَنَّ ... )، (... اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ...) إستخدم ضمير الشأن في عبارة "هو الحق"، (... وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ ...)، لم يستخدم ضمير الشأن مع كلمة "الباطل"، (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ"30) عاد وإستخدم ضمير الشأن في عبارة "هو العلي الكبير". أنظر إلى الآية مكتملة: (ذَلِكَ بِأَنَّ « اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ » - وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ – وَأَنَّ « اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ » 30). هذا هو الإحكام الذي لن يبلغه إنس ولا جان ما دامت السماوات والأرض.

أما كلمة "الصمد" فهي كلمة عربية فصحى ومتداولة كثيراً في حياتنا اليومية، وهي لها إستخدامات كثيرةً، تعج بها المراجع الأدبية والمعاجم ومن بينها لسان العرب، فتعدد معانيا ليس بغريب على اللغة العربية، إذ أن هناك كلمات كثيرة جداً لها معاني عديدة مثل (أدب، و فن، وعلم،،،).

أولاً: كلمة "الصَّمَدُ" في الآية إستخدمت صفة كمال "للذات الإلهية" وبالتالي يستحيل على أي مسلم أن يحصرها في معنى محدد من معانيها العديدة المستخدمة في اللغة العربية كثيراً، ولأنها صفة كمال له سبحانه فيكتفي العلماء فقط بتقريب معطياتها "لغوياً" حتى يستطيع الإنسان إستيعابها في حدود إستيعابه فقط. فإختلاف العلماء لم يكن في فهم معنى الكلمة، ولكن في ترجيح معنى معين يراه صاحبه الأقرب للمراد "وحصرها فيه" لأنه بالطبع ليس هو بالضبط فهذا يستحيل ما دام أن الأمر يتعلق بذات الله الذي قال عن نفسه – وهو خير الفاصلين – "ليس كمثله شيء وهو السميع العليم".

وقد عمد العلماء جميعاً إلى حصر تعاريف معنى كلمة "صمد" ولم يقل أي منهم أنه يقصد بذلك الآية (الله الصمد) "تحديداً". فلا تخلطوا الأمور يا هذا ... إخسئوا خير لكم!! ولا تصطادوا في الماء العكر، دعنا نراجع كل أقوال العلماء التي إستشهدت أنت بها يا رشيد قومك ورهطك ولم تفهمها, بل ولا ينبغي لك ذلك ولا يكون أبداً, وقد حكم الله على الذين يعجزون في آياته بالعمه والختم ونفى عنهم الرجوع:
- فالطبري لم يقل إن العلماء إختلفوا في معنى (الله الصمد)، بل قال "تحديداً" إنهم قد إختلفوا في معنى "الصمد" ككلمة عربية مستخدمة لديهم كثيراً، في ضوء إستخدامها وصفاً لذاته جل ثناءه.
- ومجاهد قال - الصمد: المصمد - المصمت الذي ليس له جوف.
- وإبن عباس قال: الذي ليس بأجوف، "نفس المعنى"، هذه بعض معاني إستخدامات الكلمة لديهم عموماً، ولا يمكن لمسلم أن يتصور ذات الله سبحانه وتعالى بأي صورة مادية.
- والسبيعي قال: الصمد - الذي لا يطعم الطعام،
- وعكرمة قال: - هو الذي لم يخرج منه شيء ولم يلد ولم يولد،

أيضاً الحديث عن معنى الكلمة وليس الذات العليَّة. وما روي عن عكرمة عن بن عباس - يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم، كل هذه محاولة تفادي حصر الذات في تصور ذهني لأحد منهم فيقع في المحظور بتشبيه الذات الإلهية بالحوادث. والبيَّن تماماً أنهم جميعاً لم يتطرقوا إلى قوله تعالى (الله الصمد) تحديداً، وإنما محاولة منهم لتوسيع معطيات هذه الكلمة التي جل معانيها كريمة وشامخة وتدل على القوة والمنعة والقدرة المطلقة والهيبة والتوحًّد والتفرُّد،،، الخ. وهذا يكفي المسلم لفهم رد الله تعالى على الذين سألوا النبي عن ذاته سبحانه بصفة عامة وعن الذين جعلوه أقانيم - بإفكهم ودجلهم وغيهم - يحل بعضها في بعض بمفهوم درامي أو كوميدي...

