أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - لماذا يرفض المسلم العلمانية؟















المزيد.....

لماذا يرفض المسلم العلمانية؟


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد شكلت مآلات حكم الاسلاميين أو تنظيمات الاسلام السياسي في دول ما سمي بالربيع العربي, و التي تخطت مخاض التغيير بسلاسة, شكلت لحظة أخرى حاسمة و دالة على فشل المشروع الاسلامي و افتقاره للقدرة على ادارة الاختلاف. و فهمه القاصر الأجوف للديمقراطية و لطبيعة الدولة الحديثة و أسس المواطنة و الانتماء..., مما أدى الى اجهاض هذه التجربة بل و اجهاض مشروع التغيير بأكمله. و العودة الى متاهات الفوضى و الاستبداد من جديد. في ردة و انتكاسة جائت كرد فعل طبيعي على محاولات طمس الهوية و الثقافة السائدة في تلك الدول و قرصنة المكاسب التي وصلت اليها شعوب المنطقة في مجال الحقوق و الحريات على هزالتها و تواضعها طبعا. و العودة بها الى زمن المنظومات القروسطية الرجعية المتخلفة..

هذا الفشل الذريع لحكم الاسلام السياسي أو الحكم الديني الذي اقترن وصوله الى السلطة بارادة شعوب مقهورة متطلعة للنهوض و الالتحاق بركب الحضارة, و مستفيدا من دعم غربي استثنائي سببه براغماتية سياسية محضة منبعها القبول بحكم الاسلام السياسي كحل وسط بين الارهاب و الأنظمة الدكتاتورية التي تنتجه بفعل سياساتها الاقصائية التهميشية. هذا الفشل الذي لم يكن الا تحصيل حاصل و تكريرا للمكرر بحكم أن الاسلام عبر 1400 سنة لم يقدم للمسلمين الا حكاما مستبدين و فقهاء مهمتهم الوحيدة تبرير الاستبداد و الباسه رداء القداسة, و جيوشا من الغلمان المخصيين و الجواري و الحريم و السبايا و اغتصاب القاصرات و أنهارا من الدماء.
فماذا ينتظر المسلمون لاعلان موت الاسلام كمنهج للحكم و تسيير الدولة و اعادته الى مكانه الطبيعي أي المسجد؟, قبل الاعلان عن تقادمه و تهالكه كدين لا تقترن سيرته الا مع التخلف و العنف و الكراهية و الفوارق الطبقية؟ و لماذا يرفض المسلمون الخيار العلماني كحل وسط فعال و ناجع لتخليصهم على الأقل من سطوة و وصاية الكهنوت الذي لم يثبث ولاؤه عبر التاريخ الا للحاكم أو ولي نعمته؟

