أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل عبد الوهاب - قراءة نقدية في المجموعة القصصية - البئر














المزيد.....

قراءة نقدية في المجموعة القصصية - البئر


فيصل عبد الوهاب

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 02:30
المحور: الادب والفن
    


صدرت المجموعة القصصية “البئر” للقاص جمال نوري سنة 2000 عن دار الشؤون الثقافية ـ بغداد في سلسلة ثقافة ضد الحصار وتحمل رقم التسلسل (21).تتناول القصة الاولى في المجموعة “الرائحة” موضوعا اجتماعيا استهلكه كتاب القصة العرب ولكن زاوية النظر او موقف الكاتب يختلف هذه المرة. فالكاتب يتعاطف تماما مع القاتل الذي ينتقم لشرفه من ابنته الحامل سفاحا باعتبارها المسؤولة عن ضياع ذلك الشرف ويعلل الكاتب انحراف الفتاة بغياب الرقابة العائلية عنها ويهمل المحيط الاجتماعي ولو انه يشير من طرف خفي الى انتهاء الرقابة بغياب اخر الاخوة الذي يغادر البيت بملابسه الخاكية ويوحي بذلك الى مسؤولية الحروب التي شغلت المنطقة عن هذه القضية.تذكرني هذه القصة بقصة نشرت في مجلة الاداب البيروتية بعنوان “مطر الليل الاسود” حيث يوظف الكاتب رمز المطر ليتعاطف مع الضحية. اما القاص في هذه المجموعة فانه لايتعاطف مع الضحية ووظف المطر كرمز وخلفية باتجاه يبارك فيه فعل القاتل باعتباره يمثل العرف الاجتماعي ويجعله اداة للتطهير “كان المطر قاسيا ومؤلما ينثال برعونة”.. ونظر من هناك الى الظلام الحالك المترامي يغفو تحت وابل المطر الجارف”. وقد احسن الكاتب صنعا بأن جعل الاب هو الذي يمارس فعل القتل لا الابناء دلالة على تمسك الاب بالعرف لا الابناء الذين ابعدوا عن ساحة الصراع. وقد استخدم الكاتب رمز الرائحة كمرادف للفعل الاجتماعي القبيح الذي يتخلص منه القاتل الى الابد. ولكن هل ان القاتل قد تخلص منه حقا؟ لا اظن فمسؤولية القاتل بينة مثلما هي مسؤولية المجتمع واولها المسؤولية السياسية.
في قصة “البئر” يستخدم القاص تقنية “القصة داخل القصة” او ما يسمى بتقنية تداخل الاطارات السردية. وقد وظف القاص هذه التقنية ببراعة سيطر فيها على تعدد الرواة في القصة، الا ان النهاية بدت غير واقعية او معقولة حيث لايعقل ان تكمل العجوز سرد الحكاية بعد ان ادركت نوم المستمع اليها وكان يمكن ان ينهي القاص قصته بحذف السطرين الاخيرين من القصة.اما عنوان القصة الثانية “نافذة بسعة الالم” فانه يتناصص مع عنوان قصة عبد الخالق الركابي”نافذة بسعة الحلم” ويبدو الراوي فيها متفائلا على الرغم من الالام المبرحة ومشاعر العشاق المحبطة. اما في قصة “ فنجان قهوة” فان الراوي يكون متشائما وتكمن براعة القاص في المزاوجة بين قراءة الفنجان واللوحة المؤطرة خلف الراوي وقارئة الفنجان.وفي قصة “ طفولة اخرى” يتناغم القاص مع مقولة ان الانسان يرجع طفلا في كهولته كي يتخلص من القيود الاجتماعية والمسؤوليات الثقيلة التي تنتظره كل يوم وذلك من خلال القيام بسفرة مع التلاميذ الى مدينة الالعاب.اما نص “مسلة العلب” فانه اقرب الى المقالة منه الى القصة وحسنا فعل القاص بتسميته بالنص.
ويمضي بنا القاص الى قصة “المسدس” بحبكتها البوليسية وقد نجح في خلق قصة بوليسية بصفحتين فقط! وقد اخفق القاص بتكوين حبكة مقنعة لشخصياته في قصة “تصويب” التي تجري احداثها في الحافلة دون ان يعطي نهاية فنية لها. اما قصة “احلام الظل” فهي قصة ممتعة بلاشك وكان من الاجدر بالقاص ان يضع فواصل معينة عندما تتبدل زاوية السرد من المرأة الى الرجل وبالعكس. وكانت نهاية القصة موحية بما يكفي لمعرفة نهاية مشروع الزواج بين الرجل والمرأة اللذين تعديا السن المعتادة للزواج ودخلا بما يسمى بخريف العمر. وفي القصة الاخيرة من قصص المجموعة “صور” يخرج القاص بين مستويين من مستويات السرد في اربع صور متلاحقة، ، المستوى الاول هو ما يسمى بـ “سرد عين الكاميرا” او السرد الموضوعي والمستوى الثاني هو سرد الشخص الاول او السرد الذاتي. ويوظف القاص هذين المستويين مع مستوى ثالث هو طبيعة العلاقة بين الناس والاشياء من جهة والكاميرا الحقيقية في يد المصور من جهة اخرى، ولكن القاص يخفق في ايجاد رموز متسقة بين هذه الصور بما يكفي لابداع قصة منسجمة. ان هذه المجموعة القصصية تشكل تطورا نوعيا في مسيرة القاص اشتملت على الكثير من العناصر الابداعية على الرغم من مواطن الاخفاق في بعضها وتلك مسألة طبيعية في سعي الانسان الدائم لبلوغ مرحلة التكامل.



#فيصل_عبد_الوهاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلبيات الديمقراطية وايجابيات الديكتاتورية


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل عبد الوهاب - قراءة نقدية في المجموعة القصصية - البئر