أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - الاستخبارات والمواطن














المزيد.....

الاستخبارات والمواطن


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ المواطن العراقي يتحسس تحسناً في اداء الاجهزة الاستخباراتية, سواءاً من خلال الضربات القاصمة لعناصر داعش الاجرامية قبل شنها لهجماتها على قطعاتنا المقاتلة او باعتقال شبكات ارهابية وعصابات الخطف والاغتيال في مدن البلاد الأخرى.
ان جوهر العمل الاستخباري هو اكتشاف التآمر الارهابي او الاجرامي المنظم ووأده في المهد, لكن ما يحصل عندنا هو ان الجهات المختصة تنجح احياناً في القاء القبض على الجناة بعد ارتكاب الجريمة وسقوط المئات من الضحايا بين قتلى وجرحى, وهذا بالطبع لايمكن اعتباره نصراً استخباراتياً.
اصحاب الشأن في العمل الاستخباري عزوا ذلك الى عدم الخبرة او استخدام اساليب استخبارية بالية وكذلك معدات غير ملائمة وقبل هذا وذاك ضعف تجاوب المواطنين مع الاجهزة الشُرطيّة والعسكرية. لكنهم لايتوقفون عند سبب عزوف المواطن عن التعاون مع هذه الاجهزة, رغم تأكيد خبراء مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة الى الاهمية الكبيرة لعامل التعاون الشعبي في قلب موازين القوى ضد الارهابيين وكل الخارجين على القانون.
ان غياب التعاون الشعبي سببه عدم الثقة بهذه الاجهزة, فهي اما مخترقة من الارهابيين او عصابات الجريمة المنظمة, فلطالما تعرض مواطنون للتصفية على ايادي هؤلاء المجرمين بسبب تسريبات من نفس هذه الاجهزة عن المخبر او المشتكي. كما يلاحظ المواطن بألم, النفوذ المطلق لميليشيات حزبية تتخذ تسميات مقدسة, لها تشكيلاتها الاستخبارية الخاصة, تقوم بترويع المواطنين من خلال تجوالها المسلح في الاسواق واحياء المدن والاعتداء على كرامات المواطنين وحجب حرياتهم. وهي تشكيلات فوق القانون بل هي تستفيد من ممالأة الاجهزة المعنية المسؤولة, لأفعالها... والتي لها امتداداتها في الاجهزة الامنية والادارية والقضائية وتحضى بتغطية اعلامية متميزة من فضائيات تابعة لأحزابها وحماية مراجع دينية.
فلازالت احداث محافظة البصرة الاخيرة ماثلة للعيان واضطرار قوة عسكرية خاصة قادمة من بغداد للتصدي لميليشيات متنفذة فيها, قامت بعمليات اختطاف واغتيال مواطنين وسلب ممتلكات, والتي شكلت تحدياُ جدياُ للاجهزة الامنية وقواها الاستخباراتية لتتصرف بما تحتم عليها مسؤوليتها كحامية لأمن المواطن والسلم الأهلي.
ورغم حدوث, في سنين سابقة, حالات القاء قبض على بعض عناصرهم بعد تدخل محدود من الدولة, ألا انه لم يشهد المواطن يوماً الاعلان عن اسمائهم او مرجعياتهم الحزبية الميليشياوية, بل جرى بالاحرى محو آثار الجريمة, ثم تسريبهم من مراكز الاحتجاز ليواصلوا نشاطاتهم الاجرامية واعتداءاتهم في مدن اخرى, وهو الذي لا نأمله هذه المرة.
لقد اعتور عملية اعادة بناء الاجهزة الامنية عموماً والاجهزة الاستخباراتية خصوصاً بعد 2003 الكثير من الاخطاء التي لم تكن بسبب عدم الخبرة وانما بتقصد من خلال تعيين اشخاص لايمتّون للعمل الاستخباري بصلة, على اساس التحاصص الحزبي والطائفي والقومي والعشائري, وهذا هو ما اشاع الفساد والشلل في هذه الاجهزة. كما ان قرار بريمر بحل القوات المسلحة العراقية أفقد هذه الاجهزة الكثير من الخبرات والمعلومات والخيوط والشبكات التي كانت تستطيع ان تأتي بأكلها ضد الارهاب والجريمة المنظمة لو تم احتوائها بشكل حكيم.
ان اعادة بناء هذه الاجهزة على اساس رصين, يكون بأنتقاء حرفي لافرادها وتصفية هذه الاجهزة من العناصر الحزبية والميليشياوية والفاسدة, مع سد الثغرات على الاختراق الارهابي لهذه الاجهزة.
وارتباطاً مع احداث البصرة, لابد في هذا المجال من تفعيل دور دوائر خاصة في القوات المسلحة تقوم بمتابعة حركة أية قوة مسلحة داخل البلاد وفقط بأوامر رسمية, كانت تسمى كما اعتقد, دائرة الحركات, وكذلك الامر بشأن دائرة الانضباط العسكري. وبعد ان تنتهي قدسية أية قوة مقاتلة, عندما يغادر افرادها خط جبهة القتال مع العدو داعش.
ان عملية بناء الثقة وكسب المواطن ستكون مؤاتية بعد ان تقف الجهات الامنية بصلابة مع الحق والقانون لا مع من هو اقوى, مع فرضها الحازم لهيبتها ببسط سلطة القانون على الجميع بدون استثناء وعدم تهاونها مع من ينتهكه, عندها يمكن الحديث عن عمل استخباري مؤثر.
ويبقى شرط نجاح العمل الاستخباري الأكيد ان يكون لأجل المواطن لا عليه وقطع علاقته بأساليب العهد البائد القمعية.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد
- عملية الحويجة - رابح واحد... خاسرون كثر !
- ضياع 76 مدرعة - لغز لا يلتبسه الغموض
- هيْ يا أنتم, ألا تخافون - يوماً عبوساً قمطريرا - (1) ؟!!
- مرحى للهبّة الشعبية ضد الفساد في كردستان العراق !
- سُبة - القائد الضرورة- الموجعة
- اشادة بالتظاهرات... اختطاف المتظاهرين
- إشادة بالتظاهرات... إختطاف للمتظاهرين


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - الاستخبارات والمواطن