ان رفض العلمانية من طرف أي مسلم لا يعني الا كونه داعشي القناعات مهما ادعى من وسطية و اعتدال و تسامح. و هنا نقف عند شيزوفرينيا المسلمين التي عجز جهابذة علم النفس و الاجتماع عن تحليلها و تفكيكها. فالاسلام الوردي الذي يتشدق به الوسطيون يستند أساسا على القرآن المكي "المنسوخ", الذي أقر في سياق ظرف زمكاني معين بحرية المعتقد. و هذا هو جوهر العلمانية التي لا تعني الا فصل الدين عن الدولة و عدم تدخلها فيه و الحياد تجاهه, و ليس كما يروج المغرضون و السفهاء عن قصد أو عن جهل بأن العلمانية تعادي الدين. و الصحيح أن العلمانية في بعض الظروف تحمي الدين نفسه من تدخل الحكومات و الأنظمة فيه لغايات سياسوية محضة. و هذا بالضبط ما يخشاه حراس المعبد الذين يشحنون القطعان ضد علمنة الدولة واصفينها بكونها تمردا على حاكمية الاله و على شرعه و قوانينه و اشاعة للاباحية و الانحلال, في حين أن التمرد الوحيد في العلمانية هو على سلطة المستبد باسم الدين, و على الكهنة الذين يسترزقون من خلاله عن طريق ممارسة كل أنواع الدعارات و الاستمناءات الفكرية و الدينية و السياسة...
أما رافضوا العلمانية, فدفوعاتهم تتلخص في كون الاسلام الصحيح هو الالتزام الحرفي بنصوص القرآن و السنة, و عدم الحياد عنها الى يوم القيامة باعتبار أن الاسلام صالح لكل زمان و مكان. وهذا يعني فيما يعنيه, تشريع جهاد غير المسلمين الذين لا يدفعون الجزية وقتل المرتد وتارك الصلاة، ملك اليمين وسبي نساء المشركين واموالهم، والجهاد ضد الجميع دفعا و طلبا، و العمل على استعادة الخلافة بأحكامها و حدودها و شذوذها "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤولئك هم الكافرون"، و محاربة الفن بدءا من الموسيقى"مزامير الشياطين", وصولا الى الشعر و الشعراء"يتبعهم الغاوون"..,مع احراق وثيقة حقوق الانسان بأكملها, "فمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"؟
طبعا أول ما يتبادر الى الذهن هو داعش و أخواتها, أليس هذا بالضبط ما يقومون به و يعملون لأجله؟ "صح النوم" يا مسلم الغفلة!! هل هذا هو الاسلام الحقيقي المنشود الذي تبحث عنه يا رافض العلمانية؟ فلتكن عندك الجرأة اذن لاعلانها؟؟ آآآه تخاف من المخابرات و أمن الدولة, الآن فهمت جيدا شيزوفرينيتك..!!
و اذا كنت تعتقد بأن داعش ليست اسلامية, فمحاكم التفتيش و صكوك الغفران لم تكن مسيحية, و حتى ركن الحج الذي يغفر الذنوب جميعا سيصبح غير اسلامي عندما تستفيق من سباتك العميق و سيصنف بجانب صكوك الغفران كبدعة دينية و نصب على المغفلين!!
أما الفريق الآخير الذي يشكل الأغلبية الساحقة, فهو الذي يعتبر نفسه معتدلا مع وقف التنفيذ بالتعبير القانوني, أو داعشيا في مرحلة الكمون بالتعبير الطبي. اذ يقول من جهة بأن الاسلام الصحيح هو الاسلام الوسطي المعتدل, و بعبارة أخرى الاسلام الانتقائي.
و يختار ما يناسبه من نصوص حسب الظروف و التسهيلات خاضعا في انتقائيته هذه لمقولة ماركس "الواقع فوق أي نظرية لا تتوافق معه"، و من جهة أخرى فهو يؤمن مبدئيا بحد الردة ورجم الزاني وقطع يد السارق والجهاد واباحة دماء الكفار..., لكنه يتغاضى عن نصوصه الى حين، و لا يستدعيها الا في المكان و الزمان المناسبين, و يموه على داعشيته تارة بالتأويل و تارة بالتفسير و اللعب باللغة و الاستنجاد بمكرها...

أمام كل هذا العبث و التيه و الخبث, ألا يفرض الخيار العلماني نفسه كضرورة ملحة لوقف نزيف الشعوب المنصوب عليها باسم الدين و تضميض جراحها؟ أليس الطريقة الأنجع لادارة الاختلاف بين كافة الأديان و الطوائف و الملل و النحل؟ و أولها المسلمون الذين لا يعانون الا من تبعات الحكم بدينهم, و الذي قضى على كل أفق للتطور والنهوض ومسايرة العالم, حيث اصبحت المجتمعات "الاسلامية" مجتمعات فاسدة و متفسخة اخلاقيا واقتصاديا وسياسيا ، تتفوق على غيرها من المجتمعات الاخرى في الفساد الاداري والمالي, و تتألق عندما يتعلق الأمر بالدعارة و التحرش الجنسي و جرائم الاغتصاب، والغالبية العظمى منها اعتزلت البحث العلمي والتكنولوجي, و قلة قليلة معافاة ظاهريا و لحظيا فقط بفضل الريع النفطي, أما الدول التى صارت تمثل "الفانطازم" بالنسبة للمسلمين كتركيا و ماليزيا, فقد أسست على يد قادة علمانيين أقحاح كمهاتير محمد وكمال اتاتورك, و هي الى يومنا هذا دول علمانية, و لا تحصد الآن الا ما زرع هؤلاء.
العلمانية هي الحل.



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - لماذا يرفض المسلم العلمانية؟