خاصة وأن هناك قيود ومبدأ عام يقول (ليس كمثله شيء ...). وهذه الكلمة مستخدمة عندهم في الأشياء والله ليس شيئاً، وقد إستخدمت لأول مرة إسماً للذات الإلهية فلا بد من الوقوف حيالها عند العموميات دون الدخول في التفاصيل المحددة والمقيدة والحاصرة كما يفعل الإقنوميون. ليست المسألة عدم معرفة لمعنى الكلمة. وليست هناك أي شواهد على تضارب ولا أي تخبط كما تزعم وتتمنى رشيد رهطك، فهي تتضمن "كمفردة" كل تلك المعاني بل هناك المزيد الذي لم تذكره بعد وذلك في كثير من المعاجم والمراجع والتراث الأدبي العربي البليغ الفصيح، وفي الإستعمالات العامة الدارجة أيضاً،، إذ لا يتسع المقام هنا لذكرها تفادياً للتطويل.

لقد كذبت في إدعائك بأن كلمة "صمد" سريانية، بل هي عربية حتى النخاع، نعم قد أتت مرة واحدة في القرآن مثلها مثل كلمة "أحد" كإسم للذات العليَّة، التي كما أسلفنا جاءت (مع عبارة توحيد الذات الإلهية) مرة واحدة "فريدة" التي إقتضتها ألحالة الخاصة الفريدة من الشرك التي طرأت بعد أن توفى الله المسيح ورفعه مع أمه إلي ربوة ذات قرار ومعين ليكمل باقي حياته هناك. ثم ظهرت الهطرقات الثالوثية والمريَمِيَّة وغيرها التي جعلت مع الله آلهة أخرى وأنداداً وشركاء وصاحبةً وولداً.

والوفاة بالطبع ليست الموت فقط, وإنما النوم أيضاً وفاة يقول الله تعالى في سورة الزمر: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ « حِينَ مَوْتِهَا » وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ « فِي مَنَامِهَا » فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ- وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 42). فأنى لك من هؤلاء الفوم الذين يتفكرون يا رشيد قوم طَلْ؟؟؟

أما ما ذكره الرازي فهو عبارة عن تكرار في أغلبه لما ذكره من كان قبله من معانٍ لهذه ألكلمة، لم تخرج كلها من معنى واحد وهو أنها تنزيه لله تعالى عن الدمج والإحلال وتركيب الأقنمة من اللَّهْوَتَةِ والنَّسْوَتَةِ التي لم يعرفها البشر من قبل، ثم إثبات المنعة لذاته. فإذا لخصنا كل هذه المعاني نجدها تؤكد تفرد الله تعالى في الذات والصفات والأفعال. ونقول للدكتور إبراهيم إلتزم الشفافية والمصداقية إن كنت حقاً تحترم العلم وأهله، واعلم أن صديقك المسلم الذي سألته ليس هو المرجع النهائي، وعيب عليك أن تسأل من هو دونك في التخصص ما دام أنك "كما إدعى رشيدك" انك خبير إختصاصي لسانيات. فالكلمة "عربية" ومعروفة ومستخدمة قبل الإسلام، ولم يأتِ بها الإسلام لأول مرة. ولكن إستخدامها في وصف ذات الله تعالى الذي إقتضته "الحالة الخاصة" هو الجديد، والذي وجه الناس إلى مراجعة ودراسة كل معانيها وإستخداماتها فكانت فعلاً الكلمة الناسخة لهذا النوع من ألشرك والقاطعة لدابره إلى الأبد، ولم توجد في قواميسهم كلمة أخرى أبلغ أو أنسب منها لتقوم مقامها وتؤدي دورها الناسخ المنزه.

هكذا يكون الجهل دائماً ماحقاً لصاحبه وجاعلاً لكل منهم زنمة ووصمة عار على جبينه،، خرج علينا خبير اللسانيات وعالم اللغات، بإدعاء وهطرقة غاية في الغرابة والسذاجة والجهل. إستمعوا له معنا وهو يقول ما يلي!!:
((... إنه صدر في مقال "علمي" باللغة الألمانية يدعي أن كلمة الصمد، سرها موجود في نفس القرآن، ويشير إلى سورة الإسراء، لقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا 85)!! - نعم واللهِ،، لقد قالها خبيرهم، وإن لم أكن قد سمعتها منه بأذني مراراً وتكراراً، لما صدقت أنه يوجد في الدنيا مثل هذا المستوى من الجهل والغباء والضعة والسفه والتلفيق وتعمد خداع الناس بإسم العلم وهم في حقيقتهم أوعية جهل. لا أحد يسألني ما العلاقة بين "الألف" و "كوز الذرة"، فقط دعونا نستمع إلى خبير اللسانيات ووحي المقال الالماني الساحر.

ولكن قبل ذلك نؤكد لكم ولهم بأن العلاقة الوحيدة التي تربط ما بين "الصمد" من سورة الإخلاص، وبين "يسألونك عن الروح..." من سورة الإسراء، هي أن السائل الوحيد في الحالتين هم أهل الكتاب أنفسهم. وفي الحالتين قد تَمَّ إخراصهم بوحي الله المعجز الذي نزل على نبيه في التو واللحظة دون تراخٍ أو تأجيل أو تفكير.

قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: } كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حَرْثٍ في المدينة، وهو متوكئُ على عسيبٍ، فمر بقوم من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح. فقال بعضهم: لا تسألوه.. قال: فسألوه عن الروح فقالوا يا محمد، ما الروح؟ فما زال متوكِّئَاً على العسيب، قال: فظننت أنه يُوْحَىْ إليه، فقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا 85). فقال بعضهم لبعض: قد قلنا لكم لا تسألوه {، لأنه قد خَيَّبَ أملهم ورجاءهم, فالله تعالى رد عليهم بدلاً عن النبي فقال لهم "وما أوتيتم من العلم إلَّا قليلاً,, ومع قلة علمكم في السابق واللاحق, فأنتم تسألون أهل العلم وأهل الذكر وأهل القرآن الكريم.

يقول الخبير العبقري الفذ، وهو يظن أن الذين سألوا الرسول هم المسلمون ولم يتحسب للصدمة العنيفة التي سيصاب بها اليهود والنصارى عندما يعرفوا أن الدكتور إما أنه جاهلاً لم يستطع أن يفهم نص الآية الواضح الجلي, أو أنه كان يكذب عليهم ويدلس، وأن المعنيين بقوله: (... وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)، ليس للمسلمين كما حاول أن يوهمهم كالعادة بل هم اليهود. فهذه الآية حجة عليكم وليست حجة لكم ... "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

لاحظ أنه لم يرد النبي محمد على السؤال ولكن الله تعالى هو الذي أوحى له بهذا الرد المفحم القاطع العاجل. وأشهدهم على أنفسهم بأن ما لديهم من علم إنما هو قليل قياساً بعلم محمد صلى الله عليه وسلم الذي إختصه الله به وحباه دون سواه من البشر، فقد آتاه "... سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏".

إن تصريف كلمة صَمَدُ في اللغة العربية هو: (صَمَدَهُ يَصْمُدُهُ صَمْدَاً، فهو مَصْمُوْدٌ صَاْمِدٌ). فقولك: صَمَدَ المحتاج إلَيْهْ: إذا قَصَدَهُ . ويقال: "صَمَدَ صَمْدَ الأمْرِ: قَصَدَ قَصْدَهُ وإعْتَمَدَهُ. وفي حديث معاذ بن الجموح في حادثة قتل أبي جهل قل: "فصَمَدْتُ لَهُ حَتَّىْ أمْكَنَتْنِيْ منه غِرَّةٌ"، يعني "وثبت له وقصدته، وانتظرت غفلته". وقولك: "صَمَدَ الولدُ خَصْمَهُ بالعصا صَمْدَاً - إذا ضربه بها ضرباً" . و"أصْمَدَ إليْهِ الأمْرَ: قَصَدَهُ بالأمر وأسندَهُ إليه". والصَّمَدُ: السيد المطاع الذي لا يُقْضَىْ دونه أمْرٌ"، وقيل: "هو الذي يُصْمَدُ إليْهِ (يُقْصَدُ) في الحَوَائِجِ".

