أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر














المزيد.....

المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


المجتمع المصري في رواية
"ليل ونهار"
سلوى بكر
ما يحسب لكتاب الرواية المصرية أنهم قدموا صورة مجتمعهم بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات، وطبعا المقصود من وراء ذلك النيل من السلبيات وتعريتها، والتقدم من الايجابيات ورفع مكانتها في المجتمع المصري، في هذه الرواية تحدثنا "سلوى بكر" عن عالم المطبوعات في مصر، مجلة "ليل ونهار" وكيف يتعامل رئيس التحرير مع المسائل المادية وكيف يمارس كل الوسائل والطرق التي تمكنه من الوصول إلى المال، فهو عبد وضيع للمال ولأصحاب المال، وتحدثنا في المقابل عن الرجل المضطرب "زهير كريم" الذي حاول البحث عن شيء جميل في الوطن ـ مصر ـ من خلال اجراء مسابقة في مجلة "ليل ونهار" متعلقة بفكرة مفيدة للمجتمع، قيمة الجائزة مليون جنيه، ترسل المقترحات إلى بريد المجلة، وتبدأ عملية فرز الرسائل عن طريق الراوية التي يفرغها رئيس التحرير لهذا العمل، تبدأ عملية الفرز، تكون هناك مجموعة افكار تبين طبيعة المجتمع المصري وكيف فكر، لكن احدى هذه الافكار كانت تحت أسم سنارة وفرخة، تتحدث عن توزيع فرخة وسنارة لأكبر عدد من السكان، حيث سيكون هناك ما يشبه الاكتفاء الذاتي من البيض الذي ستبيضه الدجاجات، وايضا السنارة التي ستجعل المواطن المصري يتأمل في الطبيعة وتجعل غالبية العاطلين عن العمل يفرغوا اوقاتهم في صيد السمك، وهذه العملية ستعلمهم الصبر وتحقق لهم شيء من الغذاء الصحي البعيد عن المواد غير الطبيعية.
تنشأ علاقة بين الراوية و"زهير كريم" الذي يعجب بهذه الفتاة المختلفة عن أقرانها بصدقها واخلاصها في عمليها، خاصة بعد أن تمزق الشك الذي قدمه له نظير عملها في المسابقة، فيدعوها أكثر من مرة إلى منزله وهناك تتوطد العلاقة أكثر فيعمل على رسمها.
بعد الانتهاء من فرز الرسائل، يعمل رئيس التحرير على تغير فحوى المسابقة من خلال تغير الرسالة الفائزة ومن خلال تغير اسم الجهة الممولة للمسابقة، عندها تخرج الراوية من الحفل، وتذهب إلى منزل "زهير كريم: لكي تخبره بالمؤامرة التي قام بها رئيس التحرير، فتجده قد أطلق النار على نفسه منتحرا.
بهذا تنتهي احداث الرواية، الشخصية المحورية فيها "زهير كريم" تمثل شخصية إشكالية، تحمل المشاعر الجياشة، فنجدها تحب بقوة وتحزن بقوة أكبر، تحمل الأمل وفي ذات الوقت الواقع يقتلها، تحاول أن تشكل/تعمل بيئة ايجابية فاعلة لكن الواقع اقوى منها، فيحدثنا "زهير كريم" عن نفسه قائلا: " ...عندما نختف ونتشاجر تشتمني دائما قائلة: مصري رابش، زبالة، لقد صفعنها مرة بسبب ذلك، لكني كنت أتألم دائما، ليس بسبب السب، ولكن لأنها كانت تضعني أمام الحقيقة، أمام السؤال عن انتمائي وكينونتي" ص46، هذا المصري ينتمي لمصر وينحاز لكرامتها من هنا نجده ينفعل ويضرب زوجته السويدية لأنها حاولت اهانته والنيل من كرامة شعبه.
و"زهير كريم" شخص مصري الأصل، عاش في انجلترا لكنه لم يكن انجليزيا، وتزوج من سويدية ولم يكن سويديا، وبقى متعلقا بمصر وشعب مصر، من هنا قدم إليها لكي يعمل شيء فيها، فأختار أن يقوم بتنفيذ هذه المسابقة محاولا من خلالها التعرف على طبيعة المجتمع المصري، وأيضا لكي يرد أموال الضرائب التي تهرب والده من دفعها، فهو عمليا رجل شريف وصادق ومنتمي لوطنه، فبعد أن يطلع على كافة الرسائل المقدمة للمسابقة نجده محبط تماما، من خلال قوله: "لا يوجد بينها خطابان متفقان على فكرة واحدة" ص86، كإشارة على عدم الانسجام داخل المجتمع المصري، وعلى حالة الضياع التي يعيشها، فنجده يستحضر تاريخ مصر المعاصر بهذه الكلمات: "أين الذين كانوا في الماضي يخرجون في المظاهرات يتحدون البنادق والرصاص، أين أولئك الذي كانوا يؤثرون في صنع القرار... ها ابتلعهم الطوفان، هل اختفوا فجأة من على خريطة الأحداث وكأنهم لم يكونوا أبدا؟
... كنت دائما احلم بأن أستكمل ما بدأه جدي وأبي، أن تكون لنا صناعة مستقلة قادرة على المنافسة.
...وأن قدمي تغوصان في عالم تحكمه قوانين السمسرة والعمالة والارتباط بالغرب" ص87 و88، بهذه الحرقة على ما آلت إليه الأوضاع في مصر، التي جاءها تاركا رغد الحياة في الغرب، ورغم أن الراوية كانت تشكل مسكن له وتمنحه الراحة وتخرجه من حالة الكآبة التي يعيشها، إلا أن سلوك الأخرين جعله يفقد الأمل ويقدم على الانتحار، محتجا ومتمرد على هكذا حياة لا تليق بشخص يسعى لكي يكون كريما في وطنه وعند الأمم الأخرى.
فالنهاية رغم شعور المتلقي بأنها كانت سريعة، وفيها شيء من المبالغة، حيث كان من الممكن أن يفرغ "زهير كريم" ما به ألم في الراوية التي وجدته يحمل مشاعر صادقة ونبيلة وما يمر به من اضطراب ناتج عن صدقه الشخصي وتعلقه بوطنه مصر، لكن الكاتبة جعلت النهاية سوداوية، وأرادت أن تكون النهاية بهذه الفجيعة.
الرواية من منشورات مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الثانية، عام 2004



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغامرة في رواية -خاتم اليشب- فارس غلرايبة
- مفهوم الرجوع في الإسلام
- داحس والغبراء الجمل وصفين
- تركيبة الفساد
- التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة
- المرأة والكتابة في -يوميات كاتب يدعى x- فراس حج محمد
- العيون في ديوان - الصمت والرؤيا- سلطان القسوس
- الحب والجنس في رواية -خريف الانتظار- حسن نعمان فطافطة
- -الموت للعرب-
- حضور الطبيعة في ديوان - أيها الوطن الشاعري- صاحب الشاهر
- -حكمة الكلدانيين- حسن فاضل جواد
- القومية الكلدانية
- التوازن في مجموعة -الخروج من الكابوس- فاروق مرعشي
- خطوتان إلى الوراء
- واقع الهلال الخصيب
- زمن الكتابة على ألنت في مجموعة -فلسفة بيضاء- ناريمان إسماعيل
- الواقع الاجتماعي في رواية -عش الزنابير- فيصل سليم التلاوي
- الامبراطورية التركية والدولة الإيرانية وضياع المشرق العربي
- الفكر والسياسة
- الفكرة المجنونة في رواية -إعدام ظل- أيمن عبوشي


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر