أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - ميزانية (زنوبه)














المزيد.....

ميزانية (زنوبه)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 14:44
المحور: كتابات ساخرة
    


حين تكون الحلول المتاحه هي مشاكل من نوع أخر فربما يكون ذلك مطلوبا على قاعدة (بعض الشر أهون) , فقد يقبل أحدنا على مضض قطع أحد أطرافه دفعا لما هو أسوأ ويردد مقتنعا (دفع الله ماكان أعظم) , وعلى خلفية متراكم ما (أكرمنا) به علية القوم من (مفاسد) لم يعد أمام العراق بميزانيته الخاويه غير خيارات دوليه وأجراءات داخليه لمعالجة أدران العبث بالثروه طيلة سنوات سلطة المحاصصه المقيته , ومن الطبيعي أن تكون كل تلك الخيارات غير مرغوبه أصلا , وقدكنا في غنى عنها لو أحسن ولاة ألأمور التصرف بما تحقق من إيرادات من مبيعات النفط خلال السنوات السابقه وإستثمارها في أنشطه إقتصاديه محميه بتشريعات يتناقص تحت سقفها المستورد ... بلادنا اليوم في وضع (مُكره أخاك)على ما ستُقدَم عليه من خيارات , لكن السؤال : هل يُعقل أن يكون نموذج ألأداره القائم ألأن والذي لم يُحسِن إيجاد حلول لأشكاليات واقعنا بأموالنا الكثيره سيخرج من (القمقم) ويحل كل العقد بشحيح مال يُقدمه هذا الطرف أو ذاك ؟ ؟ .
ألأمر ألأكيد إن نموذج إدارة المحاصصه هو من أِضطرنا ل (لله يامحسنين) ... وأكيد ليس بما يُعزز الميزانيه بالقليل الذي يتبرع به (فلان) ونستلفه من (علان) سيخرج بنا هؤلاء لأفق أخر , دعك عن (شد ألأحزمه على البطون) وهو إجراء داخلي لن يجد له صدى في نفوس الناس بعد أن عرف صغيرهم وكبيرهم إن ألداعين لهذا ألأجراء كانوا بألأمس القريب يُنفقون على خاصتهم مايزيدعلى إحتمالات التقشف بكثير وعلى سبيل المثال لا الحصر يتردد في ألأوساط الشعبيه إن مداخله جراحيه ل(بواسير) أحد قياداتنا كلفت الميزانيه مايمكن أن يكون ضمانا لحياة مرفهه لعائله صغيره لعشرات السنين فكيف يجوز لمن أنفق إيراداتنا بهذه الطريقه وما يشابهها أن يطلب منا تنفيذ إجراءات كنا بألأمس القريب في غنى عنها؟.
أغلب الظن إن ألأصلاح بأدوات التخريب لن يتم , وقد أثبت قادة المحاصصه إنهم أدوات تخريب , فمن البذيهي إذا إن التغيير نحو ألأفضل لن يتم إلا بإزالتهم جميعا من الواجهه وتفعيل مبدأ (الشخص المناسب في المكان المناسب) وألأعتماد على الكفاءات الأكاديميه الوطنيه المتخصصه كبدائل لقيادات زمن ألأنفلات .. وإلا فلن يكون حالنا افضل من حال (بيت عرمش) وأليكم حكايتهم :
(سدخان) هو ألأبن ألأكبر ل(عرمش) , وذات موسم حصاد وفير قررت العائله إستغلال (البحبوحه) لتزويجه , وبعد أخذ ورد وقع ألأختيار على (زنوبه) ... إحدى قريبات العائله , أنفق ألأب كل ماباعه من الحاصل على تكاليف الزواج بين (مهر ونيشان) ثم أقام وليمه كلفته الكثير ولم يتبقى للعائله غير مؤونة الشتاء وعدد من الطيور الداجنه , وبعد (ألأسبوع) تصدت (الكنه) للقيام بألأعمال المنزليه فكانت تطلب من زوجها ذبح الطيور لأعداد الطعام يوميا , وحين ينضج ما تطبخ تأخذ منه مايكفي لها ولزوجها ثم تنادي على أحد أشقائها لتكلفه بأرسال ماتبقى لأهلها ... تكرر هذا المشهد لأيام والعائله لاتنبس ببنت شفه , وحين سؤل (عرمش) عن مهارة (كنته) في الطبخ أجاب : (هوياهو الماكل من طبخها شو بس تطبخ وتودي لهلها واحنه نتحسر) .
وحين ضاقت ألأمور بالعائله طلب ألأب من إبنه ألأكبر الذهاب الى تاجر معروف في المدينه ليستلف منه مايعززبه (مبزانية العائله) التي أفلست ببركات (زنوبه) , وفي اليوم التالي عاد (سدخان) وبيده (بقجه) ..سأله الأب :
-(ها بويه بشر جبت فلوس من عمك لو ماحصلت ؟) .
-(ايه بويه جبتهن ).
- (خوش بويه وين وديتهن ).
-(والله بويه أشتريت بيهن غراض رادتهن زنوبه) .
-(شنه الغراض الجبتهن ؟)
-(عبايه لأمها ودشداشه لأخوها وجماغ لأبوها وردت أشتري دشداشه لخوها الثاني ماكفن الفلوس !!!) .
من حق كل عراقي أن يقلق على مصير (قروض) البنك الدولي خشية من أن يكون مصيرها (لأهل زنوبه) .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صالح (أخوك) أحسن
- ألشيخ النمر قضية شهيد
- نفط آشور بانيبال
- يشمون رائحة المال
- أمنا العراق
- ألناس بالناس و...
- دخلوها فأفسدوها
- مشروع دويلات الطوائف
- حين (يَبيضُ) البَغلْ
- ألحرباء
- نفطنا وعِجل (إسريح)
- ومن (الطرشي) ماقتل
- ألمُعطِلون
- ملوك ومماليك الفوضى العراقيه
- ألعراق ... ألترقيع وأجزاء الحلول
- أيها ألأسكافي ... هنيئا لك بالحسين وهنيئا للحسين بك
- أعاجيب الزمان بين الحكومة والبرلمان
- (طرشة زنبوره)...
- على وشك الضياع
- نحن والناس من حولنا


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - ميزانية (زنوبه)