والصَّمَدُ من الرجال الذي لا يعطش، ولا يجوع في الحرب. أيضاً هو " الرفيع من كل شيء". والمُصْمَدُ من الأشياء: "هو الصلب الذي ليس فيه خَوَر أو تصدع"، والصَّمَدُ من الأجسام: هو "الشديد" من الأرض. و"بِنَاءٌ مُصْمَدٌ" أي مُعَلَّىْ. والصَّمْدَةُ والصَّمَدَةُ: هي الصخرة الراسية في الأرض المستوية بمتنها فلا مجال لتكسيرها أو زحزحتها، وربما ارتفعت شيئاً. والناقة المِصْمَادُ: وهي الباقية على الفقر والجدب الدائمة الرَّسْلِ، وسهلة السير، لا تجزعها النوازل والأنواء، ومنها "نوقٌ مَصَامِدُ ومَصَامِيْدُ". و "الرَجُلٌ الصَمَدٌ: هو الْمُتَجَلِّدُ فِي الْحَرْبِ، والْمُقَاوِمُ الَّذِي لاَ يَعْطَشُ وَلاَ يَجُوعُ أَثْنَاءهَا. وقولك: "إن صَمَد المؤمِنُ في مواجهة الظلم وتحمل النَّوازلِ، صابراً محتسباً نال أجر الصابرين.

أما صفة "الصَّمَدُ": في وصف الله تعالى: تتضمن كل صفات الكمال من معاني هذه الكلمة، (لأنه أصْمَدَتْ إليه الأمور فلم يقض فيها غيره)، ولأنه هو: (الدائم الباقي بعد فناء خلقه)، ولأنه: (الذي صَمَدَ إليه كل شيء، لأنه الذي خلق الأشياء كلها، ولايستغني عنه منها شيء)، ولأنه (عَظِيمُ الْجَلاَلَةِ، الدَّائِمُ الْخَالِدُ الإخلاص). ولأنه (هو الذي يُصْمَدُ إليْهِ "يُقْصَدُ" في الحَوَائِجِ). ولأنه (الرفيع من كل شيء). وكلها دالة على وحدانيته وتفرده بها. وبالتالي فهو (الصمد الذي لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتجمع من متعدد، ولا يحل في غيره ولا يحل غيره فيه أو يختلط به أو معه، لأنه أحد unique).

فلم يقل: الله صَمَدٌ "بدون أداة التعريف"، بل قال (الله الصَّمَدُ) فبيّن أنه وحده المستحق لأن يكون هو الصَّمَدُ دون ما سواه فإنه المستوجب لغايته على الكمال. والمخلوق وإن كان صَمَدَاً من بعض الوجوه فإن حقيقة الصَّمَدِيَّة منتفية عنه فإنه (يقبل التفرق و التجزئة)، وهو أيضا محتاج إلى غيره. فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه فليس أحد يَصْمُدُ إليه كل شيء و لا يَصْمُدُ هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى (وليس فى المخلوقات إلا ما يقبل أن يَتَجَزَّأَ و يَتَفَرَّقَ و يَتَقَسَّمَ و يَنْفَصِلَ بَعْضُهُ من بَعْضٍ والله سبحانه هو الصَّمَدُ الذِيْ لَا يَجُوْزُ عليْهِ شَيْءٍ مِنْ ذلِكَ بل حَقِيْقَةُ الصَّمَدِيَّةِ و كَمَالُهَاْ لَهُ وَحْدَهُ واجِبَةٌ لَازِمَةٌ لا يُمْكِنُ عَدَمَ صَمَدِيَّتِهِ بوَجْهٍ مِن الوُجُوْهِ). فما دونه إنما هو خلق من خلقه وحدث له أحد ومكتوب عليه العدم والفناء, فالصمد تنفي تماماً أن يكون له إبن لأن الإبن جزء من الأب , فما دام أن الله "الصمد" يستحيل أن يكون له إبن. كما لا يمكن تثنية أحديته بوجه من الوجوه فهو أحد لا يماثله شيء من الأشياء بوجه من الوجوه كما قال وأحد ذلك في آخر آية بالسورة بقوله: (ولم يكن له كفوا أحد).

استعملها هنا في النفي بمعنى: ليس هناك شيء من الأشياء كفوًا له فى شيء من الأشياء، لأنه أحد بكل هذه المعاني بصفة عامة. أما ما لدى إبراهيم من سريانية لن يفيده في شيء. فماذا قال هؤلاء الشياطين. وهذا غيض من فيض علماء المسلمين الأجلاء الذين ورثوا العلم "الكثير" من خاتم الأنبياء والمرسلين وبشارة موسى وعيسى محمد بن عبد الله.

فهل هذا القول البليغ من شخص لا يعرف معنى كلمة الصمد أو كلمة "أحد"؟ لماذا تصرون على خداع إخوانكم النصارى وتعطلوا تفكيرهم في ما لديهم وما بين أيديهم من حقائق واضحة كالشمس؟ ولمصلحة من؟ أليس من العدل أن تلتزموا حوار الحق ويكون الهدف الأساسي خير الناس وتبليغهم ما يرضي الله عنهم ليستعدوا للحياة الأبدية السرمدية التي تبدأ بعد الموت فإما نعيم أو جحيم مقيم.


إعراب السورة بكاملها يضع النقاط على الحروف, فلنر معاً ماذا سيقول لنا هذا الإعراب:
ولكي يفهم المحرفون المحترفون دقة القرآن في عربيته علينا أن نعرب السورة كلها لنعرف دقتها وإحكامها جملاً ومفردات وغاية.

قال الله فيها لنبيه الخاتم، رداً على كل عناصر المجتمع:
(قل هو الله أحد) –
"قل": فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت" – "هو": ضمير "شأنٍ" مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول - ولفظ الجلالة "الله" مبتدأ ثاني مرفوع بالضمة الظاهرة - "أحد" خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ الثاني بالضمة الظاهرة. والجملة الإسمية من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر اللمبتدأ الأول "أو بدل منه"، (وهذه الجملة الإسمية يمكن أن تعرب "فى محل نصب مفعول به" لفعل القول).
- (الله الصَّمَدُ):
إسم الجلالة "الله" مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، - الصَّمَدُ خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهذه الجملة الأسمية في محل رفع خبر ثاني للمبتدأ الأول "هو" أيضاً "أو بدل منه".
- (لم يلد):
لم حرف نفي وجزم وقلب، يلد فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، والفاعل الضمير "هو" في صدر الآية.
- (ولم يولد)
الواو حرف إستئناف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. "لم" حرف جزم – و "يولد" مجزوم بها والفاعل الضمير "هو" المتقدم.

- (ولم يكن له كفواً أحد)
الواو حرف إستئناف، "لم" جازمة للفعل المضارع - و "يكن" فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون - "له" اللام حرف جر و"الهاء" ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر "أحدٌ" والجملة الإسمية في محل رفع اسم الفعل الناقص "يكن"، والإسم "كفواً" منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه خبر "يكن".
أليس هذا قرآناً عربياً غير ذي عوج؟؟؟ فإن كان نبي الله محمد قد جاء بهذا التعبير المحكم البليغ فلا شك في أنه أعظم من وطئت قدماه الشريفتان الأرض، بل وأبلغ من نطق بالضاد على الإطلاق. فأنى تؤفكون؟ فبناء الآية من مفهوم الإعراب هكذا قل "هو الله أحد"، "هو: الله الصمد"، "هو: لم يلد ولم يولد"، و"هو: لم يكن له كفواً أحد") والله أعلم.

نكتفي بهذا القدر في الوقت الحاضر,,, ونلتقي في موضوع آخر بإذن الله تعالى نكشف فيه هوية هذا الإرهابي الحقود الذي يبغاها عوجاً, ولكن الله تعالى له بالمرصاد حتى يأتيه ما توعده به فهو وأمثاله لن يعحز الله شيئاً, بعد أن سلطه على نفسه فأوبقها ودساها, وهو ومن معه يظنون انهم يحسنون صنعاً. قال تعالى لنبيه الكريم في سورة آل عمران: (وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ «« إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا »» يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ - وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 176), (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 177), (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ - «« إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا »» - وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ 178).

إن وجود أمثال رشيد ورهطه إنما يؤدون لنا دوراً هاماً وهو أنهم يرونا – عياناً بياناً – كثير من آيات الله البينات التي ذكرها في كتابه الكريم ووصفهم فيها, فإذا هي شاخصة أمامنا, نراها ونسمعها تماماً كما وصفها الله تعالى فلا يسعنا إلَّا أن نقول "سبحان الله" الذي أرانا آياته وقهر عليها أعدائنا وأعدائه فنشكره أننا لنا منهم.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):
- وقفة تأمل .... وتقويم:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 (- أ -):
- رَشِيْدِيَّاتٍ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ (1):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء ثاني عشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء 11):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء عاشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثامن):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سادس):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه – (جزء خامس):
- تعليقات عن - الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه:
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء رابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثالث):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثاني):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء أول):
- خلاصة ملك اليمين في الإسلام
- تكملة التعليقات - مِلْكُ اليَمِيْنِ في الإسلام (ب):


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):